q

يتسم عصرنا الحالي بأنه عصر الصورة، لانها تشكل اهم اداوت عالمنا المعرفي والثقافي والإعلامي ومع التطور التكنلوجي والصناعي باتت تحتل هيمنة وسيادة في كل المجالات، والصورة ليست أمراً مستجداً في التاريخ الإنساني، وإنما تحولت من الهامش إلى المركز، ومن الحضور الجزئي إلى موقع الهيمنة والسيادة على غيرها من العناصر والأدوات الثقافية والإعلامية، لكن الجديد في الامر ما قاله احد كبار المصورين الحاليين البرازيلي سيبستياو سالغادو في تصريح ملفت "لا اظن ان الصورة الفوتوغرافية ستستمر لاكثر من 20 الى 30 عاما، سننتقل الى شيء اخر"، هذا التصريح المثير لا يعد غريبا نظرا للتطور الهائل في الميدان التقني وعالم الانترنت.

من جانب اخر، يرى المتخصصون في هذا الشأن انه يزداد تأثير الصورة بسبب تكوينها التقني وبلاغتها التكنولوجية، وإشباعها بالألوان الأصوات والمؤثرات، بحيث تستفز أحاسيس المشاهد البصرية والسمعية وتستحوذ عليه، اذاَ كيف يمكن تصوير العنف بهدف إدانته من دون صدم من سيشاهدون هذه الصور او خدمة أهداف من يتسببون بالعنف: انه السؤال المطروح على المصورين المحترفين الذي يعملون في مناطق النزاع.

على صعيد مقارب وشاهد على دور تأثير الصورة في وجهها الإعلامي بات المصور باتشمان وصورة لاحتجاجات باتون روج حديث وسائل الإعلام العالمية، فيما حظي المصور التركي برهان أوزبيليسي، مصور وكالة "أسوشيتد برس"، بجائزة "وورلد برس فوتو" الأولى لعام 2017، عن الصورة التي التقطها لمطلق النار على السفير الروسي في تركيا، باعتبارها "متفجرة تعبر عن حقيقة الكراهية السائدة في زمننا"، لكن بدورها اعربت السفارة الروسية في انقرة عن غضبها الثلاثاء بسبب منح جائزة "وورلد برس فوتو" لصورة الشرطي التركي اثناء اغتياله السفير الروسي في انقرة العام الماضي.

على صعيد ذي صلة، تعتزم السلطات الباكستانية إطلاق سراح امرأة أفغانية اشتهرت بفضل صورة لها نشرت على غلاف مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" سنة 1984، أوقفت الأربعاء الماضي على خلفية حيازتها أوراق هوية باكستانية مزيفة، وذلك في مقابل كفالة، بحسب ما أعلن وزير الداخلية في باكستان، وقد التقطت الصورة اللافتة لشربات غولا صاحبة العينين الخضراوين مع حجابها الأحمر في مخيم للاجئين الأفغان في باكستان بعدسة المصور الأميركي ستيف ماكوري، وشكلت هذه الصورة أحد أشهر غلافات المجلة الأميركية وهي جعلت المراهقة رمزا وطنيا لبلادها الواقعة في ذاك الحين تحت قبضة السوفيات.

وبعد ثلاثة عقود على هذه الصورة، أوقفت السلطات الباكستانية شربات غولا بسبب "حيازتها أوراق تعريف مزيفة"، إثر تحقيق تجريه منذ سنتين الوكالة الفدرالية للتحقيقات (اف آي ايه) في باكستان، في بيشاور (شمال غرب) عند الحدود مع أفغانستان.

وعليه في عصر صناعة الصورة أصبحت الصورة تقيم معادلاً خيالياً للواقع، بل يصبح الواقع أحياناً صورة شاحبة عن الصورة، فتكون الصورة هي الأساس وليس الواقع، وأصبحت الصورة أحياناً تسبق الواقع وتمهد له، كما باتت الصورة تتلاعب بالعقول، وتفصل متابعها عن العالم الحقيقي، بحيث لا يعود يعرف الواقع إلا من خلال الصورة المتتالية المسيطرة، و إن اندماج التقنيات وتداخلها وتطورها خلال السنوات الأخيرة، مع بروز وسائل الإعلام الجديد، يعطي كثيراً من الثقافات فرصة ذهبية جديدة لإثبات وجودهم، وحماية أنفسهم، وتدعيم ذواتهم، من خلال المشاركة بفعالية في معركة الصورة العالمية، التي أصبحت متاحة للجميع، بل إن آلة التصوير الفوتوغرافي وتصوير مقاطع الفيديو أصبحت ترافقنا باستمرار ضمن الهواتف المتنقلة في جيوبنا.

زوال الصورة قريبا

قال احد كبار المصورين الحاليين البرازيلي سيبستياو سالغادو في تصريح ملفت "لا اظن ان الصورة الفوتوغرافية ستستمر لاكثر من 20 الى 30 عاما، سننتقل الى شيء اخر"، يصل المصور لتسلم جائزة افضل شخصية في غرفة التجارة الفرنسية-البرازيلية في ريو دي جانيرو وهو يعرج متكئا على عكازين بعدما اصيب في ركبته خلال رحلة في الامازون، وهو في سن الثانية والسبعين يشعر بانه منقطع عن التكنولوجيا الجديدة تماما مثل قبائل السكان الاصليين التي يلتقط صورا لها منذ ثلاث سنوات. بحسب فرانس برس.

ويؤكد مع بعض المبالغة "لا اعرف كيف اشغل جهاز الكمبيوتر" وهو يستمر باستخدام الافلام مع النسخ السالبة مع انه يقر بانه اعتمد ايضا التقنية الرقمية، ويقول سيبستياو سالغادو ممازحا "اضطررت الى التكيف بعض الشيء مثل الديناصورات قبل اندثارها"، الا انه يرفض نشر صوره عبر تطبيقات مثل "إنستغرام" او اي شبكات اخرى للتواصل الاجتماعي. ويقول "انا لا احب ذلك. اعرف ان ذلك يعجب الشباب لكن لا يسعني ذلك".

ويقر المصور البرازيلي انه يلقي نظرة من وقت الى اخر الى هواتف ابناء اشقائه ويعرب عن صدمته للتطبيقات التي تستخدم في "عرض كل جوانب حياتنا امام مرأى الجميع"، ويتابع قائلا "بطبيعة الحال ثمة صور ملفتة في بعض الاحيان لكن من اجل التصوير يجب ان يكون المرء مجهزا بآلة جيدة وعدسة مناسبة وان تتوافر مجموعة من الشروط مثل النور المناسب. وهذا لا يمكن ان يكون عملية آلية عبر الهاتف".

التصوير بالهاتف ليس تصويرا

وهو صاحب اعمال مرجعية مثل "يد الانسان" (1993) و"اميركا اخرى" (1999) و"هجرات" (2000) و"جينيسيس" (2013) ويصر على طباعة الصور التي يلتقطها، ويقول "ان الصورة الفوتوغرافية ستنتهي قريبا لان ما نراه على الهواتف المحمولة ليس صورة. ففن التصوير يجب ان يتجسد، يجب ان نطبعه ونراه ونلمسه كما في السابق عندما كان الاهل يعدون البومات صور لاطفالهم".

ويشدد هذا المصور العصامي الذي درس الاقتصاد قبل ان ينطلق في مسيرته الفنية "لقد دخلنا في عملية الغاء الصورة"، وقبل ان تتحقق توقعاته المتشائمة حول اختفاء الصورة "بعد عشرين او ثلاثين عاما"، يضع سالغادو موهبته في خدمة شغف جديد وهو البحث عن جذور بلاده من خلال جماعات السكان الاصليين في الامازون حتى يتمكن الشباب من الغوص بها عبر معارض يقيمها في المدارس والجامعات، ويقول الفنان بتأثر "البرازيل هي من الدول القليلة في العالم التي لا يزال بامكانها ان تكون على تماس مع عصور ما قبل التاريخ الخاصة بها"، ويقيم المصور بين باريس والبرازيل ولا يفكر بالتقاعد ابدا. ولايبدو ان عمره او مشكلته في الركبة يحولان دون استكماله مشروعه في منطقة الامازون، ويختم قائلا "بعد هذا المشروع لا اعرف ما هي مشاريعي المقبلة" قبل ان يضيف مبتسما "طالما ان الركبة الثانية صامدة....".

مصورو الحرب امام تحدي تصوير العنف

كيف يمكن تصوير العنف بهدف إدانته من دون صدم من سيشاهدون هذه الصور او خدمة أهداف من يتسببون بالعنف: انه السؤال المطروح على المصورين المحترفين الذي يعملون في مناطق النزاع، "كيف تريد ان يقبل الناس اللاجئين في اوروبا اذا لم تجعلهم يرون كل العنف الذي يهربون منه"، يقول سامي سيفرا المصور الصحافي الهندي البالغ من العمر 40 عاما خلال نقاش مع زميله الكردي العراقي يونس محمد الذي يتخوف من فكرة ان الصور يمكنها على العكس ان تؤجج العنف. بحسب فرانس برس.

شارك سامي ويونس في اسبوع بعنوان "اخلاقيات المهنة على ارض الواقع" على هامش جائزة بايو للمراسلين الحربيين في شمال غرب فرنسا، ويقول يونس محمد (44 عاما) "شاهدت اطفالا يلعبون لعبة التظاهر بقطع الرأس. هذا يطرح تساؤلات. من يستخدمون العنف يريدون ايضا ابراز قوتهم وينتظرون مني مساعدتهم لترك اثر نفسي" على اعدائهم.

في سنة 2014، منح الجمهور في بايو جائزته الى المصور التركي امين اوزمن لتحقيق مصور عن جهاديين يقومون بقطع رؤوس في سوريا، بعدما شكل التقرير موضع مناقشات حادة بين اعضاء لجنة التحكيم التي لم تمنحه جائزة.

ولكن النقاش لا يزال مستمرا. ويقول الفرنسي باتريك شوفيل المعروف في مجال التحقيقات المصورة والذي كان يدير هذه الندوة ان امين اوزمن "كان على حق. لا يمكننا ان نقول ان +داعش يقطع الرؤوس+ وعدم اظهار ذلك. هذا لا يخدم دعاية داعش، لا بل على العكس"، عادت مسألة التعامل الاخلاقي مع العنف الى البروز خلال جائزة بايو 2016 مع معرض عن حرب العصابات في اكابولكو، المدينة الاكثر خطورة في المكسيك، وفق منظمه الصحافي البلجيكي المعروف لوران فان در ستوكتن عند مدخل المعرض المستمر حتى 30 تشرين الاول/اكتوبر في كنيسة في بايو، تحذر لافتة من ان بعض الصور يمكن ان تكون صادمة، وهي صور يصعب عرضها في الصحافة الاوروبية.

صورة باتون روج حديث وسائل الإعلام العالمية

كان المصور جوناثان باتشمان في باتون روج لتغطية أول احتجاج في حياته المهنية عندما التقط ما أصبحت لكثيرين أفضل توضيح لتجمعات حركة (بلاك لايفز ماتر) الحاشدة التي شهدتها الولايات المتحدة، كانت امرأة تقف في هدوء وثوبها الطويل الشيء الوحيد الذي يحركه الهواء عندما اقترب منها شرطيان بزيهما المخصص لمكافحة الشغب في منتصف الطريق لاعتقالها، قال باتشمان (31 عاما) الذي كان مكلفا من رويترز في ولاية لويزيانا بتغطية الاحتجاجات الناجمة عن قتل الشرطة بالرصاص لألتون ستيرلينج (37 عاما) في المدينة "لم يحمل وجهها أي تعبيرات. ظلت واقفة هناك".

وجاء قتل ستيرلينج بعد قتل رجل أسود آخر بالرصاص هو فيلاندو كاستيلو (32 عاما) قرب سانت بول في مينيسوتا مما جدد موجة من الاحتجاجات شهدتها السنوات الأخيرة بسبب معاملة الشرطة للأقليات والتي أدت إلى ظهور حركة (بلاك لايفز ماتر).

وقال باتشمان عن اللحظة التي التقطت فيها عدسته صورة ليشيا إيفانز الممرضة من بنسلفانيا قبل القبض عليها "أدركت أنها ستكون صورة جيدة وشيء يروي قصة، "عندما عدت لسيارتي نظرت إلى الصورة وأدركت أنها ستقول الكثير عما يحدث في هذه اللحظة هناك وخلال الأيام القليلة المنصرمة في باتون روج"، وما لم يكن يتوقعه حجم الانتشار للصورة وانتقاء الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية والتلفزيونات في أنحاء العالم لها.

قالت مجلة ذا أتلانتك إنها "صورة لباتون روج يصعب نسيانها" في حين وصفتها هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية "بالأسطورية". وقالت صحيفة واشنطن بوست عن الصورة إنها "التقطت لحظة مهمة في البلاد" في حين وصفها موقع صحيفة ديلي ميل البريطانية على الانترنت بأنها "صورة مبدعة للحظة الاعتقال، وقبل دقائق من التقاط الصورة كان باتشمان يصور المحتجين الذين كانوا يهتفون ويلوحون بأذرعهم في وجه الشرطة، وقال إنه التفت عندما سمع شخص يصرخ للمرأة "سوف يلقى القبض عليك"، وتابع "أخذت مكاني وظهر كل شيء أمامي"، والتقط باتشمان الذي لم يكمل تعليمه الجامعي ليصبح مصورا بعد الإعصار كاترينا عام 2005 أكثر من 1200 صورة للاحتجاجات وظل ينقل الملفات إلى جهاز الكمبيوتر الخاص به حتى الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي.

وعندما استيقظ في اليوم التالي كان قد تلقى أكثر من مئة رسالة نصية وصوتية عن الصورة بما في ذلك رسالة من صديقته تقول فيها "لم أكن أعلم أني أواعد شخصية مشهورة"، ولكنه أصر على أنه ليس القصة ولم ينشر حتى الصورة على صفحاته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال "كنت أقوم بوظيفتي فقط. شعرت أن هذه ستكون صورة مهمة ولهذا التقطتها".

الصورة الصادمة لقاتل السفير الروسي في تركيا تفوز بجائزة "وورلد برس فوتو"

حظي المصور التركي برهان أوزبيليسي، مصور وكالة "أسوشيتد برس"، بجائزة "وورلد برس فوتو" الأولى لعام 2017، عن الصورة التي التقطها لمطلق النار على السفير الروسي في تركيا، باعتبارها "متفجرة تعبر عن حقيقة الكراهية السائدة في زمننا"، وفق ما أشارت ماري كالفيرت العضو في لجنة التحكيم.

فازت صورة صادمة التقطت للشرطي التركي الذي اغتال السفير الروسي في أنقرة وهو يشهر مسدسه ويرفع إصبعه فيما التوت ملامح وجهه من شدة الغضب، بجائزة "وورلد برس فوتو" الأولى، وأشاد أعضاء لجنة التحكيم بشجاعة برهان أوزبيليسي، مصور وكالة "أسوشيتد برس" الذي لازم مكانه فيما مولود ميرت ألتينتاس، الشرطي التركي البالغ من العمر 22 عاما، يطلق تسع رصاصات على السفير أندريه كارلوف وهو يهتف "الله أكبر" و"لا تنسوا حلب"، أثناء افتتاح معرض للصور الروسية في أنقرة. بحسب فرانس برس.

وفي السياق ذاته، فاز ثلاثة مصورين بجوائز، اثنان منهم لأعمالهما المتعلقة بالنزاع الدامي في سوريا، وتحدث أوزبيلسي عن صورته القوية التي انتشرت في أنحاء العالم وحظيت بـ18 مليون مشاهدة، موضحا "من اللحظة التي سمعت فيها الطلقات، عرفت أنها ستكون لحظة تاريخية وجدية". وتابع "عرفت أن علي القيام بعملي. كصحافي، لا يمكنني فقط الإسراع بالهرب لإنقاذ نفسي"، وأقرت لجنة التحكيم في مؤسسة "وورلد برس فوتو" في أمستردام أن مهمتها كانت صعبة في اختيار فائز العام 2017 من أكثر من 80400 صورة قدمها 5034 مصورا من 125 بلدا، وقالت ماري كالفيرت العضو في لجنة التحكيم إن "القرار كان صعبا للغاية، ولكننا شعرنا في النهاية بأن صورة العام يجب أن تكون متفجرة تعبر عن حقيقة الكراهية السائدة في زمننا".

روسيا غاضبة بسبب فوز صورة لمقتل السفير الروسي في تركيا

اعربت السفارة الروسية في انقرة عن غضبها الثلاثاء بسبب منح جائزة "وورلد برس فوتو" لصورة الشرطي التركي اثناء اغتياله السفير الروسي في انقرة العام الماضي، وقتل الشرطي مولود ميرت ألتينتاس (22 عاما) السفير الروسي اندريه كارلوف وهو يهتف "الله أكبر" و "لا تنسوا حلب" اثناء افتتاح معرض للصور الروسية في انقرة في 19 كانون الاول/ديسمبر، وقالت السفارة ان قرار لجنة التحكيم منح الجائزة لهذه الصورة "محبط" ويظهر "تجاهلا تاماً للأخلاق والقيم الأخلاقية".

واضافت في بيان على صفحتها الرسمية على فيسبوك "ان الدعاية لفظائع الارهاب غير مقبولة"، والتقط الصورة برهان أوزبيليسي، مصور وكالة "أسوشيتد برس" الذي لازم مكانه اثناء عملية الاغتيال، واشادت لجنة التحكيم بشجاعة المصور ورمزية الصورة التي سببت خلافا بين لجنة التحكيم حيث عارض رئيسها ستيوارت فرانكلين اختيارها.

وقال فرانكلين ان "منح الصورة هذه المكانة هي دعوة للذين يفكرون في مثل هذه الاعمال"، واكدت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي كونستانتين كوساشيف ان الخيار كان "على الاخلاقيات" وتساءل "كم ارهابيا اخر يمكن ان يعتبر هذه الصورة مصدر الهام له"، وقتل ألتينتاس على الفور برصاص قوات الامن التركية، وقالت السلطات انه كان عضوا في جماعة تابعة للداعية الاسلامي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تلقي عليه انقرة باللوم في المحاولة الانقلابية في 15 تموز/يوليو، الا ان موسكو، التي ارسلت فريق تحقيق الى انقرة بعد عملية الاغتيال، لم تؤكد هذه النتيجة.

كوريا الجنوبية تتصدى لمصوري النساء في المراحيض

تجوب بارك مراحيض النساء في كوريا الجنوبية، تبحث مستعينة بجهاز كشف المعادن عن اي جهاز تصوير وضعه هنا او هناك احد هؤلاء المنحرفين الذين يهوون تصوير النساء في بيوت الخلاء، وتقول بارك البالغة من العمر 49 عاما "يقضي عملي بان اتثبت من عدم وجود اي جهاز يصور النساء وهن في الحمامات"، وهي تجوب مراحيض متحف سيول.

وتضيف "انه امر غريب، هناك من يحبون ان يشاهدوا ذلك فعلا، لكن النساء ينبغي ان يشعرن بالامان"، تعمل بارك مع فريق مؤلف بالكامل من النساء، "يصطدن الكاميرات الخفية" في سيول، ففي هذا البلد الذي يعتز بانه في مقدمة سباق التكنولوجيا في العالم، يملك 90 % من السكان البالغ عددهم خمسين مليونا اجهزة هاتف ذكية، وهي من النسب الاعلى في العالم، لكن هذه التكنولوجيا صارت تستخدم احيانا لانتهاك خصوصيات النساء، مثل تصويرهن من الاسفل وهن جالسات في مكاتبهن، او في سلالم المترو، او حتى في الحمامات، بواسطة كاميرات خفية، وكثيرا ما تجد هذه الصور طريقها الى النشر على مواقع انترنت متخصصة في هذا السلوك المنحرف.

وبسبب الانتشار الواسع لهذه الممارسات، وعلى امل تجنبها قدر الامكان، اجبرت شركة "سامسونغ" على ان تضع في كاميرات هواتفها الذكية ما يصدر صوتا لدى البدء بالتصوير، لتنبيه من يصورون وهم غفلة عن ذلك.

السلطات الباكستانية تنوي إطلاق سراح اللاجئة الأفغانية التي ظهرت صورتها على غلاف "ناشيونال جيوغرافيك"

صرح وزير الداخلية الباكستانية شودري نصر علي خان لوسائل الإعلام "لا بد من مراجعة هذه القضية لأنها تتعلق بامرأة والتعامل معها بإنسانية"، وأوضح "في حال أسقطنا الملاحقات الموجهة ضدها أو طردناها من البلاد أو أعطيناها تأشيرة مؤقتة لمغادرة باكستان، لا بد من ملاحقة المسؤولين الذين منحوها بطاقة هوية مزيفة، فهم المذنبون فعلا ولا أريدهم أن يفلتوا من العقاب".

لكنه شدد "ينبغي قبل كل شيء أن تحدد الوكالة الفدرالية للتحقيقات كفالتها على وجه السرعة لإخراجها من السجن"، وبحسب السلطات الباكستانية، قدمت شربات غولا طلبا للحصول على بطاقة هوية وطنية في بيشاور في نيسان/أبريل 2014 تحت اسم شربات بيبي، وقد نجح آلاف اللاجئين الأفغان في الحصول على بطاقات هوية باكستانية بالرغم من أتمتة النظام المعتمد في باكستان. بحسب فرانس برس.

وكان المصور ستيف ماكوري قد عثر مجددا على شربات غولا سنة 2002 بعد أن بحث عنها لمدة 17 عاما، وذلك في بلدة أفغانية نائية حيث تزوجت من خباز وأنجبت منه ثلاثة أطفال. وهي لجأت فيما بعد إلى دولة باكستان المجاورة على الأرجح.

وقد أطلقت السلطات الباكستانية التي تدعو إلى عودة اللاجئين إلى بلدانهم حملة مؤخرا للكشف عن أصحاب بطاقات هوية باكستانية تم الحصول عليها بطريقة غير شرعية، ودققت الهيئة الوطنية للأحوال المدنية في 91 مليون مستند تعريف ورصدت حتى الآن 60675 مخالفة، وتضم البلاد 1,4 مليون أفغاني تسجلوا فيها كلاجئين، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وهي بالتالي ثالث دولة تستقبل أكبر عدد من اللاجئين في العالم.

اضف تعليق