q

هكذا هي السياسة وهكذا هم الحكام حين يحولون وسائل الإعلام الى أدوات. فتكون قيمة الصحيفة والإذاعة والتلفزيون كقيمة المنديل الورقي الذي يستخدم في الحمام، ثم يرمى في سلة المهملات، وليس وسائل الإعلام بل حتى العاملين فيها حين ينفذون أجندات سياسية، ويعملون من أجل الترويج لفعل مخابراتي، أو يدخلون ضمن دائرة التسقيط وبعضهم ينجر الى هذا المستوى بفعل عقيدته وإنتمائه الطائفي، بل لايتورع في أن يصم الآخرين طالما إنهم مخالفون له في العقيدة بأوصاف وتهم ليست فيهم.

مانشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية من تقارير مسيئة لإخواننا الشيعة يندرج في إطار الحرب الإعلامية ومحاولات التسقيط وإثارة الفتنة الطائفية. فقد نشرت خبرا مسيئا للشيعة الذين يؤدون مراسيم الزيارة بكل تواضع وخشوع وأدب الى مراقد أبناء نبي المسلمين محمد المحترمين وألصقت الخبر بمراسلها في بغداد، ثم رمته كما يرمى المنديل الورقي بعد إستعماله في الحمام وتبرأت منه وتركته في الميدان لوحده يواجه العاصفة ويعلن براءته من الخبر، وإذا كانت الجريدة بريئة والمراسل بريء فمن هذا الذي نشر الخبر المفبرك الذي ليس له من واقع على الأرض؟

فنحن نعرف إخوتنا الشيعة في العراق ونعرف أنهم وطنيون وكرماء، وقد قاتلوا في حروب العراق وساهموا في بنائه فهل. يستحقون منا هذا التوصيف البائس الذي سيرتد علينا عاجلا أو آجلا؟ بالتأكيد هم يستحقون منا الإحترام والتكريم والتقدير، ويشهد لهم بذلك كل الزوار من السعودية والإمارات وعمان وإيران وأذربيجان وتركيا والكويت ولبنان ومن باكستان والهند وتركيا ومن دول عديدة في أوربا وحتى من أمريكا شهدوا بحسن الخلق لأهل العراق، وبالكرم والتواضع والمحبة ونبل الأخلاق.

إذن فإن الهدف من وراء نشر الخبر المفبرك ضد الشيعة في صحيفة سعودية لايعدو أن يكون محاولة بائسة لإحداث شرخ في العلاقة بين المكونات العراقية ولذلك أحسن السنة قبل الشيعة في الرد على الخبر المفترى وطالبوا بالإعتذار ونبهوا الى خطورة مثل هذه الأكاذيب على الوحدة الوطنية التي تحتاج أن ندعمها لاأن نوهنها ونضعفها.

ونحن نعلم إن الناس في كل بلدان الأرض محترمون، ومنهم الصالح ومنهم الطالح، ومنهم من يريد الخير، ومنهم من يغوص في مستنقع الشر. ولكن غالبية الناس يبحثون عن السلام ومن يرميهم بالتهم الباطلة فإن تهمه سترتد عليه ويلقى وبال فعله وقد يتهشم بها رأسه وتذهب بسمعته.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق