q

تعاني السجون في العديد من دول العالم، من مشكلات كثيرة كان لها تأثير سلبي على اداء هذه المسسة الصلاحية المهمة التي اصبحت وبحسب بعض الخبراء، تعاني الاهمال بسبب ضعف الحكومات و تفشي الفساد وغياب الدور الرقابي، الذي جعلها وبحسب بعض المصادر، مجرد أوكار خاصة لعصابات الجريمة والجماعات المتطرفة التي تستقطب السجناء، ولعل من اهم هذه المشكلات هو ازدياد اعداد السجناء و المعتقلين الامر الذي ساعد في ازدياد جرائم القتل والاغتصاب والتمرد والانحراف وغيرها من الجرائم الاخرى، يضاف الى ذلك تفشي الرشوة واستمرار عمليات فرار السجناء، تلك المشكلات اثارت ايضا قلق بعض المؤسسات والمنظمات الحقوقية التي دعت الى ضرورة اصلاح واقع السجون بما ينسجم مع قرارات ومبادئ حقوق الانسان، من جانب اخر فقد خلصت عدة دراسات وأبحاث إلى فشل السياسات الجنائية التي تربط العقوبة بالسجن فقط، وعدم نجاعة العقوبات السالبة للحرية ذات المدد القصيرة في زجر الجرائم وردع الجناة.

وتشير المعايير الدولية، ذات الصلة، إلى أنه يتعين استخدام السجن كملاذ أخير، ويتعين كذلك أن تُستخدم الأحكام غير الاحتجازية قدر الإمكان. أضحى اعتماد أحكام قضائية بديلة، من قبيل: فرض الغرامات المالية، والمصادرة والتوبيخ، وتوجيه الإنذارات، وفرض حضور محكومين لمراكز التأهيل المهني، أمرًا ضروريًّا للحد من الجرائم والاكتظاظ داخل السجون، وهو ما تؤكده الكثير من التجارب المقارنة، خاصة أن العقوبات السجنية المتخذة، في سياق الحبس الاحتياطي، تظل مسؤولة عن تفشي مختلف الانحرافات والأمراض والانتهاكات داخل هذه المؤسسات؛ حيث تسمح للمحكومين بالاحتكاك بأخطر المجرمين داخل السجون، ما يجعلهم عرضة لانحراف أكبر.

وفيما يخص بعض اخبار ومشكلات السجون والسجناء التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام فقد، هرب سجين محكوم بالسجن مدى الحياة لقتله طفلة من سجن في إندونيسيا، بعدما تخفى مغطيا رأسه بحجاب وواضعا نظارات شمسية وتبرجا على وجهه كي يفلت من الحراس، بحسب ما كشف مسؤول في الشرطة. وقد تنكر انور بن كيم آن بزي امرأة بفضل الملابس التي هربتها له زوجته خلال زيارتها للمرة الأخيرة له في سجن في جاكارتا حيث كان يمضي منذ أربعة أشهر عقوبة إثر إدانته بتهمتي اغتصاب تلميذة وقتلها.

وصرح الناطق باسم الشرطة آوي سيتيونو "أعطته المرأة ملابس نسائية فبدل ثيابه في القاعة التي يلتقي فيها السجناء بذويهم. ووضع أحمر شفاه ثم هرب متنكرا بزي امرأة، برفقة زوجته وطفليهما". وأظهرت صور كاميرا المراقبة التي حصلت عليها وسائل الإعلام المحلية السجين العشريني يغادر السجن وهو متنكر بزي امرأة ويمسك طفليه بيديهما. وأقر المتحدث باسم الشرطة بأن النساء اللواتي يزرن السجن لا يخضعن للتفتيش، خلافا للرجال. وأطلقت الشرطة عملية للبحث عن السجين الفار و استجوبت زوجته وأطلقت سراحها لأنه ينبغي عليها الاعتناء بالطفلين.

الفيليبين

من جانب اخر يتقاسم ماريو ديماكولانغان مراحيض مع 130 اخرين في احد اكثر السجون اكتظاظا في الفيليبين في ظل تدهور ظروف المعيشة يوميا نتيجة الاكتظاظ الناجم عن حملة غير مسبوقة لمكافحة الجريمة. وقد قتلت قوات الامن في شهر واحد مئات الاشخاص واعتقلت الالاف، بناء على اوامر من الرئيس الجديد رودريغو دوترتي الذي جعل من القضاء على المخدرات ابرز اولوياته. ويتعين على المعتقلين الاستسلام لاقامة طويلة وسط بيئة متهالكة، كما هي الحال في سجن كيزون سيتي بالضاحية الشمالية لمانيلا العاصمة.

ومنذ 14 عاما، يقبع ديماكولانغان (42 عاما) في هذا السجن. وقد اختار هذا الاسم المستعار، لانه يتعذر الكشف عن اسمه الحقيقي لأسباب قانونية. وفي احد الممرات المكتظة للسجن، قال ديماكولانغان، ان "كثيرين من الاشخاص يصبحون مجانين. يفقدون القدرة على التفكير. اعداد المسجونين لا تحصى. ولدى حصول اي حركة صغيرة، نصطدم بشيء ما او بأحد". وهذا السجن المخصص ل 800 سجين، بات يضم 3800، والمعركة مستمرة من اجل توسيعه. فالسجناء ينامون مداوارة على الارض المشققة لملعب خارجي لكرة السلة، او على ادراج السلالم وفي الاراجيح او تحت الاسرة.

وتخصص الحكومة يوميا لكل سجين، ادوية ب 50 بيزو فقط (10 سنتيم من اليورو). ورغم كل شيء، وبفضل المشتروات بالجملة، يتمتع السجناء بنظام غذائي صحي قوامه الحساء والخضار واللحوم. ويستخدم السجناء دلوين في المراحيض القليلة جدا من اجل تنظيفها، وتزيد رائحة الخضار الفاسد في قناة قريبة من حدة الروائح المنبعثة من هذه المراحيض. ويقول رايموند ناراغ، الخبير في القانون الجزائي في "ساوثرن ايلينويز يونيفرسيتي" بالولايات المتحدة ان الدول الغربية لا تقبل بظروف مماثلة. واضاف "اذا حدث ذلك في الولايات المتحدة، فستندلع اضطرابات كل يوم، ويعلن الكونغرس ان هذه السجون لا تليق بكائنات بشرية".

ويؤكد معهد البحوث حول السياسات الجزائية في جامعة لندن، ان السجون في الفيليبين تحتل المرتبة الثالثة الاكثر اكتظاظا في العالم. ويتبين من احصاءات الحكومة الفيليبينية ان عدد المسجونين يفوق خمس مرات متوسط قدرة الاستيعاب. ويمكن ان يزداد الوضع تأزما بسرعة كبيرة. فمنذ تسلم دوترتي مهام منصبه في 30 حزيران/يونيو، اعتقل اكثر من 4300 تاجر او مستهلك مخدرات، كما تقول الشرطة.

ويستقبل كيزون سيتي سجناء تجرى محاكمة القسم الاكبر منهم. ومنذ فوز دوترتي، دخل السجن 300 سجين اضافي. وقال سجين سابق "اذا لم تتأمن سجون جديدة ومحاكم ومدعون اضافيون، سينفجر نظام السجون. ستحصل ازمة انسانية". فعندما كان في العشرين من عمره في 1995، اتهم بقتل طالب واعتقل في كيزون سيتي. وتعين عليه الانتظار سبع سنوات حتى اصدر القضاء قرارا بتبرأته. وتعتبر هذه الفترة متوسط مدة الاعتقال على ذمة التحقيق في الفيليبين. بحسب فرانس برس.

ويعد ديماكولانغان اقدم سجين في كيزون سيتي. وقد اتهم بالقتل وسرقة احد افراد عائلة رجل سياسي في 2001. ويؤكد الرجل انه "مرتاح الضمير" ويقول انه بريء، لكن القضية ما زالت جارية. ويمثل امام القضاء مرة واحدة في السنة على الاقل. وتعرف الفيليبين بنظامها القضائي الفوضوي، وحاجتها المزمنة الى القضاة والمحامين الذين تعينهم المحاكم وقاعات للمحاكم. ويقول ديماكولانغان ان الامال دغدغت مخيلته في البداية عندما تبلغ بموعد الجلسة. لكنه شعر مرارا يخيبة الامل جراء تأجيلها. واضاف "عندما يبلغونني الان بموعد الجلسة، اشعر بغضب". ولا يأمل في الافراج عنه، لكنه يعول على ايمانه الكاثوليكي. وقال "هدفي هو ان اساعد رفاقي المسجونين. لم يرسلني الله الى هنا لانني لص". ويختم متسائلا "لكن كم هو عدد اللصوص في الخارج، ولماذا ليسوا في السجن؟".

البرازيل

على صعيد متصل سيطر سجناء لفترة على سجن في ولاية بشمال شرق البرازيل وأضرموا النيران في الحشايا ضمن موجة عنف أطلقتها عصابات إجرامية ضد الحكومة. وبدأت القوات تجوب شوارع مدينة ناتال عاصمة ولاية ريو جراندي دو نورتي للحيلولة دون إحراق المزيد من المركبات الحكومية قبل يوم من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو التي تقع على بعد 2500 كيلومتر إلى الجنوب. وقال مسؤولو الأمن إن قوات خاصة من الشرطة دخلت السجن واستعادت السيطرة عليه وأخمدت النيران.

وأضافوا أن التمرد الذي وقع في سجن بارناميريم خارج ناتال كان أحدث محاولة تقوم بها عصابة إجرامية لدفع الحكومة للعدول عن حجب إشارات الهاتف المحمول التي يستخدمها أفراد العصابة لإدارة أنشطتهم من داخل السجن. وقال الكابتن كريستيانو كوسيرو المتحدث باسم إدارة أمن الولاية إن النيران أضرمت تحت أجهزة حجب الإشارات لكن ألسنة اللهب لم تلحق أضرارا بالمعدات. وأضاف كوسيرو أن الحكومة الاتحادية أرسلت 1000 جندي و200 من جنود مشاة البحرية للمساعدة في إخماد العنف وبدأت القوات القيام بدوريات في الشوارع الرئيسية والساحات العامة في ناتال. بحسب فرانس برس.

وكانت الشوارع والمتاجر في المدينة شبه خالية إذ تحاشى السكان الخروج من منازلهم كما توقفت خدمة الحافلات مبكرا. ووصف حاكم الولاية روبينسون فاريا موجة العنف بأنها محاولة لإرهاب السلطات. وقال للصحفيين إن حكومة الولاية لن تتخلى عن جهودها لمنع عصابات الجريمة المنظمة من العمل من داخل السجون. وألقت الشرطة القبض على 86 شخصا يشتبه بتورطهم في إحراق 29 حافلة وغيرها من المركبات الحكومية وتفجير قنابل وإطلاق النار على منشآت حكومية.

بريطانيا

الى جانب ذلك علمت بي بي سي أن 5 كتب اعتبرتها مصلحة السجون البريطانية "متطرفة" بقيت في مكتبات بعض السجون في انجلترا وويلز لمدة 7 أشهر بعد المراجعة التي قامت بها المصلحة. ولعبت الكتب المعنية دورا مهما في نشر أفكار "التشدد" في العالم العربي، بحسب تقرير مفتشين وزارة العدل. الذي حث على سرعة إزالة الكتب المعنية ويقول الدكتور تشيتان بات، المتخصص في قضايا التطرف، إن وجود تلك الكتب في مكتبات السجون أمر "يدعو للقلق". وقالت الحكومة إن المراجعة المعروفة باسم آيتشسون حول التطرف في السجون تضمنت تلك الكتب.

وتلك المراجعة، التي قام بها فريق تفتيش على السجون، أخطرت وزارة العدل بوجود تلك الكتب في نوفمبر/ كانون الثاني 2015. وتم العثور على نسخة أو أكثر من تلك الكتب في غرف العبادة في 9 من السجون الـ 11 التي زارها المفتشون. وسلم آيتشسون تقريره في مارس/ آيار 2016، إلا أن نشر التقرير تأخير لعدة مرات. والأوامر بإزالة تلك الكتب لم تصدر إلا بعد 20 يونيو/ حزيران. وفي شهادته أمام لجنة العدل في مجلس العموم في 13 يوليو/ تموز 2016، قال آيتشسون إنه وجد "أمثلة عديدة" على وجود كتب "متطرفة داخل غرف العبادة في السجون."

وقال إن تلك الكتب التي ضمت "معلومات تدعو للكراهية الطائفية ومعاداة مختلفي الميول الجنسية، كانت متوفرة ومتاحة للسجناء في العديد من السجون دون رقابة على تلك الكتب." وعبر آيتشسون عن دهشته من أن وزارة العدل استغرقت وقتا طويلا لإزالة تلك الكتب من مكتبات السجون. وقال آيتشسون "أوضحت لوزارة العدل في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أنني أرى ضرورة إزالة تلك الكتب بشكل عاجل." وأضاف "سهولة الوصول إلى تلك الكتب بالنسبة للسجناء، الذين يسهل التأثير عليهم، يعد خطرا أمنيا." بحسب بي بي سي.

وتشمل تلك المطبوعات رسالة الجهاد لحسن البنا، وكتاب معالم على الطريق لسيد قطب، وكتاب الحلال والحرام ليوسف القرضاوي، وكتاب نحو فهم للإسلام لأبي الأعلى المودودي، وكتاب مبادئ التوحيد من تأليف بلال فيليبس. وأُعتبرت كتب المودودي والقرضاوي وفيليبس مناقضة لقيم المجتمع البريطاني. بينما أعتبر كتابا حسن البنا وسيد قطب مصدرا للإلهام للمتشددين في العالم العربي. وكانت ثلاثة من تلك الكتب قد حُظرت في السعودية عام 2015.

غوانتانامو

في السياق ذاته قال مسؤولون أمريكيون إن 15 من نزلاء غوانتانامو أرسلوا إلى دولة الإمارات العربية في أكبر عملية نقل منفردة لمعتقلين من السجن الواقع بالقاعدة البحرية الأمريكية في كوبا أثناء إدارة الرئيس باراك أوباما. وبنقل هؤلاء المعتقلين الخمسة عشر -وهم 12 يمنيا وثلاثة مواطنين أفغان- ينخفض العدد الإجمالي لنزلاء غوانتانامو إلى 61. ومعظمهم اعتقلوا بدون إتهام أو محاكمة لأكثر من عشر سنوات مما أثار إدانات دولية.

وبينما تتمثل خطة أوباما في إغلاق السجن ونقل بضع عشرات من السجناء الباقين إلى سجون تخضع لإجراءات مشددة في الولايات المتحدة فإن القوانين الأمريكية تحظر مثل هذا النقل للسجناء إلى بر الولايات المتحدة. ومع هذا لم يستبعد أوباما القيام بذلك من خلال إجراء تنفيذي. وشرع أوباما في فبراير/شباط الماضي في تطبيق خطته التي تستهدف إغلاق السجن لكنه واجه معارضة من عدد كبير من المشرعين الجمهوريين وبعض زملائه الديمقراطيين. وكان أوباما يأمل بإغلاق السجن في العام الأول لرئاسته.

وقال النائب الجمهوري إد رويس رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي "في سباقها لإغلاق سجن غوانتانامو فإن إدارة أوباما تكثف سياسات تعرض حياة الأمريكيين للخطر." وأضاف قائلا "مرة أخرى يجري إطلاق سراح مئات عتاة الإرهابيين إلى بلدان أجنبية حيث سيشكلون تهديدا." وقالت نورين شاه مديرة قسم الأمن وحقوق الإنسان في مكتب منظمة العفو الدولية بالولايات المتحدة "أعتقد أننا في مرحلة بالغة الخطورة حيث توجد إمكانية كبيرة في أن يبقى هذا مفتوحا كسجن في الخارج لاحتجاز الناس فعليا حتى وفاتهم". وأضافت أن إبقاء سجن غوانتانامو مفتوحا يعطي غطاء للحكومات الأجنبية لتجاهل حقوق الإنسان. وقالت "إنه يضعف الولايات المتحدة في دعوتها لمناهضة التعذيب والاحتجاز لأجل غير مسمى." بحسب فرانس برس.

وأحد المعتقلين الذين تم نقلهم مواطن أفغاني -قال مسؤولون أمريكيون أنه يدعى عبيد الله- قضى أكثر من 13 عاما في غوانتانامو. وكان متهما بتخزين ألغام لاستخدامها ضد قوات أمريكية في أفغانستان. وقال لي ولوسكي مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية الخاص لإغلاق مركز اعتقال غوانتانامو إن استمرار المنشاة "يضعف أمننا القومي باستنزاف مواردنا والإضرار بعلاقاتنا بحلفائنا وشركائنا الرئيسيين ويجعل المتطرفين العنيفين أكثر جرأة." وأضاف قائلا "دعم أصدقائنا وحلفائنا - مثل الإمارات - حاسم في تحقيق هذا الهدف المشترك." وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية تحدث بشرط عدم الكشف عن شخصيته إن الإمارات أعادت توطين خمسة سجناء نقلوا إليها في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

المغرب

من جهة اخرى تمكنت الشرطة المغربية من إحباط محاولة فرار شهدها سجن عكاشة للأحداث في الدار البيضاء، حسب بيان المندوبية العامة للسجون، وأصيب تسعة من السجناء القاصرين في العملية. وقال بيان المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج التابعة لرئاسة الحكومة إن "مركز الإصلاح والتهذيب عين السبع (عكاشة-الدار البيضاء)" شهد أحداث شغب وتمرد من طرف نزلاء هذه المؤسسة".

وأضاف أن السجناء الذين قاموا بأعمال الشغب "عمدوا إلى إحراق بعض الأفرشة من أجل إحداث دخان، والعمل على دفع الموظفين إلى التدخل، وذلك بهدف مهاجمتهم والخروج إلى خارج المعقل". وحاول السجناء القاصرون، حسب البيان، "فتح الباب الخشبي لمكان إيداع الأسلحة إلا أنهم فشلوا في الوصول إليها بعد أن لم يستطيعوا كسر الشبكة الحديدية للباب". وبعد خروجهم إلى خارج المعقل، كما أوضح بيان مندوبية السجون، "قام هؤلاء السجناء بإضرام النار وتكسير حافلة لنقل السجناء، ورشق بعض الموظفين الذين أصيبوا بجروح خفيفة". وتدخلت الشرطة على الفور وتمكنت من إحباط "المخطط المدروس"، بحسب البيان.

وأصيب تسعة سجناء أيضا في المواجهات، لكن لم يعرف ما إذا كانت إصاباتهم نجمت عن اختناق نتيجة الدخان أو عن تدخل الشرطة، فيما نقلت مواقع إخبارية محلية من الدار البيضاء سماع صوت إطلاق النيران. وتصاعدت النيران وسحب الدخان من السجن، وطوقت القوى الأمنية المؤسسة. وأوضحت مندوبية السجون أنه تم "إخراج مجموعات من السجناء إلى الساحة من أجل إخلاء المعقل إلى حين إحكام السيطرة على المتسببين في أعمال الشغب بالداخل". بحسب فرانس برس.

وأشارت إلى أنها ستوفد لجنة مركزية للبحث والتقصي لإجراء بحث دقيق وشامل من أجل تحديد العناصر الذين كانوا وراء هذه الأحداث واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حقهم وتقديمهم إلى العدالة. ويتجاوز عدد السجناء في المغرب القدرة الاستيعابية للسجون بنسبة 100%، حسب وزير العدل المغربي، وهي تؤوي حاليا أكثر من 65 ألف سجين بينما ليست مهيأة لاستقبال أكثر من ثلاثين الفا.

المكسيك

على صعيد متصل دخل دافيد غوسمان عالم الادمان والسرقة يافعا جدا، لكن بعد تمضيته خمس سنوات خلف القضبان، يبدو هذا المكسيكي البالغ 34 عاما والمحكوم عليه بتهمة القتل مرتاحا لدى رسمه على هذه القطعة الجلدية التي ستصبح قريبا حقيبة فاخرة. هذا الشاب واحد من حوالى عشرين سجينا يشاركون في برنامج اعادة التأهيل بفضل العمل او ما يعرف بـ"بريزن آرت"، في سجن تولانسينغو دي برافو المختلط في ولاية هيدالغو (وسط)، وهو من بين اسوأ السجون على صعيد ظروف النزلاء واكثرها اكتظاظا.

فإلى جانب زملائه في المكتبة المتواضعة للسجن، يضع دافيد اللمسات الاخيرة على رسمة الجمجمة التقليدية المكسيكية ("كالاكا") باستخدام الة دق اوشام حرفية. وتضم الآلة قلم حبر وإبرة وبطارية هاتف لتزويدها بالطاقة. هذه الاجهزة المصنعة بطريقة غير احترافية والمستخدمة خصوصا من جانب السجناء لدق اوشام على جسمهم غالبا ما تسبب لهم التهابات خطيرة، يكتب له عمر جديد في هذا المكان. فهذه النقوش ستزين قريبا حقائب وقطعا جلدية اخرى تباع بمئات الدولارات في الاحياء الراقية في مكسيكو او في مدينتي سان ميغيل دي اييندي وبلايا ديل كارمن السياحيتين.

ويقول ايزكييل بيريز وهو شاب طويل القامة في الرابعة والعشرين من العمر مسجون لادانته بجريمتي قتل "مع هذا الامر، يصبح النهار اقصر قليلا. لا اشعر بالوقت. اتناول طعام الفطور، آكل وفي بقية النهار انا غارق في عملي هنا". لا يهم الجنس او السن او نوع الجريمة، فللانخراط في مشروع "بريزن آرت" الذي اطلقته مؤسسة خاصة، يكفي عدم تعاطي المخدرات والخضوع لعلاج من الادمان ودفع نصف قيمة الراتب للعائلة.

ومع راتب يصل الى اربعمئة دولار شهريا، يدر هذا العمل مدخولا يفوق ذلك المتأتي من بيع القطع المصنعة على عجالة في مشاغل النجارة او الحرف اليدوية في هذا السجن الذي يضم 550 سجينا. وبالنسبة لهؤلاء السجناء، من الضروري حيازة المال للتزود بالصابون ومعجون الاسنان وأوراق المرحاض، خصوصا في ظل الامكانات المحدودة لأقربائهم. وتقول المطرزة ليونور رييس البالغة 48 عاما وهي ام لستة اطفال متهمة بسرقة مجوهرات، "في اكثر الاحيان، عائلتي غير قادرة على مساعدتي. انه مصدر للدخل".

وبالإضافة الى الراتب الذي يدفع سواء استخدمت القطع الجلدية في تصنيع الحقائب ام لا، يتم تحفيز المشاركين بفضل فرص العمل المتاحة لدى الخروج من السجن، وهو ما يقدمه لهم ايضا مشروع "بريزن آرت". ويعتبر خورخي كويتو وهو سجين سابق اعد تصورا لهذه المبادرة عندما كان خلف القضبان "السجون في المكسيك ليست معاهد لتخريج المجرمين، بل المجتمع نفسه هو الذي يحد فرص الشباب الذين يخرجون منها، ما يؤدي الى ارتكابهم جرائم جديدة". وفي سنة 2012، امضى هذا المكسيكي 11 شهرا في السجن بتهمة التزوير قبل تبرئته. بحسب فرانس برس.

وبعد سنتين ونصف السنة على اطلاقها، باتت مبادرة "بريزن آرت" موجودة في ستة سجون مكسيكية ووفرت عملا لمئتين وأربعين سجينا حاليا وسابقا. غير أن النجاح لا يقتصر على السجون. فبعد المتاجر الفاخرة في المكسيك، يأمل خورخي كويتو في ان يفتتح قريبا متاجر في الولايات المتحدة ولندن وايبيزا. ويوضح أن شراء هذه المنتجات يمثل "خيارا بالنسبة للراغبين في مساعدة (السجناء). الفكرة تكمن في صنع منتجات بجودة عالية تثير الرغبة في اقتنائها".

اضف تعليق