q

الغموض الكبير الذي يشوب الصراع بين داعش الارهابي وقوات اقليم كردستان، جعل المتابعین السياسيین يؤكدون ان قصف ناحية تازة في كركوك ذات الغالبية الشيعية امر دبر بوضح النهار بين الاكراد وداعش، لتقسيم الارض فيما بينهما وابادة الاقليات التي تسكن المناطق المتنازع عليها.

محللون تساءلوا عن كيفية ادخال داعش الارهابي لغاز الخردل والمواد السامة وقام بقصف الناحية، وهل هناك جدية في الحرب ضده من قبل تركيا او الاكراد او الدول الاقليمية التي تدعي حربها الارهاب علينا، وتمارسه وتدعمه في الباطن، بيد ان المتحدث باسم قيادة التحالف الدولي في العراق الجنرال ستيف وارن قال خلال مؤتمر صحفي في بغداد ان داعش استخدم في العراق قنابل كيماوية مصنعة محليا ومزودة بغاز الخردل الا انها لا تسبب سوى اضرار جلدية مؤلمة لكن احتمالات الموت فيها قليلة لا تتعدى 5 بالمئة.

وما يفند قول ستيف وارن ويجعله غامضا هو الاستقتال والشراسة التي يقاتل فيها داعش وهو يقصف ويحارب في مناطق ذات اغلبية شيعية او يكون خطر سيطرته عليها ضد الشيعة کما حدث في ناحية جرف النصر وامرلي، بينما الانسحاب والاستسلام والاتفاق غالبا ما يكون في المناطق التابعة لاقليم كردستان او المتنازع عليها من قبله، والمثال سنجار التي دخلها داعش دون مقاومة ثم تحريرها من قبل البيشمركة دون اي مقاومة ايضا، والعملية تمت وسط استعراض للعضلات، وهذا يعني ان الكرد ان لم يكونوا مساهمين بضرب الناحية بالمواد السامة فهم على علم ودراية بامتلاك داعش لهذه المواد.

وحرب الابادة ضد الشيعة في تازة يبدوا انها خطة بين تركيا وبالإتفاق القيادات الكردية الانفصالية وبعض الاطراف الدولية، اذ ستقوم تركيا بالتدخل عسكريا في الصراع بين داعش الاهابي والبيشمركة وتشكيل ادارة بحجة حماية الأقليات التي تريدها وتصفية الاخرى مقابل صفقة مع البرزاني وكما حدث تماما في دخول تركيا الى الموصل.

اصابة المئات واستشهاد طفلة تعني القضاء تماما على الناحية ومن فيها وتحقيق هدف الدول الكبرى المعروف والمعلن في اقامة كيان كردي لحماية المصالح الإسرائيلية، وتكون كردستان مقراً للمصالح الإسرائيلية في المنطقة للتجسس على ايران والعراق، وهنا نتسائل اذا كانت ناحية تازة في محافظة كركوك منطقة سكانها غير الشيعة، ماذا ستكون المواقف الدولية والمنظمات الانسانية وهي تتعرض لقصف كيمياوي، الاسئلة كثيرة والاجابات وجيزة ودبلوماسية ولعلها معدومة، فداعش في الموصل منذ قرابة العامين وداعش في مناطق سنية كثيرة من العراق الا انه لم يفعل ما فعله في تازة المنطقة الوحيدة في العراق مع قرية البشير وهما شيعيتان ولم تتحررا بعد، وعلى الرغم من تجحفل قوات الحشد الشعبي في حدود تلك المنطقتين الا ان اسباب تتحملها الحكومة العراقية والتحالف الدولي تقف امام انطلاق تلك القوات للتحرير، ولعل الاكراد والتحالف الدولي هم العائق الاساس.

وبينما قال خبراء إن نسبة إشعاع المواد التي سقطت على تازة وصلت إلى أربعة بالألف، لكنها في حال وصلت إلى ستة بالألف، فأن المدينة ستصبح متسرطنة بالمواد السامة، والاحداث والمعطيات في تازة أثبتت امتلاك داعش ترسانة من الأسلحة الكيميائية المحظورة دولياً، ومعدات وأجهزة وخبراء لاستخدامها في هجماته ضد المدنيين، فيما يقول التحالف الدولي انه صنع محلي ولا يسبب سوى اضرار جلدية في محاولة للتقليل من حدة الموضوع وكأنه نصب نفسه مدافعا عن داعش لتقليل وطأة الضغوطات عليه، اما رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي فقد جاء موقفه متأخراً وخجولاً، وهو يطالب القوات الأمنية العراقية والتحالف الدولي الإسراع باستهداف الترسانة الكيميائية للتنظيم، ويبقى ترك الموضوع دون رقابة دولية ينذر بتكرار هكذا احداث مماثلة.

اضف تعليق