q

مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في إسرائيل المزمع اجرائها في 17 مارس آذار من هذا العام، تشتد الحرب الاعلامية بين الأحزاب المتنافسة لاسيما ما يطلق عليه المعسكر القومي بقيادة حزب الليكود مقابل ما يطلق عليه المعسكر الصهيوني بقيادة حزب العمل. هذه الحرب الجديدة التي اتت بعد تصويت الكنيست الإسرائيلي على حل نفسه استعدادا لإجراء هذه الانتخابات المبكرة، جاء ذلك بعدما أقدم نتنياهو في الثاني من ديسمبر كانون الأول على عزل يائير لابيد وزير المالية وتسيبي ليفني وزيرة العدل. وجاء تصويت البرلمان بتأييد 93 عضوا وبدون معارضة في خطوة قربت موعد الانتخابات التي كانت مقررة عام 2017.

هذه الحرب الجديدة ربما ستغير خارطة السياسة والحكم في اسرائيل كما يقول بعض المراقبين، خصوصا مع تصاعد لغة التسقيط والاتهام الإعلامي وكشف الكثير من ملفات الفساد، التي قد تؤثر على المستقبل السياسي لرئيس الحكومة الحالية نتنياهو، الذي يواجه اليوم العديد من المشكلات، بسبب ادارته الفاشلة للعديد من الملفات المهمة التي ازعجت اقرب حلفاء اسرائيل ومنها حكومة البيت الابيض والديمقراطيين المعارضين لسياسة التشدد والعناد التي يتبعها نتنياهو، الذي افشل الكثير من الخطط والمشاريع الأمريكية بخصوص محادثات السلام وغيرها من الامور الاخرى.

من جانب اخر يرى بعض الخبراء ان فرضية اسقاط نتنياهو هي امر مستبعد، خصوصا وان هذا الرجل يتمتع بدهاء سياسي كبير وقدرة فائقة على قلب وتشوية الحقائق، هذا بالإضافة الى انه سيسعى الى استخدام بعض الملفات المهمة والحساسة، التي قد تسهم بتغير الكثير من النتائج والتوقعات، خصوصا وان معظم استطلاعات الرأي تشير الى أن نتنياهو سيعاد انتخابه رئيسا للوزراء حيث يدعم كثير من الإسرائيليين موقفه المتشدد من الصراع مع الفلسطينيين وفي قضايا أمنية أخرى، لكن ذلك ربما قد يحتاج الى تحالفات جديد مع أحزاب أخرى لتشكيل حكومة تحظى بالأغلبية في الكنيست المؤلف من 120 عضوا.

حملات التشهير قبل الانتخابات

وفي هذا الشأن فلا محادثات السلام المتوقفة مع الفلسطينيين ولا البرنامج النووي الايراني هما القضيتان الساخنتان في الانتخابات الاسرائيلية. فأحدث المشاجرات السياسية في اسرائيل تتعلق بما إذا كانت زوجة رئيس الوزراء قد احتفظت بما استردته من أموال عن الزجاجات الفارغة التي سيعاد تدويرها بعد استخدامها في المناسبات الرسمية التي تنفق عليها الدولة.

وحتى بمعايير الحياة السياسة في اسرائيل المعروف عنها أنها حافلة بالعراك والمشاكسة تعتبر الحملة الانتخابية لاختيار أعضاء برلمان جديد في 17 مارس آذار حملة شرسة. ويسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في هذه الانتخابات للفوز بفترة رابعة. وبينما تشير استطلاعات الرأي إلى أن السباق سيكون قريبا بين حزب الليكود بزعامة نتنياهو وتحالف المعارضة الذي يمثل يسار الوسط فقد أصبح التركيز على الشخصيات والاتهامات بارتكاب مخالفات لا على جوهر السياسات.

فبعد ان انتشرت معلومات من داخل بيت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصلت حد التحدث عن أمور شخصية لم يكن المواطن الإسرائيلي من قبل يعي بوجودها مما يعتبر صدمة قد تطيح بنتنياهو في الانتخابات الوشيكة. ومن بين الأمور التي انتشرت مؤخرا وبصورة واسعة وكما تشير بعض المصادر الاعلامية، ما تعرض له نتنياهو وزوجته من هجمات المعارضة وذلك على خلفية تقارير الزجاجات الفارغة الخاصة بزوجته وتقارير اخرى تناولت حجم استهلاك بيت نتنياهو للمشروبات الكحولية.

فقد شن اسحاق هرتسوغ زعيم المعارضة ورئيس "المعسكر الصهيوني" وهو عبارة عن تحالف انتخابي مع حزب "هتنوعاه" الذي تتزعمه تسيبي ليفني، هجوما على نتنياهو تمحور حول مسألة تناول الكحول قائلا: "نتنياهو لا يتمكن من الوصول الى شقته لأنه يختفي خلف الزجاجات الفارغة"، في إشارة الى زجاجات الكحول الفارغة.

وقال هرتسوغ "ينشغل نتنياهو هذه الأيام في إلقاء الاتهامات وتوجيه اللوم لرؤساء الوزراء السابقين ووسائل الإعلام الإسرائيلية ويختبئ وراء مخاوف لا نهاية لها وقصص عن الزجاجات الفارغة لكن من الممنوع علينا ان ننسى فهو رئيس وزراء منذ 6 سنوات والمسؤولية عن أزمة السكن والأطفال الجوع والأوضاع الصعبة التي تعيشها إسرائيل في العالم تقع على عاتقه هو".

ومن ناحيتها شنت تسيبي ليفني هي الأخرى هجوما لاذعا على نتنياهو وذلك على خلفية التقرير الذي نشر حول مصاريف ديوان نتنياهو الخاصة بشراء المشروبات الكحولية. وقالت وكما نقلت قناة i24News "ان منزل نتنياهو يستهلك من الكحول في الشهر ما يعادل الحد الأدنى للأجور في إسرائيل". وأضافت تسيبي ليفني: "اتضح هذا الأسبوع ان نتنياهو انفق خلال العاميين الماضيين 100 ألف شيكل (25 الف دولار) من الأموال العامة على شراء واستهلاك الكحول ما يعني إنفاق 4200 شيكل شهريا (نحو 1050 $) على الخمر، ووفقا لمعطيات مؤسسة التأمين الوطني بلغت قيمة الحد الأدنى من الأجور في إسرائيل حتى شهر نوفمبر الماضي 4300 شيكل وتقريبا هناك مليون عامل إسرائيلي يعيشون على دخل شهري يتراوح بين 4300- 4500 شيكل لذلك فان استهلاك نتنياهو الشهري من المشروبات الكحولية يعادل الحد الأدنى للأجور".

ولم يمر وقت طويل حتى شن حزب "الليكود" هجوما مضادا على معسكر المعارضة وعلى الصحافة وبعض جمعيات اليسار الاسرائيلي يتهمها بتحالف سري سعيا للإطاحة به من سدة الحكم عبر التهجم الشخصي على رئيس الوزراء نتنياهو وعلى زوجته سارة. وتمحورت حملة الليكود على الأحزاب المعارضة التي تسعى الى قلب موازين القوى خلال الانتخابات الوشيكة، حول تمويل الحملة الانتخابية لهذه الأحزاب، ادعوا فيها أن ثمة جمعيات يسارية أهمها " V15" تسهم بقوة في محاولات الإطاحة بنتنياهو من خلال تلطيخ سمعته والتحريض عليه ومن خلال إنفاق أموال طائلة مصادرها ليست إسرائيلية وبطريقة غير ديمقراطية. وقال الليكود إن "ما يجري هنا هو محاولة من قبل حزب العمل واليسار لشراء السلطة بالمال".

وكشفت القناة الإسرائيلية العاشرة مسودة تقرير مراقب الدولة حول فضيحة "بيبي تورز" التي لم تنشر بعد رغم بلورتها قبل شهور وهي تحتوي على معطيات خطيرة حول سلوك نتنياهو. وبحسب ما نشرته القناة يجري الحديث عن تغطية نفقات ضخمة لسفريات نتنياهو وعائلته، عندما كان يشغل منصب وزير المالية، من قبل جهات خاصة بصورة تخالف النظام السليم. وكتب مراقب الدولة آنذاك في تقرير لم ينشر بعد، أن هناك تناقضا مصالح وأن سفر نتنياهو على نفقة جهات خاصة له علاقة بمصالح هذه الجهات التجارية.

وطالبت زهافا غالؤون رئيسة حركة "ميرتس"، المستشار القضائي للحكومة بفتح تحقيق جنائي عاجل ضد نتنياهو بشبهة سرقة الاموال العامة. وقالت انه "اذا ثبتت الادعاءات فإن على نتنياهو سحب ترشيحه والعودة إلى البيت". وقالت: "إنه في اللحظة التي وقع فيها نتنياهو على صك إعادة الاموال باسم عائلة نتنياهو فهذا يعني انه أصبح متورطا بعمل جنائي، ولا يوجد أي سبب يجعله يتحصن وراء الادعاء بأنهم يلاحقون زوجته. ليست هي المقصودة وإنما هو.

وقال المحلل السياسي هانان كريستال عبر راديو اسرائيل "هذه حرب تشهير. ولا أحد يعرف إلى أين ستؤدي كل هذه السلبية." ومن أوائل الشخصيات التي استهدفتها حملات التشهير سارة زوجة نتنياهو المتخصصة في علم النفس والتي عملت من قبل مضيفة جوية. ونادرا ما تتحدث سارة علانية لكنها كثيرا ما تكون موضع انتقاد في الصحافة بسبب غطرستها.

وقال محامو أسرة نتنياهو إن الأموال استخدمها العاملون في المقر كمصروفات نثرية وإن الأسرة ردت الأموال بالفعل. غير أن هذا لم يخمد العاصفة بل تفاقمت بسبب اتهامات قديمة عن صرف مبالغ من المال العام لسداد ثمن أثاث حديقة المنزل الخاص لأسرة نتنياهو. ونظرا للطبيعة الاستقطابية لشخصية نتنياهو الذي قضى في الحكم حتى الآن فترة أطول من غيره من زعماء اسرائيل منذ مؤسس الدولة دافيد بن جوريون فقد أصبح هدفا سائغا. وأصبح شعار يسار الوسط "إما نحن أو هو" وشعار نتنياهو "إما نحن أو هم". وعموما فالقضية المهيمنة هي الأمن في الانتخابات الاسرائيلية التي تنتهي دائما بتشكيل حكومات ائتلافية. غير أن قوة موقف نتنياهو في موضوع الأمن جعل المعارضة تبحث عن نقاط ضعف أخرى. بحسب رويترز.

وقال جدعون راهات أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية "ظهرت عملية مبالغ فيها اهتم فيها الناس أكثر من ذي قبل بالشخصيات وقل فيها اهتمامهم بالأحزاب والايديولوجيات. وهكذا انتهينا إلى كل هذه الهجمات الشخصية." غير أن يسار الوسط لم يسلم من هذا الاتجاه. فقد اتهم حزب الليكود المعارضة بمخالفة القواعد المرعية بتلقي أموال من الولايات المتحدة لتمويل اعلانات تحث الاسرائيليين على التصويت "لأي شخص غير نتنياهو". ولأن القانون الاسرائيلي يسمح للاحزاب السياسية بقبول التبرعات الخارجية فلم تفتح الشرطة أو السلطات القضائية أي تحقيق في هذه المسألة.

المخاوف الأمنية وتكاليف المعيشة

في السياق ذاته عززت مخاوف الناخب الاسرائيلي الأمنية شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مما ساعده على تفادي انتقادات وجهت له بسبب خلافه المتنامي مع البيت الأبيض بينما يسعى للفوز بالانتخابات القادمة والبقاء على رأس الحكومة لفترة رابعة. ومع تصدر أعمال العنف على الحدود مع لبنان والمخاوف من البرنامج النووي الإيراني اهتمام الناخب الإسرائيلي ساهمت سمعة رئيس الوزراء المحافظ المعروف عنه التشدد فيما يتعلق بقضايا الامن في رفع نسبة التأييد التي يتمتع بها بين الناخبين من 46 في المئة في يناير كانون الثاني الى 51 في المئة.

وتوقع استطلاع الآراء الشهري الذي نشر في صحيفة هاارتس اليسارية ان يفوز حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو بما يصل الى 25 مقعدا من مقاعد البرلمان (الكنيست) وعددها 120 مقعدا في الانتخابات التي تجري في 17 مارس آذار مقابل 23 مقعدا للاتحاد الصهيوني ليسار الوسط. وفي وقت سابق كانت نتيجة الاستطلاع 22 مقعدا لليكود و23 مقعدا للاتحاد الصهيوني. وتظهر الأرقام الجديدة أن نتنياهو ماض في طريقه إلى تشكيل حكومة إئتلافية تضم أحزاب اليمين وكتلا يهودية متشددة من أقصى اليمين وإنه سيبقى في السلطة لفترة رابعة تعزز موقفه كرئيس للوزراء قضى في الحكم حتى الآن فترة أطول من غيره من زعماء اسرائيل منذ مؤسس الدولة دافيد بن جوريون.

وقال جدعون راحات أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية "يبدو ان نتنياهو لديه أفضل الفرص." وستمثل نتائج الاستطلاع مفاجئة للبعض: فنتنياهو يتفادى انتقادات في الداخل والخارج بسبب قراره قبول دعوة من جون بينر الرئيس الجمهوري لمجلس النواب الأمريكي ليلقي كلمة أمام الكونجرس بشأن برنامج إيران النووي قبل أسبوعين من الانتخابات الاسرائيلية. واعتبر كثيرون زيارة نتنياهو التي أعلنت دون التشاور أولا مع البيت الابيض بمثابة إهانة للرئيس الامريكي الديمقراطي باراك اوباما الذي اتسمت العلاقات بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتوتر.

لكن استطلاعات الرأي تظهر إن الإسرائيليين يعتبرون أن نتنياهو هو الأكثر صرامة حين يتعلق الأمر بسلامتهم وهو يروج لهذه الرسالة. وفي إعلان تلفزيوني للدعاية لليكود يظهر نتنياهو وهو يدق باب أسرة إسرائيلية تستعد للخروج في المساء ويقول لها "هل طلبتم جليسة أطفال؟ ها جاءكم جليس الأطفال بيبي" مستخدما الاسم المختصر الذي يشار به اليه.

ولا يزال من الممكن أن يفوز الاتحاد الصهيوني بمقاعد أكثر من الليكود حين تجرى الانتخابات. لكن الحسابات تشير الى أن الليكود سيحرص على تشكيل حكومة ائتلافية فاعلة وأن نتنياهو هو الأوفر حظا لأن يسأله الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين ان يشكل الحكومة القادمة. وحولت الصحف الإسرائيلية تركيزها مؤخرا من القضايا الأمنية الى مزاعم نفاها محامو رئيس الوزراء بأن زوجته سارة احتفظت بما استردته من أموال من متاجر عن زجاجات مشروبات فارغة تم شراؤها لمقر إقامتهما الرسمي بأموال الدولة.

ورغم حساسية هذه القضية بالنسبة لنتنياهو فإنها ساعدت على تحويل الانتباه بعيدا عن قضايا منها ارتفاع تكاليف المعيشة وأسعار المنازل وهي قضايا يركز عليها الاتحاد الصهيوني في حملته الانتخابية. لكن نتنياهو قد يواجه رغم ذلك مشكلة أكثر صعوبة عما قريب فمراقبو نفقات الدولة يستعدون لاصدار تقرير في 17 فبراير شباط بشأن مزاعم عن عمليات انفاق باذخة في مقار اقامة نتنياهو.

وسيكشف التحقيق تفاصيل الانفاق في ثلاثة مقار لرئيس الوزراء على بنود منها الطعام والاثاث والملبس والاقامة ليقرر المراقبون ما اذا كان المال العام قد أسيء استخدامه. وعلى الرغم من ان استطلاعات الرأي تأتي لصالح نتنياهو الان فقد أساءت التقدير من قبل. ففي انتخابات عام 2013 لم تتوقع مجيء حزب يش عتيد في المركز الثاني وكان في ذلك الحين حزبا جديدا من تيار الوسط ركز في حملته الانتخابية على قضايا الاقتصاد.

من جانب اخر وعد نتنياهو في مؤتمر اقتصادي عقد في تل أبيب بخفض ضريبة القيمة المضافة التي فرضت على الأغذية الأساسية وعلى الحليب والخبز والجبن والبيض إلى الصفر من 18 بالمئة. وكانت هذه خطوة جريئة لدرء تهديد المرشحين المنتمين إلى تيار الوسط مثل النجم التلفزيوني ووزير المالية يائير لابيد الذي أقاله نتنياهو. ومن المتوقع أن يجعل لابيد من قضية تكاليف المعيشة ركيزة أساسية في حملته الانتخابية.

وقال نتنياهو إن ملايين المواطنين سيستفيدون من هذه الخطوة سنويا قائلا إنها ستتكلف ملياري شيقل (500 مليون دولار) وهو أقل بمقدار مليار شيقل من خطة اقترحها لابيد لخفض الضريبة المضافة على شراء المنازل للمرة الأولى. وأضاف "كلما كانت العائلة أضعف وأكثر عددا كانت استفادتها مما سيوفره خفض الضريبة المضافة أكبر" لجعل هذا الوعد أكثر جاذبية للمتشددين الذين لديهم عادة أسر كبيرة الحجم والمرجح أن يكون تأييدهم حاسما في الانتخابات هذه المرة.

وبينما لم تكن القضايا الأمنية بعيدة عن أذهان الإسرائيليين خصوصا بعد الحرب في غزة إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن تكاليف المعيشة قضية مهيمنة قبل الانتخابات القادمة. وأظهر استطلاع للرأي أجرته القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن نصف من شملهم الاستطلاع تقريبا (48 بالمئة) أشاروا إلى أن ارتفاع الأسعار والسياسات الاجتماعية سيكون لهما التأثير الأكبر على تصويتهم في الانتخابات.

وهذه النسبة أعلى من النسبة التي جاءت في استطلاع أجري قبل الانتخابات الأخيرة التي أجريت في يناير كانون الأول عام 2013 عندما أشار 43 بالمئة إلى أن القضايا الاقتصادية وتكاليف المعيشة أكبر شاغل لديهم. وفي هذه الانتخابات حصل لابيد وهو مذيع تلفزيوني سابق على 19 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا. ليصبح حزبه أكبر حزب منفرد. ويعرف نتنياهو أن عليه أن يعطي أملا للذين يكافحون من أجل تلبية احتياجاتهم كي يحتفظ بالسلطة بعد أن ظل لسنوات يلح على التهديد الموجه لبقاء إسرائيل.

قال جدعون رهط وهو أستاذ في الجامعة العبرية "الأحزاب الأخرى تركز على القضايا الاقتصادية والاجتماعية ولديهم أسباب سياسية وجيهة لذلك." ومضى يقول "كثير من الناس في إسرائيل حصلوا على ما يكفي من الأمن والسياسة الخارجية. يريدون تقدما في السياسة الاجتماعية." وبينما خفت نجم لابيد وتتوقع استطلاعات الرأي أن يحصل على تسعة مقاعد فقط في الانتخابات القادمة فإن التهديد الجديد لنتنياهو يأتي من موشي كاحلون وزير الاتصالات والرفاه وعضو سابق في حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو. بحسب رويترز.

ونال كاحلون الإعجاب لأنه قلص أسعار خدمات الهواتف المحمولة بنسبة كبيرة في العامين الماضيين. وتتوقع بعض استطلاعات الرأي أن يحصل حزبه على 12 مقعدا في الانتخابات القادمة. ويبقى السؤال عما إذا كان سيستطيع نقل قدراته على خفض الأسعار لمجالات أخرى.

تحالفات حزبية لمواجهة نتانياهو

الى جانب ذلك المح قادة حزبين اسرائيليين معارضين من الوسط الى امكانية تحالفهما لتشكيل كتلة من يسار الوسط لمواجهة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في الانتخابات التشريعية القادمة وجعل التفاوض مع الفلسطينيين في راس الاولويات، بحسب ما اورد السبت التلفزيون الاسرائيلي. والمح زعيم حزب العمل اسحق هرتزوغ وزعيمة حزب هاتنواه تسيبي ليفني وزيرة العدل التي اقالها نتانياهو في مقابلتين منفصلتين مع القناة الثانية انه يمكن ان يتفقا لمنع نتانياهو من الفوز بولاية رابعة في الانتخابات التشريعية المبكرة في آذار/مارس 2015.

وقال هرتزوغ الذي يدعو حزبه الى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين والى حل الدولتين "قلت منذ اليوم الاول من انتخابي على راس حزب العمل اني ساحاول تشكيل كتلة وسطية". واضاف "انا اتحدث مع تسيبي ليفني التي ارى انها سيدة مقتدرة جدا ومع آخرين على امل ان ينضموا الينا". من جهتها قالت ليفني التي تتابع من كثب منذ سنوات المفاوضات مع الفلسطينيين ان "الاختبار يجب ان يكون حول كيف يمكن جمع العدد الاكبر من الاصوات لمن يمكنه ان يحل محل نتانياهو". واضافت "ستكون هناك لائحة مشتركة (..) لدي علاقات جيدة مع هرتزوغ ولابيد (زعيم حزب يش اتيد من وسط اليمين) ولدينا هدف مشترك بخلاف الانتخابات السابقة، وهو استبدال نتانياهو".

وفي مؤشر على الازمة السياسية وتردد الناخبين، اظهر استطلاع بثته القناة الثانية الاسرائيلية ان 65 بالمئة من المستجوبين لا يريدون نتانياهو في منصب رئيس الوزراء، لكن هذا الاخير ياتي بفارق كبير في المرتبة الاولى في ترتيب السياسيين الاكثر كفاءة لهذا المنصب. وتقدم نتانياهو ب36 بالمئة، اي نحو 20 نقطة، على وزير خارجيته افيغدور ليبرمان وعلى وزير الاقتصاد نفتالي بينيت اللذين حصل كل منهما على 10 بالمئة.

ولتشكيل اغلبية، اعلن نتانياهو انه يرغب في اعادة حلفه مع الاحزاب المتطرفة الموجودة حاليا في المعارضة، لكنه يعتبر انها من "حلفائه الطبيعيين". وهو ينوي ايضا الحفاظ على حلفه مع حزبين من اليمين المتشدد "اسرائيل بيتنا" بزعامة ليبرمان و"البيت اليهودي" بزعامة بينيت المؤيدين لتسريع الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة. بحسب فرانس برس.

في السياق ذاته قررت أربعة أحزاب تمثل معظم الأقلية العربية في إسرائيل أن تخوض معا الانتخابات التي ستجرى في آذار وهو تجمع يمكن أن يشكل ثقلا مواجهة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلفائه اليمينيين. وتتوقع استطلاعات الرأي أن يمثل الكتلة العربية الجديدة 11 نائبا وهو نفس عدد نواب الأحزاب العربية تقريبا في الكنيست المكون من 120 مقعدا لكن اتحاد تلك الأحزاب يزيد نفوذها السياسي.

وانتهت الأحزاب الأربعة من إعداد قائمتها المشتركة. ومن أسباب الاتحاد الحفاظ على البقاء النيابي بعد أن أيدت الحكومة تشريعا يرفع من عتبة التمثيل في الكنيست ويحول دون دخول الأحزاب الصغيرة إليه. وكان متوقعا أن يؤدي التشريع الجديد إلى ألا يدخل اثنانا من الأحزاب الأربعة إلى الكنيست. والأحزاب الأربعة هي القائمة العربية الموحدة والحركة العربية للتغيير والتجمع الوطني الديمقراطي (البلد) والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. وتعبر الأحزاب العربية عن خليط من الاتجاهات الإسلامية والعلمانية والشيوعية السابقة. بحسب رويترز.

لكن عضو الكنيست عن القائمة العربية الموحدة مسعود غنايم قال إن القائمة الموحدة للأحزاب الأربعة تؤيد إقامة الدولة الفلسطينية وتنتابها مخاوف من عزم نتنياهو إصدار قانون يهودية إسرائيل. وقال "العرب في إسرائيل يريدون منا جميعا (كأحزاب) ضم قوانا بما يجعل لنا نفوذا أكبر ونتحدى السياسات العنصرية وسياسات التهويد للحكومة الإسرائيلية."

اضف تعليق