q

كنايت بينجامين

 

حادثة قتل لاجئ عراقي حاول التهجم على لاجئ آخر على يد الشرطة الألمانية ولد صدمة وحزن داخل مأوى للاجئين يقع في وسط برلين، كما أحدث ضجة إعلامية خاصة أن القتيل أراد الانتقام لابنته التي يشتبه بتعرضها لاعتداء جنسي.

بعد الأحداث الدامية التي شهدها مركز إقامة لاجئين في برلين، ومشاعر الحزن والصدمة التي عاشها اللاجئون بعد حادثة إطلاق النار، تمت السيطرة على المزاج العام في المأوى وهدأت الخواطر قليلا للاجئين الـ 250 الذين يقطنون هناك، حيث كان هناك تواجد لرجال الأمن الذين حذروا اللاجئين من الإدلاء بتصرحيات حول الموضوع، أو إمداد الصحافة بأية معلومات.

وبدلا من ذلك كان المتحدث باسم سلطات مدينة برلين ساشا لانغينباخ متواجدا للإجابة على أسئلة الصحفيين حول الحادث المرعب، والذي خلف مقتل لاجئ عراقي، وسجن رجل باكستاني، بالإضافة إلى عائلة مكلومة لوفاة عائلها، وقال لانغينباخ مخاطبا الصحفيين ومنهم مراسل DW" شكرا لتفهمكم أن الحادث خلف صدمة وحالة حزن للقاطنين هنا".

وقد لخصت شرطة برلين حقيقة ما حصل في بيان أصدرته أمس الأربعاء 28 أيلول/ سبتمبر حيث ذكرت أن الشرطة تلقت اتصالا من مركز إيواء للاجئين يقع في منطقو موابيت وسط برلين، وذلك لتوقيف طالب لجوء في الـ 27 من عمره يشتبه في انه اعتدى جنسيا في حديقة مجاورة، على لاجئة في الثامنة تعيش في المركز نفسه. وقال متحدث باسم الشرطة انه عندما كان عناصر الشرطة يقتادون المشتبه به مكبلا إلى السيارة، حاول لاجئ آخر مهاجمته بسكين.

تفاصيل إضافية للقضية

ووفقا للبيان فإن ثلاثة عناصر من الشرطة أطلقوا النار على الأب المكلوم وهو عراقي الجنسية، والذي تقدم نحوهم حاملا السكين، بينما كان يتم نقل الرجل الباكستاني إلى سيارة الشرطة، حيث حاول العراقي والد الفتاة طعن المعتدي بالسكين، وهو يصرخ قائلا "لن تنجو بفعلتك هذه"، لتطلق الشرطة النار عليه، بعد أن تجاهل عدة نداءات له بالتوقف. وقد تم فتح تحقيق بالحادث. هذا الأمر أكده لنا أيضا المتحدث باسم شرطة برلين مارتن شتيلتنر والذي أضاف أن اللاجئ العراقي كان على قيد الحياة عندما نقل إلى المستشفى، إلا أنه توفي بعد ساعات متأثرا بجراحه.

وكانت الصحافة المحلية قد ذكرت أن اللاجئ العراقي القتيل كان قد تعرض أيضا لتحرشات من الرجل الباكستاني سابقا، إلا أن لانغينباخ قال "أنه لا يستطيع أن يؤكد أو ينفي هذه القصة، وأنه لا توجد لديه معلومات بشأنها". وأضاف أن القتيل هو والد لثلاثة أطفال أعمارهم تتراوح بين الثالثة والثامنة، وأكد أن |العائلة نقلت إلى مكان آخر وذلك لسلامتهم، حيث تتلقى الآن الرعاية الكاملة، وأنه يتم متابعة حالة العائلة والأطفال من أخصائيين نفسيين يتكلمون العربية|.

وكانت صحيفة بيلد الألمانية قد توصلت إلى معلومات جديدة بخصوص القضية حيث قالت إن اللاجئ العراقي القتيل ويدعى "حسام س" كان شرطيا في العراق قبل أن يتوجه إلى ألمانيا، وقالت الصحيفة نسبة إلى شهود عيان سوريين أنهم شاهدوا الباكستاني ويدعى "طياب" وهو يشغل الموسيقى من هاتفه للطفلة، وأنهم اختفوا بعد ذلك من أمام مأوى اللاجئين، ووفقا للصحيفة الألمانية فإن اللاجئين السوريين بحثوا عنهم في حديقة مجاورة، فوجدوا الفتاة شبه عارية وكان الباكستاني يقربها، فقاموا بإمساكه وسلموه للأمن في مأوى اللاجئين، ثم قاموا بالاتصال بالشرطة، ثم حدث بعدها ما حدث.

تكدس اللاجئين

وأثار الحادث المروع أسئلة العديدين الذين رأوا أنه قد يكون هناك تسرع من عناصر أجهزة الأمن في إطلاق النار، كما أثارت هذه الحادثة التعامل غير المريح للسلطات في برلين مع اللاجئين والصور التي انتشرت في تكدسهم أمام المكاتب المعنية من أجل تسجيل أنفسهم بشكل قانوني.

إلا أن لانغينباخ يرى أن الازدحام الحاصل في السكنات، وفي الدوائر الحكومية كان نتيجة تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى برلين، مما أدى إلى مشاكل عديدة. ولدى سؤاله عما إذا كان تكدس اللاجئين في المساكن المخصصة لهم تسبب بهذه المشاكل التي تحدث، قال لانغينباخ أن "المشاكل تحصل بين الناس دائما في مأوى اللاجئين أو غيره،" وتابع "بالنظر إلى حقيقة أنه في العام الماضي جاء إلى ألمانيا مليون شخص ،لذلك فإن عدد الحوادث هي قليلة نسبيا."

تدابير حماية لأطفال اللاجئين

المتحدث باسم سلطات المدينة لانغينباخ كان حريصا على التأكيد أن هناك لوائح "واضحة جدا" من أجل حماية الأطفال في نزل اللاجئين، وقال إن العاملين هناك يجب أن يكونوا مؤهلين ولديهم شهادات تظهر حسن السيرة والسلوك، وأنه في حالة ورود شكاوى بخصوص تصرفات غير مناسبة من العمال أو الموظفين فإن تحقيقا فوريا يتم فتحه، ويعاقب المسيء.

وقال لانغينباخ أن بعض الملاجئ تكون مصممة خصيصا لتلبية احتياجات الأسر، إلا أن هناك أيضا ملاجئ جماعية غير قادرة على تطبيق هذا الفصل. وقال: "عادة نحاول أن نخصص قاعة للعائلات وقاعة أخرى مصممة للرجال فقط، إلا أنه أحيانا يحدث تداخل بين المجموعتين بسبب التكدس". وتابع "من المستحيل ضمان فصل تام للعائلات عن الآخرين في جميع الأوقات"، وقال إن هناك حوالي 80 ألف لاجئ قدموا إلى المدينة وحدها منذ بداية العام الماضي.

ويرى لانغينباخ أنه على الرغم من بناء مساكن جماعية لاستيعاب الوافدين الجدد إلا أنه ما يزال هناك تكدس في مأوى اللاجئين، وأن العديد منهم ما يزالون يعيشون في صالات رياضية. وقال إن برلين لا تزال تكافح لاستيعاب الجميع على نحو كاف، وأوضح المتحدث الحكومي أن العاصمة الألمانية برلين تستقبل حوالي 40 ألف شخص كل عام يبحثون عن سكن، لذلك فإن الأزمة غير خاصة باللاجئين وحدهم.

اضف تعليق