q

بشكل صريح يعلن مالكو شركات النفط والدول المنضوية في اوبك، أنهم في مواجهة متواصلة، بخصوص اسعار النفط هبوطا وصعودا، والصراع يتضح بقوة بين اوبك (السعودية) وشركات النقط الصخري (الامريكي)، فقد قال جون هيس الرئيس التنفيذي لهيس كورب إن الشركات الأمريكية تعمل في دورات قصيرة حيث يستغرق الأمر ما يصل إلى عام لوقف أو استئناف الإنتاج. وحتى من تابعوا دورات صعود وهبوط النفط السابقة ليسوا واثقين مما سيحدث فور تعافي الأسعار حيث لم يكن النفط الصخري موجودا في التعافي الكبير السابق منذ عقد مضى. وقال داريل هوليك نائب الرئيس للحقول البرية الأمريكية لدى أناداركو بتروليوم كورب "لدينا بعض القلق هذه المرة نظرا لوجود عنصر فعال لم نشهده من قبل."

وتتخوف شركات النفط الصخري الأمريكي، من تعافي الاسعار في القريب العاجل، فكل المؤشرات تؤكد أن مطلع العام القادم سوف يصل سعر النفط الى 45 دولار او اكثر، وهذا يعني الحاق ضرر كبير بانتاج النفط الصخري إذ أن كلفة الانتاج التي ستغدو مضاعفة، حيث تتوقع أباتشي كورب أن يتراجع إنتاجها نحو 11 بالمئة هذا العام لكنها قالت إنها قد تتمكن من العودة إلى مستويات إنتاجها في أمريكا الشمالية عام 2015 إذا بلغ سعر برميل النفط 45 دولارا في المتوسط هذا العام. ويستطيع منتجو النفط الصخري التحرك سريعا لأسباب من بينها العدد الكبير من الآبار التي حفرت بالفعل ولا تنتظر سوى عمليات التكسير حتى يتدفق النفط منها.

وقد تزايد اعداد آبار النفط الصخري اضعافا منذ سنوات قريبة، لاسيما بعد الانحدار الهائل لاسعار النفط، حيث بلغ عدد تلك الآبار 945 بئرا في نورث داكوتا - أول منطقة شهدت طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة - في ديسمبر كانون الأول مقارنة مع 585 بئرا في منتصف 2014 حينما بلغت الأسعار ذروتها بحسب أحدث بيانات متاحة من إدارة الموارد المعدنية. وتنمو تلك الأرقام مع استمرار شركات مثل وايتنج في الحفر لكنها تتوقف عند مرحلة التكسير.

ولا تزال الصادرات الامريكية متواصلة، لاسيما في ظل الاسعار المتهاودة للسوق، فقد رست ناقلة غاز طبيعي مسال بمرفأ سابين باس في لويزيانا لتنضم الصادرات الأمريكية إلى موجة إمدادات من المشاريع الأسترالية في وقت يتراجع فيه الطلب بالبلدان المستهلكة الرئيسية وتتهاوى فيه الأسعار تمشيا مع سوق النفط. ورست الناقلة آسيا فيجن المقرر تحميلها بأول شحنة غاز صخري مخصصة لأسواق التصدير في المرفأ التابع لشركة تشينيير إنرجي حسبما تظهر بيانات تتعلق بهذا الجانب، الامر الذي يعيد حالة الصراع بين شركات النفط الصخري والدول الاعضاء في اوبك لاسيما السعودية، ولا تزال شركات النفط الصخري تقلق من تفاوت اسعار النفط وتتخوف ايضا من القرار الذي يتعلق بتجميد انتاج النفط في هذا الخصوص.

في هذا السياق بالنسبة لمنتجي النفط الصخري الأمريكي فإن سعر 40 دولارا هو المعادل الحالي لسعر 70 دولارا من قبل. فمنذ أقل من عام كانت شركات النفط الصخري الرئيسية تقول إنها تحتاج النفط فوق 60 دولارا للبرميل حتى تنتج المزيد والآن يقول البعض إنهم سيقبلون بأقل من ذلك بكثير عند البت فيما إذا كانوا سيزيدون الإنتاج بعد أسوأ انهيار لسعر النفط في جيل.

وتسلط تصريحاتهم الأخيرة الضوء على المتانة الجديرة بالملاحظة التي يتمتع بها القطاع لكنها توجه أيضا رسالة تحذير للمنافسين والتجار تقول إن تراجع إنتاج النفط الأمريكي الذي سيسهم في انحسار تخمة المعروض العالمي وتعافي الأسعار قد يكون قصير الأمد مقارنة بما قد يتوقعه البعض.

وقال جون هارت المدير المالي لكونتيننتال ريسورسز التي يقودها ملياردير التنقيب هارولد هام الأسبوع الماضي إن الشركة مستعدة لزيادة الإنفاق الرأسمالي إذا وصل سعر الخام الأمريكي لما بين أوائل ومتوسط نطاق الأربعين دولارا بما يتيح لها زيادة إنتاج 2017 أكثر من عشرة بالمئة.

وقال جيم فولكر رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لوايتنج بتروليوم كورب المنافسة أكبر منتج في حوض باكين بولاية نورث داكوتا للمحللين إن الشركة ستوقف التكسير في الآبار الجديدة بنهاية مارس آذار لكنها "ستدرس استكمال بعض تلك الآبار" إذا وصل النفط إلى ما بين 40 و45 دولارا للبرميل. ومنذ أقل من عام عندما كانت الشركة ما زالت في وضع الإنفاق قال فولكر إنها قد تستخدم مزيدا من منصات الحفر إذا وصل الخام الأمريكي إلى 70 دولارا.

ورغم الحذر الذي يشوب التعليقات فإنها تعد تذكيرا بأن الهبوط الكبير في التكلفة والزيادة السريعة في الكفاءة حولا النفط الصخري الأمريكي - الذي نظر إليه المنافسون بداية على أنه قطاع هامشي مرتفع التكلفة - إلى لاعب رئيسي وشوكة في جانب كبار منتجي أوبك. ويساهم هبوط عدد منصات الحفر حاليا في تهدئة تراجع أسعار النفط من خلال خفض الإنتاج لكنه قد يحد أيضا من أي صعود بالتحول سريعا إلى زيادة الإنتاج فور بدء الأسعار في التعافي من المستويات الحالية التي فوق 30 دولارا بقليل.

وقال جون كيلدوف الشريك لدى أجين كابيتال إن خطر تعافي النفط الصخري "يضع سقفا لأسعار النفط". وتابع "إذا كانت هناك بعض التوقعات المتفائلة للطلب أو الاقتصاد فسيحاولون استباق المنحنى وزيادة الإنتاج سريعا." وبدأ بعض المنتجين بالفعل التحوط في إنتاج المستقبل حيث يجري تداول أسعار النفط لعام 2017 بالقرب من 45 دولارا للبرميل وهو ما قد يحد من أي خفض للإنتاج في المستقبل.

في حين كان أسوأ انهيار لأسعار النفط منذ الثمانينيات حكما بالموت على عدد كبير من منتجي النفط الصخري فإنه عجل أيضا بخفض تكلفة التكسير الهيدروليكي وتحسين التقنيات التي ما زالت قيد التطوير. وعلى سبيل المثال خفضت هيس كورب التي تضخ برميلا واحدا من كل 15 برميلا من خام نورث داكوتا تكلفة البئر النفطية الجديدة في باكين نحو 28 بالمئة العام الماضي. وما كان في الماضي يسهم في تضخيم هوامش الأرباح يعد الآن عاملا أساسيا في البقاء فيما وصفه وزير البترول السعودي علي النعيمي الأسبوع الماضي بالواقع القاسي بسوق النفط العالمية حيث لم تعد منظمة البلدان المصدرة للبترول راغبة في خفض الإمدادات لدعم الأسعار. ورغم تحذير ديلويت للمحاسبة والاستشارات من أن ثلث منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة ربما يواجهون الإفلاس فإن كبار المنتجين يقولون إن طموحهم يتجاوز مجرد التفوق على منافسيهم المحليين بحسب رويترز.

وقال بيل توماس رئيس مجلس إدارة إي.أو.جي ريسورسز "لم يعد كافيا أن تكون أقل المنتجين تكلفة في مجال النفط الصخري في الولايات المتحدة. تهدف إي.أو.جي لأن تصبح منتجا للنفط أكثر تنافسية وأقل تكلفة في السوق العالمية." ولم يحدد توماس السعر الذي سيحفز إي.أو.جي على زيادة الإنتاج هذا العام لكنه قال إن لدى شركته "مخزونا متميز" يتمثل في 3200 بئر يمكنها أن تدر عائدات 30 بالمئة أو أكثر إذا وصل سعر النفط إلى 40 دولارا.

وتتوقع أباتشي كورب أن يتراجع إنتاجها نحو 11 بالمئة هذا العام لكنها قالت إنها قد تتمكن من العودة إلى مستويات إنتاجها في أمريكا الشمالية عام 2015 إذا بلغ سعر برميل النفط 45 دولارا في المتوسط هذا العام. ويستطيع منتجو النفط الصخري التحرك سريعا لأسباب من بينها العدد الكبير من الآبار التي حفرت بالفعل ولا تنتظر سوى عمليات التكسير حتى يتدفق النفط منها.

وبلغ عدد تلك الآبار 945 بئرا في نورث داكوتا - أول منطقة شهدت طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة - في ديسمبر كانون الأول مقارنة مع 585 بئرا في منتصف 2014 حينما بلغت الأسعار ذروتها بحسب أحدث بيانات متاحة من إدارة الموارد المعدنية. وتنمو تلك الأرقام مع استمرار شركات مثل وايتنج في الحفر لكنها تتوقف عند مرحلة التكسير.ويحذر البعض من أن التكسير في الآبار غير المستكملة ربما يتيح زيادة الإمدادات على الأمد القصير فقط حيث تتطلب الزيادة المستدامة حفر آبار جديدة بتكلفة أعلى ومن ثم مستويات أعلى للأسعار.

وقال كارل لاري مدير تطوير الأعمال للنفط والغاز لدى فروست آند سوليفان "سيتطلب الأمر بلوغ الأسعار 55 دولارا لنرى من يخطط لإنتاج جديد." وما زال الغموض يكتنف ما إذا كانت الأسعار ستصل إلى 40 دولارا للبرميل في وقت قريب أم لا. ويتوقع مورجان ستانلي وايه.ان.زد متوسط أسعار عند الحد الأدنى لنطاق 30 إلى 40 دولارا للبرميل للعام بأكمله. وحذر المحللون من أن استئناف الحفر بوتيرة سريعة قد يواجه صعوبات بعدما سرحت الشركات آلاف العمال وأوقفت تشغيل ما يزيد على ثلاثة أرباع منصاتها منذ أواخر 2014.

وقال جون هيس الرئيس التنفيذي لهيس كورب في مقابلة مع رويترز الأسبوع الماضي إن الشركات الأمريكية تعمل في دورات قصيرة حيث يستغرق الأمر ما يصل إلى عام لوقف أو استئناف الإنتاج. وحتى من تابعوا دورات صعود وهبوط النفط السابقة ليسوا واثقين مما سيحدث فور تعافي الأسعار حيث لم يكن النفط الصخري موجودا في التعافي الكبير السابق منذ عقد مضى. وقال داريل هوليك نائب الرئيس للحقول البرية الأمريكية لدى أناداركو بتروليوم كورب "لدينا بعض القلق هذه المرة نظرا لوجود عنصر فعال لم نشهده من قبل."

بين نفط السعودية والنفط الصخري الأمريكي

من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة هيس كورب إن السعودية التي تتزعم منظمة أوبك وليس الولايات المتحدة وحقولها للنفط الصخري هي المنتج المتأرجح الحقيقي في العالم الذي بمقدوره أن يزيد الانتاج أو يخفضه سريعا إستجابة للطلب. ويأتي هذا الاعتراف الصريح من رئيس أحد أكبر منتجي النفط في الولايات المتحدة بينما تواجه الصناعة أدنى مستويات لأسعار الخام في عشر سنوات والتي يلقي الكثيرون باللوم فيها على قرار أوبك في اواخر 2014 إبقاء الانتاج مستقرا.

وقال جون هيس في مقابلة على هامش مؤتمر سنوي للطاقة في ولاية تكساس الامريكية "منتج متأرجح يعني فعليا انه بمجرد الضغط على زر فإن بمقدوره ان يزيد الانتاج بضع مئات الالاف من البراميل أو أن يخفضه بضع مئات الالاف من البراميل يوميا."

"النفط الصخري لا يمكنه أن يفعل ذلك. السعودية يمكنها."

ووصف هيس الانتاج الامريكي بأنه "دورة قصيرة" ليس بمقدرها أن تخفض أو تزيد الانتاج على الفور لكن على مدى فترة أطول تصل إلى عام تقريبا. ويستغرق منتجو النفط الصخري ما بين 6 أشهر إلى 12 شهرا لإحداث خفض كبير في الانتاج وهي عملية تتضمن تعطيل الحفارات وأطقم العمل. وبالمثل فإن إحداث زيادة كبيرة في الانتاج تحتاج إلى فترة مماثلة بحسب رويترز.

تأييد متزايد لتجميد الإنتاج

في هذا السياق حث وزير البترول السعودي علي النعيمي المسؤولين التنفيذيين في قطاع الطاقة العالمي على "التكاتف" في مواجهة أسوأ هبوط يشهده القطاع في عقود مبديا ثقته في أن تنامي التأييد لإتفاق لتجميد الإنتاج سيخفف تخمة المعروض العالمي من الخام. وفي كلمة في مؤتمر أسبوع كامبريدج لأبحاث الطاقة (سيرا) في هيوستون بولاية تكساس الأمريكية أعاد فيها تأكيد الأسباب وراء قرار المملكة الحفاظ على مستويات الإنتاج في مواجهة هبوط الأسعار إنه يتوقع أن تنضم "معظم الدول" إلى الاتفاق المؤقت للامدادات ربما في اجتماع في مارس أذار.

وأضاف أن الاتفاق - الذي اعلن بعد اجتماع مفاجئ بين السعودية وروسيا وفنزويلا وقطر قبل أسبوع - هو "بداية عملية" مكررا تعليقات مماثلة من مسؤولين خليجيين آخرين على مدى الأسبوع المنصرم. لكنه حذر من توقعات بأن ذلك قد يؤدي إلى خفض في الإنتاج الذي وصل إلى مستويات قياسية مرتفعة في بعض الدول الشهر الماضي. ولم يتناول بشكل محدد مسألة إيران التي تشكل أكبر عقبة أمام اتفاق عالمي حيث تركز على زيادة إنتاجها بعد رفع العقوبات.

وقال النعيمي "إنني على ثقة بأن التجميد سيمنح الناس في السوق بعض الأمل..بأن شيئا ما سيحدث..وهو سيحدث..لكننا لا نعول على الخفض لأن هناك نقصا في الثقة." ولم يقدم النعيمي رؤية جديدة تذكر عن حالة أسواق النفط أو تصورات صناع السياسة في السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم. وبدلا من ذلك سعى النعيمي لإيجاد قضية مشتركة مع صناعة النفط التي تكافح للتكيف مع القرار المفاجئ للمملكة للدفاع عن حصتها في السوق بدلا من خفض الإنتاج لدعم الأسعار مثلما فعلت على مدى عقود. وهبطت أسعار النفط 70 بالمئة منذ منتصف 2014 مع تراكم فائض المعروض.

وقال النعيمي "لم نعلن الحرب على النفط الصخري أو الإنتاج من أي دولة أو شركة بعينها على عكس جميع الشائعات... فما نقوم به لا يختلف مطلقًا عما يقوم به أي ممثل لقطاع الطاقة في هذه القاعة. فنحن نعمل على التعاطي مع ظروف السوق الصعبة والمليئة بالتحديات ونسعى للوصول إلى أفضل النتائج الممكنة في بيئة تتمتع بمستويات عالية من التنافسية." وتابع قائلا إن المملكة ترحب "بجميع مصادر الإنتاج" بما في ذلك النفط الصخري.

وقال "أي إجراء يمكننا القيام به لتقليص دورات الهبوط أو تخفيف حدتها سيكون مفيدًا دون شك. وهذا يتضمن السعي من أجل السماح للأسواق بالعمل في إطار حد أدنى من التدخل. ونحن نأمل أن يستمر هذا المستوى من البراعة وسرعة الاستجابة والجاهزية الذي أظهره منتجو النفط الصخري.. فلربما تقتضي الحاجة توفير هذه الإمدادات على وجه السرعة بمجرد عودة التوازن للأسواق وإحكام السيطرة عليها." وأكد النعيمي على موقف السعودية المستمر منذ أمد طويل بأنها مستعدة لتلبية طلب عملائها والحفاظ على طاقة إنتاجية احتياطية واستمرار انفتاحها على التعاون مع المنتجين الآخرين لتحقيق الاستقرار في سوق النفط بحسب رويترز.

انطلاق وشيك لصادرات الغاز الصخري

في سياق آخر رست ناقلة غاز طبيعي مسال بمرفأ سابين باس في لويزيانا لتنضم الصادرات الأمريكية إلى موجة إمدادات من المشاريع الأسترالية في وقت يتراجع فيه الطلب بالبلدان المستهلكة الرئيسية وتتهاوى فيه الأسعار تمشيا مع سوق النفط. ورست الناقلة آسيا فيجن المقرر تحميلها بأول شحنة غاز صخري مخصصة لأسواق التصدير في المرفأ التابع لشركة تشينيير إنرجي حسبما تظهر بيانات لرويترز.

وكانت الناقلة وصلت خليج المكسيك في يناير كانون الثاني لكنها توقفت قبالة الساحل بسبب تأخر تحميل أول شحنة من المنشأة جراء مشاكل ميكانيكية. وتنتظر ناقلة أخرى تدعى إنرجي أتلانتك في خليج المكسيك لتحميلها بشحنة غاز مسال من سابين باس منذ يناير كانون الثاني أيضا. وقالت تشينيير إنها تتوقع أن تغادر شحنتها الأولى المنشأة بنهاية الشهر الحالي أو في أوائل مارس آذار.

وكان أندرو والكر نائب الرئيس للاستراتيجية في تشينيير إنرجي قال خلال مناسبة لقطاع الطاقة في ألمانيا الأسبوع الماضي "سنصدر أول شحنة قريبا... ستكون في نهاية فبراير شباط أو أوائل مارس آذار." وكان الهدف الأصلي لمرفأ سابين باس استيراد الغاز المسال لكن الشركة قررت لاحقا استخدامه لتصدير الغاز الصخري.

لقاء مباشر مع ضحايا قرار أوبك

من جهته يواجه وزير النفط‬‬‬ السعودي علي النعيمي الأسبوع الجاري لأول مرة ضحايا قراره بالابقاء على مستويات الإنتاج دون تغيير رغم تخمة المعروض في السوق العالمية.. انهم منتجو النفط الصخري في الولايات المتحدة الذين يكافحون لتخطي اعنف انهيار لأسعار النفط منذ سنوات. ففي حين ساهم انتاج النفط الصخري الامريكي في وجود التخمة الا أن كثيرين يحملون النعيمي الذي يعد من أكثر صناع القرار نفوذا في السوق النفطية مسؤولية انهيار الأسعار بنسبة 70 في المئة في الأشهر العشرين الماضية.

وفي كلمته المهمة أمام مؤتمر سيراويك في هيوستن تحدث إلى مسؤولين بشركات تنقيب عن النفط ومسؤولين تنفيذين. وقال بيل توماس الرئيس التنفيذي لشركة إي.او.جي ريسورسيز وهي واحدة من أكبر الشركات المنتجة للنفط الصخري في مؤتمر للصناعة الاسبوع الماضي "أوبك رفعت الانتاج بدلا من خفضه وهذه هي المعضلة التي نواجهها الآن."

وسيكون المؤتمر أول مناسبة عامة يشارك فيها النعيمي في الولايات المتحدة منذ أن وجهت السعودية منظمة أوبك لتبني قرار في نوفمبر تشرين الثاني 2014 بالابقاء على مستويات الانتاج رغم ان تنامي فائض المعروض كان قد بدأ بالفعل في دفع الأسعار للهبوط.

وقال النعيمي آنذاك إن القرار ليس محاولة لاستهداف دولة أو شركة بعينها ولا يزيد عن كونه مسعى لحماية حصة المملكة في السوق في مواجهة منتجين يتحملون تكلفة أعلى ويسجلون نموا سريعا. ولكن في واقع الأمر كان النفط الصخري الأمريكي أكبر مصدر انتاج جديد في السوق وبتكلفة أعلى كثيرا من الخام السعودي الذي تبلغ تكلفته بضعة دولارات للبرميل.

وقال الكس ميلز رئيس اتحاد منتجي الطاقة في تكساس " فقط أود أن اسمع هذا منه. اعتقد ان هذا سيكون مدعاة للقلق للمسؤولين في تكساس وواشنطن" اذا كان هدفة ابعاد منتجي النفط الصخري الأمريكي. ولم يقدم اتفاق مفاجيء في الاسبوع الماضي بين السعودية وقطر وروسيا وفنزويلا - يقضي بتجميد الانتاج عن مستويات يناير كانون الثاني قرب مستوياته القياسية- دعما كبيرا للسوق وانهى مزيج برنت الاسبوع منخفضا عند 33 دولارا للبرميل في حين استقر الخام الامريكى في ختام الاسبوع عند مستوى يقل عن 30 دولارا للبرميل.

ونزلت الأسعار بشكل حاد مؤخرا بعد ان رحبت إيران بالاتفاق دون اي تعهدات تجاهه. وتعد طهران العقبة الرئيسية أمام كبح الإنتاج إذ تحرص على استعادة حصتها في السوق التي فقدتها بسبب العقوبات. وقال بروس فنسنت الرئيس السابق لشركة سويفت انرجي لانتاج النفط الصخري ومقرها هيوستن إن عددا كبيرا من المسؤولين التنفيذيين في صناعة النفط في الولايات المتحدة يدركون أن كل شيء مباح في الحب والحرب وسوق النفط ولكن "على الارجح افرط السعوديون في استغلال نفوذهم."

وتقدمت شركته بطلب إعلان إفلاسها في أواخر العام الماضي. *أوقات صعبة وحقيقة إجراء مفاوضات بين الأعضاء في أوبك تعطي بريقا من الأمل بحسب بعض المسؤولين في الصناعة إذ تعد مؤشرا على أن المشاكل المالية للمملكة قد تدفعها لتغيير خططها وتقود الجهود للتوصل لاتفاق. وخفضت ستاندرد اند بورز التصنيف الائتماني للسعودية.

وقال ميلز "المشاكل في بدايتها الان والناس مستعدون للجلوس في الوقت الراهن والتحدث عن حلول محتملة." واشتدت المصاعب المالية للمنتجين الامريكيين فقد اعلنت أكثر من 40 شركة طاقة أفلاسها منذ بداية 2015 وينتظر آخرون نفس المصير مع خفض مقرضين قيم احتياطيات الشركات التي تستخدم عادة لضمان ديونها. وخفضت اناداركو بتروليوم ومنافستها كونوكو فيليبس التوزيعات النقدية لكل منهما الشهر الجاري وهي خطوة استثنائية تنم عن ضغوط مالية.

وكانت أخر مرة تحدث فيها النعيمي في سيراويك قبل سبعة أعوام حين خفضت أوبك الانتاج لدعم الأسعار التي هوت إلى 40 دولارا للبرميل وسط الازمة المالية العالمية ولام حينها المضاربين وحملهم مسؤولية هبوط الأسعار. ولم يتوقع المسؤولون التنفيذيون في قطاع النفط ان يسمح النعيمي بانهيار الأسعار هذه المرة. بل إن البعض من بينهم هارولد هام الرئيس التنفيذي لكونتننتال ريسوريز تحداه أن يفعل. وقبل اجتماع أوبك في نوفمبر تشرين الثاني 2014 سيل هام مراكز التحوط لشركته ووصف أوبك بانها نمر بلا أنياب.

وفي مؤتمر للمستثمرين توقع هام أن تخفض أوبك الانتاج في سبتمبر ايلول مضيفا "اعتقد انه قد يكون الأول وستتلوه تخفيضات عديدة." ورفضت المتحدثة باسم كونتننتال التصريح بما إذا كان هام سيحضر كلمة النعيمي. وهوت أسهم كونتننتال أكثر من 60 في المئة مع بدء التراجع وتراجعت ثروة هام الشخصية أكثر من عشرة ميارات دولار منذ 2014 بحسب رويترز.

ورغم ان المنتجين يتحلون بقدر أكبر من الحذر عن اي وقت سابق إلا أن البعص لازال يراهن على ان تنقذهم أوبك. ويعتقد توماس من إي.او.جي أن الأسعار سترتفع إلى 80 دولارا في النصف الثاني من العام وقال إن ذلك يرجع لأسباب من بينها أن أوبك ستضطر في النهاية لتقديم تنازلات بسبب المصاعب المالية. وقال "العالم كله يتعرض لضغوط. لا يهمني من انت. حتى السعوديين يتعرضون لضغوط."

اضف تعليق