q
تكنولوجيا بلوك شين blockchain او سلسلة الكتل كما نسميها نحن العرب هي ثورة حقيقية في عالم التداول المالي، وليس التداول المالي فقط، ولكنها تتجاوز ذلك لتكون تكنولوجيا شاملة يمكن الاعتماد عليها لانشاء نظام متكامل كنظام الانترنت الذي اعتدنا عليه...

تكنولوجيا بلوك شين blockchain او سلسلة الكتل كما نسميها نحن العرب هي ثورة حقيقية في عالم التداول المالي، وليس التداول المالي فقط، ولكنها تتجاوز ذلك لتكون تكنولوجيا شاملة يمكن الاعتماد عليها لانشاء نظام متكامل كنظام الانترنت الذي اعتدنا عليه.

وتكنولوجيا بلوك شين هي تكنولوجيا برمجية جديدة كليا، ظهرت لاول مرة عام 2009 في ورقة بحثية قدمها المدعو ساتوشي ناكاموتو تقوم هذه التكنولوجيا علي نظام الند للند، اي يتم اجراء المعاملات بين مستخدمي هذه التكنولوجيا بدون اي وسيط.

هي تكنولوجيا لا مركزية اي لا يوجد من يتحكم بالعمليات التي تتم من خلالها فلا يوجد هيئات حكومية مثلا مسيطرة علي مجريات الامور بها وهي تكنولوجيا تشفيرية اي ان البيانات التي يتم تناقلها، او الاموال التي يتم تداولها من خلالها تكون مجهولة المصدر.

فمثلا لو قام احمد ارسال عدد 3 بيتكوين لاخوه محمد فلن يستطيع احد معرفة احمد او محمد، لان الاشخاص في نظام البلوك شين هم مجرد اكواد نظام البلوك شين يمكن استخدامه في الكثير من الاشياء، حتي يمكن التنبؤ ان تكنولوجيا البلوك شين يمكن تطبيقها كنظام بديل او موازي لفكرة الانترنت بشكل عام.

Blockchain من المنظور التقني

في الحقيقة المفهوم التقني لهذه التكنولوجيا ليس سهل الفهم وخصوصا لغير المتخصصين كحال التكنولوجيا بشكل عام فهي غير سهلة الفهم فلا عجب ان تري الكثيرين الان لا يعرفون ما هو الانترنت مثلا لذلك هنا سوف احاول ان اختصر وابسط الامور بالقدر الذي يجعل الفكرة سهلة الفهم، وبسيطة المعني.

كل مشروع يتم عمله اعتمادا علي تكنولوجيا سلسلة الكتل يمثل ابلكيشن او تطبيق هذا الابلكيشن يتم تصميمه وبرمجته بلغات برمجية مثل لغة ++c او جافا اسكربت الجدير بالذكر هنا ان تكنولوجيا بلوك شين هي تكنولوجيا مفتوحة المصدر، اي يمكن لاي شخص ان يقوم بنسخ كود اي تطبيق ويقوم بعمل تعديلات عليه ونشره من جديد كتطبيق جديد.

هذا يفسر ان هذه التكنولوجيا كانت تقتصر فقط علي البيتكوين والان اصبح هناك اكثر من 1500 عملة مختلفة علي هذا النظام، الفكرة الرئيسية هنا والمختلفة في هذه التكنولوجيا انه يتم ادارتها ووتسجيل المعاملات التي تتم من خلالها، من خلال اعضاء يستخدمونها بالفعل.

هل ستتمكن تقنية "بلوك شين" من الاستمرار وسط تحديات الجهات التنظيمية؟

منذ أن تم الكشف عن تكنولوجيا "البلوك شين" منذ وقت ليس ببعيد وهي تعتبر المفتاح الذي استطاع أن يحل معظم المشاكل التي كانت تقف عقبة أمام القطاعات والمجالات المختلفة، وبالأخص مع عمليات اختراق البيانات وهجمات القرصنة الإلكترونية، وحسب ما نشره "منتدى الاقتصاد العالم" في تقرير له فقد نالت "البلوك شين" شهرة عالمية في نفس الوقت مع النهوض الذي شهده سوق العملات الإلكترونية.

وقد اختلفت الآراء حول هذه التكنولوجيا، فهناك المؤيدين لها الذين يقولون بأنها تعمل على التقليل من تكاليف قيام الأنشطة المالية والتجارية وزيادة التنافسية والخصوصية، وهناك المعارضون الذين أشاروا بأن الوقت مبكر جداً للحكم عليها.

ومن المخاوف حول "بلوك شين" أنها تستهلك كميات هائلة من الكهرباء، وهناك البعض يقولون أن 25% من كهرباء العالم تستهلكها عملة "البيتكوين" الافتراضية

ومن ناحية أخرى فقد أدرك القائمين على هذه التكنولوجيا أنها معرضة لبعض المخاطر، وذلك بعد تعرض عملة "البيتكوين" وأمثلتها لعمليات القرصنة وغسيل الأموال، حيث أنها لا تخضع لقانون، ولذلك حاولوا تحصينها وبالرغم من إطلاق "بلوك شين" مبادرات داعمة لها، إلا أنها لم تنظر إلى استهلاكها للكهرباء ولا لتأثيرها على المجتمع البيئي.

أسلوب الحياة مع بلوك شين

ترجع تقنية التعاملات الرقمية Blockchain Technology إلى المخترع الياباني ساتوشي ناكاموتو، وتحظى بشهرة واسعة كواحدة من أهم المبتكرات التقنية منذ ابتكار الإنترنت، وتتوفر بها إمكانات من شأنها أن تحدث ثورة شاملة في مجال الخدمات المالية والبنكية.

تقع تقنية بلوك تشين في المركز الصميم للعديد من العملات ومنها المعاملات الرقمية الحديثة مثل البيتكوين Bitcoinالتي بدأت تدور حولها الكثير من الآراء باقتنائها، سواء بالإيجاب أو السلب، إلا أنه في جميع الحالات فإن هذه التقنيات الجديدة مع دخول العملات الرقمية واستخدام تقنية البلوك تشين فإنها ستعمل على كسح المعلومات، وتدفع بعالم الخدمات المالية والبنكية نحو التطوير.

وهناك الكثير من الشركات الاستشارية في العالم تصف تقنيات "بلوك تشين" الجديدة والناشئة على أنها أساسية لدعم وتحقيق الاقتصاد الرقمي في الشرق الأوسط، في الوقت التي تضمن فيه حماية فعالة بمواجهة التهديدات المتنامية في أمن البيانات والجريمة الإلكترونية.

هذه الشبكة تعمل على اختزال الملفات ولكن بصورة أكثر تعقيدا من شبكة المعلومات الدولية مثل اختزاله لملفات التورنت من خلال استخدامها حواسيب قوية وتعمل بنظام خوارزميات رياضية.

ربما تشكل بلوك شين معضلة لبعض الشعوب بسبب استخدامها لجيل جديد من الروبوتات التي تسبب في تفاقم البطالة، في الوقت الذي يأمل العالم بألا يتم استغلالها مثلما تم مع شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" الذي استغلت بشكل سلبي من طرف الحكومات حول العالم بهدف أغراض سياسية ومراقبة مواطنيها.

لذلك كان لابد من ابتكار طريقة حديثة يمكن من خلالها إيجاد مزيد من الفسحة للناس والمساهمة في دمقرطة الاقتصاد العالمي عن طريق إشراك جميع سكان الكرة الأرضية في هذا النشاط.

إنترنت القيم

عمد معهد فراونهوف لتقنية المعلومات التطبيقية إلى تقويم هذه التقنية، فأورد أن "رأي الغالبية بشأن إمكانيات تكنولوجيا بلوك شين كان إيجابيًا" كما أقرت الدراسة التي أجراها المعهد بأن تقنية بلوك شين لا تعد أكثر كفاءة فحسب، "لكنها تتيح لمستخدميها جعل العديد من المعاملات آلية وبالتالي، يمكن إبرام العقود المتعلقة بصفقات أو اتفاقيات معينة أو تسيير المنظمات التي تعمل بشكل مستقل والتي تدار مباشرة من قبل مؤسسيها عن طريق تقنية بلوك شين".

من المتوقع أن تشكل هذه التقنية نقلة نوعية في العقود المقبلة، فمن خلالها، سيتحول العالم من إنترنت المعلومات إلى إنترنت القيم تعد تقينة "بلوك شين" من أسرع التكنولوجيات تأثيرًا على الصناعات، وهي عبارة عن دفتر أستاذ رقمي لتسجيل المعاملات بشكل آمن، ومن المتوقع أن يغير طريقة العمل في جميع أنحاء العالم.

كما يتوقع كثيرون مستقبلًا واعدًا ومبشرًا بالأنظمة المعتمدة على تقنية التشفير بلوك شين، وعطفًا على ذلك أصبح العديد من القطاعات يستخدم تقنية البلوك شين باعتبارها سرية للغاية، ولا يمكن اختراقها، إلا أن ذلك ليس صحيحًا تمامً وثمة قطاعات سوف تغيرها هذه التقنية.

تقنية "بلوك شين" لنقل الأموال

إلى حد الآن، يمكن نقل المعلومات على شبكة الإنترنت فقط ولكن تقنية "بلوك شين" ستتيح للمستخدمين خدمة نقل الأموال بشكل آمن، فضلا عن إدارة البيانات المساحية وإصدار المنشورات العلمية بشكل شفاف في الحقيقة، تسمح تقنية "بلوك شين" الجديدة للأشخاص في كافة أنحاء العالم من التحكم الذاتي في بعض الخدمات، وذلك في استقلالية تامة عن الدولة والظروف الجغرافية وتشمل تقنية "بلوك شين"، نظام دفع غير بنكي، يعتمد على عملة "البيتكوين".

في واقع الأمر، تتمثل الثورة الجديدة في عالم التكنولوجيا في تقنية "بلوك شين"، التي تسمح بإصدار العملة الرقمية وفي حين أن مستقبل وقيمة العملات الرقمية غير ثابتين، تتمتع هذه التقنية بالقدرة على إحداث ثورة في المجال الاقتصادي والإداري، فضلا عن المجال العلمي، بشكل يفوق التغيير الذي أحدثته الإنترنت خلال العقدين الأخيرين.

في البداية، خلق مشروع عملة البيتكوين جدلا واسعا على خلفية إمكانياتها التكنولوجية غير المسبوقة ومن المثير للاهتمام أن تقنية "بلوك شين" لا تتيح للأفراد إنشاء نظام دفع غير بنكي فحسب، بل يمكن من خلالها أيضا القيام بالمعاملات التجارية دون وسيط، أي دون وجود مؤسسة تضمن حسن سير المعاملة بغض النظر عن طبيعتها.

هذه التكنولوجيا ناجعة في مجال القيادة الذاتية

صرح غيلبرت فريدغن، أن "العملات المشفرة تعد مجال التطبيق الأكثر وضوحا لتكنولوجيا بلوك شين" من جانب آخر، يمكن توظيف تكنولوجيا "بلوك شين" في إطار تطورات تكنولوجية أخرى على غرار القيادة الذاتية وفي هذا الصدد، أورد فريدغن أنه "عندما تصبح السيارات ذاتية القيادة متداولة في العالم، مما لا شك فيه أن هذه السيارات ستكون مستقلة على المستوى الاقتصادي حقيقة، تعتبر بلوك شين من التقنيات المهمة للغاية".

تحاول السلطات في اليونان وهندوراس تنظيم عملية التسجيل العقاري بناء على تكنولوجيا بلوك شين. وبالتالي، يمكن إلغاء السجل العقاري على العموم، يعمل هذا النظام وفق حزمة أو "بلوك" من البيانات التي تعتبر بمثابة كومة من الأوراق التي تشكل بذاتها مجلة حجوزات، حيث يتم القيام بعملية حجز على كل صفحة في المقابل، لا يمكن تغيير ترتيب هذه الأوراق نظرا لأن كل صفحة تختلف عن الأخرى.

من جهة أخرى، تتكون هذه البلوكات من سلسلة من البيانات الرقمية المترابطة، حيث يتم تسجيل كل معاملة في بلوك على حدة ويتكون "الهاش" من محتويات البلوكات السابقة، مما يضمن وجود وصلة تشفير وفي الأثناء، تعمل تقنية بلوك شين بشكل أفضل عندما تكون في شكل قاعدة بيانات موزعة وبالتالي، يظهر على حاسوب كل مشارك في شبكة معاملات البلوك شين أرشيف المعاملات، مما يعني أن الحاسوب المركزي غير ضروري.

شبكات الند للند

ظهرت قوة هذا التطبيق اللامركزي لأول مرة في سنة 1999، إبان ظهور خدمة نابستر للموسيقى ويعمل برنامج الحاسوب نابستر على إرسال واستقبال البيانات على حد سواء، في حين تعمل هذه الخدمة دون حاسوب مركزي والجدير بالذكر أن هذه الخدمة قد عوضت الأقراص الصلبة.

في سياق متصل، تعمل برامج نابستر بشكل مترابط، الأمر الذي ينطبق على شبكة الند للند وفي الأثناء، تتفوق مجالات تطبيق واستخدامات شبكات الند للند على قدرات خدمة نابستر، لاسيما وأن شبكات بلوك شين لا تنظم تبادل المعلومات بشكل لا مركزي بين أعضائها فحسب، بل تضمن أيضا عملية نقل البيانات بشكل آمن.

على العموم، يعد التحقق من عملية نقل المعلومات بشكل آمن وفي كنف المعاملات القانونية أمرا مكلفا نسبيا أما بالنسبة لتطبيقات تقنية بلوك شين، يصبح تدخل البنوك التي تعتبر ضامنا لعملية نقل الأموال أو عدول الإشهاد على اعتبارهم أشخاصا مؤهلين للمصادقة على عملية تحويل الأموال أمرا غير ضروري، في الوقت الذي لن يكون فيه حاجة لوسيط البتة.

تقنية "بلوك شين"، تعتبر بمثابة فرصة استثنائية بالنسبة للدول التي لا تحظى مؤسساتها بالثقة لدى المواطنين أو الدول التي تعجز عن تأمين بعض الخدمات إلى حد الآن في الوقت الراهن، تحاول السلطات في اليونان وهندوراس تنظيم عملية التسجيل العقاري بناء على تكنولوجيا بلوك شين.

أبرز استخدامات تقنية "بلوك شين" في 2018

أي مؤسسة تعتمد بشكل كبير على العقود مثل شركات التأمين والمؤسسات المالية والقانونية والعقارات سوف تستفيد من تقنية "بلوك شين" في تحديث وإدارة وتأمين العقود كما أن العقود الذكية التي يتم تنفيذها دون وسيط تقوم في الأساس على تقنية "بلوك شين".

أصبحت عملة البيتكوين أشهر العملات الرقمية والتي تعتمد على تقنية "بلوك شين" تُستخدم على نطاق واسع، ومن المتوقع أن يزداد تأثيرها وتسهل تقنية "بلوك شين" إجراء المدفوعات الإلكترونية وعملية تحويل الأموال لأية شركة، دون الحاجة إلى وسيط أو طرف ثالث.

تستخدم الحكومات مجموعة كبيرة من البيانات الشخصية بما في ذلك شهادات الميلاد والوفاة والزواج، وتتيح تقنية "بلوك شين" إدارة كل هذه البيانات بشكل آمن

فشركة مثل "Onename" تريد إدارة الهويات الشخصية، بالإضافة لتقديم خدمات مثل "Passcard" وهو بمثابة مفتاح رقمي يمكنه أن يحل محل جميع كلمات المرور والهويات الشخصية للأفراد مثل رخصة القيادة.

أول محكمة في العالم بتقنية الـ Block Chain

لم تعد تقنية "بلوك تشاين" حكراً على التبادلات التجارية والمالية، بل أصبحت تُستخدم في العمليات القضائية، بعد أن طوّرت الإمارات أول محكمة في العالم تعتمد تقنية "البلوك تشين"، عبر عقد شراكة وقعته محاكم مركز دبي المالي العالمي و شركة "دبي الذكية".

وتعتبر هذه الخطوة الأولى لبناء مستقبل قضائي يعتمد على تقنية البلوك تشين بفوائدها مثل تبسيط العمليات القضائية، وتفادي تكرار الوثائق، وتحقيق كفاءة أكبر عبر كامل المنظومة القضائية أشارت مدير عام دبي الذكية عائشة بنت بطي بن بشر إلى أنّ "تبنِّي التقنيات المتطورة وتكريسها يهدف إلى ضمان أمان وراحة وسعادة قاطني وزوار المدينة"، مضيفةً: "تسعى استراتيجية دبي للبلوك تشين إلى تنفيذ جميع المعاملات الحكومية الممكنة عبر تقنية البلوك تشين وذلك بحلول عام 2020".

وتعتمد المرحلة الأولى من الاتفاق على جمع الخبرات والموارد لبحث طرق معالجة النزاعات الناشئة عن البلوك تشين الخاصة والعامة مع تشفير القواعد التنظيمية والشروط التعاقدية ضمن شبكة العقود الذكية فيما يعمل فريق العمل المشترك بين الطرفين على وضع نماذج منطقية للعقود الذكية عبر شبكة البلوك تشين بما يتيح إنجاز مختلف أنواع الاستثناءات والشروط لضمان تسوية المنازعات بطريقة سلسة وأكثر كفاءةً، بحسب موقع "فوربس".

مركز النبأ الوثائقي يقدم الخدمات الوثائقية والمعلوماتية
للاشتراك والاتصال [email protected]
او عبر صفحتنا في الفيسبوك (مركز النبأ لوثائقي)

.............................
المصادر
• موقع الرابحون
• موقع الرجل
• الجريدة الاقتصادية
• نون بوست
• موقع ارقام
• ايلاف
• النهار
• لوسيل
• اسواق الاسهم، اخبار الاسواق المالية - Investing.com
• عرب بت

اضف تعليق