q
طرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، 12 شرطا للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران، داعياً جميع حلفاء الولايات المتحدة للانضمام إلى الجهد الأمريكي ضد إيران، فيما اعتبرته إيران وأطراف دولية بانه خطاب الحرب الأول، وأعلن بومبيو في 21 مايو/أيار، بكلمة متلفزة، عن سياسة الولايات المتحدة لمواجهة إيران، إلى جانب الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه الاتفاق النووي مع طهران...

طرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، 12 شرطا للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران، داعياً جميع حلفاء الولايات المتحدة للانضمام إلى الجهد الأمريكي ضد إيران، فيما اعتبرته إيران وأطراف دولية بانه خطاب الحرب الأول.

وأعلن بومبيو في 21 مايو/أيار، بكلمة متلفزة، عن سياسة الولايات المتحدة لمواجهة إيران، إلى جانب الخطوط العريضة للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه الاتفاق النووي مع طهران، وقال وزير الخارجية الأمريكي، إن "الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تتكون من 7 محاور للتعامل مع إيران"، مؤكداً أن "الضغط الاقتصادي هو الجانب الأبرز من الاستراتيجية الجديدة تجاه إيران، ومشدداً على أن إيران ستتعرض للعقوبات الأكثر قسوة في التاريخ إذا واصلت سياساتها".

وأضاف: "العقوبات على إيران تنتهي فوراً بمجرد تنفيذ ما هو مطلوب منها"، مشدداً على أن هناك 12 مطلباً أمريكيا من إيران أبرزها وقف دعم الإرهاب والانسحاب من سوريا، ويأتي الخطاب بعد أسبوع على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق الذي وقعه سلفه باراك أوباما مع إيران والقوى العالمية، فيما ناشد الحلفاء الأوروبيون، ترامب عدم الانسحاب من الاتفاق.

12 مطلبا

وانتقد المسؤول الأميركي الاتفاق النووي الموقع مع طهران، وقال إنه لم يجلب الاستقرار للمنطقة بعد أن مكّن النظام الحاكم في إيران من تعزيز موارده المالية التي سخرها لزعزعة استقرار المنطقة، مؤكدا عزم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنهاء قدرة طهران على تهديد العالم، وقال بهذا الشأن إن إيران توفر التمويل للحوثيين الذين يطلقون الصواريخ باتجاه السعودي، والإمارات، وهدد بالتصدي لأي نشاطات بحرية إيرانية، والمطالب التي قدمها المسؤول الأميركي ودعا إيران لتنفيذها هي:

1- الكشف أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن كافة تفاصيل البرنامج النووي الإيراني، ومحطة العمل الذي توقفت عنده.

2- السماح للوكالة بالدخول لكافة المنشآت النووية الإيرانية، وإغلاق مفاعلات الماء الثقيل.

3- وقف إنتاج الصواريخ القادرة على حمل الرؤوس النووية.

4- إطلاق سراح كافة المواطنين الأميركيين ومواطني الدول المتحالفة مع واشنطن المسجونين في إيران.

5- إنهاء الدعم للمنظمات "الإرهابية" مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي.

6- سحب القوات الإيرانية من جميع أنحاء سوريا.

7- وقف دعم طالبان وألا تكون ملاذا لكبار قادة القاعدة.

8- التوقف عن تهديد حلفاء أميركا وعلى رأسهم إسرائيل والسعودية والإمارات.

9- سحب القوات الإيرانية من جميع بلدان المنطقة، ووقف دعم الحوثي.

10- وقف نشاطات فيلق القدس خارج الأراضي الإيرانية.

11- وقف تهديد خطوط الملاحة الدولية.

12- احترام سيادة الدولة العراقية ووقف تدفق المليشيات العسكرية الإيرانية.

البنتاغون تؤيد الحرب

وأعلن المتحدث باسم البنتاغون، العقيد روبرت مانينغ، الاثنين، استعداد العسكريين الأمريكيين لمواجهة كافة تحركات إيران في المنطقة، وقال مانينغ للصحفيين: "نحن بصدد اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمواجهة وردع النفوذ الإيراني الخبيث في المنطقة"، وأضاف: "إننا نقرر حاليا ما إذا كان علينا تعزيز تحركاتنا الجارية أم أننا سنتخذ إجراءات جديدة"، دون أن يخوض في تفاصيل.

ايران ترد

رفضت إيران المطالب 12 التي وجهها لها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، واتهمت الولايات المتحدة بالسعي لقلب نظام الحكم فيها. وانتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني تصريحات رأس الدبلوماسية الأميركية، وقال إنه من غير المقبول أن تحدد أميركا لإيران ودول العالم ما الذي يجب عليهم فعله.

ونسبت الوكالة إلى روحاني القول "من أنتم لتقرروا لإيران والعالم ما يفعلونه؟ عالم اليوم لا يقبل أن تقرر أميركا ما يجب على العالم فعله لأن الدول مستقلة.. انتهى ذلك العصر.. سنمضي في طريقنا بدعم أمتنا"، من جهته قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن أميركا تكرر نفس خياراتها الخاطئة بشأن إيران.

السعي لتغيير النظام

وقال مسؤول إيراني رفيع المستوى إن خطاب بومبيو يثبث أن الولايات المتحدة تسعى لتغيير النظام في إيران، وأضاف ردا على تصريحات بومبيو "أميركا تريد الضغط على إيران للإذعان وقبول مطالبها غير المشروعة.. تصريحاته تثبت أن واشنطن تسعى بالتأكيد لتغيير النظام في إيران"، وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قد استبق خطاب بومبيو بالقول إن طهران ترفض التفاوض في أي قضايا غير نووية، وإن المفاوضات تنحصر في الاتفاق النووي، وقال قاسمي إنه لا يمكن لأحد أن يجبر إيران على الانسحاب من سوريا، وإن الحضور الإيراني في هذا البلد مستمر ما دامت دمشق تطلب ذلك رسميا.

مواقف دولية

من جهتها قالت الخارجية الروسية إن الضغوطات الأميركية على إيران قد تنعكس سلبا على الوضع في سوريا، وأضافت موسكو أن محاولات الولايات المتحدة تغيير السياسات الداخلية والإقليمية لإيران ستأتي بنتائج عكسية.

في المقابل، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخطاب بومبيو، وقال إنه "موقف قوي جدا" ترحب به إسرائيل، وعلى نفس الخط قال أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات يوم الاثنين إن وزير الخارجية‭ ‬الأمريكي مايك بومبيو يسلك الطريق الصحيح تجاه إيران، وقال قرقاش على حسابه الرسمي علي تويتر بعد عدة ساعات من إلقاء بومبيو تصريحات بشأن إيران إن "توحد الجهود هو الطريق الصحيح لتدرك طهران عبثية تغولها وتمددها".‬

روسيا تطعن ايران

فيما تستمر تداعيات انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني على الرأي العام، تتعرض طهران لطعنة محتملة من أقرب حلفائها. فهناك مشروع جديد تخطط له موسكو ودمشق لم تبلغ أخباره مسامع العديد من وسائل الإعلام، مشروع يستهدف حليفتهما إيران، حسب تقرير لمجلة Causeur الفرنسية.

في حال أراد الأسد رحيل القوات العسكرية الأجنبية المنتشرة على تراب سوريا، فإن الروس يطمحون إلى أن يظلوا القوة الأجنبية الوحيدة الفاعلة في البلاد. وعلى الرغم من أن ذلك من شأنه أن يتسبب في إثارة التوترات، إلا أنه في الوقت الحاضر يحظى كل من بوتين والأسد بفرصة ذهبية لدفع الإيرانيين خارجاً، حسب المجلة الفرنسية.

ومن سخرية القدر، أن ما آل إليه الوضع في روسيا بات يصب في صالح إسرائيل. ففي ظل الظروف الحالية، بدأت تتشكل ملامح محور ثلاثي يضم كل من موسكو، ودمشق، وتل أبيب، إذ أن كلاً منهم لديه أسبابه الخاصة لدفع الإيرانيين وأتباعهم إلى مغادرة سوريا.

في الأثناء، تلقت أنغيلا ميركل دعوة من بوتين لاستقبالها في سوتشي، ومن ثم وجه دعوة أخرى إلى إيمانويل ماكرون ليكون ضيفه في سانت بطرسبرغ. ويبدو أن قضية التواجد الإيراني في سوريا ودفعها إلى سحب قواتها والجماعات الحليفة لها أو التخفيض في عدد عناصرها، قد أضحت من الآن فصاعداً جزءاً من المفاوضات العالمية مع طهران.

اضف تعليق