q

لثلاثة أشهر متتالية استمرت الحملات الانتخابية الأميركة ال 58 لتنصيب الرئيس الامريكي الـ 45 بعد ان تمخضت الانتخابات التمهيدية عن عدد من المرشحين من احزاب مختلفة كان ابرزهم مرشحي الحزبين الكبيرين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي هيلاري كلنتون.

يشارك في هذه الانتخابات نحو 200 مليون ناخب امريكي لاختيار عشرة ولاة ورئيس واحد سيتم تنصيبه في 20 كانون الثاني في 2017 م ونائب رئيس واحد ايضا.

احتدام المنافسة وتصاعد الاتهامات:

يوما بعد يوم تتصاعد حدة المنافسة بين المرشحين كلنتون وترامب الى درجة تبادل الاتهامات بين المرشحين فقد لقب ترامب منافسته بالشيطانة في اكثر من محفل ومحفل في حين تصف كلنتون ترامب بانه المتحرش بالنساء استنادا الى تسجيلات تم عرضها سابقا على انها فضائح قابلها ترامب بسخرية وبتسجيل حديث له بين عدد من النساء العاريات.

وفي ساعاتها الأخيرة وبينما يشارف السباق على نهايته، إحتدمت المنافسة بين المرشحين الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب في فلوريدا الولاية المتأرجحة التي قد تحسم السباق الثلاثاء المقبل.

وتشير آخر نتائج استطلاعات الرأي في عكس السباق المحموم تقدم كلينتون بفارق نقطتين فقط في استطلاع شبكة «فوكس نيوز»، وأربع نقاط في استطلاع صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «إي بي سي».

فيما كشف متوسط لنتائج استطلاعات الرأي في فلوريدا أجراه موقع «ريل كلير بوليتكس» تفوق كلينتون بفارق نقطة مئوية واحدة.

فيما تشير استطلاعات اخرى الى تفوقها بأربع نقاط اذ تتقدم كلينتون بنسبة 44 بالمئة مقابل 40 لترامب، وكانت كلينتون تتفوق بفارق 11 نقطة على ترامب في آخر استطلاع في منتصف أكتوبر تشرين الأول.

تكاليف الحملات الانتخابية:

تخطت مصاريف الحملات الانتخابية لمرشحي الرئاسة الأمريكية -حتى الآن- حاجز الملياري دولار، حيث بلغت تكاليف حملتي المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون 896 مليون دولار.

وفي 30 يوليو/تموز أنفقت حملة كلينتون الانتخابية حوالي 86% من إجمالي مصروفات الحملة، بينما أنفقت حملة ترامب حوالي 97%.

فقد بلغت تكلفة دعاية المرشحين الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية 644 مليون دولار، وكان أبرز تلك حملات حملة بيرني ساندرز، التي وصلت تكلفتها إلى 283 مليون دولار.

بينما بلغت تكلفة حملات مرشحي الحزب الجمهوري 704.2 مليون دولار، بعد أن تنافس 16 مرشحا من داخل الحزب، إلى أن فاز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري له.

يجدر بالذكر ان تكلفة الحملات الانتخابية الامريكية السابقة للرئيس اوباما ومنافسه الغور تجاوزت المليار دولار بقليل.

ملاحظات اخرى:ـ

ـ ركز الطرفان على تبادل التهم وردها دون التركيز على الموضوعات التي تمس حاجة المواطن الامريكي، مما اعطى انطباعا عند الكثيرين بتدني القيم الامريكية.

ـ طريقة استخدام ملفات الفساد بين الطرفين طريقة تؤكد وجود انحراف في تعامل المؤسسات الرسمية في التعاطي مع المعلومات فقد حسم موضوع ملفات رسائل كلنتون الـ 600 الف رسالة في فترة 8 ايام مما يؤكد وجود غض نظر من قبل السلطات الرسمية على سلوكيات كلنتون.

ـ ملفات السياسة الخارجية والداخلية لكلا المرشحين لم تظهر بشكل واضح كما في الانتخابات الامريكية السابقة.

ـ رأي العرب الامريكيين لم يظهر بشكل واضح خلال هذه الانتخابات كما هو في الانتخابات السابقة.

ـ حملة كلنتون لم تتناول سياسة اوباما وما تعتزمه هي حيال بعض القضايا التي واجهت امريكا ابان حكمه كونهما ينتميان لنفس الحزب، وقد قالت في بعض المحافل بانها ستسير على خطى اوباما الداعم لها بشكل قوي.

ـ اعتمد ترامب على المشاكسة والاثارة وهو اسلوبه الذي تمكن عن طريقه من التفوق على بقية المرشحين الجمهوريين ولكنه في نفس الوقت اثار مخاوف دولية من تداعيات فوزه في الانتخابات فقد وصفته المؤسسات الرسمية العالمية بالمتهور الذي لا يمكن توقع ردود افعاله.

ـ ركزت استراتيجية الحملة الانتخابية للسيدة كلينتون على تصوير منافسها الجمهوري باعتباره الرجل الغاضب الخطير الذي يمثل تهديدًا صارخا للولايات المتحدة، وهو الأمر الذي يعكس تحولا كبيرًا، فالرجل الذي كانت تصوره حملة كلينتون بأنه مجرد مزحة تحول ليصبح تهديدا للأمة.

ـ قوة المرشحة كلنتون ناتجة عن ضعف المنافس وتخوف البعض منه واسلوبه المثير للجدل، وليست من قوة البرامج السياسية المطروحة من قبلها.

ـ معظم المعطيات تؤكد فوز كلنتون برئاسة البيت الابيض، البيت الذي يحرص على التجديد دوما، عن طريق الترحيب بالأوائل، لتكون اول امرأة تحكم البيت الابيض كما كان اوباما اول رئيس اسود البشرة يحكمه.

ـ الفارق الطفيف بين المرشحين وتذبذب ولاء الناخب الامريكي قد يصنع مفاجئة في آخر ساعات الانتخابات الامريكية، لذلك تبقى التوقعات مفتوحة لحين اغلاق صناديق الاقتراع، واستقرار ورقة الناخب المتأرجح.

* فراس الياسي كاتب صحفي وباحث مشارك في ملتقى النبأ للحوار

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق