q

أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة وعضو مجلس الشيوخ الحالية (هيلاري كلينتون) يوم الأحد 12 نيسان 2015، ترشحها للانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى في تشرين الأول عام 2016، ومرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2016 هيلاري كلينتون التي تسعى ومن خلال ثاني محاولة لها الفوز بالرئاسة، ولتكون بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب في حال الفوز، هذه السيدة التي تعد الأوفر حظا في اغلب استطلاعات الرأي وعلى الرغم من بعض المعوقات والتحديات الصعبة، لا تزال محط اهتمام إعلامي متزايد خصوصا وإنها قد سعت في الفترة الأخيرة، إلى تكثيف حملتها الانتخابية والعمل على اختيار شعارات وخطط جديدة، يمكن إن تسهم بتغير بعض وجهات النظر السابقة وهو ما قد يسهل لها الوصول إلى كرسي البيت الأبيض، وتخطت هيلاري كلينتون عتبة الـ2383 مندوبا المطلوبين؛ لتنتزع رسميا ترشيح الحزب الديمقراطي وتتغلب على منافسها الشرس "بيرني سيندرز".

وتعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لعام 2016 الثامنة والخمسين لرئاسة الولايات المتحدة، والذي سيفوز بها سيكون الرئيس 45 للولايات المتحدة، والمقرر إجراؤها في يوم الثلاثاء 8 تشرين الاول، سيقوم الناخبين فيها بتحديد المجمع الانتخابي من الرئيس ونائب الرئيس من سنة 2017 إلى سنة 2021، وبحسب التعديل للمادة 22 من الدستور الأمريكي سيمنع الرئيس باراك أوباما من الترشيح لولاية ثالثة، وتبدأ الانتخابات الرئاسية التمهيدية الأمريكية من شباط إلى حزيران 2016، حيث سيتم اختيار ممثل كل حزب في الرئاسة الأمريكية ليتم انتخابهم في الانتخابات النهائية.

وهيلاري كلنتون ليس أول امرأة ترشح للرئاسة الأمريكية، فقد حصلت المرأة الأمريكية على حق الانتخاب والترشح عام 1920 وفقا للتعديل التاسع عشر للدستور، ونص: "إن حق الأمريكيين في التصويت، لا يجوز أن ينكر أو ينتقص من قبل الولايات المتحدة أو أية دولة على أساس الجنس"، ومنذ ذلك التاريخ تقدمت عدد من النساء كمرشحات للرئاسة الأمريكية، وهن فيكتوريا وود هال أعلنت خوضها للانتخابات الرئاسية في 1872، وجرسي آلان أعلنت عام 1940 ترشحها للانتخابات الرئاسية عن حزب المفاجأة، وشيرلي تشيشولم خاضت الانتخابات عام 1968، وليندا جينيس في عام 1970 ترشحت في انتخابات محافظ جورجيا، إلا أنها فشلت في الحصول على المنصب، وجيل ستين مرشحة حزب الشاي الأخضر، التي ترشحت عام 2012، وحصلت على 469،015 صوتا.

وتأتي كلّ انتخابات رئاسية أمريكية بمفاجآت، ولكنّ حملة العام 2016 قد تأتي بمخزونات تبدو غير متناهية من الصدمات والارتباكات والمفاجئات، تأتي هذه المفاجأة من مجموعة متنوعة، فمن بين مجموعة من المرشحين بلغ عددهم حوالي 23 مرشحاً، سيفوز مرشّحٌ واحدٌ في نهاية المطاف وسيكون رئيس الولايات المتحدة القادم خلفاً لباراك أوباما، وسيكون للمرشحين والقضايا التي يناقشونها آثار بعيدة المدى، ليس بالنسبة إلى السياسة الأمريكية العامة فحسب، ولكن أيضاً للقيادات والسياسات في مختلف أنحاء العالم، وبخاصة في الشرق الأوسط.

ويرى العديد من المراقبين للانتخابات الأمريكية أن فرص فوز (هيلاري كلينتون) بالانتخابات بمنصب رئيس أمريكا كبيرة جدا، وهناك عدد من الأسباب التي تدعم فوز (هيلاري كلينتون) بالانتخابات الأمريكية:

1- وبحسب بعض الخبراء فان هيلاري كلينتون وبسبب ضعف المنافسين لها من مرشحي الحزب الديمقراطي تعد الأقوى الان، حيث بقي أمامها كما تشير المصادر، بعض المنافسين الذين تتقدم عليهم جميعاً في استطلاعات الرأي، وهم بحسب بعض التوقعات لا يشكلون خطراً عليها لأسباب كثيرة.

2- الدعم غير المحدود الذي حظيت به (هيلاري كلينتون) لانتخابات الرئاسة: تحظى المرشحة هيلاري كلينتون باهتمام واضح، وذلك كونها أول سيدة تقترب من البيت الأبيض كرئيسة للجمهورية، وهي أفضل مرشح، إذ تعتبر النجم الوحيد الذي يمتلكه الديمقراطيون، فتواجدها الطويل داخل المسرح السياسي الأمريكي يثمن من خبرتها العملية، وتتفوق "كلينتون" في جاذبيتها وتفضيل فئة الشباب بين 18 حتى 39 عامًا للتصويت لها، معهم أيضًا النساء خاصة اللاتي حصلن على دراسة جامعية: إذ قالت ليندسي غراهام تاسع المرشحين لسباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية إنه في حال وصولها إلى سدة الحكم فإن هيلاري كلينتون، سيدة أمريكا الأولى سابقاً، ووزيرة الخارجية السابقة البالغة من العمر 67 عاماً، ستكون أول امرأة تتولى الرئاسة في الولايات المتحدة، كما أكد مدير الحملة الانتخابية لـ"هلاري كلينتون" روبي موك، في وثيقة داخلية نقلها موقع "بوليتيكو" قوله: "أن هدفنا هو إعطاء كل عائلة وكل شركة صغيرة وكل أمريكي وسيلة الوصول إلى رخاء دائم بانتخاب هيلاري كلينتون لتصبح الرئيسة المقبلة للولايات المتحدة"، وفى هذا الخصوص عبر الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما خلال قمة الأمريكتين في بنما، عن دعمه لهيلاري كلينتون، مؤكدا أنها ستكون رئيسة ممتازة للولايات المتحد، وأضاف أوباما أن كلينتون كانت مرشحة مهمة في الانتخابات الأولية للحزب الديمقراطي عام 2008، إضافة إلى كونها وزيرة خارجية استثنائية.

3- الانقسامات التي أصابت الحزب الجمهوري بعد تصريحات مرشحهم الأقوى (ترامب)، وعلى الرغم من أنّ(ترامب) هو المرشح المفترض للحزب رسميا، فلم يَعْن ذلك تسليم المؤسسة التقليدية للحزب وقياداته بهذه الحقيقة ؛ إذ ثمة انقسامٌ واضح بين من يرون أنّ ترامب سيلحق ضررا لا يمكن إصلاحه بالحزب وصورته، وأولئك الذين يرون أنه نال التفويض الحزبي، ومن ثمّ، ينبغي دعمه، وكان من اللافت أن يعلن أكبر مسؤول في الحزب الجمهوري، (بول راين) رئيس مجلس النواب، الأسبوع الماضي، أنّه "غير مستعد بعد" لدعم (ترامب)، إلّا بشروط تتمثّل بالعمل على "توحيد الحزب" الجمهوري، واحترام قيم الحزب ومواقفه، وتراجعه عن التصريحات المستفزة، وأعلن رئيسان جمهوريان سابقان، هما (جورج بوش الأب)، و(جورج بوش الابن)، مقاطعتهما مؤتمر الحزب الوطني هذا العام، احتجاجاً على تسمية (ترامب) مرشحاً عنه، وأعلن أيضا مرشحان رئاسيان سابقان عن الحزب، وهما السناتور (جون ماكين) و(ميت رومني)، عزوفهما عن المشاركة في مؤتمر الحزب، وأعلن منافسون سابقون لترامب في الانتخابات التمهيدية أنّهم لن يصوتوا له؛ مثل حاكم ولاية فلوريدا السابق (جيب بوش)، والسناتور عن ولاية شمال كارولينا (ليندسي غراهام)، أمّا المرشح الخاسر، السناتور عن ولاية فلوريدا (ماركو روبيو)، فقد أعلن أنّه لن يقبل أن يكون مرشحا بوصفه نائبا رئيسا لـ(ترامب)، ويبدو أنّ تيد كروز يرفض أن يسمح للمندوبين الذين يمثّلونه في المؤتمر بالانضواء تحت حملة ترامب.

4- تتبنى (كلينتون) سياسة خارجية أكثر تعاون مع الحلفاء والأصدقاء، بينما المرشح الجمهوري (ترامب) يتبنى مقاربة سياسية خارجية أكثر انعزالية، أو ما كانت عليه تحت إدارة سلفه الجمهوري (جورج بوش)، وهو ما يثير قلق الحلفاء الأميركيين؛ الأوروبيين والآسيويين والشرق أوسطيين. وفي خطاب له، أواخر شهر نيسان2016، تطرق فيه إلى ملامح السياسة الخارجية الأميركية تحت إدارته، طالب (ترامب) هؤلاء الحلفاء بأن يقدّموا المزيد من المساهمة وتحمّل الأعباء مع الولايات المتحدة إن كانوا يريدون الاستمرار في الاعتماد على مظلتها الحمائية، وهذا لا يوضح الكثير مما يريده هذا الرجل على المستوى الدولي.

5- معارضة بعض المؤسسات المهمة في أمريكا من فوز (ترامب) في منصب الرئاسة الأمريكية، إذ ذكرت بعض المصادر إن مسؤولين في المخابرات الأمريكية عبروا عن قلقهم من الأسلوب المندفع لدونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري المفترض للانتخابات الرئاسية.، وان اندفاعه قد يشكل خطرا على الأمن القومي، وعبروا عن استعدادهم لاطلاعه على معلومات، في إفادة روتينية تسبق الانتخابات بمجرد حصوله رسميا على ترشيح الحزب الجمهوري، إذ إن ثمانية مسؤولين أمنيين كبار، لديهم مخاوف بشأن إطلاع (ترامب) على معلومات تخص الأمن القومي، مشيرين إلى إن أسلوبه المتهور الذي لا يمكن التنبؤ به خلال حملته الانتخابية سمة ميزت صعوده كمرشح "متمرد"، وعدم امتلاكه الخبرة في السياسة الخارجية وأسلوبه المتقلب وقلة المعلومات عن فريق مستشاريه في السياسة الخارجية يجعلونه حالة فريدة، وهو موقف لم تشهد أمريكا مثله من قبل.

6- إن المرشحة الأميركية الديمقراطية (هيلاري كلينتون) قد دعت إلى تكافؤ الفرص والحقوق المدنية لجميع الأمريكيين، ورؤيتها لأمريكا التي تقود العالم، ووعدت بتخفيف العبء الضريبي على أصحاب الشركات الصغيرة، وأن تجعل الولايات المتحدة تعتمد على الطاقة النظيفة، كما وعدت بتوفير التعليم في مرحلة ما قبل المدرسة، والرعاية الجيدة لكل طفل، وأن تجعل رسوم الجامعة معقولة من خلال رفع عبء الديون الثقيل، كما وعدت بأن تضمن مساواة الرواتب بين الجنسين، ورفع المعدل الأدنى للأجور وإنهاء التفرقة ضد المثليين والمتحولين جنسيا.

7- دعم اغلب الأمريكيين لتولي امرأة الرئاسة في بلادهم، فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة CNN بالتعاون مع مركز أبحاث "ORC" أن 80% من الأمريكيين يشعرون أن بلادهم مستعدة لوضع امرأة في رئاسة البيت الأبيض، وأضاف الاستطلاع أن 90% من الناخبين الديمقراطيين يوافقون على تولي امرأة رئاسة الولايات المتحدة، مقابل 68% بين الجمهوريين، وكشف الاستطلاع نتيجة أخرى مفاجئة، وهي أن الرجال على استعداد أكثر من النساء لتولي امرأة رئاسة البيت الأبيض، بنسبة بلغت 83% بين الرجال مقابل 76% بين النساء.

8- يما يخص أخر المستجدات في هذه الحملة الانتخابية فقد قالت تقارير إعلامية إن (هيلاري كلينتون) دعت إلى قوانين اتحادية مرنة بشأن (الماريجوانا) لتوسيع الأبحاث العلمية على المخدر الذي يدافع كثيرون عن استخدامه في تخفيف الألم إلى جانب فوائد طبية أخرى، وفي حديثها في حملة في ولاية ساوث كارولاينا قالت "إن تغيير القواعد الأمريكية ربما يتمخض عنه التثبت من فاعلية المخدر في الاستخدامات الطبية ويتيح المخدر أمام العلماء ليجروا عليه مزيدا من الأبحاث"، وقالت " بوسع الجامعات ومعاهد الصحة الوطنية البدء في بحث الطريقة المثلى لاستخدامه ونسبة الجرعة التي يحتاجها شخص ما وكيف تتفاعل مع الأدوية الأخرى "ودعت كلينتون إلى إدراج الماريجوانا تحت الجدول الثاني من جداول إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية والتي تمتلك خمسة جداول للمخدرات تحكم الوصول إليها وتصنف المسؤولية الجنائية.

أما في حالة الشرق الأوسط في حالة فوز هيلاري كلينتون في الرئاسة الأمريكية فهي ستكون استمراراً لسياسات الحزب الديمقراطي والرئيس الحالي (أوباما) خاصة وإنها كانت ضمن كابينته الحكومية كوزيرة للخارجية في الدورة الرئاسية الأولى له، كذلك قبلها كانت زوجة للرئيس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي (بل كلينتون)، لهذا لن تخرج عن سياسة التهدئة التي اتبعها الحزب الديمقراطي في كل الأزمات السابقة التي مر بها الشرق الأوسط، وأهمها أزمة البرنامج النووي الإيراني التي تم حلها عن طريق المفاوضات، وهناك عدد من الاحتمالات لسياساتها في الشرق الأوسط وهي كالآتي:

1- فيما يخص الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، فان سياسة (كلينتون) في التعامل مع معها تتضمن استمرار الحرب ضد داعش وهزيمتها في العراق وسوريا من خلال زيادة العمليات الاستخباراتية، وزيادة ضربات قوات التحالف الجوية، وشن حملة برية تدعمها قوات أمريكية خاصة يقودها العراقيون بكافة طوائفهم، وتضم شركاء أوروبيين ودول عربية مجاورة، ويركز الجزء الثاني على قطع تمويل داعش وشبكاتها، وستعمل كلينتون على تحديث العقوبات الإرهابية التي تفرضها الأمم المتحدة، ودفع السعوديين والقطريين إلى منع رعاياهما من المساعدة بالتمويل، خاصة وإنها دعت علنا كلا من السعودية وقطر إلى وقف دعمهما وتمويلهما للمجموعات الجهادية في المنطقة، وهي من دعاة إشراك المجموعات المحلية والمجتمعات المسلمة في جميع أنحاء العالم للمساعدة في مكافحة التطرف، بالإضافة إلى مكافحة التجنيد عبر الإنترنت بشكل نشط، وسوف تركز أيضا على الأنظمة الدفاعية في الولايات المتحدة، لمنع داعش من اختراق الحدود الأمريكية أو التجنيد من داخلها أو القيام بعمليات في أراضيها.

2- أما فيما يخص الأحداث في سوريا، إن كلينتون سوف تستمر في سياسة سلفها (أوباما) في دعم المجموعات المسلحة المعتدلة والاستمرار في المطالبة بتنحي (بشار الأسد) من الحكم، والدعوة إلى حكومة انتقالية معتدلة، كما إن (كلينتون) من مؤيدي تفويض استخدام القوة العسكرية ضد الإرهاب للعام 2001، وتؤيد فرض منطقة حظر جوي فوق شمال سوريا قرب الحدود التركية، وإنشاء مناطق آمنة للاجئين تمكّنهم من البقاء في سوريا، في مأمن من تنظيم داعش والقوات الحكومية، وهو ما بدأت ملامحه تتشكل من خلال دعوة قائد الأركان الأمريكية من إن أمريكا تريد فرض منطقة عازلة في شمال سوريا، وإنها سوف تستهدف كل الطيران في المنطقة بما فيه الروسي، وهي دعوة جديدة قبل الانتخابات الأمريكية.

3- الاتفاق النووي مع إيران، تقدّم كلينتون استراتيجية خماسية للتعامل مع إيران: أولاً، تعميق التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل من خلال دعم الدفاع، وتحديداً في مجال الكشف عن الأنفاق والدفاع الصاروخي، ثانياً، التأكيد على أنّ منطقة الخليج تشكّل مصلحة أمريكية حيوية من خلال وجود عسكري قوي والحفاظ على مضيق هرمز مفتوحاً وزيادة التعاون الأمني مع دول مجلس التعاون الخليجي. ثالثاً، الاستمرار في الضغط على إيران وعلى المجموعات المسلحة المدعومة من قبلها في الدول الأخرى، ورغم تأييد (كلينتون) الاتفاق النووي مع إيران، إلا أنها من مؤيدي العمل العسكري، فقد كانت قد أيدت الحرب على أفغانستان بعد أحداث أيلول 2001، والحرب على العراق عام 2003، وأيدت التدخل العسكري في ليبيا بعد ثورة عام 2011، لهذا فلا يمكن استبعاد العمل العسكري ضد إيران في حالة أخلت إيران بالاتفاق النووي أو أجبرت أمريكا على ذلك.

4- إسرائيل، إن (كلينتون) لن تخرج عن سياسات اسلافها الديمقراطيين والجمهوريين في الدعم والتحالف القوي والمتين مع إسرائيل، فضلاً عن حل الدولتين، وقالت إنها ستدعو رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى البيت الأبيض في خلال الشهر الأول من رئاستها لتعيد الالتزام بالتحالف بين البلدين ولإظهار تضامنها مع إسرائيل، كما قالت إنها ستلتزم بأمن إسرائيل من خلال توفير الدعم الدفاعي المذكور، لهذا فان موقع "نيوز إسرائيل" العبري إن استطلاع للرأي أجري مؤخرا أكد تفضيل واضح لدى الإسرائيليين للمرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، ردًا على سؤال "من تفضل أن يخلف باراك أوباما في البيت الأبيض؟، وبحسب موقع "نيوز إسرائيل"؛ على افتراض أن المرشحين للرئاسة سيكونان هيلاري كلينتون الديمقراطية ودونالد ترامب الجمهوري؛ فإن الأغلبية الساحقة فضلت كلينتون خوفًا من أن ترامب قد يجن ويهاجم إسرائيل.

5- أما فيما يخص ساستها تجاه حلفائها الخليجيين، فان (كلينتون) سوف تسعى إلى التأكيد على أن منطقة الخليج شريك مهم من الناحية الأمنية والتجارية والدفاعية، وقالت إنّ السعودية أساسية من أجل التغلب على تنظيم داعش، وتحييد إيران وتحقيق الاستقرار في المنطقة، وبهذا فهي تحاول أن تدفع الدول العربية، مثل السعودية وقطر وغيرها إلى بذل المزيد من الجهود لدعم المعركة ضد داعش، سواء من خلال الدعم المالي أو العسكري، كما أنها ملتزمة بحماية دول مجلس التعاون الخليجي من أي تهديد، وقالت إنها ستدفع دول الخليج نحو اتخاذ إجراءات صارمة ضد مواطنيها الذين يقدمون الدعم المالي للمنظمات الإرهابية.

خلاصة القول، إن ما يميز هذه الانتخابات عن غيرها هو وجود امرأة مرشحة على رأس احد الأحزاب الرئيسية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهناك فرص عديدة لصعودها إلى سدة الرئاسة، ثانيا، تعدد الأزمات الدولية وانتشارها في كل إرجاء العالم، وفي أماكن قريبة من المصالح الحيوية للولايات المتحدة مثل الخليج العربي والبحر الأحمر وقرب دول الناتو، ووصل الخطر أخيرا إلى أوربا وحتى الأراضي الأمريكية، وخاصة خطر تنظيم داعش، والصراع الديني في الشرق الأوسط، لهذا فان هذه الأزمات الكبيرة والمعقدة تحتاج أيضا إلى قرارات جريئة وحازمة لحلها والسيطرة عليها، من خلال ضمان مصالح أمريكا فيها، فهل تستطيع امرأة مثل كلينتون إن تقود أمريكا وأزمات العالم نحو بر الأمان؟

* مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية/2004-Ⓒ2016
www.fcdrs.com

اضف تعليق