q

مولاتنا سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)، هي الفضلى من بين نساء العالم بأجمعهن من الأولين والآخرين.

وهي (الأم الطيبة) في جميع مراحل حياتها.. بنتاً، وزوجة، وأمّاً، وإن سيرتها (عليها السلام) مدرسة متكاملة للسمو والنبل والارتقاء (الفردي والمجتمعي).

وهي (المؤمنة الأسمى)، فقد ساندت أبيها، سيد الأنبياء (صلى الله عليه وآله)، في الدعوة إلى الإسلام، وتحملت أذى مشركي قريش مع ثلة قليلة مؤمنة في شعب أبي طالب، وهاجرت من مكة إلى المدينة.

وكما رافقتها آلام فقدان الأحبة في نعومة أظفارها، فقد تجرعت قساوة أيام رحيل أبيها (صلى الله عليه وآله) وما بعده، وقد انقلب قوم، وظلم آخرون، ووقوفها مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في ترسيخ قيم الرسالة والإمامة.

وهي (المرأة القدوة)، فقد كانت (عليها السلام) ومازالت وستبقى إلى يوم القيامة، خير أسوة للمرأة الصالحة، في أعمالها وعباداتها وفضائلها وتقواها وتربيتها وحجابها، وفي كل شؤونها.

وفي الإطار العام، فقد دافعت (عليها السلام) عن المظلوم، وكشفت الظالم ثم واجهته، وقدمت منهجاً للفرز بين الحكومات الجائرة التي تدعي الإيمان بالإسلام ولا تتدين بأحكامه وبين الإسلام الذي هو دين العدل والحرية ومكارم الأخلاق، وإلى ذلك سعى أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، إلا أن موقف سيدة نساء العالمين (عليها السلام) –في هذا المنحى- له أهميته الرسالية الاستثنائية.

يقول الفقيه الراحل السيد محمد رضا الشيرازي: "موقف الزهراء (عليها السلام) كان يحظى بأهمية مضاعفة لأنها هي التي بدأت بحل عقدة الخلط بين الدين وتصرفات الحكام الظلمة، فأنقذت الإسلام من خطر الزوال، لقد قالت الزهراء (عليها السلام) بالموقف واللسان، إن هؤلاء لا يمثلون الإسلام والدين والنبي (صلى الله عليه وآله)، وهو من المواقف المهمة التي فصلت بين الممارسات الخاطئة لحكام مسلمين وبين الفكرة النقية للإسلام، فقد أشارت (عليها السلام) الى أن هؤلاء الأشخاص لا يمثلون الدين، وإنما هم حكام متخلفون حكموا المجتمعات الإسلامية بالحديد والنار".

ويضيف (قده): "نحن إذ نحيي ذكرى الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام) فإننا نحيي هذه الحقيقة، فهي (عليها السلام) أعطت المقياس والحد الفاصل بين الفكرة والتطبيق، وأنقذت الإسلام من خطر التشويه والزوال بسبب تصرفات الحكومات المنحرفة".

إذن، مولاتنا البتول (عليها السلام) أسوة سامية وقيمة سامقة، وللجميع (النساء والرجال) الاقتداء بها في أمور الدين والدنيا، وإن المحب يجند كل طاقاته ليكتسب (رضا المحبوب)، ويتجنب كل ما يؤذيه، وإن معصية الله مما يؤذي الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها(صلوات الله عليه)، وفي ميلاد السيدة الزهراء (عليها السلام)، مهم أن نعرف كل ذلك، لكن (ماذا بعد؟!!)، فإن الأهم، تجسيد تلك المعرفة الى واقع ملموس، لا أن نبقى في إطار التمنيات، وفي هذا فليتنافس المتنافسون والمتنافسات.

اضف تعليق