q

مواقف وتصريحات المرشح الجمهوري دونالد ترامب الغريبة وغير التقليدية، ماتزال محط اهتمام واسع داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية، فخطابات ترامب وسياسته وأحاديثه المتناقضة باتت حديث الجميع كما يقول بعض المراقبين، الذين أكدوا على ان ترامب يعد اغرب شخصية في تاريخ الانتخابات الامريكية، بسبب خطابه السياسي التحريضي وبرنامجه الانتخابي المبهم وأسلوبه الجنوني غير المتزن وتصريحاته المتناقضة، التي ستنعكس سلبا على خطط وتوجهات الولايات المتحدة خصوصا مع تصاعد حدة الانتقادات الدولية والداخلية، فقد اكد البعض منهم المرشح الديمقراطي في سباق البيت الأبيض بيرني ساندرز أن انتخاب دونالد ترامب رئيسا سيكون كارثيا بالنسية للولايات المتحدة. وقال السناتور ساندرز: " الشيء الوحيد الذي يوحدنا جميعا هو فهم أن ترامب سيكون كارثة لهذا البلد.. لذلك من الضروري ألا يصبح رئيسا".

كما واجه ترامب انتقدادات كبيرة من قبل بعض المسؤولين في الحزب الجمهوري وسعى بعضهم الى إعلان جبهة مضادة لإسقاط ترامب، الذي سعى هو الأخر إلى توسيع دائرة الحرب الانتخابية ضد الخصوم وبعض الشخصيات والدول. وفيما يخص بعض تطورات هذا الملف المهم فقد حصلت مناوشات بين متظاهرين وشرطة مكافحة الشغب الأمريكية أمام فندق في كاليفورنيا حيث ألقى دونالد ترامب المرشح الجمهوري الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية خطابا، ما دفعه إلى استخدام مدخل خلفي. وقام عشرات المتظاهرين باقتحام الحواجز محاولين دخول الفندق الذي يستضيف المؤتمر الجمهوري في كاليفورنيا لكن الشرطة نجحت في صدهم. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا كراهية، لا عنصرية، لا ترامب" و"نحتاج إلى من يوحدنا، لا من يفرقنا" وكذلك "ترامب هو هتلر العصر الحديث". كما حمل البعض أعلاما مكسيكية.

وأجبرت المواجهات أمام فندق حياة ريجنسي قرب مطار سان فرانسيسكو الدولي متصدر المرشحين الجمهوريين وفريق حمايته الشخصية على الترجل من موكبه على طريق سريع قريب والقفز فوق حاجز لدخول الفندق من باب خلفي. وقال أمام المؤتمر "لم يكن هذا الدخول سهلا" وأضاف "خلت أنني أعبر الحدود". بعد خطابه الذي لم يشهد إشكالات واكبه فريق الحماية خارجا عبر الباب الخلفي.

طروحات متقلبة

الى جانب ذلك يستعصي برنامج دونالد ترامب الاقتصادي على اي تصنيف، فهو يميل تارة الى الخطاب المحافظ واخرى الى الشعبوية دون أن يتردد في تقديم طروحات على طرفي نقيض في ما بينها، فيتبدل على هوى التطلعات المنسوبة الى الراي العام. وتقلب الآراء الاقتصادية للمرشح الجمهوري المرجح للانتخابات الرئاسية، والتي يصفها انصاره بالمرونة، كان ماثلا عند الحديث عن موضوع الحد الأدنى للأجور على المستوى الفدرالي والمجمد عند 7,25 دولارا في الساعة منذ 2009. ففي نهاية 2015، استبعد ترامب اي تعديل معتبرا ان الاجور "مرتفعة كثيرا" مقارنة مع السوق العالمية. ولكنه غير رأيه عندما قال انه يؤيد "زيادة الاجور بقدر معين" مع ترك القرار للولايات.

وفي موضوع الضرائب، يدافع ترامب منذ فترة طويلة عن تخفيض كبير للضرائب، يتركز على الطبقات الوسطى التي تشمل 75 مليون عائلة اميركية، لكن تستفيد منه ايضا مختلف فئات الاجور الاخرى. ولكن خلال احدى مقابلاته التلفزيونية الكثيرة قال ترامب انه "في ما يتعلق بالاثرياء، اعتقد صراحة انها (الضرائب) ستكون اكثر ارتفاعا" في حين يندد المطالبون بزيادة الضرائب على الاثرياء بالفروقات الكبيرة في المداخيل في البلاد. هنا ايضا عاد الملياردير وغير رايه، بعد ان المح الى ان الولايات المتحدة قد تضطر في المستقبل الى اعادة التفاوض على ديونها العامة في حال قيام الازمة، مثيرا مخاوف من احتمال تعثر الدولة في السداد. وقال محاولا توضيح موقفه "الناس يعتقدون انني اريد للدولة عن تتعثر في السداد، هؤلاء الناس مجانين".

ويقول ستان فوجر من معهد "اميركان انتربرايز انستيتيوت" للابحاث ان "ترامب يعالج المسائل الاقتصادية من وجهة نظر تجارية ويغير خطته تبعا لما يتصوره عما يريد الناس سماعه". لكن ترامب يرفض هذا التوصيف ويتذرع بالحاجة الى المرونة بقوله "نشرت مشروعا ولكن ليست لدي اوهام فانا لا اعتقد انها الخطة النهائية". حتى بالنسبة للمسائل التي يبدو موقفه ثابتا منها، يبقى من الصعب التكهن بما سيقوله فهو لا يتردد في معارضة مواقف الحزب الذي سيمثله في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.

ففي حين يدافع الجمهوريون تقليديا عن حرية التبادل التجاري، يريد ترامب اقامة حواجز جمركية مع الصين، ويعارض الاتفاقات التجارية التي تتفاوض عليها الولايات المتحدة ويصفها بانها "فظيعة"، متبنيا بذلك موقفا قريبا من الجناح اليساري في الحزب الديموقراطي. ويقول فوجر "اذا كنت مقدم برامج تلفزيونية فان الوسيلة الوحيدة لزيادة جمهورك هي في الاستحواذ على جمهور خصومك. من هذه الزاوية بالضبط ينظر ترامب الى التجارة الدولية".

ويسعى ترامب خصوصا الى الحفاظ على الغطاء الحكومي للتقاعد والمرض والعودة للاستثمار في البنى التحتية. ولكن الجمهوريين الحاضنين له يسعون فقط الى خفض دور الدولة في الاقتصاد واعتماد ميزانية متوازنة. ويبدو ان الامر الوحيد الذي يتفق فيه مع الجمهوريين هو مشروعه لخفض الضرائب على الشركات في الولايات المتحدة من 35 الى 15%. ويقول المستشار السابق للرئيس بيل كلينتون وليام غالستون ان "ما فعله ترامب هو شطب العناصر الرئيسية في العقيدة الاقتصادية المحافظة". بحسب فرانس برس.

ومن خلال الحفاظ على ضبابية موقفه، يفسح في المجال لمعارضيه لمهاجمته لكنه يحرم في الوقت نفسه منافسه الديموقراطي المقبل من ايجاد زاوية محددة للانقضاض عليه. ويقول الخبير آلان كولفي من مؤسسة "تاكس فاونديشن" غير الحزبية "عندما تفصحون عما تريدون فعله فانكم تعطون المجال لخصومكم للتوجه الى فئات الشعب التي تعارض مقترحاتكم". كيف يمكن للديموقراطيين التعامل مع مثل هذا المرشح المتقلب؟ يقول غالستون الخبير لدى "بروكنغز انستيتيوت" ان محاولة القيام بذلك هي جهد ضائع. ويضيف "عندما لا يعود للكلام معنى كل ما يمكنكم فعله هو السماح للاميركيين بان يقرروا ان كانوا يريدون رئيسا متقلبا".

ترامب وصادق خان

على صعيد متصل قال المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب إنه يستثني رئيس بلدية لندن المسلم صادق خان من منعه للمسلمين دخول الولايات المتحدة في حال انتخابه رئيسا للبلاد. وكان ترامب أعلن في خضم الحملة الانتخابية أنه سيمنع المسلمين من دخول الأراضي الأمريكية إذا وصل إلى البيت الأبيض.

وقال ترامب في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمزهناك استثناءات على الدوام". من جانب آخر رحب الملياردير الأمريكي الذي وجه خلال حملته إهانات للمهاجرين والمسلمين والنساء، بانتخاب صادق خان. وقال "كنت مسرورا جدا لرؤية ذلك"، مضيفا "أعتقد أنه أمر جيد جدا وآمل في أن يقوم بعمل جيد لأن ذلك سيكون بصراحة شيئا جيدا". وتابع ترامب "إذا قام بعمل جيد أو عظيم، فهذا سيكون أمرا رائعا". وخان المنحدر من عائلة مهاجرين باكستانيين أصبح أول رئيس بلدية مسلم للعاصمة البريطانية. بحسب فرانس برس.

وقال خان لمجلة "تايم"، "أريد أن أتوجه إلى أمريكا للقاء رؤساء بلديات أمريكيين والعمل معهم". وأضاف "لكن إذا أصبح دونالد ترامب رئيسا فسأمنع من الذهاب إلى هناك بسبب ديانتي"، معبرا عن اعتقاده بأن "مقاربة دونالد ترامب للسياسة" لا يمكن أن تفوز. وسبق أن عبر صادق خان الذي انتخب رئيسا لبلدية لندن عن قلقه من أنه لن يتمكن من دخول الولايات المتحدة في حال انتخاب ترامب رئيسا في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وبعد مقتل 14 شخصا في هجوم إرهابي في سان برناندينز بولاية كاليفورنيا، اقترح ترامب في كانون الأول/ديسمبر منع المسلمين مؤقتا من دخول البلاد.

حرب داخلية

من جانب اخر اثار المرشح الجمهوري في السباق الى البيت الابيض دونالد ترامب جدلا على عادته، عبر اتهام المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون ب"التواطؤ" في خيانات زوجها بيل. وقال ترامب في حديث تبثه الاحد قناة "ايه بي سي" ان هذه التصريحات التي تستهدف كلينتون "جزء من اللعبة" بما ان الزوجين كلينتون يخوضان الحملة الانتخابية معا. وكان ترامب قال في ولاية واشنطن (شمال شرق) "انها (هيلاري) متزوجة من رجل كان اسوأ معتد على النساء في تاريخ السياسة. انها متزوجة من رجل ساهم في معاناة نساء كثيرات". واضاف "كانت هيلاري شريكته وعاملت النساء في شكل مروع. تعرضت بعض النساء للاهانة ليس من جانبه بل لكيفية تعاملها هي معهن".

وكان الملياردير وجه اتهامات مماثلة خلال تجمع في ولاية اوريغون قائلا ان هيلاري كلينتون "كانت شريكة شريرة للغاية" في علاقات زوجها بيل خارج اطار الزواج. وتدل هذه الهجمات الجديدة على الاستراتيجية التي يعتمدها ترامب لكسب ود الناخبات اللواتي اثارت تصريحاته المتكررة ضد النساء استياءهن، فهو يضع بيل وهيلاري في خانة واحدة لتبدو منافسته غير مكترثة لمعاناة النساء. وليست المرة الاولى يلمح ترامب الى ان عشيقات بيل كلينتون عانين جراء سلوك هيلاري بعد كشف خياناته. لكنه صعد لهجته وجعل من هذا الموضوع حجة يستخدمها في تجمعاته الانتخابية.

من جانبها اعلنت المرشحة الديموقراطية للرئاسة في الولايات المتحدة هيلاري كلينتون ان مسؤولين جمهوريين يتواصلون معها، بعد ان بات دونالد ترامب المرشح الجمهوري الوحيد في السباق الى البيت الابيض. وقالت كلينتون في تصريح لقناة "سي بي اس" "بالطبع امد اليد الى الديموقراطيين والجمهوريين والمستقلين، والى كل الناخبين الذين يريدون مرشحا يركز حملته على المشاكل" التي تواجه الاميركيين. وتابعت "اطلب من الاميركيين الانضمام الى هذه الحملة، وقد اتصل بي كثير من الجمهوريين خلال الايام القليلة الماضية معربين عن رغبتهم بالتواصل"، من دون ان تقدم تفاصيل اضافية. بحسب فرانس برس.

وبعد انسحاب اخر مرشحين جمهوريين منافسين لترامب من السباق، بات الاخير المرشح الجمهوري الوحيد، الا ان عقبات كثيرة تنتظره داخل حزبه. فقد انضم العديد من المسؤولين الجمهوريين بعد فوز ترامب بولاية انديانا الى حركة اطلقوا عليها اسم "اي شيء الا ترامب"، بينهم المرشح الخاسر عام 2012 ميت رومني، والرئيسان السابقان جورج بوش الاب وجورج بوش الابن. كما ظهرت مجموعة اخرى اطلقت على نفسها اسم "المحافظون ضد ترامب" تعمل على ايجاد "مرشح مقبول" يواجه كلينتون غير ترامب.

على صعيد متصل صرح المرشح الجمهوري المثير للجدل دونالد ترامب في مقابلة تلفزيونية بأنه لا يرى ضرورة لأن يتوحد الحزب الجمهوري حوله لخوض غمار الانتخابات الرئاسية الأمريكية لأنه يعتقد أن "ملايين الناخبين الديمقراطيين" سيصوتون له في هذه الانتخابات. وأضاف بأن أصوات ناخبي الديمقراطي بيرني ساندرز ستؤول إليه.

وقال ترامب في مقابلة مع شبكة إيه بي سي، أعتقد أنه كان من الأفضل لو أن "الحزب الجمهوري" كان موحدا .. لكني لا أعتبر أنه يجب حقا أن يكون موحدا بالمعنى التقليدي للكلمة". وتساءل ترامب "هل يجب فعلا أن يتم توحيد "الحزب الجمهوري"؟ في الواقع لا أعتقد ذلك". وأضاف الملياردير المثير للجدل بحسب مقتطفات من المقابلة "أنا حتما مختلف كثيرا عن كل أولئك الذين كانوا مرشحين".

وتابع "أعتقد أنه كان من الأفضل لو أن "الحزب الجمهوري" كان موحدا.. لكني لا أعتبر أنه يجب حقا أن يكون موحدا بالمعنى التقليدي للكلمة". كما اعتبر قطب العقارات أنه ليس بحاجة إلى ماكينة الحزب للفوز بمفاتيح البيت الأبيض لأنه يعتقد أن ملايين الناخبين الذين يصوتون تقليديا للمرشح الديمقراطي سيصوتون له هذه المرة. وقال "سأحصل على أصوات ملايين الأشخاص الآتين من عند الديمقراطيين"، مضيفا "سأحصل على أصوات ناخبي بيرني ساندرز لأنهم يحبوني في موضوع التجارة".

أوقفوا ترامب

في السياق ذاته لم يخف الجمهوري جون هاموند كراهيته لدونالد ترامب ورغبته في وقف تقدمه نحو الفوز بترشيح الحزب لانتخابات الرئاسة الأمريكية فقال لصحيفة إنديانابوليس ستار في مارس آذار إن قطب العقارات "لا يصلح" لقيادة البلاد. لكن عضو اللجنة الوطنية بالحزب الجمهوري والشريك في مؤسسة أيس ميلر للمحاماة قال إنه لم يحدث تواصل بينه وبين أي من الجماعات المناهضة لترامب على الإطلاق ولم ير دلائل على أن هذه الجماعات موجودة بالولاية حتى بضعة أيام قبل التصويت في الانتخابات التمهيدية في إنديانا. في ذلك الحين ظهرت رسائل بريدية مباشرة وإعلانات تلفزيونية لكنه يقول إن الأوان كان قد فات. وقال "لم يكن هناك حقا أي جهد ‘لوقف ترامب‘ في مرحلة مبكرة."

وأصبح ترامب المرشح الجمهوري المفترض بفوزه الكاسح في الانتخابات التمهيدية في إنديانا والذي دفع منافسه الرئيسي السناتور تيد كروز للانسحاب وزاد الضغط على جون كاسيك حاكم أوهايو الذي يحتل المركز الثالث في السباق للانسحاب هو الآخر. في هذه الأثناء وجه ترامب ضربة قاصمة لمسعى تسلطت عليه الأضواء وأطلق عليه (أوقفوا ترامب) و(إلا ترامب) وهو مسعى أطلقه الجمهوريون المحافظون.

ويقول ساسة وثلاثة مسؤولين على الأقل يشاركون في هذا المساعي إنها فشلت على مدى شهور في إبطاء تقدم ترامب بصورة ملحوظة وإنها تبدو حاليا في طريقها للفناء. وتقود هذه المساعي منظمة (كلوب فور جروث) ومنظمة (أوار برينسبلز) وهما منظمتان مناهضتان للضرائب ولا تهدفان للربح. وبدأت تلك المساعي خلال فصل الشتاء بعدما تحول التشكك المبدئي في احتمالات فوز ترامب إلى قلق بين المحافظين الذين ينظرون لكثير من السياسات التي أفصح عنها الملياردير القادم من مانهاتن باعتبارها تهديدا لمبادئهم الداعية للحد من الضرائب والإنفاق.

وقالت قيادات ذلك التحرك وجمهوريون مطلعون على تفاصيله إنه واجه منذ البداية صعوبات تمثلت في ضعف التنسيق والافتقار لزعيم واحد يتمتع بالجماهيرية والتأثير وغياب بديل متفق عليه لترامب. وقال دوج هاي الخبير الاستراتيجي الجمهوري المعارض لترامب وهو على صلة بمشاركين في المسعى المناهض له "لا بد أن تكون هناك خطة عمل للتعامل معه... ويبدو أن أحدا لم تكن لديه فعلا خطة عمل." في تصريحاتهم العلنية يرفض زعماء حركة (أوقفوا ترامب) فكرة أنهم مقصرون ويقولون إن جهودهم في ويسكونسن ساعدت في منع ترامب من الفوز في أبريل نيسان. كما يقولون إن المجموعات تتواصل جيدا مع بعضها البعض وستواصل مساعيها على الرغم من النتائج التي حققها في إنديانا.

وقال رئيس منظمة (أوار برينسبلز) في بيان "سنواصل توعية الناخبين بشأن ترامب إلى أن يفوز -سواء هو أو أي مرشح آخر- بدعم أغلبية المندوبين في المؤتمر." لكن في أحاديث خاصة اعترف ثلاثة مسؤولين مرتبطين بحركة (أوقفوا ترامب) بأن إنديانا كانت لحظة "فارقة". ومنيت الحركة بانتكاسة كبيرة حين أحجم كبار المتبرعين للجمهوريين عن "الإجهاز على ترامب". وقرر قطب نوادي القمار شيلدون أدلسون وقطبا قطاع الصناعة الأخوان كوتش عدم تكرار تجربتهم حين أغدقوا ملايين الدولارات على مرشحين جمهوريين دون جدوى.

وفي غياب داعمين ماليين رئيسيين مثل هؤلاء أظهرت تقارير اللجنة الاتحادية للانتخابات أن منظمتي (كلوب فور جروث) و(أوار برينسبلز) أنفقتا 27 مليون دولار فقط على الرسائل المناهضة لترامب. وأظهرت تقارير اللجنة أن حملة هيلاري كلينتون -التي تتصدر سباق مرشحي الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة- ولجنة الإنفاق المستقلة أنفقتا ما لا يقل عن 78 مليون دولار حتى الآن. وركزت المجموعات المناهضة لترامب وداعموها خلال الشتاء والربيع على بث رسالتها عبر التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي وعبر موقع تويتر وتسليط الضوء على تصريحات المرشح الجمهوري المحتمل التي وصف فيها النساء بأنهن "مدللات" و"كلاب" و"خنازير بدينة" إلى جانب تصريحاته التي يؤيد فيها رفع الضرائب.

وقال مسؤول في منظمة (كلوب فور جروث) إن المنظمة لم تنسق خلال الحملة عملها مباشرة مع منظمة (أوار برينسبلز) ولم تجريا مشاورات بشكل منتظم. ولم توحد المنظمتان جهدهما في كاليفورنيا بقيادة المستشار السياسي روب ستاتزمان. وقال مسؤولون في (كلوب فور جروث) إنهم لم يكونوا على علم بالجهود التي تبذل في كاليفورنيا. وقال أعضاء جمهوريون مخضرمون إن جهود (أوار برينسبلز) كانت مضيعة للوقت والمال.

وقال جمهوري مطلع على تفاصيل هذه المساعي "لم تكن لهم قيادة. أنفقوا عشرات الملايين من الدولارات حتى الآن دون أن يوجهوا رسالة أو يحدثوا حراكا." وأضاف "المسألة برمتها كانت كارثة منذ البداية." ويقول مستشارون جمهوريون إن الكثير من المتبرعين وكذلك منافسي ترامب على الترشيح أساءوا تقدير نفوذه واعتقدوا أن النجاح الذي حققه في البدايات سيذوي. أما من دعموا مسعى (أوقفوا ترامب) مثل أصحاب نادي شيكاجو كابز للبيسبول وممولي (أوار برينسبلز) جو ومارلين ريكتس فواجهوا غضبا من ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي. بحسب رويترز.

وقال ترامب عن جو ومارلين ريكتس في تغريدة في فبراير شباط "الأفضل أن يتوخيا الحذر... هناك جوانب كثيرة خفية عنهما." وبدأت عائلات ثرية كانت تبرعت من أجل هذه القضية تطلب من الصحفيين عدم نشر أسمائها في موضوعاتهم لأنها لا تريد أن يواجه أبناؤها "إساءات" من حملة ترامب. وقال مسؤول كبير في (كلوب فور جروث) "لا أظن أن بالإمكان التهوين من تأثير التنمر الذي مارسه دونالد حتى بين المتبرعين الأثرياء." ورفض مدير حملة ترامب الانتخابية كوري ليفاندوفسكي فكرة أن المتبرعين يعتريهم الخوف قائلا إن هويات المساهمين في الحملة معلومة منذ فترة طويلة.

اضف تعليق