q

لماذا العودة الى الامام الحسين وثورته في كل مفتتح عام هجري جديد يهل على المسلمين؟

محاولة للتذكير (وذكر ان نفعت الذكرى)..

محاولة في استلهام الدروس والعبر للثورة وصاحبها..

محاولة للاقتداء بصاحب الثورة واصحابه..

لكن.. لماذا لا تتم تلك العودة في كل يوم وكل لحظة من حياتنا، التي تتشابه تفاصيل الظلم والانحراف فيها مع ما ساد في زمن تلك الثورة، الا ان لا حسين بيننا؟..

يعود ذلك الى (بيئة التخلف) التي وجدنا انفسنا فيها بعد قرون من سياسات الاستبداد والطغيان التي غيبت النظريات الإسلامية في الحكم والاجتماع والاقتصاد، واصبحنا اسيرين للتجربة التاريخية للمسلمين في فهمهم للاسلام، وهو فهم لم يبتعد كثيرا عما أراده أولئك المستبدون والطغاة..

هذا الفهم المضلل هو نتيجة لممارسة منهجية من التضليل السياسي استمر عليها أولئك الحكام طيلة قرون، و(التضليل هو المانع من الهداية، وعدم الاهتداء الى الهدف المطلوب، يجعل من المضلل جاهلا وعديم المعرفة للأشياء كما هي موضوعة واقعيا، وتؤدي مفاعيل التضليل الى إخفاء الوقائع والى تغييبها، والى التضييع والتحيير، ومن وسائله الاغواء والحذاقة والدهاء).

جاءت ثورة الحسين (عليه السلام) لتضرب اهم مرتكزات السلطة التي صادرت الإسلام الحقيقي وهو التضليل السياسي من خلال ما حملته من شعارات طاردت الواقع الزائف الذي فرضه حكام بني امية على المسلمين.

وهي أيضا كشفت عن حجم الخراب الذي وصل اليه المجتمع المسلم في ذلك الوقت، حيث لم يخرج مع الامام الحسين (عليه السلام) الا اهل بيته وقلة من الاصحاب الذين وعوا حقيقة وحجم هذا الخراب.

وهي أيضا عبدت الطريق للثائرين المرتقبين في مراحل تاريخية أخرى للثورة على كل نظام مستبد وفاسد، واطلقت بعد عقود قليلة ثورة معرفية قادها احفاد الحسين (عليه السلام) الامامان الباقر والصادق) ليعاد الى الإسلام وهجه الأصيل.

وهي أيضا شكلت هذا الهاجس المستمر بالإصلاح دوما وابدا في حياة المسلمين، وغيرهم من قادة حركات التحرر والتغيير في العالم.

وهو هاجس لا يمكن تغييبه او اقصاءه من حياة الانسان الطامح الى قرب إلهي يكون مسددا له في حياته الحاضرة، وقاطفا لثوابه في حياته الأخرى.

والإصلاح المستمر له مقومات عديدة كما يذكرها الامام الشيرازي الراحل قدس سره في كتابه (الإصلاح)، وهي:

الخروج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله.

التأكيد على الأخلاق والمعنويات وحث الناس على التقوى والخوف من الله عزّ وجلّ والتحذير من شدة عذاب القبر.

من أهم ما يلزم في إصلاح المجتمع، هو إصلاح الفرد، لأن المجتمع يتشكل من فرد وفرد وفرد، وكل من الفرد الفرد والمجتمع يؤثر في الآخر سلباً وإيجاباً.

القضاء على بيئة التخلف.

محاربة الفساد بكافة أشكاله، والحد من انتشاره، لأن نشر الفساد بين الأمة يعتبر من أهم موانع الإصلاح.

إحياء الضمير الإنساني في النفوس.

فضح ما يتخذه الظلمة والطغاة من أساليب قمعية ضد الشعوب.

ومن أهم مقومات الإصلاح في المجتمع هو ((وتعاونوا على البر والتقوى)).

* مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث
http://shrsc.com

اضف تعليق