q
{ }
الشيخ علي عبد الرضا الرميثي هو من الاخوة المجاهدين الذين حملوا راية المؤسسة، وقاد المؤسسة ومجلة النبأ وعمل على تأسيسها ودعمها، وايضا عمل على نشر راية الفكر الاسلامي وفكر اهل البيت عليهم السلام في كافة ارجاء المعمورة، وبالفعل كان هذا الرجل مخلصا ومفكرا ومجدا في عمله...

نظمت مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام حفلا تكريميا مميزا للشيخ علي عبد الرضا الرميثي بمناسبة ذكرى مرور 25 عام على تأسيس المؤسسة، وذلك في تمام الساعة العاشرة صباح يوم السبت الموافق 6/4/2018 بمقر مؤسسة النبأ في كربلاء المقدسة، هذا وقد حضر الاحتفال العديد من الشخصيات الدينية والاكاديمية والاعلامية والصحفية.

تضمنت فقرات هذا الاحتفال كلمة رئيسية اوردها الشيخ مرتضى معاش رئيس مجلس إدارة مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام، قال فيها، "في رحاب تلك الفكرة التوعوية والتوجيهية والارشادية التي تشكلت بتوجيه ودعم من سماحة الامام المرجع الراحل السيد (محمد الحسيني الشيرازي)(رحمة الله عليه)، وسماحة المرجع السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)، ومتابعة وتوجيه آية الله السيد (مرتضى الشيرازي)، تم تأسيس مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام ومجلة النبأ منذ اكثر منذ (25) عاماً، حيث يصادف في الشهر الثاني عشر من هذا العام ذكرى اليوبيل الفضي لتأسيس هذه المؤسسة، والتي قامت على مشروع الاصالة والتجديد الذي طرحه الامام المجدد السيد (محمد الحسيني الشيرازي)"

اضاف معاش "وبطبيعة هذا الحال فإن سماحة الشيخ علي عبد الرضا الرميثي هو من الاخوة المجاهدين الذين حملوا راية المؤسسة، وقاد المؤسسة ومجلة النبأ وعمل على تأسيسها ودعمها، وايضا عمل على نشر راية الفكر الاسلامي وفكر اهل البيت عليهم السلام في كافة ارجاء المعمورة، وبالفعل كان هذا الرجل مخلصا ومفكرا ومجدا في عمله، وبالتالي نحن مهما قلنا وتحدثنا عن الشيخ الرميثي فهو قليل، لاسيما وهو قد عاني السجن والتعذيب من اجل هذه القضية، التي تهتم بحمل راية الحرية واللاعنف والسلم، وواجه في سبيل ذلك الكثير من المشاكل خاصة على الصعيد الصحي، لذا فمهما حاولنا أن نمد جسور التواصل ما بين الماضي والحضور فنحن لن نرد لهذا الرجل جزء بسيط مما قد قدمه، ولكنها مجرد محاولة أو رؤية بسيطة لما قدمه سماحة الشيخ على الرميثي من جهد وجهاد وعمل من اجل رفع راية المؤسسة".

الجهاد بالكلمة

تلتها كلمة لسماحة حجّة الإسلام والمسلمين السيد (مهدي الشيرازي) نجل المرجع الديني الراحل السيد (محمد الحسيني الشيرازي) اورد فيها، "يقول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا)، فالأخوة في هذا الجمع المبارك، وعلى رأسهم الشيخ (مرتضى معاش) والشيخ (على الرميثي)، هم من مصاديق هذه الآية الكريمة، وهم حقيقة جاهدوا بكل ما اوتوا من قوة من اجل ايصال فكر اهل البيت عليهم السلام، وهذا حسب استنباط الوالد المرحوم رحمه الله، حيث جاهدوا بما لهذه الكلمة من معنى وبشتى الطرق، لإيصال هذا الفكر لأقصى نقاط العالم مع امكانات ضعيفة جدا".

اضاف السيد الشيرازي "فقبل اكثر من (25)عام لانطلاق هذه الخطوة من قم المقدسة ثمّ في منطقة السيد زينب في سوريا ثمة في كربلاء المقدسة، وهنا لابد أن نؤكد بأن كلا من الشيخ (على الرميثي) والشيخ (مرتضى معاش)، قد عانوا الامرين من اجل ايصال الفكر الاصيل إلى جانب ضعف الامكانات، فمن خلال تلك الفترة الطويلة الممتدة من قم المقدسة ومرورا بالسيدة زينب والان في كربلاء المقدسة ومع استمرارها أن شاء الله، فالكل لم يقصر وعمل بوسعه وضحى في هذا السبيل، فالمرحوم الوالد رحمة الله عليه ضحى بكل شيء من اجل الفكر، فبينما عند بعض الناس المرجعية هي الاصل، لكن الوالد ضحى بمرجعيته لأجل فكره، الفكر كان عنده هو الاصل".

يكمل السيد الشيرازي "فقد كانت فكرة انقاذ البلاد والعباد من هذا الوضع المأساوي هي الاصل، اضافة إلى توعية الجماهير بكافة طبقاتهم صغارا وكبارا، فكتب (للعلماء/ ولأساتذة الجامعة/ وللشباب/ وكتب وخطب للنساء/وكتب وخطب للأطفال)، بالتالي هو كمن وجه الجميع ومن دون اي استثناء، وهذا لا يخطر على بال احد، فكيف يكون ذلك من مرجع تقليد بثقله وبوزنه وبعمره المتقدم الذي ناهز(60) عام وهو يلتقي بطلاب الابتدائية، ويوجههم ويتكلم معهم ويخاطبهم وتكون محاضراته على قدر عقولهم، ولكن يبقى الجوهر هو جوهر الانقاذ، فهو يدب فيهم روح العمل والنشاط، خاصة وأن هناك الكثير ممن التقوا الواحد ولمرة واحدة فقط، وبأعمار صغيرة لا تتجاوز(8) أو(10)سنوات، ولكن تلك الجلسة ظلت عالقة في اذهانهم، والعلة هنا كون الوالد تعاطى مع هؤلاء الصغار على ما هو شأنه واعطاءه وزن واعطاءه ثقل وتكلم معهم بما يعقل".

 يكمل ايضا "ولكن في الاطار الفكري الذي يراه، وحثه وشوقه بداية على التقوى والخوف من الله تبارك وتعالى وترك المعصية، فضلا عن الوصايا التي كان يوصي بها مختلف الافراد خطابة وكتابة وتأليفا وتبليغا وجهادا وزهدا في ملذات الدنيا، فضحى بكل شيء من اجل كلمته ولأجل فكره، وحورب لأجل هذه الكلمة ولأجل هذا الفكر وكتبه خير شاهد على ذلك، بالذات هذه الكتب التي اولى الوالد بنشرها واهتم بها، كتاب (الصياغة الجديدة/ عالم الايمان والرفاه والسلام/عالم الغد/ السبيل إلى انهاض المسلمين/ممارسة التغيير لإنقاذ المسلمين)، "بالإضافة الى مئات الكتب الاخرى التي تناقش(فقه البيئة/ فقه القانون/ فقه السياسة/ فقه الاقتصاد/ فقه الاجتماع/ فقه الادارة / فقه الاسرة / طريق النجاة / فقه حقوق الحيوان)، فهو كتب في مختلف الابواب الحديثة بالإضافة إلى الابواب الكلاسيكية.

 فلأجل هذا الفكر الذي لم يكن مألوفا، الوالد حورب منذ اليوم الاول في(كربلاء / الكويت / ايران)، والاخوة حفظهم الله ايضا لم يقصروا في هذا الجانب، فشدوا من ازره ووقفوا معه وتحملوا المشاق سجناً وهجرة وطوردوا وعذبوا، وبالتالي الوالد رحمه الله دفع ضريبة كبيرة وكذلك هم ايضا، لذا ومن منطلق (من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق)، عقد هذا الاجتماع لتكريم الشيخ الفاضل على الرميثي وهو عبارة عن تكريم لجميع الاخوة العاملين في هذا الحقل، اخيرا أسال الله تعالى أن يتقبل منكم هذا العمل ويكون ذخرا في ميزان حسناتكم".

رجل الخدمة والقلم

من جانبه تحدث سماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ ناصر الاسدي "عن دور رجل الدين في الواقع الاجتماعي والفكري ومختلف الاصعدة الاخرى، فالمرجع الراحل (رضوان الله عليه) وعندما كان يتوج احد الطلاب بالعمة يوصيه ببعض الوصايا، النصيحة الاولى هي العلم الكثير لان العلم هو عبارة عن بحار واسعة، وهذا ما اوردته تلك الرواية التي تتحدث عن شخص عرض نفسه على امير المؤمنين وقال له احس بدنو اجلي، لذا فالأمام اخذ من خاطره وحاول ان يبعث في نفسه السكينة والاطمئنان وايضا اوصاه بطلب العلم، لذا فالسيد (رضوان الله عليه) كان يوجه رجل الدين لطلب العلم".

اضاف الاسدي "وايضا للتقوى ففي حال عدم توفر التقوى يمسي الانسان كالحجاج وكصدام، بالتالي التقوى هي التي تخلق اطار للإنسان وتحدد له مكامن الحلال والحرام، الشيء الآخر المرجع الراحل (رضوان الله عليه) كان يركز ايضا على الاخلاق، لذا فـإن الاسلام مع عدم وجود الاخلاق تتشكل امامه مجموعة قوانين جافة، بالإضافة إلى ذلك المرجع (رضوان الله عليه) كان يوصي على خدمة الناس، وذلك كون خدمة الناس تشكل عنوان اساسي في حياة رجل الدين الواقعي الذي يبحث عن الاصلاح، ففي الحديث عن رسول(ص)(خَصْلَتَانِ لَيْسَ فَوْقَهُمَا مِنَ الْبِرِّ شيء: الْإِيمَانُ بِاللَّهِ، وَ النَّفْعُ لِعِبَادِ اللَّهِ)".

يكمل الاسدي "لذا فإن الشيخ (علي الرميثي) ومنذ عرفناه هو رجل الخدمة والقلم والتوجيه والتربية، وهو من الكوادر المؤسسة لمجلة النبأ تلك المجلة الراقية، في مضامينها وتوجهاتها وهي كانت تصدر كنشرة بـ(12) صفحة، وهكذا تطورت تدريجيا لتصبح مؤسسة ولها فروع، ولله الحمد فإن مؤسستكم مباركة ان شاء الله ومنتجة ولها العديد من الانشطة الانسانية والدينية والوطنية والاعلامية، فجزاك الله خير الجزاء وشكرا لكم ولجهودكم".

كلمة طيبة

من جهته تقدم الحقوقي احمد جويد، مدير مركز ادم للدفاع عن الحقوق والحريات، "بالشكر الجزيل لجميع الاخوة الحضور نيابة عنه وعن جميع الباحثين والعاملين في مركز ادم للدفاع عن الحقوق والحريات، ليرفع اجمل آيات التهاني والتبريكات الى شخص الشيخ الرميثي بمناسبة تكريمه، خاصة واننا نلمس من خلال تلك الشخصية التي تتوفر فيها العديد من المزايا، من مثل (دماثة الخلق /الايمان / الصبر /روح التضحية /حب الآخر)، وهذه الشخصية الجليلة والمؤمنة نعتز بها كثيرا، بل نحن نفتخر به بيننا في كل محفل وفي كل لقاء".

اضاف جويد "قال الله سبحانه وتعالى (ومثل كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ)، بالتالي فإن الشيخ الرميثي أسس واجتهد في تأسيس هذه المؤسسة التي يمر على تشكيلها (25) سنة، وها هي نتاجاتها كبيرة ومتنوعة، بل ربما هي تتقدم بشكل كبير ولافت، وذلك نتيجة تلك الانفاس الطيبة للأمام الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي وجهاد جميع الاخوة".

في السياق ذاته قال الاستاذ عدنان الصالحي، مدير مركز المستقبل للدراسات الاستراتيجية، "هذا الجهاد وتلك السيرة التاريخية الكبيرة، التي وثقتها تلك المبادرة العظيمة من سماحة الامام الراحل (رضوان الله عليه) والمصاعب التي واجهها كل من الشيخ (علي الرميثي) و(الشيخ مرتضى معاش)، بالتالي هناك ثمة احساس غير اعتيادي بالتصاغر امام تلك القامات الكبيرة، بالإضافة إلى ذلك فنحن لا نمتلك الا ان نقول للشيخ (علي الرميثي) له لله درك على تلك الجهود، لذا نحن نسال الله تبارك وتعالى أن يكون هذا المسعى في ميزان حسناتك، وأن تكون انفساك معنا كي نكمل ذلك المشوار ببركة الصلاة على محمد وال محمد".

معنويات الامام الشيرازي

الكلمة الاخيرة كانت لمساحة الشيخ علي عبد الرضا الرميثي، "بداية لابد أن اتقدم بالشكر الوافر لسماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد (مهدي الشيرازي) نجل الامام الراحل السيد (محمد الحسيني الشيرازي)(رضوان الله عليه)، وسماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ (ناصر الاسدي)، وسماحة الشيخ (مرتضى معاش) رئيس مجلس إدارة مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام وجميع الاساتذة والمختصين.

اضاف الرميثي "الجهود التي بذلها المرجع الراحل (قدس الله انفاسه الزكية) هي عظيمة ولا تعادل شيء مما نقدم الان وهذا يذكرني واقعا بالخطيب الذي كان يزور السيدة معصومة(ع) في قم المقدسة ويزور السيد المرجع، وهو يصف السيد بانه يعطيه القوة والدعم الاسبوعي للعمل، وذلك من خلال معنوياته العظيمة التي دائما ما تمنح الاخرين العزم والمثابرة والقوة، وكذلك نحن كلنا لا شيء لولا اصرار السيد وجهوده وحثه لنا، فهي كانت تعطينا الطاقة والحماسة من اجل تقديم الأفضل.

يكمل الرميثي "لذلك حقا اقول كل الشكر والتقدير للسيد المرجع (رضوان الله عليه) والخير كل الخير، ايضا لابد أن نعرج على سماحة الشيخ (مرتضى معاش) الذي استطاع خلال تلك السنوات الطويلة، إن يضع بصماته ولمساته الحقيقية التي تستحق منا كل الشكر كونها اثمرت عن العديد من التخصصات الاكاديمية والبحثية والاعلامية، بالإضافة إلى ذلك الشكر كل الشكر لجميع الاخوة العاملين في هذه المؤسسة على تلك الاسهامات الخلاقة، والتي تأتي في ظروف غير اعتيادية وعصيبة، وفي الختام جزاكم الله خير الجزاء ووفقكم لكل ما هو خير".

وقد تم التكريم عبر اهداء درع الابداع والتميز والانجاز الى سماحة الشيخ علي عبد الرضا الرميثي من قبل سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد (مهدي الشيرازي) نجل الامام الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي (رضوان الله عليه).

اضف تعليق