q

الأمور تمضي الى الهاوية بسبب إصراركم على الخطأ وعدم التصحيح والتقويم والإصلاح، وبينما يصر السياسيون السنة على عدم الإستسلام لشروط اللعبة السياسية وتأكيد المعارضة وحتى التفكير بعودة حزب البعث وإستجلاب الدعم الدولي كما هو حال الدعوات لحماية دولية لسكان ديالى من السنة.. لا أعرف ماهو مصير سكان ديالى من الشيعة،؟

ونتيجة لظروف المحنة الراهنة فإنكم تأخذون بنا الى مجهول وفوضى، وقد يتم بالفعل عاجلا، أو آجلا إقتحام الخضراء من قبل جموع غاضبة، أو قوى سياسية، أو عسكرية، وربما ستضطر أمريكا مستغلة الفوضى والعجز الذي تخوضون فيه الى قلب المعادلة... لذلك لابد من حل ما، وتصور كبير ترقى فيه الزعامات الشيعية الى مستوى الإلهام السياسي، وتصنع تحولا جذريا يعود بالعراق الى السكة الصحيحة.

الإجتماع الذي عقد في منزل الرئيس معصوم في الثاني من مارس الجاري وهو منزل كان يملكه وطبان شقيق صدام حسين لم يأت بنتائج حقيقية ويذكرنا بجميع المماطلات والتسويف الذي مورس لأكثر من مرة عندما كانت التظاهرات والإحتجاجات تخرج غاضبة ليتم تهدئة الأمور بإجراءات ترقيعية وقرارات ليست ذات قيمة، ولاتقنع فردا في الشارع المضطرب والباحث عن التغيير والطامح لقلب المعادلة والقيام بإصلاحات جذرية، فقد قرر الحاضرون من زعماء الكتل السياسية أن يفوضوا العبادي لإحداث تغيير وزاري لتشكيل حكومة تكنوقراط وهو الأمر الذي تطالب به المجموعات السياسية مع إن التكنوقراط هم أيضا عراقيون وسيكون في إستقبال كل واحد منهم يدخل وزارته في اليوم الأول من تسنمه المسؤولية عشرات الشياطين من الموظفين الذين تعودوا الإحتيال والفساد والرشوة والسرقة وسيمارسون معهم لعبة القط والفار وسيدوخونهم بالبنات الجميلات والإمتيازات والأضواء وكاميرات التلفزيون وسيزوغون عنهم ليمارسوا لعبة قذرة جديدة.

العراق بحاجة الى حل ثوري فاعل يشمل الجميع، ويعطل المنظومة السياسية الفاسدة وبحكم مركزي وليس كحكم اليوم المتعدد الفاسد الطائفي القومي فلابد من قوة مركزية تأخذ بالأمور الى سياقها الصحيح وترهب الفاسدين والمفسدين واللصوص والقتلة لأن ما سرق من أموال العراق لم يعد من أحد بإمكانه الإدعاء إنه يستطيع حصره، أو عده، ولاسبيل لتصحيح المسار إلا بفعل من هذا النوع الجبار الذي ينتظره الشعب فكل تجارب العراق السابقة أثبتت أن التعددية فشل وإن الديمقراطية أضحوكة في بلد سكانه ذات مزاج متمرد وكل فرد يحتفظ بشخصيتين متناقضتين وهو بحاجة الى ضابط للإيقاع يحدد المسار بنفسه.

فبعد سنوات طويلة من الحكم الديمقراطي في ظل الإحتلال البريطاني وتعددية الأحزاب والصحف ووجود برلمان وحكومة وإنتخابات كان كل شيء يشي بالخراب والتبعية فكان الإنقلاب الأسود الذي أعاد ترتيب الأوراق من جديد وأدخلنا الى عالم المجهول منذ 1958 ومن بعده بدأت الإنقلابات السوداء وحتى 2003 واليوم وبعد 13 عاما من الفوضى الأمريكية صار لزاما وجود حل، وعلى السياسيين الشيعة في الحكم تجاوز مرحلة الترقيع والتلميع الى مرحلة القرار الثوري الذي يعيد الأمور الى نصابها الطبيعي.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق