q

لم يستمر طويلا مايكل فلين بمنصب مستشارا أمني للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث انتهى هذا المنصب سريعا بنهاية مثيرة للجدل بعد ان اقاله ترامب في فبراير شباط على خلفية اتصالات أجراها بالسفير الروسي في واشنطن قبل تولي دونالد ترامب منصب الرئاسة ولأنه ضلل مايك بنس نائب ترامب بهذا الشأن.

شغل فلين قبل عامين منصب رئيس وكالة استخبارات الدفاع في وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون)، لكنه أقيل من المنصب. وكان من مستشاري ترامب المقربين جدا وأحد مؤيديه المتحمسين خلال حملة الرئاسة الانتخابية. وعقّب على فوز رجل الأعمال المفاجئ بالرئاسة قائلا "لقد بدأنا ثورة. هذه أكبر انتخابات في تاريخ أمتنا، منذ مجيء جورج واشنطن عندما قرر ألا يكون ملكا."

مايكل فلين، الجنرال المتقاعد والذي عمل مستشارا في حملة ترامب الانتخابية، وشارك ترامب الكثير من وجهات النظر، من أهمها فائدة العلاقات الوثيقة مع روسيا، وإعادة التفاوض على الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، ومكافحة مسلحي تنظيم داعش الارهابي.

أصبح مؤخرا شخصية محورية في التحقيقات بشأن تدخل روسي محتمل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام الماضي وتواطؤ محتمل كذلك بين حملة ترامب وموسكو. خاصة بعد ما جاء في الصحف الامريكية انه قد عرض الإدلاء بشهادته حول الدور الروسي في الحملة الانتخابية لترامب مقابل الحصول على الحصانة.

أثار ظهوره في العام الماضي في حفل عشاء عقد على شرف الحكومة الروسية، حيث جلس فلين على بعد مقعدين فقط من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الكثير من الأسئلة، وأقلق اتجاهه الحميم نحو موسكو بعض خبراء الأمن القومي.

من اجل ذلك بدأت لجان تابعة للكونجرس تحقيقات بعد أن توصلت وكالات مخابرات أمريكية إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر باختراق مواقع جماعات سياسية تابعة للحزب الديمقراطي لإضعاف الثقة في الانتخابات والتأثير على التصويت لصالح المرشح الجمهوري ترامب. وتنفي موسكو مثل هذا التدخل.

والتحقيق الذي تجريه اللجنة القضائية الفرعية بمجلس الشيوخ ضمن ثلاثة تحقيقات رئيسية للكونجرس بشأن روسيا وانتخابات الرئاسة عام 2016. ويجري مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالات المخابرات الأمريكية تحقيقات منفصلة.

مذكرة احضار

فقد قالت لجنة مجلس الشيوخ إنها أصدرت مذكرة إحضار بعدما رفض فلين تسليمها وثائق متعلقة بالقضية طلبتها يوم 28 أبريل/نيسان. وتقول مراسلة بي بي سي في واشنطن، لورا بيكر، إن لجوء مجلس الشيوخ النادر إلى مذكرة إحضار، دليل على أن اللجنة ماضية في التحقيق بشأن العلاقات المحتملة بين روسيا وترامب.

تحقيق مشحون سياسيا

في نفس الموضوع قالت مصادر لرويترز إن روبرت مولر المستشار القانوني الذي يتولى التحقيق في مزاعم وجود صلات بين حملة ترامب الانتخابية وروسيا وسع تحقيقه بسيطرته على هيئة محلفين كبرى تحقق مع مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين.

وتعني هذه الخطوة أن التحقيق المشحون سياسيا سينظر حاليا في عمل فلين الذي حصل فيه على أجر من رجل أعمال تركي العام الماضي علاوة على اتصالات بين مسؤولين روس وفلين وغيره من رجال ترامب خلال وبعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني.

مذكرة قضائية

جاء في مذكرة قضائية اطلعت عليها رويترز أن مدعين اتحاديين في فرجينيا يحققون في صفقة بين فلين ورجل الأعمال التركي إكيم ألبتكين في إطار تحقيق جنائي تجريه هيئة محلفين. وقال ألبتكين حليف إردوغان لرويترز إنه تعاقد مع فلين لتقديم بحث يشرح كيف "يسمم كولن الأجواء" بين تركيا والولايات المتحدة. وينفي كولن أي صلة له بمحاولة الانقلاب الفاشلة ومزاعم تركيا بأنه يرأس منظمة إرهابية.

فيلم وثائقي

دفعت شركة ألبتكين وهي (إينوفو بي.في) ومقرها هولندا 530 ألف دولار لشركة استشارية تابعة لفلين خلال الفترة بين سبتمبر أيلول ونوفمبر تشرين الثاني لإنتاج فيلم وثائقي وبحث عن رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن الذي يتهمه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بالمسؤولية عن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في يوليو تموز الماضي. وفق رويترز.

مذكرات احضار

قال شخصان مطلعان على التحقيق إن هيئة محلفين في فرجينيا أصدرت مذكرات إحضار بحق أناس يرتبطون بعمل فلين في شركة إينوفو. وتطلب المذكرات التي اطلعت عليه رويترز سجلات بنكية ووثائق واتصالات ترتبط بفلين وشركته (فلين انتل جروب) وايضا ألبتكين وإينوفو.

ويبرز تحرك مولر بالسيطرة على التحقيق الجنائي الذي تجريه هيئة محلفين في فرجينيا السلطات الواسعة التي يملكها كمحقق خاص. وحتى اليوم كان التحقيق تحت قيادة براندون فان جراك المحقق في قضايا التجسس بوزارة العدل ومدعين اتحاديين من فرجينيا.

إسلامي متشدد

كان رود روزنشتين نائب وزير العدل الأمريكي عين مولر المدير السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) في 17 مايو أيار للإشراف على تحقيق في شبهة وجود صلات أو تواطئ بين روسيا وأفراد مرتبطين بحملة ترامب.

وجاء تعيين مولر بعد موجة غضب بشأن قرار ترامب إقالة مدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي الذي كان يحقق في مزاعم وجود تدخل روسي في الانتخابات الأمريكية الأخيرة. وخضع عمل فلين للتدقيق بعدما نشر تعليقا على موقع إخباري يوم الانتخابات الأمريكية وصف فيه كولن بأنه "إسلامي متشدد" وانه ينبغي تسليمه لتركيا.

التأثير على ترامب

أبدت صحيفة نيويورك تايمز رأيها حول القضية وقالت: إن أجهزة المخابرات الأمريكية علمت الصيف الماضي أن سياسيين بارزين ومسؤولين في أجهزة المخابرات في روسيا بحثوا كيفية التأثير على دونالد ترامب من خلال مستشاريه. وفق رويترز

وذكرت الصحيفة، نقلا عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، أن المحادثات تركزت حول بول مانافورت، مدير حملة ترامب في ذلك الحين، ومايكل فلين الجنرال المتقاعد الذي كان مستشارا لترامب في ذلك الحين.

تدخل روسيا في الانتخابات

في نفس الشأن ذكرت الصحيفة أن بعض المسؤولين الروس تفاخروا بمعرفتهم الجيدة بفلين الذي عينه ترامب مستشارا للأمن القومي قبل أن يعزله بعد أقل من شهر من تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.

وأضافت أن معلومات المخابرات كانت جزءا من أدلة، منها معلومات بشأن اتصالات مباشرة بين مستشاري ترامب ومسؤولين روس، حصل عليها المسؤولون الأمريكيون العام الماضي عندما شرعوا في بحث محاولات روسية للتدخل في الانتخابات وما إذا كان أي من مساعدي ترامب يساعد موسكو.

اجبر على الاستقالة

من جانبه أفاد مصدر مقرب من الجنرال مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أن يجبر على الاستقالة على خلفية اتصالات أجراها بالسفير الروسي في واشنطن، بأنه احتج بحقه في التزام الصمت أمام طلب الكونغرس بتسليم وثائق بشأن علاقته بروسيا. وفق فرانس برس.

وقال المصدر طالبا عدم كشف هويته، إنه يرفض تسليم الوثائق حول صلاته بروسيا التي يطالب بها الكونغرس، كما يسمح له الدستور. وأضاف "أنه سيستخدم حقه المضمون بموجب التعديل الخامس". كما تابع أن لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ستتبلغ بذلك الاثنين في بريد إلكتروني.

زيارة مدفوعة الثمن

على صعيد متصل يريد المحققون الحصول على معلومات إضافية عن زيارة مدفوعة التكاليف نظمها المدير السابق للاستخبارات الروسية إلى موسكو في 2015، وتناول خلالها العشاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما يرغبون في الحصول على تفاصيل عن محادثات فلين والسفير الروسي لدى واشنطن قبل تنصيب ترامب. وفق فرانس برس.

تلقى رشوة سرا

من جهة أخرى، ساهمت معلومات عن فحوى هذه المحادثات - التي كذب فلين بشأنها - في إقالته حتى إن الرئيس الأمريكي تردد لأكثر من أسبوعين قبل اتخاذ قراره. ومذاك شككت معلومات صحفية في سلوك المستشار السابق للأمن القومي في مكافحة تنظيم "داعش".

وبحسب مجموعة ماكلاتشي الإعلامية، قد يكون فلين عرقل عملية عسكرية لم تعجب تركيا، في حين تلقى رشوى سرا من رجل أعمال تركي مقرب من الرئيس رجب طيب أردوغان. بحسب فرانس برس.

حملة تحقيقات واسعة

فقد أخفى الجنرال المتقاعد عن البيت الأبيض مناقشته قضية العقوبات على روسيا مع السفير الروسي، سيرغي كيسلياك، قبل تنصيب دونالد ترامب رئيسا في يناير/ كانون الثاني. وتخضع علاقاته بروسيا للتحقيق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، ولجنتي الاستخبارات في مجلس النواب ومجلس الشيوخ، في إطار حملة تحقيقات واسعة بشأن مزاعم سعي روسيا للتأثير على الانتخابات الأمريكية لصالح ترامب، وبشأن اتصالات محتملة بين روسيا وأعضاء في حملة الرئيس الانتخابية.

ابتزاز مستشار الامن القومي

من جانبها صرحت وزيرة العدل بالوكالة السابقة سالي ييتس امام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ الاميركي "كنا نعتقد ان الجنرال في موقع ضعيف" ازاء الروس. وأبلغت ييتس، التي قامت لفترة وجيزة بأعمال وزير العدل في وقت سابق هذا العام، مستشار البيت الأبيض دونالد مجان يوم 26 يناير كانون الثاني أن فلين لم يقل الحقيقة بشأن اتصالاته مع سيرجي كيسلياك سفير موسكو لدى واشنطن. وفق رويترز.

وقالت ييتس التي عينتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما إنها خشيت من احتمال سعي موسكو لابتزاز فلين لأنها علمت أنه لم يكن صادقا بشأن محادثاته مع السفير بخصوص العقوبات الأمريكية على روسيا.

ترامب يتهم اوباما

يرفض ترامب فكرة تدخل روسيا في الانتخابات الاميركية التي كشفتها وكالات الاستخبارات الاميركية في مطلع تشرين الاول/اكتوبر والقى مسؤوليتها اعلى سلفه اوباما. واوضح ترامب في سلسلة من التغريدات ان "الجنرال فلين كان حصل على الموافقات الامنية من قبل ادارة اوباما". وفق فرانس برس.

وبدا ترامب مستاء من عملية التسريب بحد ذاتها اكثر من مضمونها. وكان ترامب رفض في مقابلة الاتهام ضد روسيا بانها قامت بقرصنة الحزب الديموقراطي لتعزيز فرص المرشح الجمهوري في الفوز. وقال "كان يمكن ان تكون الصين او عدة مجموعات اخرى".

أوباما يحذر ترامب

بينما وجه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تحذير لترامب من إسناد منصب مستشار الأمن القومي لمايكل فلين أثناء اجتماع بالمكتب البيضاوي بعد أيام من فوز المرشح الجمهوري بالرئاسة في انتخابات الثامن من نوفمبر تشرين الثاني. بحسب رويترز

وجاء التحذير أثناء مناقشة بشأن موظفي البيت الأبيض وكانت قناة (إن.بي.سي) أول من أورد النبأ. وقال شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين "حقا أوضح الرئيس أوباما أنه لا يحبذ كثيرا الجنرال فلين" أثناء اجتماع مع ترامب دام ساعة في العاشر من نوفمبر تشرين الثاني.

اضف تعليق