q

يعمد المسلمون الى دفن موتاهم قرب المراقد المقدسة التي تضم أجساد أنبياء أئمة واولياء وصالحين، وعند بعض المساجد التي تحتل مكانة في قلوب الناس، ومنهم من يبتهج حين يفكر إنه سيموت عند الكعبة لعله أن يدفن هناك، ويختلفون فيما بينهم على نوع التبجيل والإحتفاء بالموتى، فمنهم من يضع الميت في لحد بسيط ويهيل عليه التراب دون علامة تذكر كما في مقابر يتعهدها أتباع بعض الفرق التي تحتفظ ببعض الإعتقادات الشاذة، بينما يكون لدى آخرين نوع من الإحترام للميت وهو في قبره حيث يعمل له لحد جيد ويبنى عليه، وتوضع علامة دالة يستهدي بها الزائرون للمقابر في المناسبات والأعياد، أو حين الشوق لذكرى حزينة.

فكرت بطرق مختلفة للتخلص من الجثة التي أملكها وسيملكها غيري بعد فراق روحي لجسدي، لكني أمتلك وصية وعليه أن يلتزم بها، وأرى أن لابأس في الحصول على أمتار من الأرض تكون مدفنا لي قد أشتريها وأحصل على موافقات من البلدية فيها، لكن الطرق الأخرى تثير الدهشة يمارسها البعض ويدعو لها، ففي بلدان أوربية يوصي البعض بحرق جثثهم، وواحدة من الطرق تتمثل بوضع الجسد على آلة مستوية ويمدد في مكان يشبه المصعد الكهربائي الذي ينزل الى مستوى أسفل المكان يوجد بداخله فرن يعمل بدرجات حرارة هائلة، وبعد خمسة عشر دقيقة يرفع فيجدون بعض الرماد لا أكثر قد يدفن في مكان، أو يذرى في الهواء، أو يرمى في البحر، وطريقة الهنود عند بعض أتباع الديانات تتمثل بالحرق كذلك، وهي طريقة ليست حكرا عليهم فلكل أتباع دين طريقتهم.

في أقصى آسيا تسلم الجثة الى محنط يصعد بها ملفوفة الى أعلى جبل وهناك يمارس معها طقوسا خاصة بإستخدام الآلات الحادة التي عند القصابين كالسكاكين، ويتم تقطيعها كما تقطع الشاة وتوضع في مكان لعدة أيام وتترك نهبا للطيور الجارحة التي تراقب المكان حيث تنهش اللحم وتترك العظام التي يعود لها المحنط ويضعها في مكان خاص كطقس من الطقوس.

أحد الأصدقاء يفضل الحرق والتحول الى رماد لأنه يرى، أن لا حاجة الى المواراة في حفرة ثم إنتظار الدود الذي تصفه الكتب الدينية بالجيش العرمرم الذي يستهدف العيون والأنف والشفاه واللسان والجلد والشحم والأعضاء الداخلية ولايبقي شيئا منها بعد جلسات تحقيق مريعة من ملكين عظيمين عن اليمين وعن الشمال أحدهما يدعى منكر والآخر نكير، أو ناكر ونكير كما في بعض الروايات.

هذه كلها أفكار تتزاحم في خيال الإنسان وهو يرى أحلامه تذوي كلما تقدم في العمر، وإكتشف إنه كان يعيش أكاذيبا، وكان يلهو ويلعب، وإن كل ماتحقق له وماحققه من منجزات سينسى ويطوى، وما عليه سوى أن يفعل الأعمال الصالحة عله أن ينجو من عقاب محتمل في الآخرة.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق