q

يبدو أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الاميركية والصين وبين دول الاتحاد الاوروبي وبخاصة المانيا، بدأت تبدو واضحة وجلية في الآونة الأخيرة، اذ أعلنت الحكومة الاميركية أنها بصدد البحث في فرض ضرائب كمركية على المعادن القادمة اليها من المصانع الالمانية والصينية، وأعلن مصدر مطلع أن المفوضية الأوروبية تبحث في المقابل في اتخاذ خطوة مماثلة في حق الشركات الاميركية تبعاً لمبدأ المعاملة بالمثل.

ومن المعروف عن الولايات المتحدة الاميركية دفاعها المستمر عن التجارة الحرة في العالم، لاسيما وانها أكثر بلد كان قد استفاد من ثمار العولمة وحرية الاسواق، الا أنه ومنذ فوز ترامب فأن أكبر اقتصاد في العالم يقف أمام تغيير جذري كامل في مواقفه وصولاً الى استخدام النهج الحمائي المناهض لحرية التجارة، وقد كانت الخطوة الاولى في ذلك هي فرض ضرائب حمائية على كل من شركتي Salzgitterو Dillinger الالمانيتين حيث تصل قيمة الضرائب المفروضة عليهما الى مايقارب 22.9% من قيمة البضاعة المصدرة، والى جانب ذلك تخطط الحكومة الاميركية الى فرض ضريبة حدودية بهدف الاضرار بالشركات الاجنبية المصدرة الى أميركا، حيث ذكرت مصادر مطلعة في بروكسل أن المفوضية الاوروبية تفكر في رفع دعوى على الولايات المتحدة أمام منظمة التجارة الدولية WTO في حال تم البدء بتنفيذ هذه الضرائب.

وناقض رئيس اتحاد المعادن في المانيا هانس كيركوف اتهامات وزارة التجارة الاميركية للشركات الالمانية ببيع انتاجها بأسعار أقل من كلفتها لتحسين مبيعاتها في الخارج ومنافسة الشركات الاميركية، ورد رئيس الاتحاد على الاتهامات على ذلك بأن شركات المعادن الالمانية تتصرف في الاسواق العالمية تبعاً لقواعد السوق المعتمدة، وأن المنافسين الاميركيين غير قادرين جزئياً على انتاج النوعية التي ينتجها الالمان، وأتهم كيركوف واشنطن بعدم الالتزام بالقواعد الخاصة بأغراق السوق التي حددتها منظمة التجارة الدولية، وحذر من مخاطر الحمائية الاميركية التي تبدأ بتحديد ما يتوجب على الشركات الاميركية شراءه من انتاج أميركي محض مستقبلاً.

الى ذلك أعلنت وزارة الاقتصاد الالمانية رفضها بوضوح السياسة التجارية الجديدة للحكومة الاميركية، وبينت أن موظفي الوزارة يعملون حالياً على وضع قائمة حجج ترد على الهجوم السياسي للرئيس ترامب في ما يخص الخلل الحاصل في الميزان التجاري بين الولايات المتحدة والمانيا، ومن هذه الحجج طرح حجم الاستثمارات الالمانية المباشرة في الولايات المتحدة التي وصلت عام 2014 الى 271.1 مليار يورو، وسيظهر من الارقام أن الاستثمار الاكبر من الالمان لايأتي من جانب صناعة السيارات كما يدعي ترامب، وأنما من الصناعة الكيميائية والادوية والالكترونيات المقدرة بـ 40 مليار يورو.

وفي مقابل انتقاده السياسية الحمائية للولايات المتحدة، رفع الاتحاد الاوروبي من جانبه ضرائبه الكمركية على صادرات معدنية محددةة تصدّر الى دول الاتحاد، وذلك بهدف حماية الصناعة الاوروبية المحلية، وجاء في بيان للمفوضية الاوروبية ان الاغراق الصيني للسوق كبير الى درجة عدم توقع تراجعه على المدى القصير او المتوسط، خاصى وأن السلع مطروحة بأسعار يصعب مواجهتها لحماية الانتاج المحلي، وتقرر بالتالي رفع الضريبة الكمركية على المعادن الصينية تبعاً لأصنافه من 13.2 الى 18.1% ومن 22.6 الى 35.9%، ولم تفرض بروكسل في المقابل أي ضرائب على منتجات معدنية أخرى مماثلة قادمة الى المانيا من البرازيل وايران وروسيا وصربيا واوكرانيا.

اضف تعليق