q

ترجمة: رنين الهندي/موقع سبوتنيك نيوز

 

على الرغم من أن المحللين في واشنطن وقادة الفكر الجدد يمضون قُدماً في فكرتهم بتقسيم سوريا، تبرز دولة أخرى في الشرق الاوسط تتضاعف فيها هذه الفكرة.

ان الفترة التي أعقبت سقوط الرئيس صدام، والتي استنفدت من قبل الغزو الأمريكي والحرب الطويلة ضد التطرف الإسلامي والصراع السياسي الداخلي، كانت محاولة لاستعادة التوازن الهش للسلطة بين السنة والشيعة والاقلية الكردية في البلاد.

بالفعل، حيث بدأت الغيوم تتجمع في أفق رئيس الوزراء العبادي. ووفقاً لمصادر إعلامية محلية، أعرب العشرات من نواب البرلمان العراقي عن احتجاجهم في البرلمان يوم الاربعاء، مطالبين الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان بالتنحي عن مناصبهم.

في غضون ذلك، يحاول عدد من اللاعبين في الجغرافية السياسية بأرجحة كف ميزان القوى في العراق لصالحهم.

ووفقاً لمؤسسة ستراتفور الاستخباراتية، فأن هنالك على الاقل ثلاث دولة تلعب دوراً رئيسياً في شؤون العراق.

في المقام الاول، انها واشنطن التي تحاول تشكيل سياسات البلد منذ الاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.

ومن الجدير بالذكر ان وزارة الدفاع الاميركية تخطط لتوسيع وجودها العسكري في العراق.

في المقام الثاني، انها ايران التي طورت علاقات ومنافع متبادلة مع البلاد بعد سيطرة المعارضة الشيعية على السلطة في بغداد.

تركيا، اللاعب الرئيسي الثالث، والذي يدعم السُنة في البلاد وتتولى أمور قطاع النفط مع الاكراد في شمال العراق.

أوضح محلل مؤسسة ستراتفور "ان تركيا تعمل مع رئيس الوزراء الكردي نيجرفان بارزاني ودائرة معارفه لاستخراج موارد الطاقة من كردستان العراق وإنشاء فرص للأعمال التجارية الكردية في المنطقة. في الوقت نفسه، تقوم انقرة باستغلال سيطرتها على خطوط التصدير في كردستان العراق وإسناد مجاميع العرب السُنية في شمال العراق لإبقاء الحكم الذاتي الكردي".

يبدو ان انقرة واكراد العراق لديهم علاقات مشتركة غريبة، لأن من المعروف ان نظام اردوغان لديه مواقف صارمة تجاه الاقلية الكردية في تركيا. وان القيادة التركية في حالة حرب مع حزب العمال الكردستاني داخل بلادهم ووحدات حماية الشعب في شمال سوريا.

في ضوء هذا، لاحظت مؤسسة ستراتفور، من ان عشيرة البارزاني تشعر بالألم لتبرير تعاونها الوثيق مع حكومة اردوغان.

ومما زاد الطين بلة، يتعرض الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يرأسه بارزاني لانتقادات شديدة من قبل منافسيه السياسيين كالاتحاد الوطني الكردستاني (PUK) وحزب حركة التغيير والاحزاب الاسلامية الصغيرة لإقامة علاقات وثيقة بشكل مفرط مع انقرة.

حيث ان جل اهتمامات تركيا هو زيادة نفوذها في المنطقة.

في هذه الاثناء، تعمل طهران على إبقاء علاقاتها جيدة مع كلاً من بغداد والاتحاد الوطني الكردستاني (PUK) في شمال العراق. ووفقاً لمؤسسة ستراتفور، فأن هذا من شأنه ان يسمح لإيران ان تكون له اليد العليا على تركيا في المنطقة.

وما زالت هناك مشاكل تتخمر في العراق.

واضافت مؤسسة ستراتفور: "لا يمكن لا للشيعة ولا الاكراد ان يتكلموا بصوت واحد، ولا يزال السُنة يحاولون ان يجدوا صوتهم في مرحلة ما بعد صدام، وما بعد تنظيم الدولة الاسلامية. هذا يعني انه لا يستطيع أي لاعب خارجي، سواء كانت ايران او تركيا او الولايات المتحدة، ان تجعل العراق دولة تابعة له"، محذرة من ان التناقضات الموجودة في البلاد قد تؤدي الى مزيد من الانقسامات.

...................................
رابط التقرير:
http://sputniknews.com/politics/20160413/1037956506/iraq-sunnis-shiites-kurds-balance.html
...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق