q
قضايا الفساد التي هزت أروقته الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا والتي أدين على إثرها العديد من المسؤولين الكبار بتهم مختلفة، وهو ما اثر سلباً على سمعة الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث لقت القوات السويسرية أواخر شهر مايو عام 2015، القبض على 7 مسئولين كبار من قادة الاتحاد الدولى لكرة القدم \"فيفا\" فى \"زيورخ\"، بسبب تورطهم في قضايا فساد ورشوة من قبل بعض الدول للحصول على شرف تنظيم كأس العالم...

قضايا الفساد التي هزت أروقته الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا والتي أدين على إثرها العديد من المسؤولين الكبار بتهم مختلفة، وهو ما اثر سلباً على سمعة الاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث لقت القوات السويسرية أواخر شهر مايو عام 2015، القبض على 7 مسئولين كبار من قادة الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" فى "زيورخ"، بسبب تورطهم في قضايا فساد ورشوة من قبل بعض الدول للحصول على شرف تنظيم كأس العالم، وأيضا غسيل أموال. وانضم فيما بعد الكثير من المسؤولين والشخصيات في اتحادات كرة القدم وغيرها من الوزارات في دول مختلفة، إلى قضية فساد الفيفا، وذلك بسبب الجرائم المتعلقة بالابتزاز والاحتيال وغسيل الأموال وغيرها من جرائم الفساد التي هزت العالم الكروي. هذه الفضائح وما اعقبها من تطورات ومستجدات ماتزال محط اهتما عالمي واسع، حيث انْتقد الإعلام العالمي وكما نقلت بعض المصادر، سياسة الاتحاد الدولي لكرة القدم والطريقة الجديدة التي سيتعامل بها مع اختيار البلد المضيف لمونديال 2026، والذي يتنافس عليه المغرب والملف الثلاثي الأمريكي الذي يضم الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.

وكشفت تقارير إعلامية فرنسية أن ما يقدم عليه "فيفا" من إجراءات جديدة لتحديد هوية محتضن كأس العالم 2026 سيجر عليه العديد من المشاكل، ويبرز محاباة ملف على حساب الآخر، مستدلّة بالرسالة التي بعثها فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، والتي تظلّم فيها بخصوص إعلام المغرب المتقدّم بالنظام الجديد الذي سيتم اعتماده قبل بلوغ مرحلة التصويت المباشر. وقالت " LBDF" الفرنسية إن المعايير الجديدة تبرز بجلاء أن العهد الماضي للاتحاد الدولي لكرة القدم لم ينته بعد، وربطت ما يروج حاليا بفضائح الإعلان عن منظمي مونديالي روسيا 2018 وقطر 2022، موضّحة أن المنطق يقتضي تنظيم المغرب لهذه التظاهرة بناء على مبدأ التناوب وتكافؤ فرص جميع القارات في تنظيم كأس العالم.

وفي سياق متّصل، ذكرت يومية "ليبيرو" البيروفية، الواسعة الانتشار، أن المغرب، الذي قدّم ترشيحه لاستضافة نهائيات كأس العالم في كرة القدم 2026، يتوفّر على ملاعب عصرية وبنى تحتية قوية لاحتضان الحدث الكروي العالمي. وفي المكسيك، إحدى الدول المرشّحة لتنظيم المونديال مع الملف الثلاثي، قال إيملر بولانكو، الصحفي في قنوات "ESPN" ، إن ما يحدث في هذا الترشيح بعيد عن الرياضة ويبقى سياسيا محضا، حيث أكد أن رئيس الـ"فيفا" جياني انفانتينو، وعد كارلوس كورديرو، رئيس الاتحاد الأمريكي بـ"منح" الملف الثلاثي مونديال 2026، بعدما تم الاعتماد على نظام "تايسك فورس" الجديد.

الفيفا ومونديال 2026

وفي هذا الشأن يواجه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، جياني إنفانتينو، اتهامات بالتدخل في عملية اختيار الجهة المنظمة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2026. وعلمت بي بي سي أن إنفانتينو حاول منع المغرب من الوصول إلى مرحلة التصويت لأنه يفضل ملف التنظيم المشترك للبطولة والذي تقدمت به كل من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. لكن المتحدث باسم الفيفا أشار إلى أن اللجنة المختصة بفحص ملفات الدول المتقدمة وتقييمها تعمل بناء على معايير شفافة وأضاف أن رئيس الفيفا ليس له أي دور في عمل اللجنة أو عملية التقييم ولن يكون له في المستقبل.

وأضاف المتحدث أن هذه الإجراءات صممت خصيصا لتفادي عمليات الاختيار السرية وأحادية الجانب التي كانت تجري في السابق. وقال إن: "العملية عادلة ومحايدة وشفافة بأقصى قدر ممكن حيث أوضحنا نظام التقييم وملفات الدول المتقدمة ونقاط كل ملف مقدم". وأشار إلى أن التقييمات التي ستصل إليها اللجنة ستعلن في وقت لاحق وسيكون بإمكان الجميع مقارنة هذه التقييمات بالمعايير التي وضعت مسبقا وتم الإعلان عنها. وأردف قائلا: "أي شخص سيقوم بانتقاد عملية الاختيار يجب عليه أن يقول لنا إذا ما كان يفضل عملية الاختيار التي كانت تستخدم في السابق". وقال إن "التشهير غير مقبول خاصة في وسط عملية اختيار الدولة المنظمة لكأس العالم ويجب أن نلتزم الهدوء ونتصرف بالمسؤولية والاحترام المطلوبين".

وقام أعضاء من اللجنة في الآونة الأخيرة بزيارة عدة مدن في أمريكا وكندا والمكسيك والمغرب، واتهم بعض مؤيدي الملف المغربي بعض أعضاء اللجنة بالتحالف مع إنفانتينو وهو ما يلقي بالاتهام على حياديتهم. وعلاوة على ذلك لم يخبر الفيفا المغرب ببعض المعايير المطلوبة لتحديد الدولة الفائزة إلا قبل ساعات من تقديم الملف وهو الامر الذي يضعف قدرته على التنافس.

ويعاني الفيفا حاليا من تأثر عائداته الحالية بسبب الدعاوى القضائية التي يواجهها مدرائه السابقون من قبل القضاء الأمريكي ويبدو أن إنفانتينو يرغب في فوز الملف المشترك للولايات المتحدة وكندا والمكسيك بسبب التوقعات بتحقيق البطولة عوائد تبلغ 5 مليارات دولار إضافة إلى مليارين آخرين كعائد بيع التذاكر فقط في حال إقامتها هناك.

تغريدة ترامب

الى جانب ذلك عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعمه للعرض الأمريكي الكندي المكسيكي المشترك لاستضافة كأس العالم 2026 وأتبع التأييد بتهديد مستتر لدول ربما تعارض العرض مما دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) للإشارة إلى قواعده التي تحذر من أي تأثير سياسي على عملية الاختيار. والمغرب هو المنافس الوحيد للعرض الثلاثي المشترك، وسيعلن الفائز خلال الجمعية العمومية للفيفا المقررة في موسكو يوم 13 يونيو حزيران.

وقال ترامب على تويتر ”اشتركت الولايات المتحدة مع كندا والمكسيك في ملف قوي لاستضافة كأس العالم 2026. ”سيكون من المخجل أن تعارض الدول التي نساندها دائما عرض الولايات المتحدة. لماذا يتعين علينا مساندة هذه الدول بينما هي لا تساندنا (بما في ذلك في الأمم المتحدة)؟“. وواجه الاتحاد الدولي تساؤلات بشأن القواعد الأخلاقية المنظمة لعملية التصويت بشأن عروض سابقة لاستضافة النهائيات.

وقال الفيفا في بيان”كقاعدة عامة لا يمكننا التعليق على تصريحات بعينها لها صلة بعملية الترشح لاستضافة البطولة. ”يمكننا فقط الرجوع إلى قواعد الفيفا لاختيار البلد المضيف لنهائيات 2026 لا سيما مدونة القواعد الأخلاقية المدرجة فيها“. وتتضمن قواعد الترشح لاستضافة كأس العالم تحذيرا صريحا ضد أي أنشطة تقوم بها حكومات دول ترغب في تنظيم البطولة ”ربما تؤثر سلبا على نزاهة عملية تقديم ملفات الترشيح وتحاول التأثير على عملية الاختيار“.

ورد رئيس المكسيك إنريكي بينيا نييتو على تغريدة ترامب بإيجابية عبر تويتر أيضا قائلا ”يمكن أن تكون بيننا خلافات لكن كرة القدم توحدنا. وسويا نحن نؤيد طلب المكسيك وكندا والولايات المتحدة لاستضافة نهائيات كأس العالم 2026“. وأبدت اللجنة المسؤولة عن الملف الثلاثي المشترك سعادتها بدعم ترامب وقالت في بيان ”من البداية تلقينا دعما قويا من حكومات كندا والمكسيك والولايات المتحدة. ونحن سعداء بهذا التأييد وستكون دولنا الثلاث مستعدة لاستقبال اللاعبين والجمهور من شتى أنحاء العالم في نهائيات عالمية غير عادية في 2026“. بحسب رويترز.

ورفض مسؤولو ملف المغرب التعليق على تغريدة ترامب. ويعتمد ملف أمريكا الشمالية على ملاعب كبيرة وبنية تحتية ممتازة لكنها لا تضمن الفوز في التصويت في يونيو حزيران. ومن المتوقع أن يحصل العرض المغربي على دعم قوي من دول أفريقيا والشرق الأوسط. وقال رئيس الاتحاد الفرنسي لوسائل إعلام محلية مؤخرا إن بلاده تعتزم مساندة المغرب، وقالت روسيا التي تستضيف النهائيات في يونيو حزيران إنها ستساند المغرب أيضا.

بلاتر والحقائق الجديدة

على صعيد متصل ألمح الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر، الى ان الوقت قد حان للطعن بعقوبة إيقافه ستة أعوام عن ممارسة أي أنشطة متعلقة بكرة القدم، وذلك بعد "ظهور حقائق جديدة" في الملف. وأورد بلاتر عبر حسابه على موقع "تويتر"، "مع ظهور حقائق جديدة، حان الوقت للتساؤل حول قرار لجنة الأخلاقيات في الفيفا - إيقافي ستة أعوام".

وتحدث الرئيس السابق للاتحاد الدولي في بيان مكتوب، عن "معلومات وحتى أدلة" لها علاقة بإيقافه، مؤكدا انه "لا يوجد في الوقت الحالي أي إجراء قضائي". وسبق لبلاتر استئناف العقوبة أمام محكمة التحكيم الرياضي التي تتخذ من مدينة لوزان السويسرية مقرا لها، الا انها ثبتت العقوبة بحقه. وفي ظل عدم وجود مسار قضائي رياضي يمكن ان يلجأ اليه، قد يكون الحل الوحيد أمام بلاتر اللجوء الى القضاء المدني السويسري. واضطر "سيب" بلاتر (81 عاما) للاستقالة من منصبه في رئاسة الفيفا في خضم موجة فضائح الفساد عام 2015، بعد 17 عاما من رئاسة الهيئة الكروية العالمية. بحسب فرانس برس.

وأوقف بلاتر بداية ثمانية أعوام من قبل القضاء الداخلي للفيفا عام 2015، وقلصت العقوبة الى 6 اعوام بعد استئناف تقدم به. واتخذت العقوبة على خلفية دفعة مثيرة للجدل بقيمة مليوني فرنك سويسري (1,8 مليون يورو) لصديقه الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي، الفرنسي ميشال بلاتيني الموقوف أيضا، في إطار سلسلة من فضائح الفساد التي هزت كرة القدم. وكان بلاتيني بدوره لجأ دون جدوى الى المحكمة الاتحادية السويسرية للطعن بإيقافه أربع سنوات في القضية ذاتها، وهو ما لم يفعله بلاتر. ولجأ الفرنسي قبل أيام الى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ.

ولن تمنع العقوبة بلاتر من التوجه إلى روسيا هذا الصيف لحضور نهائيات كأس العالم بـ"دعوة" من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب ما أكد السويسري أواخر تشرين الاول/أكتوبر الماضي.

ادانات مستمرة

في السياق ذاته ادانت هيئة محلفين أميركية في نيويورك اثنين من المسؤولين الكرويين السابقين في اميركا الجنوبية، بتهم التآمر وغسل الأموال والاحتيال في محاكمة مرتبطة بفضيحة الرشى التي عصفت بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" منذ 2015. وبعد ستة ايام من المداولات في المحكمة الاتحادية في بروكلين، اعتبرت هيئة المحلفين أن الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي لكرة القدم خوسيه ماريا مارين (85 عاما) مذنب بست من اصل التهم السبع الموجهة اليه.

أما الرئيس السابق لاتحاد البارغواي خوان انخل نابوت (59 عاما) الذي شغل ايضا منصب رئيس اتحاد اميركا الجنوبية "كونميبول"، فوجدت الهيئة انه مذنب بثلاث من التهم الخمس الموجهة اليه. وتصل العقوبة الناجمة عن هذه التهم الى السجن لمدة 20 عاما كحد اقصى، وستصدر القاضية باميلا تشين حكمها في الاسابيع القليلة المقبلة.

الا ان اللجنة المكونة من 12 عضوا لم تتوصل الى توافق في الرأي بخصوص الرئيس السابق لاتحاد بيرو مانويل بورغا الذي وجهت اليه تهمة واحدة تتعلق بالابتزاز، وستعود الى استئناف المداولات الثلاثاء بعد عطلة عيد الميلاد. ويأتي حكم ادانة مارين ونابوت بعد القرار الصادر ايضا عن فيفا بالايقاف لمدى الحياة ثلاثة مسؤولين كرويين سابقين، أقروا بتهم فساد موجهة اليهم أمام القضاء الاميركي.

وشملت عقوبات "الايقاف مدى الحياة عن جميع الانشطة المتعلقة بكرة القدم محليا ودوليا" والتي اصدرتها لجنة الاخلاقيات التابعة لفيفا، ريتشارد لاي رئيس اتحاد غوام وعضو لجنة التدقيق في فيفا سابقا، خوليو روشا، رئيس اتحاد نيكاراغوا السابق، ورافايل اسكيفييل الرئيس السابق للاتحاد الفنزويلي. وكان روشا مسؤولا عن تطوير اللعبة في فيفا فيما كان اسكيفييل نائبا لرئيس اتحاد اميركا الجنوبية (كونميبول).

وهؤلاء، الى جانب مارين ونابوت وبورغا، هم من بين 42 مسؤولا ومديرا تسويقيا متهمين بدءا من عام 2015 من قبل القضاء الاميركي، بفضائح فساد كبيرة. وغالبية المتهمين بالرشى والاختلاس من اميركا الجنوبية لكن هناك ايضا اميركيين مثل تشاك بلايزر، الأمين العام السابق لاتحاد كونكاكاف الذي توفي في تموز/يوليو الماضي. ولم يحاكم سوى ثلاثة فقط بعدما اعترف الاخرون بأنهم مذنبون وينتظرون حكمهم او محاكمتهم فى بلادهم او تمكنوا من تجنب تسليمهم الى الولايات المتحدة مثل نائب رئيس فيفا السابق الترينيدادي جاك وورنر، أو رئيس الاتحاد البرازيلي حاليا ماركو بولو ديل نيرو الذي اوقفه فيفا موقتا لمدة 90 يوما. بحسب فرانس برس.

وظهرت الفضائح في أيار/مايو 2015، عندما أوقفت الشرطة السويسرية في أحد فنادق مدينة زوريخ الفخمة، سبعة مسؤولين في الاتحاد الذي كان يستعد لإعادة انتخاب السويسري جوزيف بلاتر رئيسا، وذلك بناء لطلب أميركي بعد تحقيق كشف وجود فساد مستشر يمتد لنحو 25 عاما. وأدت الى الاطاحة برؤوس كبيرة في الفيفا، يتقدمها بلاتر الذي تولى رئاسة الاتحاد لمدة 17 عاما، وانتخب السويسري جاني انفانتينو خلفا له مطلع العام 2016.

اضف تعليق