q

ما تزال مصر ومنذ عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، المنتمي الى جماعة الاخوان المسلمين التي عدها القانون المصري فيما بعد بانها منظمة ارهابية، تعاني حالة من عدم الاستقرار الامني، حيث تصاعدت في السنوات الاخيرة موجة التطرف والإرهاب والعنف الذي أدى إلى استهداف وقتل الكثير من المدنيين وأفراد الجيش والشرطة في مختلف مناطق البلاد، التي زادت فيها وبحسب بعض المصادر العمليات الارهابية التي يشنها مسلحون متشددون، بسبب تنامي الفكر والخطاب الديني المتشدد، ومنذ عزل الرئيس الاخواني محمد مرسي، انتشرت جماعات العنف المسلح التي تعمل على الأرض المصرية، وبينها من أعلنت ولاءها لتنظيم داعش وتنظيم القاعدة ، بينما وارتبطت أخرى مباشرة بتنظيم الإخوان.

ومن ابرز تلك التنظيمات أنصار بيت المقدس (أو ولاية سيناء) الذي ظهر في عام 2011، وأعلن مبايعة لتنظيم داعش وتغيير اسمه في نهاية عام 2014. حيث قام بعدد من العمليات الكبرى أغلبها في داخل شبه جزيرة سيناء، والتي استهدفت عناصر الجيش والشرطة والمنشآت العسكرية، إضافة إلى سكان محليين ورجال قضاء، يضاف الى ذلك تنظيم أجناد مصر الذي ظهر اسمه قبل نحو سنة، ورفض مبايعة تنظيم داعش الإرهابي أو العمل تحت راية تنظيم القاعدة، ونفذ الكثير من العمليات في عمق مصر بعيدا عن سيناء، أغلبها تفجيرات باستخدام عبوات ناسفة، وهو ما ادخل الحكومة المصرية التي تعاني من مشكلات وازمات مختلفة، في حرب داخلية كبيرة من اجل التصدي والقضاء على الارهاب والجماعات المتطرفة، كما انها قد اعتمدت ايضا بعض الاجراءات والخطط الجديدة، لمواجهة التطرف الاسلامي الذي يروج له بعض الدعاة السلفيين ووسائل الإعلام المؤيّدة لجماعة الإخوان من اجل تأجيج غضب الإسلاميين وتقديم مبرر ديني للعنف المناهض للحكومة.

وقد دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي وصل الى السلطة بعد حملة دامية ضد الاسلاميين، الى اصلاحات دينية لمواجهة المتطرفين وذلك في كلمة القاها امام رجال دين مسلمين. وغالبا ما يحذر السيسي من ان التطرف الاسلامي يشكل تهديدا واسعا للمنطقة. وقال في الكلمة التي نقلها التلفزيون "نحن في مهمة باصعب وقت نمر فيه. ليس فقط مصر بل كل الدول العربية والاسلامية".

واضاف "هل نحن اعلم الامم؟ هل نحن اكثر سماحة؟ هل نحن اكثر الامم احتراما للمراة"؟. وتابع السيسي "لو كانت العورة في مصر فقط لقلنا لا باس. ولكن في كم من الدول الخمسين (المسلمة) موجود هذا الوضع؟". واوضح ان علماء المسلمين واجهوا منذ زمن مبكر الاحاديث المنسوبة خطأ الى النبي محمد. وختم الرئيس المصري "انا اخاف من التطرف والغلو وحتى الان لم نجد سبيلا حقيقيا لمواجهته. انظروا الى خريطة التطرف الموجود في العالم". ويضع السيسي نفسه بمواجهة خطر التطرف الاسلامي، ويجد قبولا بين الدول الغربية التي تعتبره حليفا في الحرب ضد الجهاديين.

وتحارب مصر مجموعة سلفية بايعت تنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء حيث قتل مئات من الجنود ورجال الشرطة وتم اسقاط طائرة ركاب روسية وعلى متنها 224 شخصا. وبعد اطاحة الجيش بقيادة قائده السابق السيسي الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013، شنت اجهزة الامن حملة قمع ضد الاخوان المسلمين ادت الى مقتل 1400 من انصار مرسي على الاقل وتوقيف الاف اخرين.

الا ان حملة القمع امتدت لاحقا لتشمل الناشطين الشباب من الحركات الداعية الى الديموقراطية والذين ايدوا الاطاحة بمرسي قبل ان يعارضوا حكم السيسي. وصدرت احكام بالاعدام على مئات من اعضاء او انصار جماعة الاخوان المسلمين، في ما وصفته الأمم المتحدة بانه سابقة في التاريخ الحديث. لكن محكمة النقض الغت عشرات من احكام الاعدام.

خطب موحدة

وفي هذا الشأن قررت الحكومة المصرية توحيد خطبة الجمعة في جميع المساجد. وقالت مصادر إن هذه الخطبة سيكتبها علماء الدين في الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، كما أن علماء النفس والاجتماع والتنمية البشرية سيكون لهم دور في ذلك. واختلفت ردود الفعل بشأن هذه الخطوة بين مؤيد ومعارض لها. وقال مسؤولون في وزارة الأوقاف المصرية، عقب اجتماع ترأسه الوزير مختار جمعة، إن أئمة المساجد سيلقون خطبة موحدة مكتوبة لصلاة الجمعة. وضم الاجتماع وكلاء وزارة الأوقاف في المحافظات.

وقال صبري دويدار وكيل أول وزارة الأوقاف في محافظة القليوبية المجاورة للقاهرة، "لم يبد أحد اعتراضا في الاجتماع وكل وكلاء الوزارة تلقوا التعليمات الخاصة بالخطبة الموحدة المكتوبة دون مشاكل." وأضاف "الوزير أكد أنه سيبدأ بنفسه ويلقي خطبة مكتوبة." وقال وكيل الوزارة في محافظة أخرى، طالبا ألا ينشر اسمه إن هذه الخطبة الموحدة سيكتبها علماء الدين في الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف. وأضاف أن لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب ستشارك بالرأي في كتابة الخطبة، وأن علماء النفس والاجتماع والتنمية البشرية سيكون لهم دور في ذلك. ويبرر مسؤولو وزارة الأوقاف الخطبة المكتوبة بأنها تلزم الأئمة بمدة مناسبة للخطبة، وتضمن ألا تتشتت أفكارهم خلال الخطابة الحرة.

ويرى مراقبون هذه الخطوة بشيء من التحفظ، قائلين إنها تخفي تميز إمام عن آخر في الأداء، وتضعف قدرات الأئمة بمرور الوقت، وأشاروا أيضا إلى اختلاف القضايا التي تشغل رواد مسجد دون الآخر والتي يجب أن تتركز عليها الخطب. وقال عبدالسلام محمود إمام مسجد بمدينة الأقصر في جنوب البلاد "كل مكان في مصر.. كل مدينة وكل قرية لها ظروف تختلف عن بعضها البعض. في قرية ما يمكن أن تكون السرقات منتشرة فيجب أن يكون الحديث عن السرقات. وفي منطقة ما يمكن أن تنتشر حوادث القتل، وهنا يجب الحديث عن حرمة القتل". بحسب فرانس برس.

لكن محمود الجعفري، وهو إمام وخطيب بمدينة إسنا القريبة، رحب بالخطوة، وقال إن "توحيد خطبة الجمعة من شأنه أن يجمع المصلين في مختلف أنحاء البلاد على فكرة واحدة." وقال مسؤول "الأمر صعب جدا على الأئمة في البداية. نأمل ألا يجدوا صعوبة في إلقاء الخطبة المكتوبة بمرور الوقت". وفي السابق حددت وزارة الأوقاف قضية معينة لتناولها في خطب الجمعة كل أسبوع.

محاولة اغتيال

على صعيد متصل ذكر التلفزيون الرسمي ووزارة الداخلية أن مفتي الديار المصرية السابق علي جمعة تعرض لمحاولة اغتيال. وقالت وزارة الداخلية في بيان إنه أثناء توجه جمعة إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة "قام مجهولون كانوا يختبئون بإحدى الحدائق بخط سيره بإطلاق النار تجاه فضيلته إلا أن القوة المرافقة له والمكلفة بتأمينه بادلتهم إطلاق النيران مما دفعهم للفرار." وأضاف البيان "وقد أسفر إطلاق النيران عن إصابة طفيفة بقدم أحد أفراد القوة المكلفة بالتأمين. وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط مرتكبي الواقعة."

وفي اتصال هاتفي مع التلفزيون المصري قال جمعة وهو عضو في هيئة كبار علماء الأزهر "إذا مات علي جمعة فهناك الملايين سيقومون مقام علي جمعة." وأضاف "ألقيت الخطبة بعد نجاتي من الحادث." وشغل جمعة (64 عاما) منصب مفتي الديار المصرية في الفترة من 2003 وحتى 2013 وهو من رجال الدين المنتقدين للجماعات الإسلامية بما فيها جماعة الإخوان المسلمين التي أبعدها الجيش عن السلطة في 2013 بعد احتجاجات شعبية ضد الرئيس السابق محمد مرسي. بحسب رويترز.

وهو أيضا مقرب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي قاد الإطاحة بمرسي وشارك لاحقا في حملة ترشح السيسي للرئاسة. وقال جمعة "أقول للسيسي.. تذكر ربك وصل له وسر على بركة الله والله ناصرك. هذا يدل على أنك على الحق." ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث. وتخوص مصر مواجهات مسلحة مع العناصر المتشددة التابعة لتنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء حيث قتل المئات من الشرطة والجيش كما وقعت هجمات في القاهرة ومدن أخرى. واغتيل النائب العام المصري هشام بركات في انفجار سيارة مفخخة في يونيو حزيران من العام الماضي.

عملية نوعية

من جانب اخر قال الجيش المصري إنه قتل شخصا يدعى أبو دعاء الأنصاري ووصفه بأنه زعيم جماعة متشددة موالية لتنظيم داعش وتنشط في شبه جزيرة سيناء وذلك في عملية نوعية شملت عدة ضربات جوية. وأضاف أن الضربات الجوية أسفرت أيضا عن مقتل 45 من عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس في إشارة إلى الجماعة التي غيرت اسمها إلى (ولاية سيناء) بعد مبايعتها للتنظيم في نوفمبر تشرين الثاني 2014. ولا يُعرف على وجه التحديد من هو قائد التنظيم الذي ينشط في شمال سيناء وأعلن مسؤوليته عن مقتل المئات من أفراد الجيش والشرطة في هجمات داخل سيناء وخارجها على مدى الأعوام الثلاثة الماضية.

لكن تشير تقارير إعلامية إلى أن أبي أسامة المصري الذي ظهر وهو يلقي خطبا وتهديدات في الكثير من مقاطع الفيديو التي بثت على الإنترنت هو زعيم التنظيم. وقال العميد محمد سمير المتحدث باسم القوات المسلحة في بيان نشر بصفحته الرسمية على فيسبوك إنه "بناء على معلومات استخباراتية دقيقة من القوات المسلحة قامت قوات مقاومة الإرهاب بالتعاون مع القوات الجوية بتنفيذ عملية نوعية استهدفت خلالها توجيه ضربات دقيقة ضد معاقل تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي بمناطق جنوب وجنوب غرب مدينة العريش."

وأضاف "تمكنت خلال هذه الضربات من قتل زعيم تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي المدعو أبو دعاء الأنصاري وعدد من أهم مساعديه وتدمير مخازن الأسلحة والذخائر والمتفجرات التي تستخدمها تلك العناصر بالإضافة إلى مقتل أكثر من 45 عنصرا إرهابيا وإصابة العشرات من التنظيم." ورفض سمير الخوض في تفاصيل حول هوية أبو دعاء الأنصاري ومدى تأثير مقتله على نشاط التنظيم. بحسب رويترز.

ولم يصدر على الفور أي بيان من جماعة ولاية سيناء أو من تنظيم داعش يؤكد أو ينفي صحة ما ورد في بيان المتحدث العسكري. وتحول قيود أمنية مشددة مفروضة في كثير من مناطق شمال سيناء دون التغطية الصحفية المباشرة للأحداث في المنطقة. وصعد المتشددون هجماتهم على قوات الأمن وأهداف أخرى منذ إعلان الجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه. وتعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مرارا بالقضاء على خطر المتشددين. وقال المتحدث العسكري في بيانه "تؤكد هذه العمليات الناجحة تعهدات القوات المسلحة بالثأر لشهدائنا الأبرار والإصرار على تعقب وملاحقة كافة العناصر الإرهابية وقياداتها أينما وجدوا وحتى تنعم مصر وشعبها العظيم بالأمن والاستقرار."

هجمات متواصلة

الى جانب ذلك قال بيان منسوب لجماعة ولاية سيناء الموالية لتنظيم داعش إن التنظيم مسؤول عن هجوم استهدف حافلة تقل سائحين من إسرائيل بمحافظة الجيزة في مصر. وقال البيان الذي نشر على الإنترنت إن الهجوم جاء استجابة لنداء زعيم داعش أبو بكر البغدادي "باستهداف اليهود في كل مكان" وإنه نفذ باستخدام الأسلحة الخفيفة وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف السائحين وقوات تأمين الفندق.

لكن وزارة الداخلية المصرية قالت في بيان إن الهجوم لم يتسبب في إصابة أحد وإنه استهدف قوات الأمن. وذكرت مصادر أمنية أن السائحين من عرب إسرائيل. وقال بيان الوزارة الذي نشر في صفحتها على فيسبوك إن نحو 15 شخصا تجمعوا في شارع قريب من الفندق وأثناء مرورهم أمامه "قاموا بإطلاق شماريخ تجاه الخدمات الأمنية المعينة لملاحظة الحالة مما دعاها للتعامل معهم لتفريقهم."

وأضاف أن أحد المتجمهرين أطلق أعيرة خرطوش تجاه العناصر الأمنية مما تسبب في تلفيات بزجاج الفندق وزجاج حافلة سياحية خارجه. ولم يتضمن البيان أي إشارة إلى وجود سياح في مكان الهجوم. وقال بيان جماعة ولاية سيناء إن الهجوم أسفر عن "وقوع قتلى وجرحى في صفوف اليهود وقوات تأمين الفندق وعاد الإخوة إلى مواقعهم سالمين." ومن جانبه قال المتحدث العسكري المصري العميد محمد سمير في صفحته على فيسبوك إن حملة تنفذها قوات الجيش والشرطة منذ أكثر من عامين في محافظة شمال سيناء التي تنشط فيها جماعة ولاية سيناء أوقعت في الآونة الأخيرة 14 قتيلا ممن وصفهم بالتكفيريين بجانب إلقاء القبض على 13 آخرين من المشتبه بهم.

وأضاف أن العمليات شملت مدن العريش عاصمة محافظة شمال سيناء والشيخ زويد ورفح التي تقع على الحدود مع قطاع غزة. وخلال العامين الماضيين قتل متشددو ولاية سيناء مئات من قوات الجيش والشرطة في هجمات بشمال سيناء ويقول الجيش إنه قتل مئات منهم.

من جانبها قالت وزارة الداخلية المصرية إن ضابط شرطة ومجندا قتلا في هجوم بالرصاص بمحافظة الجيزة المجاورة للقاهرة وأعلن بيان نشر على الإنترنت مسؤولية تنظيم داعش عن الهجوم. وأضافت وزارة الداخلية في بيان نشر في صفحتها على فيسبوك أن النار أطلقت على سيارة كان الضابط وهو برتبة عقيد ويدعى علي أحمد فهمي والمجند يستقلانها على أحد الطرق لكن بيان التنظيم زعم أن الهجوم استهدف موكبا ضم ثلاث سيارات للشرطة مشيرا إلى تنفيذ الهجوم بالأسلحة الخفيفة.

وقال بيان الوزارة إن الضابط القتيل يشغل منصب رئيس أحد أقسام المرور بالجيزة التي شهدت هجوما على حافلة سياحية أمام فندق قرب المنطقة الأثرية التي تضم الأهرام. وأعلن التنظيم المسؤولية عن هذا الهجوم أيضا. وقال بيان وزارة الداخلية الذي صدر عقب الهجوم "تم تشكيل فريق بحث موسع من أجهزة الوزارة لسرعة ضبط الجناة والأسلحة المستخدمة." وذكر موقع الوزارة على فيسبوك أن وزير الداخلية مجدي عبد الغفار اجتمع بعد ساعات من الهجوم مع قيادات وضباط وأفراد مديرية أمن الجيزة "لبحث الأوضاع الأمنية الراهنه."

وذكر الموقع أن عبد الغفار شدد على أن "أرواح هؤلاء الشهداء... هي دافع لنا جميعا للمضي قدما بعزم لا يلين في معركتنا لمواجهة عناصر الشر والإرهاب." وتتصدى مصر لموجة تشدد إسلامي بدأ قبل أكثر من عامين بهجمات على قوات الأمن في مناطق نائية في شبه جزيرة سيناء لكنه يركز بشكل متزايد على أهداف كانت تعتبر آمنة في السابق. بحسب رويترز.

وفي مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء قالت مصادر أمنية إن ثلاثة من رجال الشرطة أصيبوا في انفجار استهدف مدرعة كانوا يستقلونها ونقلوا إلى مستشفى العريش العسكري في حالة خطيرة. وقال مصدر إن أحد المصابين ضابط برتبة مقدم بتر الانفجار إحدى ساقيه كما بتر إحدى ساقي أمين شرطة وساقي مجند.

الاقباط في مصر

على صعيد متصل أعلنت ولاية سيناء، الفرع المصري لتنظيم داعش تبنيها لعملية قتل قس قبطي في شمال سيناء، وقالت في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي إن "مفرزة أمنية لجنود داعش تمكنت من استهداف القس المحارب للمسلمين موسى رفائيل، وتم استهدافه بالسلاح الخفيف ما أدى إلى هلاكه على الفور". وقتل رفائيل موسى (46 عاما) على الفور عندما أطلق شخص مجهول النار عليه وأصابه برأسه، وفقا لبولس حليم أحد المتحدثين باسم الكنيسة. وأوضح حليم أن القس قتل بعد مغادرته كنيسة كان يحضر فيها قداسا.

وقالت مصادر أمنية إن أكثر من مسلح متورط في قتل القس، مؤكدة أنهم كانوا يتابعون تحركاته وأطلقوا النار عليه بمجرد نزوله من سيارته. وموسى ليس أول قس يقتل في العريش، إذ سبق أن قتل القس مينا عبود بالرصاص في 6 تموز/يوليو 2013، بعد ثلاثة أيام من الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي.

وقام أنصار مرسي بمهاجمة وإحراق عشرات الكنائس والممتلكات القبطية في آب/أغسطس 2013 عقب قتل الشرطة مئات من المتظاهرين الإسلاميين خلال اشتباكات في القاهرة. واتهم أنصار مرسي الأقلية القبطية بتأييد إطاحته من قبل الجيش، بعد نزول ملايين المتظاهرين إلى الشوارع للمطالبة برحيله. وأيدت المؤسسات الدينية الإسلامية والكنيسة القبطية المعارضة عزل مرسي بعد عام من حكمه الذي شهد خلافات مع الأحزاب والقوى غير الدينية.

من جانب اخر دعا بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية تواضروس الثالث، إلى الهدوء وضبط النفس، بعد اتهام مسلمين بتجريد مسيحية عجوز من ملابسها في قرية بصعيد مصر ثأرا من ابنها الذي تردد أنه أقام علاقة بفتاة مسلمة. وأوقفت السلطات المصرية ثمانية مسلمين متهمين بمهاجمة منزل أسرة مسيحية في جنوب البلاد والاعتداء على سيدة مسيحية مسنة، على خلفية شائعات عن علاقة بين ابنها وفتاة مسلمة بحسب مصدر في النيابة، فيما دعا بابا الأقباط لضبط النفس لتجنب "إشعال الفتنة".

ووقع الحادث في قرية الكرم في مركز أبو قرقاص في محافظة المنيا (قرابة 240 كم جنوب القاهرة)، بعد أن أثارت الشائعات عن علاقة بين الشاب المسيحي والفتاة المسلمة غضب عشرات المسلمين ليهاجموا بيت الشاب، بحسب بيان لمطرانية المنيا. إلا أن هروب الأخير دفع المهاجمين للاعتداء على والدته التي تبلغ 70 عاما، بحسب مصدر مسؤول في النيابة. وقال شهود عيان إن مسلمين جردوا والدة المسيحي من ملابسها خلال الاشتباكات التي أصيب فيها شخصان وأحرقت خلالها منازل عدد من المسيحيين.

وقال مصدر مسؤول في النيابة المصرية إن "السيدة جاءت للنيابة وقالت أمامها أن أهالي مسلمين غاضبين هاجموا بيتها بحثا عن ابنها، وعندما لم يجدوه، اشتبكوا معها وأثناء ذلك ملابسها تمزقت". وأضاف المسؤول أن السيدة المسيحية "قالت أمام النيابة إن الواقعة كلها حدثت داخل المنزل وليس في الشارع، واتهمت في ذلك ثلاثة شباب من أصل ثمانية مقبوض عليهم في واقعة الهجوم على المنزل، وقالت إن أحد المتهمين الثلاثة قام بسترها (تغطيتها)".

ويشكل المسيحيون نحو 10% من عدد سكان البلاد البالغ قرابة 90 مليون نسمة. واندلعت أعمال عنف طائفية بين المسلمين والمسيحيين مرات عدة منذ الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في شباط/فبراير من العام 2011. من جهتها، أفادت مطرانية المنيا وأبو قرقاص في بيان أن الحادث "مرتبط بشائعة علاقة بين مسيحي ومسلمة" وأن العائلة المسيحية "حررت محضر (شكوى) في مركز الشرطة بلغت فيها بتلقي تهديدات" قبل يوم من مهاجمة منزلها.

وأضافت المطرانية أن الاعتداء حدث بالفعل في اليوم التالي، وأن "المعتدين قاموا بتجريد سيدة مسيحية مسنة من ثيابها هاتفين ومشهرين بها أمام الحشد الكبير في الشارع". وأضاف البيان أن مجموعة يقدر عددها بثلاثمئة شخص خرجوا "يحملون أسلحة متنوعة، فتعدوا على سبعة من منازل الأقباط حيث قاموا بسلبها وتحطيم محتوياتها وإضرام النار في بعضها." وإثر الحادث، دعا البابا تواضروس الثالث بابا الأقباط في مصر إلى "ضبط النفس".

وأعلن المتحدث باسم الكنيسة القبطية في بيان على صفحته على فيس بوك أن بابا الأقباط "يتابع الأمر باهتمام مع القيادة السياسية والأمنية حيث وعدوا قداسته بتتبع الجناة وتسليمهم للعدالة". ودعا تواضروس إلى "ضرورة ضبط النفس والتزام التعقل والحكمة للمحافظة على السلام الاجتماعي وأن نغلق الطريق على كل من يريد المتاجرة بالحادث لإشعال الفتنة." بحسب فرانس برس.

من ناحية أخرى، أدان الأزهر في بيان على صفحته على فيس بوك ما وقع من أحداث مضيفا أن "أبناء مصر نسيج واحد لا يجب أن تؤثر فيه أفعال آحاد الناس ممن لا يحكمون عقولهم عند نشوب خلافات قد تحدث بين أفراد الأسرة الواحد". وتنتهي كثير من الأزمات الطائفية في مصر بجلسات عرفية ودية يقول المسيحيون إنها تهدر حقوقهم وتشهد تهجير أسر مسيحية بعيدا عن أماكن سكنها.

اضف تعليق