q

خلال زيارتي الاخيرة لبغداد واللقاء بشكل فردي بالكثير من القيادات السياسية العراقية ومجموعة من سفراء دول الأجنبية استحضرتني مجموعة من الأسئلة والملاحظات التي أودّ ان أشارككم فيها:

١- الحوار:

#ارى بوضوح اختلاف المعاني والدلالات عند الكثير للمفردات المهمة في قاموسنا السياسي والتي قد تعني ضعف الحوار بين الأطراف المهمة.

#ما هي مستلزمات واهداف الحوار؟ أهي للوصول للحقيقة، ام لمراجعة والاعتراف للنفس بالخطأ، ام لإيجاد قاموس مشترك للمعاني، او للوصول الى نتيجة مشتركة، ام لمعرفة احتمالية صواب الاخر، ام لتقليل التوتر، ام لكسب الاخر، ام لمعرفة احتياجات ورغبات الاخر،

#هل هناك فهم واضح تجاه بَعضُنَا البعض؟ يعني نفهم آلياته ورؤاه وأهواءه وعقده وخطوطه الحمراء والصفراء والخضراء، لكي نستطع ان نبني سوياً.

#هل تعرف الاطراف السياسية الوزن الحقيقي للطرف الآخر لكي تخطط وتتحاور معها وهي على صواب؟

#الاطراف السياسية ترى الان حاجتها للآخر ولا يمكن إقصاء الاطراف الاخرى وهي مؤشرات جديدة ومهمة ولكن في نفس الوقت هناك توقع وتطلع من الاطراف الاخرى ان تتنازل فقط.

٢- التحالفات والتغيير:

#معالم التحالفات الجديدة في العملية السياسية لبِنَاء الدولة هل هي حقيقة ام خيال؟ وهل هناك حاجة ضرورية لإعادة خريطة لعبة الشطرنج الداخلية؟

#البناء عملية شاقة وصعبة اما التفليش فاسهل وأسرع، الحراك الجديد في مجلس النواب هي لبناء ثقافة وعرف نيابي جديد ام لتدمير وتفليش المنظومة السياسية وأركان الدولة؟ وهل تعرف أطراف هذا الحراك جيدا ان سرعة التفتيش قد تكون أسرع من سرعة البناء وبالتالي سيخلق فراغًا خطراً.

#هل تنتهي التحالفات عندنا في يوم تشكيل الحكومة او يوم انتهاء عملية الاقتراع؟ او نود ونعمل لكي تبقى وتتطور خلال الدورة البرلمانية كلها.

#هل واضح عند الأطراف السياسية معنى وتكلفة وعاقبة التحالفات السياسية؟ ام ما نرى هو أقرب للتفاهمات واتفاقيات ميدانية قصيرة الامد وليس بإستراتيجية كما نحتاج نحن لها.

#هل ممكن ان ينتج من الحراك الحالي معسكرين ذو توجهات سياسية وفكرية مختلفة تخلق واقع جديد أقرب الى واقع حزبي الحاكم والمعارضة تتداول الحكم مثل الديموقراطيين والجمهوريين او المحافظين والعمال الخ.

٣- بناء الدولة:

#ماهي آليات واذرع الدولة في فرض واقع جديد؟ وخصوصا مع وجود شاغل في الوزارات المهمة، علما اننا نملك نظام مركزي في الوزارات وذلك يعني سلطة القرار بيد الوزير حصراً.

#هل يفكر ويستحضر السياسي العراقي البعد الخارجي في تعاطيه مع الدولة وإدارتها؟ يعني هل نعرف اننا نحتاج الاخر خارج الحدود ونفكر بمصالحنا وبمصالحه عند تحديد قراراتنا ام كل شيء عندنا محلي بإمتياز؟

#العراق بعد تحرير الموصل ستمر بنقطة تحول، هل هناك وضوح في ماهية نقطة التحول هذه؟ اَي مدتها، رجالاتها، برنامجها، حاجاتها، مستلزمات اندفاعها وإدامتها الذاتية، مع التأكيد ان ملء الفراغ عند حدوثها هي من السنن الإلهية.

#ما هي الحكمة في السعي للمرور في محطة الانتخابات (محافظات ومجلس نواب)، أهي للمراجعة، او لتهيء للقادم، او للتحضير لتحالفات استراتيجية جديدة، ام لخلق تفاهمات او اتفاقيات جديدة؟

#بخصوص الأزمة مع تركيا، هل هناك وضوح في كيفية التأثير على تركيا؟

٤- المجتمع:

#ما هي معايير ومجسات التطور الاخلاقي للمجتمع العراقي وخصوصا ونحن نعيش ايام عاشوراء؟

#هل ازدياد الالتزام بمشاعر عاشوراء نتيجة تطور ثقافي وعرفي اجتماعي ام زيادة التزام ديني وأخلاقي للمجتمع؟

#هل هناك اتفاق بين اغلب الأطراف السياسية على الدور المرتقب للمرجعية الدينية المباركة؟ وهل هناك وضوح في ماهية مبتغاها ودورها؟

#من يقود عملية بناء المجتمع وهل للأحزاب الحاكمة برامج بناء لمجتمعاتها او ان السياسة في العراق تعني السلطة وليس إدارة تغيير المجتمع وبناءه؟ من الله الهداية والتسديد والله اعلم.

* لقمان عبد الرحيم الفيلي، باحث مشارك في ملتقى النبأ للحوار وسفير العراق السابق لدى الولايات المتحدة الامريكية

اضف تعليق