q
د. أصغر دادبه (1)-ترجمة: عباس كاظم الشمري

 

خُلْقٌ، خلُقٌ جمَعها أخلاق، وتعني في اللغة الطبائع والعادات والطبيعة، وكذلك الدين والمروّة (المروءة)، وعند الحكماء وعلماء الأخلاق فإن (الخلق) صفة ثابتة أو هي الحالة الراسخة في النفس والتي تشكل العامل الأساس للممارسات الحسنة والسيئة.

تلك الممارسات التي تصدر من الإنسان بعفوية وبسهولة وبدون تفكير مسبق أو تأمل وصعوبة حيث يطلق العلماء على هذه الصفات الراسخة والحالة القائمة (المَلَكة) وجمعها (الملكات)، ويعبّرون عن (الخُلق) بالملكة التي تصدر عنها الأفعال الخيرة والشريرة، وعندما يؤكد الحكماء في تعريف الخُلق على السهولة في التعبير بمعنى إلغاء العناء أو الصعوبة وعلى أنه يأتي بدون تأمل أو تفكير فمعنى ذلك أنهم يستثنون الصفات غير الراسخة والانفعالات الآنية عند الإنسان من تعريف (الخُلق) مثل غضب الإنسان الحليم فإنه ليس من الصفات الثابتة لديه، وثانياً فإن بعض السلوكيات والتصرفات التي تصدر من الإنسان بالضغط على نفسه وبصعوبة بالغة وبتفكير وتأمل مسبقين وإن كانت ثابتة لديه إلا أنها لا تصنف ضمن الأخلاق، ومثال ذلك عطاء البخلاء وعطاء الكرماء الذي يكون بقصد الشهرة أو كسب السمعة(2).

وفي هذا المجال سنتطرق إلى ثلاثة مواضيع هي:

(1) تكوّن الأخلاق، (2) أنواع الأخلاق، (3) ثبات وتغير الأخلاق.

تكوّن الأخلاق

يعلل الخواجة نصير الدين الطوسي عندما يعرّف الخلق على أنه: (الملكة النفسية التي تستوجب عفوية صدور الأفعال وبلا رجوع إلى الفكر أو التريث والتأمل) بأمرين أو عاملين هما الطبيعة والعادة.

أ) الطبيعة: وذلك لأن لكل إنسان مزاج وسريرة خاصة بطبيعة تركيبته النفسية؛ فبعضهم سريع الغضب، ولأتفه الأسباب نراه يخرج عن طوره، والآخر يتمتع بقدرة عالية على الصبر والتحمل، والبعض يندهش بسرعة ويستغرق بالضحك والبعض الآخر على العكس من ذلك تماماً، فهو لا يندهش ولا يثار ولا يتبسّم أبداً فضلاً عن أنه لا يضحك.

ب) العادة: وهي إن الإنسان يقوم ابتداءً بانتقاد العمل بعد التفكير والإمعان، ومن ثم يضغط على نفسه لإنجاز وتنفيذ ذلك العمل، وفي النهاية وتحت تأثير تكرار العمل والتمرن عليه، وبالتدريج سوف يأنس بذلك العمل ويصبح في النهاية إنجازه أو ممارسته سهلاً لا يحتاج فيه للرجوع إلى الفكر أو التأمل أو التعرض لضغوط نفسية.

هكذا يرى الخواجة نصير الدين الطوسي سبب تكون الأخلاق في المكونات الطبيعية للإنسان من جهة؛ ومن جهة أخرى يعزوها إلى التكرار والتمرن والتآلف مع الأعمال والسلوكيات حتى تصبح عنده ملكة خاصة تسمى عندئذٍ الأخلاق(3).

أنواع الأخلاق

تنقسم الأخلاق إلى أخلاق حسنة وأخلاق سيئة، وكذلك الأفعال التي يمكن تقسيمها إلى أفعال جيدة وأخرى رديئة، انطلاقاً من الأسس النفسية لهذه الأفعال أو السلوكيات وانطلاقاً من الصفات الثابتة للأخلاق التي تنقسم بدورها إلى الصفات الحسنة والقبيحة وبذلك تكون الممارسات إفرازاً طبيعياً للأخلاق، وكما يعبر عنها في علم الأخلاق بالفضائل والرذائل.

أ) الأخلاق الحسنة: هي الملكة النفسية الراسخة التي تصدر عنها السلوكيات الجيدة بسهولة ويسر، تلك السلوكيات المقبولة طبقاً لموازين العقل والدين، والتي تتطابق مع ما يسمى في علم الأخلاق بـ (الأخلاق الفاضلة)، التي تكون عادة إحدى مباحث علم الأخلاق، ويكون اكتسابها من الأهداف الغائية عند كل إنسان في سلم الصعود والسلوك الأخلاقي(4).

حُسنُ الخلق، الخلق الحسن: هو ما أكدت عليه كلمات الله عز وجل والنصوص النبوية وكذلك النصوص الواردة عن الأئمة الأطهار(ع):

أولاً: مُدح الرسول الأعظم (ص) في القرآن الكريم بسبب عظمة أخلاقه فقال تبارك وتعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم) (5).

وأكدت الأحاديث النبوية المروية على حسن الخلق بصورة خاصة، فجاء في الأحاديث الشريفة عن الرسول(ص): (حسن الخلق نماء، لا حسب كحسن الخلق، إن أحسن الحسب الخلق الحسن، البر حسن الخلق، من سعادة المرء حسن الخلق).

وفي حديث آخر يوصي الرسول الأكرم (ص) المسلمين بالتخلق بأخلاق الله، فيقول: (تخلقوا بأخلاق الله، إن أكثر الناس يدخلون الجنة بتقوى الله وحسن الخلق).

ويصرح الرسول (ص) في حديث له بأن الدين هو الخلق الحسن وهو الهدف النهائي والغائي من بعثة الأنبياء حيث يقول: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) (6).

وجاء في الأحاديث عن الإمام علي (ع) تأكيده الصريح والواضح على حسن الخلق في موارد كثيرة، من جملتها (حسن الخلق رأس كل بر، حسن الخلق أفضل الدين، لا قرين كحسن الخلق، أكرم الحسب الخلق الحسن) (7).

ب) الخلق السيء (القبيح): وهو أيضاً ملكة نفسية راسخة تصدر عنها السلوكيات والممارسات السيئة بسهولة ويسر وعفوية، وتلك الأفعال التي لا يرضى بها العقل ولا الشارع المقدس (الدين) والتي تعكس الصفات البذيئة والأخلاق الرذيلة عند الإنسان. تناول علم الأخلاق الرذائل الأخلاقية بالبحث والدراسة وكذلك الحال بالنسبة للفضائل الأخلاقية، ذلك لأن علم الأخلاق الذي يعبر عنه بأنه (طب الأرواح والنفوس) يجب أن يتناول الآلام من جهة، ومن جهة أخرى يصف لها العلاج الناجع؛ ومن هنا فإن الرذائل الأخلاقية هي الآلام والأوجاع وعلاجها يكمن في الفضائل.

لم نجد في القرآن الكريم آية تتناول الخلق السيء بصورة صريحة، ولكن الروايات والأحاديث النبوية قد تناولته بشكل صريح لا لبس فيه؛ فجاء عن الإمام الصادق (ع) قوله: (إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل) (8)، ونقل عن الرسول الكريم (ص) قوله: (من ساء خلقه عذب نفسه).

وجاء في الكلمات القصار المنقولة عن الإمام علي (ع) أربع وعشرون كلمة تتناول سوء الخلق جاء في إحداها بأن: (كل داء يداوى إلا سوء الخلق) (9).

وهناك ما يشير في كلمته إلى أن سوء الخلق هو سبب التعاسة في الحياة حيث قال: (من ساء خلقه ضاق رزقه) و (سوء الخلق نكد العيش وعذاب النفس)، ويعلل الإمام كل ذلك بالجهل حيث يقول: (الخلق المذموم من ثمار الجهل) (10).

ثبات وتغير الأخلاق

إن أهم استفسار أو سؤال يطرح في علم الأخلاق هو كالتالي: هل أن الصفات الخلقية ثابتة عند الإنسان ولا يمكن تغييرها أم لا؟! وهل أن تغير الأخلاق يرتبط عضوياً بالتربية والتعليم؟!، يجيب الحكماء على هذه الأسئلة بأن الأخلاق منها ما هو فطري (ذاتي) أو طبيعي فلا يمكن تغييره، ومنها ما هو اكتسابي (غير طبيعي) بمعنى أنه لا يستند إلى طبيعة النفس التكوينية.

ولكن (الخواجة نصير الدين الطوسي) يرى الأخلاق من زاوية ثالثة يمكن أن نعبر عنها بأنها تركيب من الفطرية والاكتسابية.

أ) النظرية الفطرية (الطبيعية): طبقاً لهذه النظرية فإن للأخلاق منشأ فطرياً يكمن في طبيعة الإنسان الذاتية، فالصفات الحسنة والسيئة مودعة في ذات النفس الإنسانية ويولد الإنسان في هذا العالم وهو يحملها بين جنبيه، وكما يقول علماء التربية والتعليم فإن نفس الإنسان أو ذهنه هي (لوحة مكتوبة) لوحة قد ثبتت عليها الأخلاق الحميدة والمذمومة سلفاً؛ ولذلك وطبقاً لهذه النظرية، أي النظرية الفطرية الطبيعية، يمكننا أن نستنتج على سبيل القطع نتيجتين هما:

1- تباين وتعدد النفوس: ويعني أن النفوس تختلف باختلاف اتصافها بالصفات الجيدة الحميدة أو المذمومة السيئة أو أنها قد تحمل من هذه وتلك بنسب متفاوتة وفي النهاية فهي تختلف مع بعضها البعض وتتباين تبعاً لتلك النسب.

2- عدم تغير الأخلاق: ويعني ثبات الأخلاق لأنها تنبع من الذات والفطرة للإنسان وبما أن الذات لا يمكن أن يطرأ عليها التغيير فكذلك ما ينتج عنها من أخلاق ذاتية لا يمكن تبديله(11).

أما الخواجة نصير الدين الطوسي فإنه يشرح النظرية الفطرية (الطبيعية) هكذا: (ذهب قوم إلى أن كل الأخلاق طبيعية ذاتية والتحول عنها مستحيل) (12).

ب) النظرية الفطرية - الاكتسابية: كما قلنا سابقاً فإن الخواجة نصير الدين الطوسي ذهب إلى نظرية ثالثة لا تدين بالنظرية الفطرية أو النظرية الاكتسابية بل تطرح مفهوماً آخر يمكن التعبير عنه بالنظرية الفطرية - الاكتسابية، ولكن يجب أن نصنف هذه النظرية ضمن النظرية القائلة بأصالة الأخلاق الفطرية أو إنها قريبة جداً منها، وذلك لسببين:

أولاً: لأن الأخلاق الاكتسابية وطبقاً لهذه النظرية تترسخ بالتدريج في النفس الإنسانية لتأخذ صفة الثبات الأخلاقي.

ثانياً: لأن أصحاب هذه النظرية لا يرون في الأخلاق الاكتسابية وتغيرها لدى الإنسان نفس القوة والأولوية التي ينسبونها للأخلاق النابعة من الفطرة والطبيعة الذاتية؛ فهم يعطون لهذا العامل الحظ الأوفر في تكون الأخلاق؛ ولذا انقسم أصحاب هذه النظرية إلى قسمين تبعاً للمقولة القائلة بأصالة صفة الخير أو الشر في الطبيعة البشرية.

الفريق الأول وهم الذين يذهبون إلى أصالة قوى الخير في الفطرة الإنسانية ويقولون بأن سريرة الإنسان مفطورة على الخير، وكما يعبر الخواجة: (فطر الله الناس جميعاً على طبيعة الخير)، ولكن في خضم الحياة ونتيجة لمخالطة الأشرار يترسخ الشر بصورة تدريجية داخل النفوس ليحول الإنسان في النهاية إلى إنسان شرير. ينسب الخواجة هذه النظرية إلى الحكماء الرواقيين.

الفريق الثاني الذي ذهب إلى الفطرة الشريرة وأصالتها؛ فهو يعتقد بأن سريرة الإنسان فطرت على الشر و السوء؛ ولذلك فهم يقسمون الناس - طبقاً إلى ما ذهبوا إليه - إلى قسمين: قسمٌ يمكن تربيته وتهذيبه وقسم يستحيل عليه ذلك؛ فالذين لا يمكن تهذيبهم هم الذين هبطت نفوسهم إلى قعر الرذيلة ومنتهاها؛ ولذلك لا يمكن بأي شكل من الأشكال إنقاذهم منها. وأما الذين يمكن تهذيب أخلاقهم فهم أولئك الذين يخالطون أو يجالسون الطيبين والخيرين منذ بدء نشأتهم وتحديد معالم شخصيتهم، وإذا فقدوا هذه الفرصة في الحياة فإنهم سيبقون على شرهم الفطري وسوف لن تتغير أخلاقهم السيئة(13).

وبذلك وكما قلنا سابقاً فإن دور عامل (اكتساب الأخلاق) وعامل (تغيير الأخلاق) لا يصلان في تأثيرهما إلى درجة تأثير العامل الفطري؛ ولهذا السبب سيكون من الطبيعي تصنيف هذه النظرية ضمن النظرية الفطرية الطبيعية.

ب) النظرية الاكتسابية (غير الفطرية): طبقاً لهذه النظرية (فإن النفس البشرية لوح خال من كل شيء وكل ما يسطر عليها تكتبه التجربة)، لذا فإن الإنسان على هذا الأساس لا يأتي إلى هذه الدنيا بأخلاق حسنة أو قبيحة ولكنه سيكتسب هذه الأخلاق من خلال تجاربه الحياتية وفي فترة من التربية والتعليم التي يجتازها. تعطينا هذه النظرية كسابقتها نتيجتين تقابلان النتائج الحاصلة من النظرية السالفة الذكر وهي:

1- وحدة النفوس: أي إن النفوس البشرية ليست متباينة ولا متفاوتة في خلقتها الأولى بل كلها متساوية وتعتريها التفاوتات والاختلافات نتيجة التجربة والتربية والتعليم.

2- إمكان تغيير الأخلاق: وبما أن الأخلاق الفاضلة والسيئة لها منشأ واحد وهو التجربة والتربية والتعليم فإنها قابلة للإنشاء والتكوين وكذلك للتغيير والتبديل، أي إن أخلاق الإنسان تتغير بمرور الزمن واختلاف التجارب والتربية والتعليم؛ فيمكن أن تحل الأخلاق الفاضلة محل السيئة وبالعكس، وذلك لكونها وطبقاً لهذه النظرية مكتسبة في الأصل، كما يعبر عن ذلك الشاعر حافظ الشيرازي (ديوان: طبعة قزوين، الغزل- 379).

في حديقة المجتمع لا توجد زهرة بـــرية

وكل زهرة تنمو كما تربيها وتباريها

لا تلومن زهرة برية في حديقة وجودي

فإن الزهور تنمو كما تربيها

فإذا كانت النتيجة الحتمية للنظرية الفطرية هي الإيمان بالجبر فإن النتيجة المنطقية للنظرية الاكتسابية ستكون الاختيار والتفويض لا محالة؛ لأنه في ظل الإيمان بنظرية الاختيار يمكن أن نبني نظرية تغيير الأخلاق تحت تأثير التربية والتعليم(14).

وبالرغم من أن الخواجة نصير لا يتحدث عن نظرية الاكتساب بصورة صريحة ضمن تقسيم أنواع النظريات ولكن كلامه في باب (الخلق غير الطبيعي) يتطابق مع ما تذهب إليه النظرية الاكتسابية(15). يقول الخواجة: (اختلف القدماء حول هل أن الأخلاق عند الإنسان طبيعية، بمعنى أنها لا تزول وملتصقة به كما الحرارة للنار، أم غير طبيعية). ومن الطبيعي فإن في مقابل (الأخلاق الطبيعية الممتنعة عن الزوال) تستقر (الأخلاق غير الطبيعية الممكنة الزوال).

ويطرح الشاعر سعدي الشيرازي أستاذ الحكمة والتربية في كتابه (كلستان) (16) النظرية الفطرية والاكتسابية للأخلاق في حكاية (جماعة اللصوص العرب) الذين (تمترسوا على جبل وقطعوا الطريق على القافلة)، في هذه الحكاية يلعب الملك دور المؤمن بنظرية فطرية الأخلاق وطبيعيتها ويذهب كما الخواجة نصير إلى أن: (كل الصفات الأخلاقية ذاتية وطبيعية ولا يمكن الخلاص منها)، وكما عبر عنها سعدي:

لا يتأثر من ذاته خبيثة بما يفيض عليه الطيبون (لا يؤثر شعاع الخيرين على من ذاته خبيثة) لأن تربية غير المؤهلين كوضع جوزة على قبة ولأن تربية السيئين كوضع جوزة على قبة أيضاً؛ ولهذا السبب وبعد وقوع اللصوص في يد الحراس سيقتلونهم جميعاً حتى الصبيان اللذين لم يتذوقوا فاكهة الحياة).

وفي حضرة الملك كان الوزير ممثلاً لنظرية الأخلاق الاكتسابية وضمن دفاعه عن الصبي ومطالبته بإطلاق سراحه قال: (لا يزال طفلاً وأخلاق البغي والعناد لم تتأصل به؛ ولذا نأمل أن يلتحق بالعلماء ويتربى بينهم ويتعلم الصلاح منهم) وتحدث الوزير عن الحديث النبوي حول الفطرة والفطرة الطاهرة (التوحيد الفطري)، للشاب وعن تحول أي فرد إلى السوء والخير، كما عبر عنه حديث التهود والتنصر والتمجس كنتاج للتربية (كل مولود يولد على الفطرة وإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).

وهكذا ينهي سعدي حكايته عن تمرد الشاب الذي تربى تربية سيئة بقوله: إن الذئب لا يلد إلا ذئباً.. لكن في الواقع كان هدفه من هذا السرد هو طرح النظريتين معاً وليس تأييد أي منهما.

الخواجة نصير الدين الطوسي يصف النظرية الاكتسابية فيقول: (إن جماعة يقولون إن أي سلوك هو ليس طبيعياً أو مضاداً للطبيعة) لكن الناس فطروا على أن يكتسبوا أي خلق يريدون اكتسابه سواء بصعوبة أو بسهولة، تبعاً لطبيعة ومزاج المكتسب؛ فما كان موافقاً لهذه الطبيعة فإنه يكتسب بسهولة، ولما كان ضد المزاج فإنه يكتسب بصعوبة، وإن أي خلق يكون في البداية عبارة عن إرادة، ويتحول إلى خلق بالممارسة والدوام، وهذا هو الرأي الصواب في المسألة، وكل ما يشاهده الصبيان والشباب فإنهم يتلقونه، فيترسخ في النهاية في طباعهم (17) وعلى هذا الأساس فإن الخواجة يذهب إلى النظرية الاكتسابية بالنسبة للشباب، وبعبارة أخرى فإنه يتحدث عن (ذهن الإنسان الذي لم يكتب فيه) ولكنه مهيأ لأن يستقبل ويتأثر بالأخلاق والطباع فيكون في النهاية تبعاً لما يمليه الكاتب أو الموجه.

* مقال نشر في مجلة النبأ-العدد 64/شهر رمضان 1422

...................................
الهـــوامـــش:
(1) نشر بالاتفاق مع (دائرة المعارف تشيع).
(2) (منتهى الإرب، التعريفات: الجرجاني، كشاف الاصطلاحات:، تهانوى 446.1 دستور العلماء، القاضي أحمد نكرى 29.2).
(3) أخلاق الناصري: 101.
(4) تعريفات الجرجاني، دستور العلماء: 92.2.
(5) القلم: 4.
(6) الأخلاق: المحتشمي 249.
(7) شرح غرر الحكم: 374.2، 383.3، للآمدي ويوجد ما مجموعه اثنان وثلاثون حديثاً في غرر الحكم، وذكر حديثين للإمام علي (ع) في هذا الباب، وتحدث عنه الشيخ عباس القمي مفصلاً في (سفينة البحار 310.1) في باب حسن الخلق ومكارم الأخلاق، من وجهة نظر الأئمة المعصومين(ع).
(8) سفينة البحار: 424.1.
(9) شرح الغرر والدرر: 535.4.
(10) نفس المصدر: 339.1، 150.4، 535، 211.5.
(11) الفخر الرازي: داديه 139.
(12) الأخلاق: الناصري 102.
(13) الأخلاق: للناصري 103.
(14) الفخر الرازي: دادبه- 140.
(15) أخلاق الناصري: 102.
(16) كليات: بمساعي خرمشاهي، 34.
(17) أخلاق ناصري: 103.

اضف تعليق