q
سياسة - عنف وارهاب

منهجية الامام علي بن موسى الرضا (ع)

في الحوار مع الأديان، اعتدال في الطرح، وقبول للآخر

علاء عبد الرزاق-جامعة بغداد

 

اختلفت الطروحات الفكرية التي ارسى قواعدها ائمة اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم تواصلا مع النهج النبوي الشريف عن المدارس الفقهية الاخرى والمدارس الفكرية التي ظهرت في الحقبة التي شهدت نشوء المذاهب وتيارات الفكر الاسلامي المتعددة والمتنوعة، وكان التزامها بالاعتدال في طرح العقيدة الاسلامية وشرح التفاصيل الخاصة بأسس هذه العقيدة على نحو يقوم على ادرك طبيعة الاخر المختلف ومحاولة تفهم أسباب الخلاف دون تعصب أو ضيق افق من لدن الامام صلوات الله وسلامه عليه أو تلامذته والمختصين بأصول الجدل والكلام والحوار مع معتنقي الديانات والمذاهب الاخرى؛ من المزايا التي شكلت علامة فارقة في تاريخ الفكر الاسلامي وبينت منذ حقبة بعيدة اصالة النهج المحمدي وحمايته من التشويه الذي لحق به عبر العصور من لدن السلطات التي حاولت ان تسبغ على تصرفاتها طابعا دينيا سواء في العصر الاسلامي الاول أو في العصور التي تلته.

ينطلق البحث من فرضية أساسية وهي ان الظروف التاريخية التي ترادفت مع الفتوحات الاسلامية قد القت العرب والمسلمين في خضم لقاء وتواصل مع حضارات وثقافات اخرى عرفت بغناها الفكري والعقدي ولقد تسربت بعض من معتقداتها تلك الى الفكر والعقيدة الاسلاميين بفعل التلاقح الفكري وتأسيس الدولة في تلك الحقبة لمشروع الترجمة والذي نقلت عن طريقه أسس الفلسفة من يونانية ورومانية ومعتقدات فارسية وهندية الى المتكلمين المسلمين، وكانت هذه الحقبة هي ذاتها التي شهدت تولى الامام علي بن موسى الرضا صلوات الله وسلامه عليه لمقاليد الامامة.

ولقد واجه الامام التيارات الفكرية متبعاً اسلوب الحوار القائم على التكافؤ والاحترام والزام الطرف الاخر بما الزم به معتنقيه ،ونشَطت السلطة القائمة في تلك المرحلة اجراء حوارات بين الامام صلوات الله وسلامه عليه وفلاسفة الاديان الاخرى ومعتنقي المذاهب الاخرى، والتي كانت اي هذه الحوارات بمثابة دليل ساطع على المنهج المعتدل والذي اتبع من لدن الامام صلوات الله وسلامه عليه في الحوار مع الآخر المختلف وتطوير منهجية واضحة المعالم في كيفية الحوار، وطبقا لهذه الفرضية سوف ينقسم البحث لمبحثين يتناول الاول النشأة العقائدية والفكرية للإمام علي بن موسى الرضا صلوات الله وسلامه عليه ويتناول الثاني آلية الحوار التي اتبعها الامام صلوات الله وسلامه عيه مع الزعامات الروحية للأديان المغايرة.

* ملخص بحث مقدم الى مؤتمر الاعتدال في الدين والسياسة الذي يعقد بمدينة كربلاء المقدسة في 22-23/3/2017، والذي ينظم من قبل مركز الدراسات الاستراتيجية-جامعة كربلاء، ومؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، ومركز الفرات للتنمية للدراسات الاستراتيجية

اضف تعليق