q

مع اقتراب معركة تحرير الموصل من سيطرة عصابات تنظيم داعش الارهابي، تصاعدت وتيرة التحضيرات والاستعدادات العراقية (العسكرية والانسانية) لخوض هذه المعركة المصيرية، التي ستشترك بها اضافة للقوات العراقية وفصائل الحشد الشعبي وبحسب بعض المصادر، اطراف ودول اخرى من خلال تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للتحركات العسكرية، او من خلال القيام بعمليات عسكرية مباشر او غارات جوية مكثفة ضد مواقع التنظيم، حيث اكدت بعض التقارير تعاظم الحراك الدولي تجاه دعم العراق في معركته المرتقبة لاستعادة مدينة الموصل اخر حصون تنظيم داعش بشكل مكثف، وهو ما مميز العراق عن باقي الدول التي تعاني من تهديد ذات التنظيم، بانه الاكثر حصولا على دعم دولي في جهود حربه ضد التنظيم.

كما تعهدت بعض الدول المانحة بتقديم حزم دعم متباينة الطبيعة للعراق، كل حسب ما يمكن له ان يقدمه لدحر التنظيم، حيث تعهدت الحكومة الكندية في وقت سابق، بتقديم الدعم الطبي اللازم لسير المعارك من خلال ارسال 60 خبير طبي عسكري، يشرف كل منهم على مستشفى ميداني يقام في شمال العراق ضمن مناطق العمليات العسكرية. ويذكر بان لكندا قوات عسكرية مؤلفة من فرق خاصة، تشارك في القتال الى جانب قوات البيشمركة الكردية التابعة لحكومة اقليم كردستان العراق. فرنسا من جانبها اكلت استعادتها لارسال بعض القطع العسكرية لدعم القوات العراقية، لتكون عاملا مساعدا في رفع نسبة التفوق العسكري العراقي على تنظيم داعش، هذا بالإضافة الى مشارتها بالطلعات الجوية مع بريطانيا والولايات المتحدة وباقي الدول الاخرى. كما تعهدت روسيا بتقديم مزيد من الدعم للعراق خلال المعركة المرتقبة، عبر تجهيزه بالمزيد من المروحيات القتالية التي استقدم العراق بعض القطع منها سابقا، واثبتت جدارتها في المعارك، من نوع Mi-28Ne المعروفة باسم صياد الليل التي تدخل ضمن اتفاقيات التسليح الموقعة مع روسيا.

ويرى بعض الخبراء ان المعركة ربما ستكون صعبة وطويلة، حيث سيسعى التنظيم الى اعتماد خطط واساليب جديدة في هذه المعركة، التي يعتبرها معركة بقاء خصوصا بعد الانتصارات التي حققها الجيش العراقي أخيراً، وقد اكدت بعض التقارير ان تنظيم داعش قد اتخذ بعض الاجراءات والاستعدادات لمواجهة الهجوم العسكري العراقي الواسع في الموصل، منها تحصين طرق ومداخل المدينة بقطع إسمنتية كبيرة لعرقلة تقدم آليات الجيش، وحفر خنادق وعبأها بالنفط الأسود لحرقها من اجل عرقلة غارات التحالف الدولي، وحفر انفاق طويلة تمدد من الجهة الغربية من الموصل باتجاه الحدود السورية ليتمكن قادته من الانسحاب والفرار إلى مواقعهم داخل سورية في حال اشتد القتال ولم يستطع التنظيم البقاء في الموصل، كما حذرت بعض الاطراف من أن داعش قد يلجأ الى استعمال السلاح الكيمياوي ضد القوات العراقية كي لا يفقد الموصل لأن كل المؤشرات تتحدث عن أنه سيستميت في الدفاع عن المدينة ولن يقبل بالهزيمة كما تقبلها في مدن أخرى مثل تكريت والرمادي والفلوجة.

العبادي والأكراد

في هذا الشأن قال بيان للحكومة العراقية إن رئيس الوزراء حيدر العبادي طلب من الزعيم الكردي مسعود البرزاني بعد اجتماعهما في بغداد عدم استغلال الحرب على تنظيم داعش لتوسيع المناطق التي يسيطرون عليها. وناقش الزعيمان خلال اللقاء التحضيرات لطرد التنظيم من الموصل في شمال العراق أكبر مدينة تسيطر عليها الجماعة المتشددة. ويتوقع أن تشارك قوات البشمركة الكردية في الهجوم على المدينة التي يود العبادي استعادتها هذا العام بدعم من التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وقال العبادي وفق البيان إنه "من الضروري أن لا يكون الهدف من المعركة هو النزاع على الأرض إنما تحرير الناس من بطش عصابات داعش." وسيطرت قوات حكومة كردستان على كركوك - المنطقة التي يطالب بها الأكراد تاريخيا والغنية بالنفط - بعد انهيار الجيش العراقي أمام اجتياح تنظيم داعش لشمال البلاد قبل عامين. كما وسع الأكراد سيطرتهم الميدانية إلى مناطق محيطة بالموصل غربي أربيل عاصمة إقليمهم. بحسب رويترز.

وتتمركز قوات البشمركة في الشرق والشمال والشمال الغربي من الموصل في حين تتقدم القوات العراقية من اتجاه الجنوب مما يحكم القبضة على المدينة التي كان يسكنها مليونا نسمة قبل الحرب. وأعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قيام خلافة على أجزاء من العراق وسوريا في يوليو تموز عام 2014 من الجامع الكبير في الموصل.

تعزيزات امريكية

من جانب اخر قال مسؤولون أمريكيون وعراقيون إن الولايات المتحدة سترسل نحو 600 جندي إضافي إلى العراق لمساعدة القوات العراقية في استعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش. ومن المتوقع شن الهجوم لاستعادة المدينة في وقت لاحق هذا العام. وهذه ثالث خطوة من نوعها لزيادة حجم القوات الأمريكية في العراق منذ إبريل نيسان. وهو ما يشير إلى المصاعب التي واجهت الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تحريك قوات أمريكية من بلاده.

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان "تم التشاور مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بطلب من الحكومة العراقية لزيادة أخيرة لعدد من المدربين والمستشارين الأمريكيين تحت مظلة التحالف الدولي في العراق لتقديم الإسناد للقوات الأمنية العراقية البطلة في معركتها الوشيكة لتحرير الموصل وتمت الموافقة على طلب الحكومة."

وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إن القوات الجديدة ستعكف على تدريب قوات الأمن العراقية وقوات البشمركة الكردية وتقدم لهم المشورة وبخاصة في معركة الموصل. وستعمل أيضا "على حماية المكتسبات التي تحققها قوات الأمن العراقية وتوسعها في أماكن أخرى في العراق". وأضاف "قلنا على الدوام.. أينما نجد فرصا لتسريع الحملة فإننا نريد أن نقتنصها."

وتابع كارتر أن بعضا من أفراد القوة الجديدة المؤلفة من 615 فردا ستتخذ من قاعدة القيارة الجوية مركزا لها على بعد 60 كيلومترا من الموصل. واستعادت القوات العراقية تلك القاعدة من متشددي داعش في يوليو تموز وأجرت عمليات تجهيز لها كي تكون مركزا للإمداد لتقديم الإسناد للهجوم على المدينة الشمالية. وستوجه قوات أخرى إلى قاعدة عين الأسد الجوية في شمال العراق حيث المئات من العسكريين الأمريكيين الذين يدربون القوات العراقية. وامتنع كارتر عن تسمية المواقع الأخرى التي ستتخذ منها القوات الأمريكية قاعدة لها.

وقال إن على الرغم من أن القوات العراقية هي التي ستلعب الدور القتالي "فإن القوات الأمريكية التي تقاتل تنظيم داعش في العراق ليست في منأى عن الأذى.. لا ينبغي أن تساور الشكوك أحدا في ذلك." وقتل ثلاثة من العسكريين الأمريكيين في معارك مباشرة منذ بدء الحملة الأمريكية ضد التنظيم. واجتمع العبادي مع أوباما ونائبه جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك رغم أنه ليس من الواضح إن كان الاتفاق قد تم هناك.

ويوجد حاليا 4565 جنديا أمريكيا في العراق في إطار التحالف الذي تقوده واشنطن والذي يقدم دعما جويا مكثفا وتدريبات ومشورة للجيش العراق الذي انهار في 2014 في وجه الهجوم الخاطف الذي نفذه تنظيم داعش. واستعادت القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية وفصائل الحشد الشعبي نحو نصف الأراضي التي احتلها التنظيم على مدى العامين المنصرمين لكن معركة استعادة الموصل وهي أكبر مدينة يحتلها التنظيم المتشدد ستكون على الأرجح أكبر معركة حتى الآن.

وزادت الولايات المتحدة تدريجيا حجم القوات الأمريكية في العراق هذا العام ونقلتها لتكون على مقربة من خطوط المواجهة. وأقر أوباما إرسال 560 جنديا إضافيا للعراق في يوليو تموز أي بعد ثلاثة شهور من إعلان الولايات المتحدة بأنها سترسل نحو 200 جندي إضافي هناك. وقال مسؤول كبير بوزارة الدفاع إنه لكي يتسنى إرسال قوات جديدة فسيتعين على البيت الأبيض رفع الحد الأقصى للقوات الأمريكية في العراق من 4647 إلى 5262. بحسب رويترز.

ويقول قادة أمريكيون وعراقيون إن الزحف على المدينة قد يبدأ في النصف الثاني من أكتوبر تشرين الأول. وقال كارتر إن حملة طرد داعش من الموصل ستزداد كثافة "خلال الأسابيع المقبلة". وستكون استعادة الموصل أكبر دفعة لخطط العبادي والولايات المتحدة لإضعاف التنظيم. وما زال حجم القوات الأمريكية الحالي في العراق يشكل كسرا من القوات التي أرسلت أثناء احتلال العراق على مدى تسعة أعوام والذي أطاح بالرئيس صدام حسين عام 2003.

بريطانيا والحصار

على صعيد متصل أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن عملية محاصرة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، يفترض أن تبدأ "خلال الأسابيع القليلة المقبلة" تمهيدا لتحريرها من الجهاديين. وقال فالون بعيد زيارة إلى العراق "رغم أن الموصل مدينة كبيرة ومعقدة، إلا أنها ستسقط وستسقط قريبا جدا. أتوقع أن تبدأ عملية محاصرتها خلال الأسابيع القليلة المقبلة". بحسب فرانس برس.

وأضاف فالون أن القوات العراقية بدأت بالتحرك إلى منطقة تجمع إستراتيجية تحضيرا للهجوم. وتابع "يفترض أن نكون قادرين على طرد داعش من العراق خلال الأشهر القليلة المقبلة- الأشهر المتبقية من العام الحالي والعام المقبل". وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن سلاح الجو الملكي البريطاني يكثف هجماته ضد ما يسمى بتنظيم داعش في مدينة الموصل في محاولة لشل حركة آخر معقل رئيسي للتنظيم في العراق.

وقال مارك كارلتون سميث، ضابط برتبة فريق في سلاح الجو الملكي البريطاني، إن تنظيم داعش يطلق صواريخ أرض-جو على طائرات التحالف. لكن لم تصب أي طائرة حتى الآن. وقال سميث إن الجيش البريطاني يعتقد أن التنظيم يمتلك صواريخ قادرة على إسقاط طائرات، لكن لم تستهدف أي مقاتلة حتى الآن. وعندما تطلق الصواريخ على طائرات التحالف، تلجأ الطائرات إلى استخدام درع دفاعي عن طريق مشاعل حرارية تؤدي إلى انفجار الصاروخ قبل وصوله إلى الطائرة.

وأشار وزير الدفاع البريطاني إلى أن القوات الجوية التي تستهدف أكثر من 100 موقع في المدينة وحولها، تعمل الآن "بأعلى وتيرة في مسرح عمليات واحد منذ أكثر من 25 عاما". وشنت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، والتي تعد بريطانيا جزءا منها، ما يقرب من 9600 ضربة جوية ضد تنظيم داعش في العراق منذ 2014. وقال سميث إن الضربات الجوية للتحالف دمرت سيولة نقدية تقدر بنحو مليار دولار كان التنظيم يدخرها في مخازن تابعة له. وألمح مسؤولون أميركيون كبار إلى أن معركة الموصل قريبة، لكن قبل أن تتمكن القوات العراقية من استعادة السيطرة على المدينة، هناك سلسلة من التعقيدات العسكرية والسياسية والانسانية تشكل تحديات شتى. وسيشارك في المعركة الجيش والشرطة وقوات الحشد الشعبي ومقاتلي البشمركة الكردية، وهذه القوات في بعض الاحيان لا تعمل تحت قيادة موحدة.

حاملة الطائرات الفرنسية

في السياق ذاته انضمت حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول إلى الاستعدادات الدولية القائمة لاستعادة مدينة الموصل العراقية من تنظيم داعش"، بحيث انطلقت أول ثماني طائرات "رافال" ستشارك في العمليات العسكرية ضد التنظيم الجهادي من شرق البحر المتوسط. وتستطيع هذه المقاتلات شن غارات أو القيام بعمليات استطلاع، في العراق أو في سوريا. وهذا ثالث تدخل لحاملة الطائرات شارل ديغول (24 طائرة من نوع "رافال مارين"، تضاف إلى 12 طائرة أخرى "رافال" موجودة أصلا في الأردن والإمارات العربية المتحدة) في إطار التحالف الدولي من أجل التصدي لتنظيم داعش منذ شباط/فبراير 2015.

وبعدما استعادت مساحات شاسعة من الأراضي منذ سنتين، باتت القوات العراقية تستعد لاستعادة هذه المدينة في شمال البلاد، بدعم من التحالف الدولي. لذلك حان وقت التعبئة قبل شن هذا الهجوم الأساسي. ويقول عدد كبير من المسؤولين الغربيين إن هذا الهجوم الكبير للتحالف ضد التنظيم يمكن أن يبدأ في تشرين الأول/أكتوبر، على أمل استعادة المدينة قبل نهاية السنة. ويفيد آخر التقديرات التي وزعتها وزارة الدفاع الأمريكية، أن ما بين 3000 و4500 مقاتل من تنظيم داعش موجودون في الموصل في الوقت الراهن.

وقد شنت فرنسا حوالى 5% من إجمالي غارات التحالف (15،310) منذ صيف 2014، وتعتبر واحدة من كبار المشاركين في العمليات الجوية ضد التنظيم ، لكنها تأتي بعد الولايات المتحدة التي تقوم بحوالى 80% من الغارات ومن الجانب الفرنسي، ينتشر حوالى 500 جندي حتى الآن في العراق. وهم يقدمون دعما مدفعيا ويضطلعون بدور استشاري لدى البشمركة (المقاتلون الاكراد) في الشمال أو يقومون بتدريب وحدات النخبة العراقية في بغداد. وبالإضافة إلى الجوانب العسكرية، تطرح معركة الموصل تحديا إنسانيا تعمل الأمم المتحدة على معالجته. بحسب فرانس برس.

وقال مندوب المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين في العراق، برونو غيدو ، إن "أكثر من مليون شخص يمكن أن يتعرضوا للتهجير خلال الهجوم المقبل، ونتوقع أن يحتاج 700 ألف شخص على الأقل إلى مساعدة على صعيد الملجأ والمواد الغذائية والماء". وقد أقامت المفوضية العليا للاجئين حتى الآن مخيمات تحسبا لهذا التهجير الجماعي، لكنها تحتاج إلى أراض وأموال ووقت لبناء مخيمات أخرى.

اسلحة كيماوية

من جهة اخرى قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن مسلحي تنظيم داعش "مصممون" على استخدام الأسلحة الكيماوية وسيجربونها على الأرجح مع تقدم القوات العراقية نحو الموصل وذلك بعد سقوط صاروخ يحمل ما قد يكون عنصرا كيماويا قرب قوات أمريكية. وسقط الصاروخ في منطقة غير مأهولة السكان في قاعدة غرب القيارة على بعد بضعة مئات من الأمتار من المكان الذي كانت تعمل فيه القوات الأمريكية لإعداد مهبط للطائرات لهجوم عراقي لاستعادة مدينة الموصل. ولم يصب أحد في الهجوم.

وقال الكابتن بالبحرية جيف ديفيز المتحدث باسم البنتاجون إن نتيجة الاختبار الأول الذي أجري على القذيفة جاء إيجابيا فيما يتعلق باستخدام غاز الخردل لكن اختبارين لاحقين كانا غير حاسمين وتخضع القذيفة لمزيد من الاختبارات. وأضاف ديفيز "ندرك تماما أن هذا شيء سبق للتنظيم فعله. لقد فعلوه عدة مرات ونعرف أماكن إطلاقهم ذخائر مؤقتة مملوءة بغاز الخردل هذا لما لا يقل عن 24 مرة."

ودمرت غارة جوية للتحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة مصنعا للأسلحة الكيماوية يخص داعش قرب القيارة وهو الهجوم الثاني ضد منشأة للأسلحة الكيماوية خلال شهر. وذكر ديفيز أن قدرة داعش على تحويل غاز الخردل إلى سلاح قدرة بدائية. وعادة ما يستخدم التنظيم مسحوقا كيماويا مع النفط وهو ما يخلف آثارا دالة على النفط. وقال "لا يكون ذلك عادة بتركيز فتاك. إنه مثير للأعصاب أكثر من أي شيء آخر لكنه مرة أخرى ليس شيئا نعتبره مهما من الناحية العسكرية" مشيرا إلى أن الغاز من مادة الخردل المستخدم في الحرب العالمية الأولى كان أكثر فتكا بكثير. بحسب رويترز.

وأضاف أنه على الرغم من أن داعش لم تتقن القدرة على تحويل المواد الكيماوية إلى أسلحة فإن القوات الأمريكية والعراقية عليها أن تظل مستعدة لهجوم كيماوي. وتابع "ندرك أن هذا أمر حقيقي. هم مصممون عليه. يودون أن يستخدموا الأسلحة الكيماوية ضدنا.. ضد العراقيين بينما يمضون قدما. نبذل كل جهد ممكن للتأكد من استعدادنا لذلك." وقال إن القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة حصلت على التدريب والعتاد الكافيين للدفاع ضد الهجمات الكيماوية وتعمل لضمان أن يكون العراقيون مستعدين ومجهزين جيدا أيضا. وقال ديفيز إن الولايات المتحدة وفرت أكثر من 50 ألف قناع واق من الغاز للعراق يذهب نحو 40 ألفا منها لقوات الأمن العراقية.

معركة طويلة

الى جانب ذلك توقع ميجر ألماني يساعد في تدريب قوات البشمركة الكردية أن يقاتل التنظيم بشراسة للاحتفاظ بمعقله الرئيسي في العراق ورجح أن تكون معركة انتزاع السيطرة على الموصل دامية. ويقود الميجر رينيه براون مجموعة من 40 جنديا ألمانيا يدربون قوات البشمركة على كيفية محاربة التنظيم المتطرف من مدى قريب. وتجري التدريبات في قرية أعيد بناؤها بالقرب من أربيل وموقع آخر يحاكي مدينة كبيرة.

وقال للصحفيين "سيخوض مقاتلو التنظيم معركة طويلة وشرسة ثم -كما قالوا هم أنفسهم- يفترض أنهم سيعيدون تجميع أنفسهم في شمال أفريقيا." وأضاف "المشكلة الكبرى هي أنك تحارب من على مدى قصير جدا ولا يمكنك إبقاء العدو عند أي مسافة" مشيرا إلى أنه في مثل هذه الظروف تكون النتيجة إصابات بأعداد كبيرة. وتابع قائلا "هذا هو تقييمي الشخصي.. لكن العدو سيقاتل لفترة طويلة وقد يؤدي هذا لخسائر بشرية ثقيلة." بحسب رويترز.

وتعهدت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين بدعم حكومة العراق في معركتها ضد التنظيم المتشدد. وقالت "سنواصل دعمها كما فعلنا في الماضي سواء بالتدريب أو التعاون في الخدمات الطبية الطارئة أو مكافحة الأسلحة الكيماوية أو إبطال مفعول المتفجرات." كما تعهدت بمواصلة تقديم يد العون للعراق في جهوده للتعامل مع أزمة اللاجئين. ويقدر أن هناك 3.3 مليون شخص أو نحو عشرة في المئة من السكان نزحوا من ديارهم فرارا من مقاتلي التنظيم. وزودت ألمانيا البشمركة بالسلاح والذخيرة خلال العامين الماضيين. كما قدمت للحكومة العراقية معدات وإمدادات طبية لكنها لم تقدم لها أسلحة.

اضف تعليق