q
الهجمات والتفجيرات الجديدة لحركة طالبان في العديد من المناطق الافغانية، ستسهم وبشكل فاعل في تعقيد المشهد الافغاني ويبعد فرص السلام والتوافق، حيث أعلنت حركة طالبان وكما ذكرت بعض المصادر، بدء هجوم الربيع السنوي في أفغانستان رافضة عرض الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني إجراء محادثات سلام كما توعدت بالتركيز على استهداف القوات الأمريكية في البلاد. وأطلقت طالبان على هجومها عملية (الخندق) تيمنا باسم غزوة الخندق ما يمثل بداية رمزية لموسم القتال..

الهجمات والتفجيرات الجديدة لحركة طالبان في العديد من المناطق الافغانية، ستسهم وبشكل فاعل في تعقيد المشهد الافغاني ويبعد فرص السلام والتوافق، حيث أعلنت حركة طالبان وكما ذكرت بعض المصادر، بدء هجوم الربيع السنوي في أفغانستان رافضة عرض الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني إجراء محادثات سلام كما توعدت بالتركيز على استهداف القوات الأمريكية في البلاد. وأطلقت طالبان على هجومها عملية (الخندق) تيمنا باسم غزوة الخندق ما يمثل بداية رمزية لموسم القتال.

وقالت الحركة في بيان إن دعوة الرئيس الأفغاني للسلام ”مؤامرة“. وأضافت ”يريدون أن ينصرف الرأي العام عن الاحتلال الأجنبي غير المشروع للبلاد في الوقت الذي لا توجد فيه لدى الأمريكيين أي نوايا جادة أو مخلصة لإنهاء الحرب“. وقال جون سوليفان القائم بأعمال وزير الخارجية الأمريكي إن إعلان طالبان يوضح مسؤولية الحركة ”عن انعدام الأمن الذي يدمر حياة الآلاف في أفغانستان سنويا“. وأَضاف سوليفان ”لا توجد حاجة لموسم قتال جديد“.

وتابع قوله ”أعلنت طالبان عن حملة أخرى من العنف الأهوج مستهدفة الحكومة الأفغانية المنتخبة ديمقراطيا والمعترف بها دوليا ومواطنيهم الأفغان“. وقالت حركة طالبان، التي تقاتل لفرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية في أفغانستان، إن هذه الحملة تأتي ردا على الاستراتيجية العسكرية الأكثر عنفا التي تبنتها الولايات المتحدة العام الماضي بهدف إجبار الحركة على خوض محادثات سلام.

وقالت طالبان ”الهدف الرئيسي (لهجوم الربيع) هو الغزاة الأمريكيون وعملاؤهم. وسيتم التعامل مع المؤيدين لهم داخل البلاد كهدف ثانوي“. وجرى إرسال آلاف آخرين من الجنود الأمريكيين إلى أفغانستان للمساعدة في تدريب الجيش. ويتمتع قادة هذه القوات بسلطات أوسع لتنفيذ ضربات جوية ضد المسلحين في تغيير كبير لسياسة انسحاب القوات الأمريكية على عدة مراحل. وهناك تفاوت في تقدير مساحة الأراضي التي تسيطر عليها طالبان إذ تقول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الحكومة تسيطر على 56 في المئة من البلاد بينما أظهر مسح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) هذا العام أن الحركة نشطة في 70 في المئة من أراضي أفغانستان.

وبعد شهور الشتاء التي اتسمت بالهدوء، يلقي أحدث تجدد للقتال الضوء على التحديات التي تواجهها حكومة كابول وحلفاؤها الأمريكيون الذين يعملون على احتواء تمرد طالبان. وتصاعدت حدة القتال في مختلف أرجاء أفغانستان في الأسابيع القليلة الماضية وتتعرض القوات الحكومية لضغوط كبيرة في أقاليم بدخشان وبغلان وفارياب في الشمال وزابل وغزنة إلى الجنوب من كابول.

ضغوط على حكومة

وفي هذا الشأن شدد مسلحون من حركة طالبان حصارهم على منطقة أخرى في أفغانستان فيما سعى مسؤولون لطمأنه الناس الذين يتزايد غضبهم أن الوضع الأمني سيتحسن. وحاصر المسلحون مجمع الحاكم المحلي في منطقة أجريستان في إقليم غزنة جنوبي العاصمة كابول فيما قال مسؤولون إن تعزيزات لقوات الحكومة وصلت لتحل محل الشرطة في الدفاع عن المدينة.

ويأتي القتال في غزنة التي تشهد منذ فترة طويلة وجودا مكثفا لطالبان بعد عدة أيام من القتال في إقليم فراه في الجانب الآخر من البلاد على الحدود مع إيران حيث اقترب المسلحون من اجتياح عاصمة الإقليم. وزار الجنرال جون نيكلسون قائد القوات الأمريكية في أفغانستان فراه بصحبة وزيري الداخلية والدفاع ورئيس جهاز المخابرات الأفغاني. وقال ”فراه لم تسقط وفراه لن تسقط أبدا“ وحث طالبان على قبول عرض الرئيس أشرف عبد الغني لعقد محادثات سلام. وأضاف ”سنبقى معكم إلى أن تنتهي هذه الحرب نهاية سلمية“.

والتقى نيكلسون بمسؤولين محليين في مجمع الحاكم وسمع شكاوى من فشل الحكومة في حماية المدينة والإقليم الذي تسيطر فيه طالبان على الكثير من المناطق. ووصلت تعزيزات بسرعة من أقاليم أخرى وشنت القوات الجوية الأفغانية والأمريكية ضربات متكررة أجبرت المسلحين على التقهقر عن وسط المدينة لكن المتاجر ظلت مغلقة والشوارع خاوية. وفيما واصلت طالبان هجوم الربيع الذي بدأته في وقت سابق دار قتال عنيف في مناطق متفرقة من البلاد من بدخشان وبغلان في الشمال إلى فراه في الغرب إلى غزنة وزابل في الوسط. بحسب رويترز.

وفي أجريستان في غزنة قال محمد عارف نوري المتحدث باسم الحاكم المحلي إن قوات خاصة أخرى وصلت وتراجع مسلحو طالبان من وسط المدينة. وقال ”القتال متواصل لكن الهجمات على وسط المنطقة تم صدها“. لكن مسؤولين محليين قالوا إن وسط المدينة يبقى تحت تهديد خطير وإن الحاكم المحلي فر منه. وقال منصور فقيري عضو المجلس المحلي لغزنة ” فقدنا الاتصال مع مسؤولين وقوات أمن في أجريستان. ومنذ ذلك الحين لم تردنا تقارير عن الوضع في المنطقة“.

من جانب اخر دعت حركة طالبان سكان كابل إلى تجنب «المراكز العسكرية» في المدينة التي تشهد إجراءات أمنية مشددة، فيما أعلنت أنها تخطط لشن مزيد من الهجمات في العاصمة حيث يدفع المدنيون الثمن الأكبر للنزاع بين السلطات والمتمردين. وكانت الحركة أصدرت تحذيرات مشابهة للمدنيين في السابق، بما في ذلك خلال محاولة فاشلة للسيطرة على مدينة فرح الواقعة في غرب البلاد الأسبوع الماضي. لكن يعتقد أن هذه المرة الأولى التي تسمي فيها الحركة كابل. وجاءت التحذيرات بعدما أفادت الأمم المتحدة بأن العاصمة حيث يكثف تنظيم داعش كذلك هجماته باتت تعد المنطقة الأكثر دموية في البلاد بالنسبة للمدنيين.

وذكرت طالبان أنها تخطط لاعتداءات جديدة تستهدف «مراكز العدو العسكرية والاستخباراتية، كجزء من هجوم الربيع السنوي». وأفاد بيان نشرته على الإنترنت أنه «لذلك، ولتجنب سقوط ضحايا مدنيين ومن أجل الإضرار بالجيش العدو فقط، نطلب من سكان كابل الابتعاد لا نريد أن يُقتل مدني بريء واحد». لكن يصعب تجنب سقوط مدنيين عند استهداف منشآت كهذه نظرا لاكتظاظ المدينة.

وأكد المحلل السياسي والعسكري نك محمد أن «أي هجمات أو تفجيرات مهما كانت صغيرة ستتسبب بسقوط ضحايا مدنيين نظرا إلى أن المنشآت العسكرية تقع في أحياء سكنية في قلب المدينة». واعتبر أن بيان طالبان هو مجرد دعاية مشيرا إلى أن القتال في المدن سيتسبب «بمقتل مدنيين بالتأكيد، لا يوجد طريقة لتجنب ذلك». وجاء بيان طالبان في وقت ذكر مسؤولون في ولاية قندهار الجنوبية أن المتمردين قتلوا خمسة خبراء إزالة ألغام أثناء تمشيطهم المنطقة لتحضيرها لمد خط أنابيب غاز بمليارات الدولارات.

وكانت طالبان تعهدت في وقت سابق بالتعاون للسماح ببناء أنبوب نفط تشارك فيه كل من تركمانستان وباكستان والهند إلى جانب أفغانستان. وقال ناطق باسم الحركة إنها لا تزال تحقق في الحادثة. وتصور المجموعة نفسها على أنها تهتم بتجنب سقوط ضحايا مدنيين لكنها أعلنت مسؤوليتها عن هجمات على غرار اعتداء وقع في يناير (كانون الثاني) واستخدمت فيه قنبلة ضخمة وضعت في سيارة إسعاف وانفجرت في شارع مزدحم ما أسفر عن مقتل أكثر من مائة شخص. وسلطت قدرة المجموعة المتطرفة على ضرب قلب العاصمة رغم تكثيف عمليات التفتيش التي تجريها الشرطة الأضواء على الثغرات الأمنية والاستخباراتية في وقت يزداد الضغط على حكومة الرئيس أشرف غني لحماية المدنيين.

قتال مستمر

من جانب اخر استولى مقاتلو حركة طالبان على منطقة في إقليم بغلان بشمال أفغانستان. وقال مسؤولون بالشرطة إن قوات الأمن تخلت عن منطقة تاله وبرفك بعد قطع الإمدادات عنها خلال أيام من القتال. وقال ذبيح الله شجاع المتحدث باسم شرطة المنطقة ”تهاجم طالبان المنطقة منذ بضعة أيام واضطررنا للانسحاب “. وتأتي سيطرة طالبان على المنطقة في أعقاب الهجوم الذي شنته الحركة على إقليم بدخشان حيث سيطر المسلحون على منطقة ويخوضون قتالا ضد القوات الحكومية التي قالت إنها استعادت تلك المنطقة.

وقال مسؤولون أمنيون إن نحو 100 من مسلحي طالبان قتلوا في اشتباكات دارت في أربعة أقاليم خلال ثماني واربعين ساعه. وأضافوا أن قتالا عنيفا اندلع أيضا في إقليم فارياب في الشمال الغربي. وتشير أعداد القتلى التي يعلنها الجانبان إلى التحديات التي تواجهها الحكومة في الوقت الذي تستعد فيه لإجراء انتخابات برلمانية في أكتوبر تشرين الأول. بحسب رويترز.

ولقي عشرات الأشخاص حتفهم في هجمات انتحارية في كابول في الأسابيع الأخيرة بينهم نحو 60 شخصا في مركز لتسجيل الناخبين وتسعة صحفيين في تفجير في 30 أبريل نيسان. وينظر إلى الانتخابات على أنها اختبار مهم لمصداقية الحكومة وتتطلب تسجيل ملايين الناخبين في مراكز معرضة للخطر في أنحاء البلاد.

الى جانب ذلك قال صنع الله روحاني المتحدث باسم الشرطة الإقليمية إن قوات الجيش والشرطة مدعومة بضربات جوية استعادت منطقة كوهيستان التي كانت سقطت في يد المسلحين مضيفا أن مقاتلي طالبان اضطروا إلى التراجع في منطقة تيشكان حيث سيطروا على عدد من نقاط التفتيش. وتابع ”سقط عدد كبير من الضحايا بين صفوف طالبان لكن ليس هناك معلومات محدثة عن العدد بالتحديد إذ أن المنطقة نائية ونظام الاتصالات بها ضعيف“. وقال عبد الله حسرت المتحدث باسم حاكم إقليم بكتيا إن مسؤولا بأحد أحياء الإقليم الواقع على الحدود مع باكستان من بين خمسة أشخاص أصيبوا في انفجار سيارة ملغومة. ونفذ انتحاري هجوما بسيارة ملغومة أيضا مستهدفا منزلا تابعا لقائد شرطة قندهار عبد الرازق في سبين بولداك على الحدود مع باكستان. ولم يصب عبد الرازق في الهجوم الذي أكد وقوعه. وعبد الرازق من الشخصيات مرهوبة الجانب في قتال طالبان ونجا من عدة محاولات اغتيال من قبل.

اضف تعليق