q
تواجه منطقة جنوب شرق آسيا تهديدات حقيقية من تنظيم داعش رغم هزيمته في الشرق الاوسط، يزال التنظيم وكما نقلت بعض المصادر، يهدد جنوب شرق آسيا رغم هزيمته العسكرية في العراق وسوريا، وحذر رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ لدى افتتاح قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) من مخاطر هذا التنظيم الجهادي الذي استطاع تنفيذ العديد من الهجمات الارهابية في دول مختلفة...

تواجه منطقة جنوب شرق آسيا تهديدات حقيقية من تنظيم داعش رغم هزيمته في الشرق الاوسط، يزال التنظيم وكما نقلت بعض المصادر، يهدد جنوب شرق آسيا رغم هزيمته العسكرية في العراق وسوريا، وحذر رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ لدى افتتاح قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) من مخاطر هذا التنظيم الجهادي الذي استطاع تنفيذ العديد من الهجمات الارهابية في دول مختلفة. وتواجه بعض الدول ال10 الاعضاء في آسيان التي تعد 650 مليون نسمة منذ زمن التهديد الاسلامي ومجموعات متطرفة تعزز وجودها بسبب بروز تنظيم داعش. وتبنى تنظيم داعش اولى هجماته في جنوب شرق آسيا في 2016 باعتداءات في جاكرتا (4 قتلى). وفي 2017 في الفيليبين اعلن ناشطون مبايعتهم للتنظيم الجهادي الذي استولى على مدينة ماراوي لكن القوات الحكومية استعادتها بعد اشهر من المعارك الضارية.

وفي موازاة ذلك فان التطور الرقمي يجعل البلدان اكثر تعرضا للهجمات الالكترونية بحسب لي. وقال لي "جنوب شرق آسيا في امان لكن هذه التهديدات حقيقية". واضاف "علينا مقاومة التهديدات الكلاسيكية وغير التقليدية سواء الارهاب او الهجمات الالكترونية". والمخاوف من وقوع هجمات الكترونية تزداد في هذه المنطقة التي يزدهر اقتصادها حيث التكنولوجيا الرقمية لها تأثير اكبر على الحياة اليومية.

وحذر لي ايضا من مخاطر الحمائية الاقتصادية قائلا "المزاج السياسي في دول عديدة تطور ليعارض التبادل الحر، وخصوصا التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي تثير القلق". وردا على ذلك، دعا آسيان الى تعزيز دمج اقتصادات الدول الاعضاء فيها وزيادة تعاونها. وقال "كل دولة من دول آسيان ستجد صعوبة في التأثير منفردة. لكن عندما نتكلم بصوت واحد نكون اكثر فعالية". وتأسست آسيان في 1967 وتضم بروناي وكمبوديا واندونيسيا ولاوس وماليزيا وبورما والفيليبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام.

الفلبين

وفي هذا الشأن قال إبراهيم مراد زعيم جبهة مورو الإسلامية للتحرير، وهي أكبر جماعة إسلامية متمردة في الفلبين، إن مقاتلي تنظيم داعش الأجانب الذين طُردوا من سوريا والعراق يصلون إلى الفلبين بهدف تجنيد أعضاء ولديهم مخططات بمهاجمة مدينتين في جنوب البلاد. وكانت جبهة مورو الإسلامية للتحرير الانفصالية وقعت اتفاق سلام مع الحكومة مقابل الحصول على قدر أكبر من الحكم الذاتي.

وقُتل أكثر من 1100 شخص العام الماضي عندما هاجم متشددون موالون لتنظيم داعش مدينة ماراوي وسيطروا عليها لخمسة شهور مما ألحق بها دمارا كبيرا. وقال مراد إن هذا قد يحدث في مدن أخرى في الفلبين إذا لم يقر الكونجرس قانونا يسمح للمسلمين في جنوب الفلبين بإدارة شؤونهم. وأضاف ”بناء على معلومات المخابرات المتوافرة لدينا، يواصل المقاتلون الأجانب المطرودون من الشرق الأوسط عبور حدودنا التي يسهل اختراقها وربما يخططون للسيطرة على مدينتين في الجنوب هما إليجان وكوتاباتو“.

وتقع إليجان على بعد 38 كيلومترا من ماراوي في حين تقع كوتاباتو على بعد 265 كيلومترا منها. وقال مراد إن مقاتلين من إندونيسيا وماليزيا والشرق الأوسط دخلوا الفلبين وبينهم رجل شرق أوسطي يحمل جواز سفر كنديا. وأضاف أن هذا الرجل توجه إلى معقل جماعة أبو سياف المتشددة التي ترتكب جرائم خطف وقرصنة. وتابع أن المتشددين جندوا مقاتلين في أماكن نائية يقطنها مسلمون مستغلين تأجيل إقرار (قانون بانجسامورو الأساسي) الذي يهدف إلى معالجة ما يشكو منه المسلمون منذ فترة طويلة.

وقال ”يذهب هؤلاء المتطرفون إلى المدارس الدينية ويعلمون الشبان المسلمين تفسيرهم للقرآن كما يلتحق البعض بالجامعات المحلية للتأثير على الطلبة وزرع بذور الكراهية والعنف“. وسيمثل مثل هذا السيناريو معضلة كبيرة للجيش الذي يقاتل على عدة جبهات في جزيرة مينداناو الجنوبية للقضاء على محليين موالين لتنظيم داعش وعصابات ومتمردين شيوعيين. بحسب رويترز.

وقال الجيش إن المتبقين من فلول التحالف المتشدد الذي سيطر على ماراوي يحاولون إعادة تنظيم صفوفهم واستخدام المال والذهب الذي نهبوه من ماراوي لتجنيد أفراد. وتمثل تصريحات مراد تكرارا لتصريحات الرئيس رودريجو دوتيرتي الذي حث أعضاء البرلمان في وقت سابق على تمرير (قانون بانجسامورو الأساسي) وإلا سيواجهون تجددا للحرب مع الانفصاليين بعد عقدين من السلام. وقال مراد ”لا يمكن أن ننتصر بشكل حاسم في الحرب ضد التطرف إذا لم نتمكن من تحقيق السلام عبر قاعات الكونجرس“.

إندونيسيا

الى جانب ذلك فجر أفراد أسرة من المتشددين، بينهم طفل في الثامنة، أنفسهم في إندونيسيا لاستهداف الشرطة وذلك بعد يوم من هجمات انتحارية نفذتها أسرة أخرى على ثلاث كنائس في مدينة سورابايا وأسفرت عن سقوط 13 قتيلا. وقال تيتو كارنافيان، قائد شرطة سورابايا ثاني أكبر مدينة إندونيسية، في مؤتمر صحفي إن المفجرين الانتحاريين قادوا دراجتين ناريتين إلى نقطة تفتيش خارج مركز للشرطة وفجروا أنفسهم.

وأضاف أن الطفل نجا من الانفجار وأظهرت لقطات كاميرات المراقبة طفلا تتعثر خطاه في أعقاب الهجوم. وقال فرانس بارونج مانجيرا المتحدث باسم شرطة جاوة الشرقية إن أربعة من أفراد الشرطة وستة مدنيين أصيبوا في الهجوم. وكان الرئيس جوكو ويدودو وصف الهجمات في سورابايا بأنها أفعال ”جبناء“ وتعهد بالمضي قدما في مشروع قانون جديد لمكافحة الإرهاب بهدف محاربة شبكات الإسلاميين المتشددين.

وبعد أن حققت البلاد نجاحات كبيرة في التصدي للمتشددين منذ عام 2001 عادت الهجمات في السنوات القليلة الماضية ومن بينها هجوم نفذه انتحاريون ومسلحون في يناير كانون الثاني 2016 على منطقة تسوق في وسط العاصمة جاكرتا. وتشتبه الشرطة بأن خلية تابعة لجماعة أنصار الدولة التي تستلهم فكر تنظيم داعش نفذت هجمات الأحد على الكنائس. والجماعة مدرجة على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية ويعتقد أنها جندت المئات من الإندونيسيين المتعاطفين مع داعش.

وقال كارنافيان ”وفي حالة سورابايا، لم يكتشف أمرهم لكننا انتقلنا بسرعة لكشف خليتهم بمجرد وقوع الهجمات“. وقال قائد الشرطة إن رب الأسرة التي نفذت هجوم الأحد كان قائد خلية لجماعة أنصار الدولة في مدينة سورابايا. وكانت الشرطة قد قالت إن الأسرة من بين 500 متعاطف مع داعش عادوا من سوريا لكن قائد الشرطة نفى صحة هذه المعلومة. وقتلت الشرطة مشتبها به بالرصاص واعتقلت أربعة آخرين خلال مطاردة الخلية.

وقال قائد الشرطة إن خلية أنصار الدولة ربما لبت نداء أطلقه تنظيم داعش في سوريا لاستنفار خلاياه في جميع أنحاء العالم. وأضاف أن اعتقال زعيم جماعة أنصار الدولة أمان عبد الرحمن قد يكون دافعا آخر مشيرا إلى اشتباكات مع إسلاميين معتقلين في سجن قرب جاكرتا راح ضحيتها خمسة من أفراد شرطة مكافحة الإرهاب. وفي حادثة أخرى في سيدوارجو جنوبي سورابايا قال كارنافيان إن الشرطة عثرت على قنابل أنبوبية لم تنفجر في شقة شهدت انفجارا أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد أسرة واحدة يعتقد أنها كانت تصنع قنابل. ونجا ثلاثة أطفال من أفراد الأسرة ونقلوا إلى المستشفى. وأضاف كارنافيان أن 25 شخصا في المجمل قتلوا في هجمات منذ الأحد بينهم 13 يشتبه بأنهم متشددون.

وأظهرت لقطات كاميرات مراقبة للانفجار الذي وقع خارج مركز الشرطة دراجتين ناريتين تصلان إلى نقطة تفتيش وتقفان بجوار سيارة قبل أن يقع انفجار مع اقتراب أفراد الشرطة. وقال خبراء أمنيون إن هذه هي أول مرة يستغل المتشددون الأطفال في مهمة انتحارية في إندونيسيا. وقال ستانيسلاوس ريانتا وهو محلل إندونيسي في شؤون الإرهاب ”الهدف من استخدام أسرة لشن أعمال إرهابية هو أن الشرطة لن تكتشف أمرها بسهولة“. وأشار إلى أن الأسر لا تحتاج إلى التواصل باستخدام وسائل التكنولوجيا التي يمكن تعقبها. بحسب رويترز.

وقال وزير التنسيق للشؤون السياسية والقانونية والأمن إن الشرطة ستعزز إجراءات الأمن في مختلف أنحاء البلاد بدعم من الجيش. وذكر ويدودو أنه سيصدر تشريعا عوضا عن قانون جديد لمكافحة الإرهاب الشهر المقبل إذا لم يقر البرلمان مشروع القانون. وتشكو الشرطة الإندونيسية من أن القوانين الحالية لا تسمح لها باعتقال مشتبه بهم لإحباط هجمات.

استراليا تحذر

من جانب اخر حذرت استراليا من ان استخدام تطبيقات الرسائل المشفرة يشكل اكبر تهديد يواجه وكالات الاستخبارات في العصر الحديث، فيما تعهد قادة دول جنوب شرق اسيا تفعيل التعاون من اجل مكافحة الارهاب. وخلصت قمة جمعت رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) واستراليا في سيدني الى ان استخدام "الشبكة (الاكترونية) السوداء" يشكل مشكلة متفاقمة، ويتعين على دول المنطقة تنسيق الجهود من اجل ابقاء الامور تحت السيطرة.

وقال وزير الشؤون الداخلية الاسترالي بيتر داتن في القمة إن "استخدام الارهابيين والمجرمين لتطبيقات الرسائل المشفرة قد يشكل اكبر انتقاص من القدرات الاستخبارية في العصر الحديث". واكد ان السبيل الوحيد من اجل التصدي للمشكلة وللاستخدام المتزايد للانترنت من قبل جماعات كتنظيم داعش بهدف تجنيد اعضاء جدد ودفعهم الى التطرف، هو بالعمل معا.

بدوره قال رئيس الوزراء الاسترالي مالكولم ترنبول "علينا ان نكون دائما متأهبين وان نعمل باستمرار مع جيراننا في المنطقة"، مشيرا الى ان الارهاب اصبح اكثر فاكثر عابرا للبلدان. واضاف ترنبول إن "تقاسم المعلومات يكتسب اهمية كبرى. نعلم جميعا بان ما قد يبدو غير ذي اهمية كبرى، او معلومة استخبارية غير ذات صلة، قد يكون القطعة المفقودة التي تحل احجية التحقيق الذي يجريه شخص آخر". واعتبر ان "الثقة والتشارك والتعاون تكتسب اهمية قصوى".

وفي ختام المحادثات حول سبل التصدي للارهاب وقع القادة المشاركون في القمة مذكرة تفاهم للعمل معا من اجل التوصل الى "تشريع افضل سبل التصدي للارهاب". واتفق المجتمعون على اجراء حوارات اقليمية وورش عمل حول الادلة الالكترونية والاستخبارات المالية وطرق التصدي للتطرف عبر الانترنت. وادى طرد الجهاديين من سوريا والعراق وتوجههم الى دول اخرى الى تفاقم المشكلة. وتمددت المشكلة الى اراضي جنوب شرق آسيا العام الماضي عندما سيطر مقاتلون موالون لتنظيم داعش على مراوي في جنوب الفيليبين، حيث قدمت استراليا دعما من اجل استعادة المدينة.

من جهته نوه رئيس وزراء ماليزيا نجيب عبد الرزاق بمبادرة استراليا من اجل تعزيز التعاون وقال ان التصدي للدعاية المتشددة عبر الانترنت يكتسب اهمية قصوى. وقال عبد الرزاق إن "معركتنا الاساسية الجديدة هي ان نكسب قلوب شبابنا وعقولهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من اجل الحؤول دون استسلامهم بسهولة لعقيدة داعش المشوهة والمنحرفة والشريرة". واضاف ان "تفعيل العمل المشترك في هذه القضايا سيجعلنا اكثر نجاحا". وتابع "بزيادة اتحادنا نكون اكثر فاعلية في محاربة هذه الآفة. ما من احد في منأى منها لكننا معا سنكون اكثر امنا".

وشهدت استراليا ستة اعتداءات في السنوات الاخيرة واحبطت 14 اعتداء، بينها مخطط لاسقاط طائرة. وفي مواجهة هذه الاعتداءات والمخططات عززت كانبيرا الامن القومي وشددت قوانين الهجرة ومكافحة الارهاب والامن المعلوماتي كما عززت حماية الحدود عبر انشاء وزارة للشؤون الداخلية يتولاها داتن. ولفت داتن الى انه من اجل التصدي للتطبيقات التي تسمح للمتطرفين بالعمل بشكل سري تسعى كانبيرا الى اقرار تشريعات تعزز قدرات الادارة على التكيف مع التشفير. بحسب فرانس برس.

وستتضمن التشريعات نصوصا تجبر الشركات التي توفر خدمات الاتصالات واجهزتها على الاستجابة لطلب تقديم المساعدة وتسهيل استخدام اجهزة الرقابة واختراق شبكات الكمبيوتر. وقال ترنبول ان موضوع الامن القومي سيكون محور قمة دول رابطة جنوب شرق آسيا. واضاف "لذا نحن هنا، من اجل اداء واجبنا الاهم وهو الحفاظ على امن شعبنا. نكون اقوى عندما نعمل معا. عندما ننسق جهودنا ونتعاون تكون شعوبنا اكثر امانا".

اضف تعليق