q

هي دولة افتراضية لا غير.. فليس حقيقية هناك دولة بهذا الشكل وبهذه المواصفات.. عصابات تنتشر هنا وهناك وتدير الامور في مساحات محتلة من مدن مختلفة في سوريا والعراق، مجموعات بشرية مغلوب على امرها محاصرة في تلك المدن مقيدة حركتهم ولا يسمح لهم بالخروج منها الا بكفيل يضمن العودة اليها.

لا شيء من المقومات يشير الى انها دولة.. لكنهم يسمونها هكذا مجازاً، او برغبة منهم، وتخطيط مسبق، حتى يعطوها حجماً غير حجمها الحقيقي، هي صنيعة اجهزة مخابرات وتتلقى دعما متواصلا من تلك الاجهزة. المهم ان (65) دولة من قاراته السبع تم التنسيق بينها للقضاء على "دولة داعش" هذه الدول مهتمة جميعا بشأن الارهاب الذي ضرب المنطقة ومناطق مختلفة في العام بضمنها الدول المشاركة، وقسم من هذه الدول ساهم في ايجاد وخلق الظاهرة، ودول اخرى قدمت الدعم المادي لـ(الدولة المزعومة) كما قدمت دول اخرى الدعم اللوجستي.

الانباء تشير الى ان بغداد سارعت في تشكيل لجان تنسيقية مع اغلب الدول المشاركة في الحرب ضد الارهاب لمتابعة آلية التعاون في مجال التسليح والتبادل المعلوماتي اضافة الى دول التحالف الرباعي وهي العراق وسوريا وايران وروسيا. عصابات داعش تضرب في بغداد وفي بروكسل وفي باريس وفي انقرة والمدن السورية وتقتل الرياضيين في ناحية الاسكندرية ببابل وسبق ان قتلت الاطفال في بغداد الجديدة..

فحقيقة داعش انها ليست من جنسية واحدة بل، مجموعة مرتزقة من دول عديدة.. التقارير الغربية تشير الى ان عدد المنضمين الى داعش يتراوح بين (27) الفاً الى (31) الفاً وان العدد قد تضاعف خلال الفترة الماضية وانهم من (80) دولة وهناك (4000) عنصر اردني انضموا الى داعش وقتل منهم (420) ارهابياً وان (34) جماعة مسلحة بايعت داعش بينما تحتل دول غرب اوربا المرتبة الثالثة بين اكثر المناطق الجغرافية تصديرا للمتطرفين المنضمين لداعش بتعداد وصل الى (5000) ارهابي نهاية عام 2015، وتأتي منطقة الشرق الاوسط والمغرب العربي في المرتبتين الاولى والثانية.. اما على مستوى الدول العربية تأتي تونس كأعلى دولة بتعداد وصل الى (6000) ارهابي، وعلى مستوى العالم تأتي روسيا في المقدمة بـ(2400) ارهابي، وتركيا (2100) ارهابي، وعلى مستوى اوربا تأتي فرنسا في مقدمة الدول حيث يوجد (1700) ارهابي فرنسي بين عناصر التنظيم ثم بريطانيا والمانيا بتعداد (760) ارهابيا.

وهكذا فان تنظيم ارهابي بهذا الحجم من التنوع والانتماء، لا بد من تحشيد دولي لمحاربته لذلك فان الـ(65) دولة تجد المصلحة في أن تكون كتلة واحدة ضد هذا التنظيم الشاذ. وأكدت ذلك الـ(22) ألف وثيقة مسربة عن داعش اذ تكشف طرق التجنيد من (50) بلداً ما يدل على أن التنظيم ليس محليا ولا اقليميا، بل هو منتشر في أماكن مختلفة من العالم وله تأثير في عدد لا يستهان به من ذوي التفكير المحدود اضافة الى استقطابه لخبرات مهمة في مجال تقنية المعلومات وتكنولوجيا الاتصال.

وتترقب الاوساط الدبلوماسية في مختلف انحاء العالم اصدار قرار اممي موحد من مجلس الامن التابع للأمم المتحدة قدمته فرنسا من اجل اعلان الحرب على داعش لإزالة هذا التنظيم من العراق وسورية حسب القرار الذي جرى صياغته في باريس عقب الهجمات التي طالت العاصمة الفرنسية وما سمي حينها ب "الجمعة الدامية". مسؤولون فرنسيون صرحوا بانهم تقدموا رسميا الى مجلس الامن بمسودة القرار.

صحيفة "الاندبندنت" البريطانية كشفت بعض تفاصيل القرار الاممي حيث يدعو النص الدول الاعضاء ذات الصلاحية الى اتخاذ الاجراءات الضرورية انسجاما مع القانون الدولي خاصة قانون حقوق الانسان العالمي وقوانين اللاجئين والقوانين الانسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة داعش في سورية والعراق.

في حين كشف وزير الداخلية الالماني (توماس دي ميزير) عن ان زهاء (750) ارهابيا يحملون جوازات المانية التحقوا بصفوف داعش وان 20% منهم من النساء، وذكر الوزير الالماني ان (120) متطرفا المانيا قد قتلوا بين صفوف داعش في سوريا والعراق. وكذلك اشار رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس الى ان اكثر من (600) شخص غادروا فرنسا الى سوريا والعراق وان هناك (800) عنصر آخر يريدون المغادرة للانضمام الى التنظيم.

وقال الرئيس الامريكي اوباما في مؤتمر صحفي عقب اجتماع بزعامة اسيويين في قمة (لسيان) في العاصمة الماليزية كوالالمبور: أن تدمير داعش ليس هدفا واقعيا فحسب.. بل سنحققه وسندمرهم وسنستعيد الاراضي التي يسيطرون عليها وسنوقف تمويلهم وسنلاحق قادتهم ونفكك شبكاتهم وخطوط امدادهم، الرئيس الامريكي ليس وحده كان مصرا على تحقيق هدف طالما دعا العراق اليه منذ سنوات، بل اتفق معه رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف الذي قال خلال الاجتماع نفسه : نحن بحاجة الى موقف موحد مناهض للإرهاب، وعضد هذه الجهود الدولية اعلان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لوديان، أن حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول كانت قد بدأت عمليات عسكرية تستهدف مواقع داعش.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق