q

ا.م.د. خلود محمد خميس/مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية –جامعة بغداد.

 

ننطلق في معالجتنا لهذا الموضوع من حديث لرسولنا الكريم محمد (ص) بالقول (خير الامور اوسطها) فقد عالج مسألتي الاعتدال والتطرف منذ ما يقارب 1437 عام، وفي كل مسألة من شؤون الحياة سواء على صعيد الفكر والعاطفة والسلوك.

فالاعتدال يمثل الوسطية والتي تمثل غاية الاستقامة، اما التطرف فهو حالة عاطفية أكثر من كونه حالة فكرية حتى لو كان التعصب فكرة لان الفكر والتعصب ضدان لا يجتمعان ويرتفعان معا.

فالاعتدال يمثل الموقف الوسطي او اتخاذ القرار المعتدل على مستوى الفرد او الجماعة او بخصوص القرار السياسي او الديني وهذا يقود الى ارتباط الاعتدال بالأمن الاجتماعي، وهنا تتعدد المفاهيم الخاصة بالاعتدال ورديفه التعصب ومدى ارتباطه بالمفاهيم الاخرى سواء السلوك السياسي او القوى الاجتماعية المحركة لهذا السلوك والفاعلة فيه داخل المجتمع.

فهنالك العديد من الاسباب التي تقف وراء ضعف حالة الاعتدال لدى الفرد والمجتمع منها العوامل المباشرة وغير المباشرة تغذي العنف وتضاعف من حالة التعصب وتدفع الفرد والجماعة نحو انتهاج السلوك التصادمي مع الاخرين.

ان الاعتدال يعد بمثابة الركيزة التي يتوقف عليها بناء الامن الاجتماعي والتي تعتمد بالتالي على مسألة مهمة وهي الجهة او النخبة او الشخصية المسؤولة عن تحقيق الاعتدال من خلال الاعتدال في الفكر والموقف والثقافة والسياسة واخيرا في منظومة السلوك.

لقد حاولنا اسناد بحثنا على فرضية مؤداها (ان الاعتدال يمثل حجر الاساس في ضبط سلوكيات القوى الاجتماعية وتحقيق الامن الاجتماعي).

ولأجل معالجة الموضوع بشكل علمي حاولنا طرح العديد من التساؤلات لتشكل اشكالية بحثنا والتي شملت على:

1ـ ما هي مديات الاختلاف بين الاعتدال والتطرف؟

2ـ ما درجة تأثير مفهومي الاعتدال والتطرف على السلوك السياسي للجماعات داخل المجتمع؟

3ـ ما جدلية العلاقة بين تحقيق الاعتدال او مزاولة التطرف على الامن الاجتماعي؟

كما سيتم تفصيل الموضوع ضمن الخطة التالية:

1ـ المحور الاول: مدخل نظري مفاهيمي

2ـ المحور الثاني: تأثير الاعتدال والتطرف في سلوكيات القوى الاجتماعية

3ـ المحور الثالث: رؤية نقدية للسلوك السياسي للقوى الاجتماعية في ضوء الحراك العربي

* ملخص بحث مقدم الى مؤتمر الاعتدال في الدين والسياسة الذي يعقد بمدينة كربلاء المقدسة في 22-23/3/2017، والذي ينظم من قبل مركز الدراسات الاستراتيجية-جامعة كربلاء، ومؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، ومركز الفرات للتنمية للدراسات الاستراتيجية

اضف تعليق