q

كيف سيواجه العالم تحديات التغيير المناخي المستقبلية؟، ماذا سيحدث إذا انسحبت امريكا من اتفاقية باريس؟، ما هي تبعات التغير المناخي على الإنسان؟ وما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها حيال ذلك؟، هل بتنا على حافة الهاوية بسبب الاضرار البيئية التي يعاني منها كوكب الارض؟، هذه التساؤلات وغيرها تشير الى مدى تأثير التغير المناخي الذي بات الاكثر خطورة على مستقبل الحياة على الارض وفقا للباحثين.

ويرى هؤلاء المحللين ان المصالح الاقتصادية الدولية والحياة الصناعية الاحفوري تدفع الحياة على الارض الى الهاوي، هذا ما تؤكده الابحاث الحديثة حيث ان النشاطات البشرية على كوكبنا تعد المسبب الرئيس للتلوث بكافة اشكاله والاحتباس الحراري وانتشار الامراض، فيما تشير دراسات أخرى الى أن دول العالم سنت أكثر من 1200 قانون لكبح التغير المناخي مقارنة بنحو 60 قانونا فقط قبل عشرين عاما في مؤشر على زيادة الجهود للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض، فيما يخص مناقشة اتفاق باريس يدرس ترامب ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة البقاء ضمن اتفاقية باريس للمناخ التي وقعتها حوالي 200 دولة في 2015 بهدف الحد من ارتفاع درجات الحرارة في العالم، ويشكو ترامب من أن الولايات المتحدة لم يتم التعامل معها بإنصاف في الاتفاقية لأنها ستتحمل نصيبا أكبر من الدول الأخرى في مكافحة ارتفاع درجة الحرارة في العالم.

ونتيجة لذلك اثار قرار البيت الابيض ارجاء اجتماع مهم كان سيحدد ما اذا كانت الولايات المتحدة ستبقى ضمن اتفاق باريس حول المناخ ارتيابا لدى الوفود ال196 في بون حيث تواصل نقاشاتها حول سبل تنفيذ مكافحة الاحترار المناخي، وفيما تتزايد الشكوك حيال مستقبل الاتفاق الذي تم التوصل اليه بعد مفاوضات شاقة عام 2015، بعدما هدد الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالانسحاب منه، تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ بحمايته.

إذ تعتبر الولايات المتحدة الملوث الثاني في العالم بعد الصين بسبب الفحم، وهناك دور كبير يفترض بالاميركيين لعبه في الانتقال في مجال الطاقة نحو اقتصاد عالمي "يعتمد بشكل اقل على الفحم" في مجال التمويل والابتكار التكنولوجي من جهة وكذلك على المستوى السياسي بهدف حمل دول اخرى على القيام بالمثل.

وعلى الرغم من كل ذلك يعزف بعض الناس عن قراءة الأخبار حول ظاهرة الاحتباس الحراري أو تغير المناخ، مبرراً ذلك بأن الأمر لا يعنيه وغير مهتم به، لكن هذه التغيرات التي يشهدها الطقس من حولنا ستؤثر قطعاً على الحياة بأكملها، سواء علينا نحن البشر أو حتى النباتات والحيوانات.

محادثات مناخية في ألمانيا

قالت الأمم المتحدة إن العام الحالي سيسجل ضمن أكثر ثلاثة أعوام حرارة فيما بدأ ممثلو نحو 200 دولة محادثات في ألمانيا لتعزيز اتفاق عالمي لمكافحة تغير المناخ تعتزم الولايات المتحدة الانسحاب منه.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إن درجات الحرارة المسجلة في 2017 ستكون أقل قليلا من الرقم القياسي المسجل لعام 2016 وفي نفس المستوى تقريبا مع درجات الحرارة المسجلة في 2015 وهو ما يأتي في إطار اتجاه لارتفاع درجات الحرارة على المدى البعيد نتيجة الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تنبعث من حرق الوقود الأحفوري، وقال بيتري تالاس الأمين العام للمنظمة ”شهدنا أحوالا جوية استثنائية“ مشيرا إلى ظروف مناخية قاسية من بينها الكثير من الأعاصير في المحيط الأطلسي ومنطقة البحر الكاريبي وفيضانات موسمية في آسيا وجفاف في شرق أفريقيا.

وأضاف تالاس أن انخفاض درجات الحرارة في 2017 عن العام الماضي يرجع إلى تراجع شدة ظاهرة النينيو التي أطلقت حرارة إضافية من المحيط الهادي في 2016، وقالت الوفود المشاركة في المحادثات إن الحر القائظ والظروف الجوية القاسية سيكونان دافعا لاتخاذ إجراءات في المؤتمر السنوي الذي ينعقد في مدينة بون الألمانية من السادس إلى 17 نوفمبر تشرين الثاني حيث سيعكف المشاركون على وضع قواعد مفصلة للمساعدة في تنفيذ اتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015 وسيحاولون تسريع وتيرة التحرك لمكافحة تغير المناخ قبل 2020.

وقال رئيس وزراء فيجي فرانك باينيماراما، الذي يرأس محادثات بون، للوفود ”هذه لحظة الحقيقة بالنسبة لنا“. وحث الوفود على التعاون الوثيق مع بعضها البعض والمضي قدما معا، وقالت باتريشيا إسبينوسا مسؤولة المناخ في الأمم المتحدة ”عانى الملايين في أنحاء العالم ولا يزالون يعانون من أحوال جوية قاسية... لا يمكن أن تكون الرسالة أوضح من ذلك. علينا التحرك هنا والآن“، رسم توضيحي حول اتفاق باريس للمناخ الذي وقع عام 2015 وبدأ تنفيذه في 4 نوفمبر 2016: وتظهر تغيرات درجات الحرارة وتوقعات انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

ويشكك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في النتائج العلمية السائدة التي تشير إلى أن أنشطة البشر هي السبب الرئيسي لتغير المناخ، وقال في يونيو حزيران إنه سينسحب من اتفاق باريس ويدعم استخدام الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة بدلا من ذلك، ولم يذكر أي من المتحدثين في المراسم الافتتاحية ترامب بالاسم.

تقرير حكومي أمريكي يناقض ترامب ويقول البشر سبب تغير المناخ

قال تقرير للحكومة الأمريكية إن من شبه المؤكد أن الأنشطة البشرية مسؤولة عن وتيرة تغير المناخ السريعة فيما يتناقض مع تأكيدات الرئيس دونالد ترامب وأعضاء حكومته، وقال التقرير الذي أعدته مجموعة من أكثر من 50 باحثا حكوميا ونشر يوم الجمعة ”بالنسبة لارتفاع درجة حرارة (الأرض) على مدى القرن الماضي، لا يوجد تفسير بديل مقنع تدعمه الأدلة الناتجة عن عمليات الرصد“.

وكتب التقرير، الذي يطلب الكونجرس تقديمه كل أربع سنوات، باحثون من هيئات حكومية مثل وكالة حماية البيئة والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وذكر التقرير أن مستوى درجات الحرارة في المستقبل سيعتمد بالدرجة الأولى على كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعثة في الغلاف الجوي.

وأضاف أن المتوسط العالمي لمنسوب البحار من المتوقع أن يرتفع ”عدة بوصات على الأقل خلال الخمسة عشر عاما القادمة“ بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

ووصف ترامب التغير المناخي مرارا بأنه خدعة وفي يونيو حزيران أعلن أن الولايات المتحدة ستنسحب من معاهدة عالمية لمكافحة تغير المناخ واصفا المعاهدة بأنها مكلفة للغاية للاقتصاد الأمريكي، وقال راج شاه المتحدث باسم البيت الأبيض ”تدعم الإدارة التحليلات والمناقشات العلمية الدقيقة وتشجع العامة على التعليق على مسودة الوثائق التي نشرت اليوم“، ولم يرد مسؤولون من وكالة حماية البيئة على طلب للتعليق.

كلفة تغير المناخ في الولايات المتحدة قد تشهد ارتفاعا حادا

حذرت هيئة في الكونغرس الاميركي من ارتفاع محتمل لكلفة الكوارث المتصلة بتغير المناخ كالأعاصير والجفاف وحرائق الغابات إلى 35 مليار دولار سنويا مع حلول 2050 في الولايات المتحدة ودعت الحكومة الفدرالية الى تحسين استعداداتها لذلك.

وقدر تقرير لمكتب محاسبة الحكومة (بمثابة ديوان المحاسبة) انفاق الولايات المتحدة أكثر من 350 مليار دولار في السنوات العشر الأخيرة على برامج مساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية او لتغطية الخسائر (المحاصيل الزراعية مثلا).

ولا يشمل هذا المبلغ الأضرار الهائلة الناجمة في العام الجاري عن ثلاثة أعاصير مدمرة ولا الحرائق الأخيرة الكاسحة في كاليفورنيا، التي قدرت وحدها بأكثر من 300 مليار دولار، أضاف المكتب المكلف تدقيق وضبط الميزانية الفدرالية ان الأثر المالي لتغير المناخ لا يمكن إلا أن يرتفع، ما يتطلب تنفيذ استراتيجية فدرالية للحد من عواقبه.

وأكد التقرير ان "الحكومة الفدرالية لم تضع خطة استراتيجية على مستوى الوزارات لإدارة المخاطر الملازمة لتغير المناخ باستغلال البيانات حول التبعات الاقتصادية المحتملة للاحترار للتعرف إلى أهم المخاطر وصياغة استجابة ملائمة".

وعمد الرئيس الاميركي دونالد ترامب المشكك في التغير المناخي الى سحب بلده من اتفاقية باريس للمناخ وإلغاء توجيهات أرساها سلفه باراك اوباما تهدف الى تجهيز الوكالات الفدرالية لتحسين مكافحتها لتبعات الاحترار. كما خفض كثيرا ميزانية وكالة حماية البيئة المخصصة لأبحاث تغير المناخ.

صاغ مكتب محاسبة الحكومة هذا التقرير بطلب رفعته في اخر 2015 السناتورة الجمهورية عن ولاية مين سوزان كولينز وزميلتها الديموقراطية ماريا كانتويل عن ولاية واشنطن، الثلاثاء أكدتا في بيان مشترك ان "حكومتنا لا تملك الموارد لانفاق أكثر من 300 مليار دولار سنويا بسبب أحداث قصوى ناجمة عن الطقس متعلقة باحترار المحيطات الذي يولد أعاصير أقوى".

الكوارث المناخية ستخفض معدل النمو الأميركي إلى النصف

يتوقع أن يتراجع معدل النمو السنوي الأميركي إلى النصف جراء الخسائر الناجمة عن الكوارث المناخية التي ستبلغ أضرارها 360 مليار دولار على الأقل سنويا على امتداد السنوات العشر المقبلة، وفق تقرير نشره الصندوق البيئي الشامل الأربعاء.

وأكدت دراسة "يونيفرسال ايكولوجيكال فاند" أن الزيادة المتوقعة في حدة ووتيرة الأعاصير والعواصف الماطرة والجفاف أو حرائق الغابات جراء التغير المناخي تتطلب اتخاذ تدابير لخفض اعتماد الولايات المتحدة على الوقود الأحفوري المسبب للغازات الملوثة، علماً أن 80% من الطاقة المنتجة والمستخدمة في الولايات المتحدة تأتي من مصادر الطاقة التي تسهم في الاحترار المناخي.

وقال المشارك في تحرير التقرير والرئيس السابق لفريق الخبراء الحكوميين حول تطور المناخ روبرت واتسون إن "استخدام الوقود الأحفوري تنجم عنه تكلفة لا يسع الاقتصاد الأميركي تحملها"، ويدرس التقرير نوعين من الأكلاف؛ تلك التي تخلفها الظواهر المناخية الحادة الناجمة عن التغير المناخي، وتلك المتصلة بالرعاية الصحية من جراء تلوث الهواء الناجم عن استخدام الوقود الأحفوري.

بلغت هذه الأكلاف نحو 240 مليار دولار في سنة 2017 من دون حسبان الكوارث التي عرفها البلد في آب/اغسطس وأيلول/سبتمبر جراء الإعصارين هارفي وإيرما.

ويفيد التقرير أن "هذه الخسائر الاقتصادية وهذه الأكلاف الصحية السنوية المتوسطة تمثل نحو 40% من النمو الحالي للاقتصاد الأميركي (...) وهي سترتفع إلى 360 مليار دولار على الأقل سنوياً خلال العقد المقبل اي ما يعادل 55% من النمو الأميركي"، تستند الدراسة إلى معطيات وفرتها الإدارة الأميركية ولكنها لا تأخذ في الاعتبار معلومات مثل الخسائر المتصلة بالمناخ في القطاع الزراعي.

وأكد المشارك في اعداد التقرير جيمس مكارثي أستاذ علوم المحيطات في جامعة هارفرد "علينا أن نتوقع استفحال الظواهر المناخية الحادة والأكلاف والخسائر الإقتصادية المتصلة بها، إلا إذا خفضنا بصورة كبيرة انبعاثات الغازات الملوثة".

وزراء بيئة 30 دولة يبحثون اتفاق باريس للمناخ في غياب واشنطن

عقد وزراء بيئة ثلاثين دولة السبت اجتماعا في مونتريال، في غياب الولايات المتحدة بعد انسحابها من اتفاق باريس حول المناخ، لتحديد القواعد التي تمكنهم من تحقيق هدف تخفيض الانبعاثات المتفق عليه في العاصمة الفرنسية.

ويأتي هذا الاجتماع، الذي دعت إليه كندا والاتحاد الاوروبي والصين، بعد 30 عاما من توقيع بروتوكول مونتريال لحماية طبقة الأوزون الذي اعتبرته وزيرة البيئة وتغير المناخ الكندية كاثرين ماكينا "اتفاقية عالمية تاريخية" ونموذجا "على العالم أن يحتذي به لمواجهة تهديد التغيرات المناخية".

وقالت ماكينا، خلال كلمة رحبت فيها بوزراء وممثلي أكثر من 30 دولة، "نجتمع هنا معا ويجب أن نعمل معا"، مذكرة بالكوارث المناخية الأخيرة من فيضانات وأعاصير وسواها، وأكدت أن "الظواهر المناخية القصوى تكاثرت وأصبحت أقوى وأكثر تدميرا" جراء التغيرات المناخية مشيرة إلى أن "أطفال جزيرة باربودا لم يعد لديهم مدارس" بعد الاعصار ايرما الذي دمّر جزر الكاريبي قبل أسبوع.

وتعهد الاتحاد الاوروبي والصين وكندا اخذ زمام المبادرة وأعلنوا نيتهم احراز تقدم من أجل احترام الجدول الزمني الذي اهتزّ إثر إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خروج بلاده من اتفاق باريس حول المناخ (كوب 21) في حزيران/يونيو الفائت.

ويهدف اتفاق باريس الذي أبرم أواخر عام 2015، إلى الحدّ من ارتفاع معدّل الحرارة العالمي وابقائه دون درجتين مئويتين مقارنة بمعدل الحرارة في حقبة ما قبل الثورة الصناعية، وأشار المفوض الاوروبي لشؤون المناخ ميغيل ارياس كانيتي إلى أن المسألة "ليست إدارية انما سياسية مع دول تسعى إلى تحقيق هدف اتفاق باريس وتواجهها عقبات كبيرة للانتقال الى استخدام الطاقة النظيفة لوقف الاحتباس الحراري".

تغير المناخ أدى لتغير مواعيد فيضانات الأنهار في أوروبا

قال علماء إن تغير المناخ غير مواعيد فيضانات الأنهار في أوروبا خلال الأعوام الخمسين الأخيرة حيث تسبب في تقديم موعد الفيضانات في شمال شرق القارة وتأخيره في مناطق قريبة من البحر المتوسط.

وتؤثر الفيضانات على عدد أكبر من الناس في جميع أنحاء العالم أكثر من أي خطر طبيعي آخر وتقدر الأمم المتحدة أن قيمة الأضرار التي تسببها الفيضانات قد تصل إلى 104 مليارات دولارات سنويا.

ويمكن أن يساعد توقع مواعيد الفيضانات في حماية السكان وتخطيط عملية زراعة المحاصيل والري وتوليد الكهرباء من مساقط المياه، وقال كبير الباحثين جونتر بلويستشي من جامعة فيينا للتكنولوجيا خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف ”تغير المناخ أثر على مواعيد الفيضانات في أوروبا. لكن ذلك تم بطرق مختلفة في عدة مناطق من أوروبا“.

ودرس فريقه الدولي بيانات الأنهار الأوروبية من أكثر من 4200 محطة قياس من عام 1960 وحتى عام 2010 وقال إن النتائج التي نشرت في دورية (ساينس) تمثل أول نتائج تربط بين الاحتباس الحراري والفيضانات في قارة.

وكان أوضح دليل في شمال شرق أوروبا الذي يمتد من غرب روسيا ودول البلطيق والشمال حيث أصبحت الثلوج تذوب في الربيع في توقيت مبكر عن السنوات السابقة. وقال الباحثون إن ذروة الفيضانات في الربيع أصبحت تحدث في كثير من الأحيان قبل موعدها بثمانية أيام مقارنة بعام 1960، وقال بيريت أرهايمر من المعهد السويدي للأرصاد الجوية وأحد المشاركين في البحث ”السنوات التي تذوب فيها الثلوج في فترة متأخرة أصبحت نادرة“ في المنطقة، وعلى النقيض تحدث الفيضانات متأخرة عن موعدها ببضعة أيام حول معظم مناطق بحر الشمال ومناطق من البحر المتوسط مثل ساحل البحر الأدرياتي بسبب تأخر الأمطار في الشتاء، وعزت الدراسة بعض التغيرات إلى حدوث تحول في مسار العواصف الأطلسية والتي يقول كثير من العلماء إنها تتأثر بعوامل مثل ذوبان الجليد في القطب الشمالي.

علماء يدعون إلى زراعة مزيد من الأشجار لمكافحة التغير المناخي

أظهرت دراسة دولية أن زراعة الغابات وغيرها من الأنشطة التي تسخر قوى الطبيعة ربما تلعب دورا كبيرا في الحد من آثار الاحتباس الحراري وذلك وفقا لاتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015.

وذكرت الدراسة أن الحلول الطبيعية لمشكلة تغير المناخ، والتي تشمل أيضا حماية الأراضي المخزنة للكربون بما تحويه من نباتات متفحمة وتحسين إدارة الأراضي الزراعية والمراعي، ربما تمثل ما يصل إلى 37 في المئة من كل الإجراءات اللازمة بحلول عام 2030 والتي يشترطها اتفاق باريس الذي وقعت عليه 195 دولة.

وأضافت أن مقترحات ”إعادة الخضرة إلى الكوكب“ ربما تعادل مجتمعة وقف حرق الوقود في أنحاء العالم، وقال فريق العلماء الدولي عن النتائج التي نشرت في دورية (بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس) الأمريكية ”الإدارة الأفضل للأراضي ربما يكون لها دور أكبر مما كان يعتقد فيما يتعلق بمواجهة تغير المناخ“.

وأضاف الفريق أن التقديرات الخاصة بإمكانات الطبيعية، وفي صدارتها زراعة الغابات، زادت بما يصل إلى 30 في المئة عن التقديرات التي توصلت إليها لجنة من علماء المناخ تابعة للأمم المتحدة ونشرتها في تقرير عام 2014.

وقالت الدراسة إن الإدارة الأفضل للطبيعة ربما تؤدي إجمالا إلى تجنب 11.3 مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030 وهو ما يعادل الانبعاثات الحالية التي تصدر عن استخدام الوقود الأحفوري في الصين.

دراسة تحذر من 27 سببا للموت نتيجة موجات الحر الشديد

موجات الحر الشديد فتاكة بدرجة أكبر مما يعتقد الكثير من الناس. فقد ذكر علماء يوم الخميس أنها تقدر على الفتك بالإنسان بما يصل إلى 27 طريقة على الأقل ومنها الجلطات الدموية، وذكرت دراسة لجامعة هاواي في مانوا بالولايات المتحدة أن حرارة الأرض ترتفع بوتيرة قياسية وتقترب من حد أقصى وضعته نحو 200 دولة لكبح ظاهرة الاحتباس الحراري مشيرة إلى أن حساسية الجسم البشري للحرارة أكبر مما كان يعتقد في السابق.

وقال كاميلو مورا مؤلف الدراسة في بيان ”الموت بسبب موجة حرارة أشبه بفيلم رعب وعليك أن تختار بين 27 نهاية سيئة“، وقالت الدراسة إن الحرارة تقتل بطرق شتى ومنها تدمير الخلايا والاضطرابات المعوية والجلطات الدموية التي يمكن أن تؤدي إلى قصور في القلب والمخ والكبد والكلى.

وقال خبراء لمؤسسة تومسون رويترز في سبتمبر أيلول إن ارتفاع الحرارة لا يحظى بالاهتمام المناسب لأنه غير مرئي، ويموت الضحايا وأكثرهم مسنون وصغار وفقراء أو مرضى داخل منازلهم في أغلب الأحوال ليس فقط من ضربة شمس ولكن نتيجة مشكلات صحية قائمة تتفاقم بسبب الحرارة والجفاف. بحسب رويترز.

وتشكل الحرارة الآخذة في الارتفاع تهديدا كبيرا لمناطق من جنوب آسيا حتى الخليج ودول من روسيا وحتى الولايات المتحدة، ويقول المركز الوطني الأمريكي للمناخ إن موجات الحر خلال الثلاثين عاما الماضية أودت بحياة عدد من الأمريكيين أكثر ممن لقوا حتفهم بسبب الفيضانات والأعاصير والعواصف.

اضف تعليق