q

التغير المناخي أصبح قضية مهمة لا تقل أهمية عن السياسات الاقتصادية والسياسية، فحسب تقديرات علمية إذا لم يحدث تقليل للانبعاثات فستواجه الأرض خطر ارتفاع درجة حرارتها إلى ما قد يزيد على 11 درجة فهرنهايت بحلول عام 2100 مقارنة بما كان قبل عصر الثورة الصناعية، وهو ما يؤدي إلى جفاف وحرائق الغابات، وارتفاع منسوب المحيطات والبحار، وذوبان الجليد، وغرق مناطق مختلفة من المدن الساحلية وتغيرات كبيرة في الزراعة، بما يترتب على ذلك من آثار اجتماعية واقتصادية وسياسية قد تشمل حروباً واضطرابات.

قضايا المناخ والطاقة تعد من القضايا الاستقطابية، فبينما يتساءل ترامب إن كان التغير المناخي حقيقياً فعلاً أم لا، نافياً "مزاعم كونه تهديداً حقيقياً" صرح بما يفيد بأن له مصلحة في إفشال خطة الطاقة النظيفة لأوباما، معرباً عن رغبته في إلغاء خطة "العمل من أجل المناخ" التي وضعتها إدارة أوباما، وكذلك إلغاء اتفاق باريس على أمل تعزيز النمو الاقتصادي وتطوير صناعة الوقود الحفري في أميركا. واعتبرت شركة الأبحاث lux أن سياسات ترامب ستؤدي إلى زيادة انبغاث الكربون بنسبة 16%، وقوبلت تصريحات ترامب المتشكّكة في واقعية التغير المناخي بانتقادات علمية كثيرة.

مؤخرا كشف تقرير سنوي يقيم سياسات 58 دولة في مجال المناخ أن السعودية تأتي في المرتبة الأخيرة في مجال التحرك لمكافحة التغير المناخي، وتعتبر كندا وأستراليا واليابان من البلدان التي سجلت أسوأ أداء في هذا المجال، في حين تعد فرنسا والمغرب من أفضلها.

من جهته قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن إدارة الرئيس باراك أوباما ستفعل كل ما بوسعها لتطبيق اتفاق عالمي لكبح التغير المناخي قبل أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه رسميا، والولايات المتحدة مسؤولة عما يقل قليلا عن 20 بالمئة من إجمالي الانبعاثات الضارة المسببة للاحتباس الحراري وبالتالي تعتبر لاعبا أساسيا في اتفاق باريس الذي صدقت عليه 109 دول حتى الآن.

وقد أثار انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة مخاوف من أن تدفع وجهة نظره القائلة بإن الاحتباس الحراري خدعة دولا أخرى لخفض أهدافها بموجب اتفاقية تاريخية للحد من تغير المناخ في الوقت الذي تراجعت فيه أسهم شركات الطاقة المتجددة في الأسواق العالمية، ويصف ترامب التغير المناخي بأنه خدعة ويريد إلغاء اتفاق باريس ووقف التمويل الأمريكي لبرامج الأمم المتحدة بشأن الاحتباس الحراري.

الى ذلك كثفت فرنسا والأمم المتحدة تحذيراتهما للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن مخاطر الانسحاب من خطة عالمية أُعلنت العام الماضي لمحاربة التغير المناخي وأكدتا أن التحول التاريخي عن الوقود الحفري لا يمكن وقفه.

فمن المرجح أن ينهي انتخاب دونالد ترامب المتشكك في قضية تغير المناخ رئيسا للولايات المتحدة الدور القيادي الذي تلعبه واشنطن في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري عالميا وقد يؤدي ذلك إلى ظهور بطل جديد هو الصين.

وعملت الصين عن قرب مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما لزيادة الزخم قبل اتفاق باريس عام 2015 بشأن تغير المناخ. والولايات المتحدة والصين هما المسؤولتان عن أكبر نسبة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وساعدت الشراكة بينهما في حمل نحو 200 دولة على دعم الاتفاق في الاجتماع التاريخي الذي عقد في العاصمة الفرنسية.

لكن ترامب على العكس من ذلك وصف التغير المناخي بأنه خدعة ابتدعتها الصين لتعطيها ميزة اقتصادية وقال إنه يعتزم إخراج الولايات المتحدة من الاتفاق المناخي التاريخي والتراجع عن الإجراءات التي اتخذها أوباما لمكافحة تغير المناخ.

أمريكا ستسعى لتطبيق اتفاق المناخ قبل تولي ترامب الرئاسة

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن إدارة الرئيس باراك أوباما ستفعل كل ما بوسعها لتطبيق اتفاق عالمي لكبح التغير المناخي قبل أن يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه رسميا، وأدلى كيري بهذه التصريحات خلال زيارة لنيوزيلندا قبيل توجهه إلى مراكش في المغرب للمشاركة في محادثات المناخ التي تحضرها 200 دولة.

وذكر مصدر في فريق ترامب الذي سيشرف على انتقال السلطة أن الرئيس المنتخب الذي يصف ارتفاع درجة حرارة الأرض بأنه خدعة وتعهد بالانسحاب من اتفاق باريس يبحث سبلا للالتفاف على إجراءات تستغرق أربع سنوات للتخلي عن الاتفاق.

ورفض كيري التكهن بشأن ما قد يفعله ترامب حيال اتفاق باريس وأشار إلى أن هناك فرقا في بعض الأحيان بين الدعاية الانتخابية والحكم الفعلي، لكن كيري كان واضحا بشأن اعتقاده بأن اتخاذ المزيد من الإجراءات لمنع التغير المناخي يجب أن يكون أولوية.

وقال كيري للصحفيين خلال مؤتمر صحفي في ولنجتون مع رئيس الوزراء النيوزيلندي جون كي "حتى 20 من يناير كانون الثاني عندما تنتهي ولاية هذا الإدارة نعتزم أن نفعل كل ما هو ممكن للوفاء بمسؤوليتنا حيال الأجيال القادمة والتمكن من مواجهة هذا التهديد للحياة ذاتها على الكوكب:، وجاءت زيارة كيري لولنجتون بعد رحلة استغرقت يومين إلى القارة القطبية الجنوبية حيث طار في هليكوبتر فوق الغطاء الجليدي في غربها الذي قد يرفع منسوب المياه في البحار إذا تعرض للذوبان وتحدث مع علماء يبحثون في المعدل المحتمل لحدوث التغير المناخي.

وزيرة فرنسية: خطة ترامب للانسحاب من اتفاق المناخ "كارثية"

قالت وزيرة البيئة الفرنسية سيجولين رويال إن خطة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للانسحاب من الاتفاق العالمي للتعاون بشأن إبطاء وتيرة التغير المناخي ستكون "كارثية تماما" وستضعف الولايات المتحدة، لكن في دفاعها عن اتفاق باريس للتغير المناخي الذي ساعدت في صياغته عام 2015 أبلغت رويال رويترز أنها تعتقد أن ترامب ربما يغير موقفه بعد أن يتولى منصبه، وقالت رويال وهي اشتراكية "إذا اتُخذت قرارات من هذا القبيل فإنها ستكون كارثية تماما"، وأضافت في الاجتماع الذي تشارك فيه 200 دولة من السابع حتى 18 من نوفمبر تشرين الثاني في مراكش بالمغرب لبحث الإجراءات التي من شأنها الحد من الاحتباس الحراري "أعتقد أن أمورا من هذا القبيل هي وعود انتخابية لإرضاء قطاع معين من الناخبين لم يفهم أن الاحتباس الحراري حقيقة".

ويقول ترامب إنه يريد تعزيز الوظائف الأمريكية وتجنب الاعتماد على منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) باستغلال "احتياطيات غير مستغلة من النفط الصخري والنفط والغاز الطبيعي قيمتها 50 تريليون دولار إضافة إلى احتياطيات الفحم النظيفة التي تكفي لمئات السنين"، وعلى النقيض من ذلك يسعى اتفاق باريس إلى الحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتي ينبعث أغلبها من حرق الوقود الأحفوري.

وفي مراكش أعاد العديد من الدول التأكيد على دعمها لأهداف اتفاق باريس بالتحول إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرهما من أشكال الطاقة النظيفة، وقالت رويال "أعتقد أنه عندما يتولى (ترامب) السلطة فعليا فإنه سيرى أن الانسحاب من مفاوضات متعددة الأطراف ومن قضايا التغير المناخي سيضعف الولايات المتحدة"، وأضافت أن الولايات المتحدة نفسها تعاني من الآثار الجانبية للتغير المناخي مشيرة إلى العواصف في ميامي وحرائق الغابات في كاليفورنيا، وعبرت الصين والسعودية عضو أوبك عن دعمهما لاتفاق باريس في مراكش، وقال تشن تشى هوا من اللجنة الوطنية الصينية للتنمية والإصلاح في مؤتمر صحفي "سياستنا وإجراءاتنا لن تتأثر بأي إجراء للحكومة الأمريكية".

رئيس قمة المناخ يؤكد انه لن يكون هناك انتكاسة في التصدي للاحتباس الحراري

اكد صلاح الدين مزوار وزير خارجية المغرب ورئيس قمة المناخ بمراكش، الجمعة انه لن تكون هناك انتكاسة على مستوى التصدي للاحتباس الحراري ايا كانت السياسة الاميركية في هذا المجال في المستقبل.

وقال مزوار في مقابلة مع وكالة فرانس برس بعد يومين من فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الاميركية وهو الذي ينكر دور الانسان في التغير المناخي ويقول انه لن يحترم اتفاق باريس، "سيكون من الصعب جدا برايي، ان يحدث تراجع او انتكاسة" في هذا المجال، واضاف "ان قضية المناخ مسالة تهم العالم باسره، وارضنا هي المعنية والمهددة".

واشار الوزير المغربي الى "التعبئة الخارقة للعادة للمجتمع الدولي التي شهدتها قمة المناخ بمراكش" للدول وايضا "للفاعلين غير الحكوميين"، وتنظم في مراكش جنوب المغرب بين 7 و18 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي قمة المناخ بمشاركة اكثر من 190 دولة كانت اتفقت العام الماضي على التصدي للتغير المناخي. بحسب فرانس برس.

وقال مزوار انه يتوقع حضور 60 قائد دولة الثلاثاء في مراكش مؤكدا ان "الكثير من الدول ستعلن عن زيادة طموحها الاسبوع القادم"، ولا تتيح التعهدات التي اعلنتها الدول قبل القمة الحد من الاحتباس الحراري عند درجتين مئويتين، بل عند 3 او 4 درجات مئوية، ومن هنا ضرورة عمل اكثر طموحا في مجال المناخ.

وازاء ذلك ومع انتخاب دونالد ترامب رئيسا، اكد 12 وزيرا (فرنسا والمانيا والمغرب والنروج والسويد وبنغلادش وغامبيا ...) اضافة الى المفوض الاوروبي للطاقة والمناخ ميغيل ارياس كانيتي والمتحدث باسم مجموعة الدول الاقل تقدما توسي مبانو-مبانو، الجمعة رغبتهم في تعزيز عمل الجميع للحد من التغيرات المناخية.

واكدوا "التزامنا بالعمل مع مجمل المجتمع الدولي، بما فيه الولايات المتحدة، للتصدي لاحد اكبر تحديات عصرنا"، وقالت سيغولين رويال وزيرة البيئة الفرنسية والرئيسة السابقة لقمة المناخ في فرنسا "يجب ان يضاعف هذا ارادتنا (..) بل انها فرصة لانتفاضة" في مجال المناخ. واعتبرت ان "اتفاق باريس يجب ان يستمر في التصاعد من خلال تحركات وتصديقات"، ومن 196 دولة اعضاء في اتفاقية الامم المتحدة للمناخ، صادقت 105 دول تمثل اكثر من 70 بالمئة من الانبعاثات الضارة، على الاتفاق.

هناك حاجة لتحول جذري في مجال الطاقة

قالت وكالة الطاقة الدولية إن هناك حاجة لتحول جذري في قطاع الطاقة ووقف الانبعاثات تماما بحلول عام 2040 لقصر الارتفاع العالمي في درجة الحرارة على 1.5 درجة مئوية، ويأتي أول تقرير لوكالة الطاقة بشأن المستوى المناخي المستهدف في اتفاقية باريس في وقت تلتقي فيه أكثر من 190 دولة في مراكش بالمغرب لوضع تفاصيل الاتفاقية العالمية التي تم التوصل إليها العام الماضي.

وقالت الوكالة في توقعاتها لعام 2016 للطاقة العالمية "النتيجة الحتمية هي أن هناك حاجة ماسة للقيام بتخفيضات جذرية فورية في انبعاثات قطاع الطاقة من ثاني أكسيد الكربون حتى تتاح الفرصة لتحقيق المستوى المستهدف وهو 1.5 درجة مئوية"، وقال التقرير إنه سيكون من الضروري أن يأتي نحو 90 في المئة من إنتاج الكهرباء من محطات الطاقة النووية أو مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية في حين سيكون توليد الطاقة من الوقود الأحفوري مثل الغاز بحاجة لتكنولوجيا لتجميعه وتخزينه. بحسب رويترز.

وبموجب سيناريو السياسات الجديدة للوكالة الدولية للطاقة من المتوقع أن يسهم توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة بنحو 37 في المئة من المجمل بحلول 2040، وقال التقرير إنه بالإضافة إلى ذلك فسيتعين أن تعمل كل مركبات نقل الركاب والمركبات التجارية الخفيفة أو الفان بالكهرباء في حين سيكون من الضروري أيضا زيادة تشغيل كل الشاحنات والحافلات بالكهرباء حتى يتم الوفاء بالمستوى المستهدف لارتفاع درجة الحرارة العالمية.

وقالت الوكالة إن 1.3 مليون سيارة فقط من إجمالي المخزون العالمي للسيارات والذي يبلغ نحو مليار سيارة ستعمل بالكهرباء بحلول نهاية 2016، وصدقت نحو 100 دولة على اتفاقية باريس التي بدأ سريانها في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني وتسعى لقصر ارتفاع درجات الحرارة على أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية و"مواصلة الجهود" لقصر الارتفاع في درجات الحرارة على 1.5 درجة مئوية، وتقوم دول منخفضة مثل جزر مارشال والمالديف بحملات من أجل تحقيق المستوى المستهدف من ارتفاع درجات الحرارة العالمية وهو 1.5 درجة مئوية خشية ذوبان الجليد الذي سيؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحر واجتياح سواحلها.

افريقيا الاكثر تأثرا بالظواهر المناخية القصوى عام 2015

اظهر تقرير نشر على هامش قمة مراكش حول المناخ، ان ما يقارب نصف البلدان التي ضربتها في العام 2015 احوال جوية قاسية، تقع في افريقيا، وقال سونك كريفت المشرف على اصدار النسخة الثانية عشرة من "المؤشر السنوي للمخاطر المناخية" لمنظمة "جيرمان ووتش" غير الحكومية ان "افريقيا هي الاكثر تأثرا بالتغيير المناخي".

واشارت كريفت الى ان هذه الدول الفقيرة الاكثر تأثرا من غيرها، هي في الواقع الاقل تسببا بانبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة المؤدية الى الاحترار، واحصى المؤشر ظواهر مناخية قصوى في 180 بلدا بناء على المعلومات التي قدمتها شركة التأمين الالمانية "ميونيخ ري"، وتبين ان البلدان العشرة الاكثر تأثرا بالظواهر المناخية القاسية في العام 2015 كانت موزمبيق ثم الدومينيكان ومالاوي والهند وفانوتو وبورما وباهامس وغانا ومدغشقر وتشيلي، وبين العامين 1996 و2015، اودت 11 الف ظاهرة مناخية بحياة اكثر من نصف مليون شخص في العالم، وفقا للتقرير، وبلغت قيمة خسائر الاعاصير وموجات الحر والفيضانات اكثر من ثلاثة الاف مليار دولار في هذه المدة. بحسب فرانس برس.

وخلال هذين العقدين، كانت اكثر البلاد تأثرا بشريا وماديا هي هندوراس وبورما وهايتي والفيليبين وبنغلادش وباكستان وفيتنام وتايلاند، وكان تقرير العام الماضي اظهر ان الدول الاكثر تأثرا هي صربيا وافغانستان والبوسنة، وينعقد في مراكش مؤتمر الاطراف الثاني والعشرون، في مسعى لتطبيق التزامات اتفاق باريس لمكافحة الاحترار المناخي.

التحرك المناخي: السعودية في المرتبة الأخيرة فيما أداء فرنسا والمغرب من بين الأفضل

أظهر تقرير سنوي يقيم سياسات عشرات الدول في مجال المناخ أن المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الأخيرة فيما يخص التحرك لمكافحة التغير المناخي وتعتبر فرنسا والمغرب من أفضل الدول التي سجلت أداء حسنا.

وأكدت منظمتا "جرمان ووتش" و "كلايميت أكشن نيتوورك" اللتان نسقتا أعمال هذا التقرير المسمى "كلايميت تشينج بيرفورمانس أنديكس" الذي نشر على هامش مؤتمر مراكش أنه "يؤكد انطلاق مصادر الطاقة المتجددة والتطورات الإيجابية في مجال فاعلية الطاقة"، وأصرت المنظمتان على أن "هذه الميول المشجعة تسجل على مستوى العالم إلا أن العملية الانتقالية في مجال الطاقة بطيئة للغاية". ويهدف مؤتمر مراكش الذي تنظمه الأمم المتحدة إلى التوصل إلى ترتيبات لتطبيق اتفاق باريس حول المناخ الذي أقر نهاية العام الماضي.

وتحتل المملكة العربية السعودية المركز الأخير في التصنيف الذي يأخذ في الاعتبار 90 % من الانبعاثات العالمية للغازات المسببة لمفعول الدفيئة الناجمة عن مصادر الطاقة الأحفورية. وتلتها اليابان في المرتبة ما قبل الأخيرة بسبب عزمها على دعم الطاقة النووية بدلا من مصادر الطاقة المتجددة وبسبب تحركها الدولي الذي يعتبر محدودا.

وفي أستراليا سجل تقدم على صعيد مصادر الطاقة المتجددة ومستوى الانبعاثات إلا أن فاعلية استهلاك الطاقة شهدت تراجعا، وحسنت كندا التي لم تسجل تحركا كبيرا في السنوات الأخيرة في المجال المناخي، تحسنا في مجال الالتزام الدولي منذ وصول جاستن ترودو إلى السلطة نهاية العام 2015 إلا أن إجراءات ملموسة أكثر ينبغي أن تتخذ.

كيري يؤكد من مراكش التزام بلاده بتعهداتها في مجال المناخ

قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأربعاء في قمة المناخ بمراكش أنه لا يمكن لبلاده العودة عن التزاماتها في مجال المناخ، بعد أسبوع من انتخاب دونالد ترامب رئيسا. وكان ترامب قد وعد بإلغاء اتفاق باريس ووصف التغيير المناخي بالـ"خدعة".

وصرح كيري أن بلاده في طريقها لتحقيق أهدافها في إطار الاتفاق العالمي للمناخ و"لا أعتقد أنه يمكن عكس هذا الاتجاه"، وسط تصفيق الحاضرين، وتابع أن "قوى السوق وليس السياسة هي التي تملي السياسة العالمية المقبلة في مجال الطاقة (...) لهذا أنا واثق من المستقبل بغض النظر عن السياسة التي قد يتم اعتمادها، وذلك نظرا لتأثير قوى السوق"، وكان ترامب قد وصف التغير المناخي بأنه "خدعة" تروجها الصين ووعد بإلغاء اتفاق باريس المبرم السنة الماضية للحد من الانبعاثات الملوثة المسببة للاحترار العالمي.

بدأ مؤتمر مراكش بصياغة خارطة طريق للبدء بتحقيق أهداف الاتفاق لكن كثيرين يخشون أن يفي ترامب بوعده بالانسحاب من العملية ويقوض الزخم السياسي الذي تم بناؤه على أمد سنوات عبر مفاوضات شائكة. بحسب فرانس برس.

وقال كيري إن التوجه العالمي هو الابتعاد عن الوقود الأحفوري والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، وأضاف "إنه منعطف حقيقي. إنه سبب يدعو إلى التفاؤل بغض النظر عما ترونه في مختلف البلدان من تغيرات سياسية"، ومازح الحاضرين بقوله أنه سيحضر المؤتمر المقبل للأمم المتحدة في 2017 بوصفه "المواطن كيري".

وشدد على المخاطر التي تهدد العالم في حال لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة، وقال "الوقت ليس في جانبنا. العالم يتغير بوتيرة متسارعة ومنذرة مع تداعيات متسارعة مقلقة"، وقال "في مرحلة ما، لا بد حتى لأعتى المشككين أن يعترفوا بحدوث شيء مقلق (...) ليس لأحد الحق في اتخاذ قرارات تؤثر على حياة مليارات الناس فقط استنادا إلى موقف إيديولوجي دون مدخلات سليمة".

اضف تعليق