q

بعد عمر تجاوز الـ 90 عاما انتهت رحلة فرعون الصحافة المصرية محمد حسنين هيكل بين الصحافة والسياسة، فقد أمضى 70 عاما في العمل الصحفي وحظي هيكل - المولود في 1923 بالقاهرة - بشهرة كبيرة عندما كان يتولى رئاسة تحرير صحيفة الأهرام المصرية شبه الرسمية، وعرُف هيكل بإثارته الجدل في شتى أنحاء الشرق الأوسط، بتصريحات تفاوتت بين انتقاد العملية العسكرية السعودية في اليمن، واتهام دول الخليج بالضعف وعدم القدرة على التأثير على الاتفاق النووي الإيراني، ودعوته الدول العربية لإقامة علاقات مع إيران، وتأكيده أن تنظيم "داعش" لا مستقبل له.

وخلال رحلة طويلة بين الصحافة والسياسة كان صديقا مقربا لملوك ورؤساء أبرزهم في حياته المهنية عبد الناصر وبينهم الملك عبد الله أول من حكم الأردن وأحمد بن بلة أول رئيس للجزائر بعد استقلالها عام 1962 ومحمد رضا بهلوي آخر حكام إيران وآية الله الخميني زعيم الثورة الإيرانية التي أنهت حكم الشاه عام 1979، وعبر تلك الرحلة تولى هيكل مهام ومناصب صحفية وسياسية. وخلال عمله وزيرا للإرشاد القومي أسند إليه الإشراف على وزارة الخارجية لفترة وجيزة.

وعمل هيكل مراسلا في دول منها إيران التي كانت موضوعا لكتابه الأول (إيران فوق بركان) عام 1951 ثم كتب بالإنجليزية عن إيران كتاب (عودة آية الله) عام 1982 والذي ترجم إلى العربية بعنوان (مدافع آية الله)، وكانت المحطة الأبرز في مسيرة هيكل الصحفية حين انتقل عام 1957 من رئاسة تحرير مجلة (آخر ساعة) الأسبوعية التي تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم إلى رئاسة تحرير صحيفة (الأهرام)، ومنذ العاشر من أغسطس آب 1957 ظل يكتب مقاله الشهير (بصراحة) في العدد الأسبوعي من الأهرام كل يوم جمعة واستمر في كتابته حتى الأول من فبراير شباط 1974 حين ترك الأهرام بقرار من الرئيس الراحل أنور السادات وتفرغ لكتابة الكتب والمقالات وصار من أشهر الكتاب في العالم.

وحاور هيكل أغلب الرموز السياسية والثقافية والفكرية في القرن العشرين ومنهم عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين والقائد البريطاني الفيلد مارشال برنارد مونتجمري والزعيم الهندي جواهر لال نهرو وصدرت هذه المحاورات في كتابه (زيارة جديدة للتاريخ).

وكان هيكل مستشارا لعبد الناصر حتى رحيله يوم 28 سبتمبر أيلول 1970 وأصدر عنه كتبا تدافع عن مشروعه للوحدة العربية ومنها (لمصر لا لعبد الناصر) ثم اختلف مع السادات بعد حرب أكتوبر تشرين الأول 1973.

وفي سبتمبر 1981 أمر السادات باعتقال هيكل ضمن حملة شملت 1536 معارضا حزبيا وصحفيا ظلوا رهن الاعتقال إلى ما بعد اغتيال السادات بأيدي إسلاميين متشددين في السادس من أكتوبر تشرين الأول 1981. وكتب هيكل شهادته على عصر السادات في كتابه (خريف الغضب) الذي أغضب محبي السادات لتعرضه فيه لبشرة والدته ست البرين السمراء، وصدرت لهيكل عشرات الكتب التي تجمع بين التوثيق والتأريخ والشهادة ومنها (بين الصحافة والسياسية) و(حرب الخليج.. أوهام القوة والنصر) و(الخليج العربي.. مكشوف) و(الإمبراطورية الأمريكية) و(المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل) في ثلاثة مجلدات تشرح المسار التاريخي للمفاوضات.

وحمل المجلد الأول عنوانا فرعيا هو (الأسطورة والإمبراطورية والدولة اليهودية) والثاني (عواصف الحرب وعواصف السلام) والثالث (سلام الأوهام.. أوسلو - ما قبلها وما بعدها) حيث عارض اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين وإسرائيل وكتب مقدمة كتاب (غزة - أريحا.. سلام أمريكي) للمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد.

وسجل هيكل جوانب من تفاصيل وخلفيات الحروب العربية الإسرائيلية على ضوء الصراع الدولي في ثلاثة كتب تحت عنوان (حرب الثلاثين سنة) وحمل المجلد الأول عنوان (ملفات السويس) والثاني (1967.. سنوات الغليان) والثالث (أكتوبر 73.. السلاح والسياسة).

وحين بلغ عامه الثمانين في 2003 كتب سلسلة مقالات عنوانها (استئذان في الانصراف.. رجاء ودعاء وتقرير ختامي) ولكنه كان يكتب بين حين وآخر عن رحلة أو تجربة في صحف ومجلات منها (الكتب.. وجهات نظر) بالتوازي مع تركيز الاهتمام في برنامج (مع هيكل.. تجربة حياة) على مدى سنوات في قناة الجزيرة.

وقدم هيكل في البرنامج التلفزيوني شهادته على العصر من خلال سيرته المهنية حيث أعطى لكل مجموعة من الحلقات اسما دالا على الظرف التاريخي لها ومنها (زمان الحرب) و(أيام يوليو) عن ثورة 23 يوليو تموز 1952 التي أنهت الحكم الملكي في مصر و(طلاسم 67) عن حرب يونيو حزيران 1967.

وأعلنت قناة الجزيرة عن بث حلقات عن حرب أكتوبر 1973 وأذيعت مقاطع من الحلقة الأولى التي كان مقررا أن تذاع يوم الجمعة 14 يناير كانون الثاني 2011 ولكن هروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في ذلك اليوم أجل بث الحلقة ثم اندلعت الاحتجاجات الشعبية في مصر في 25 يناير 2011 فلم تذع الحلقات، وسجل هيكل سلسلة حلقات لقناة (سي.بي.سي) التلفزيونية المصرية مع المذيعة لميس الحديدي بعنوان (مصر أين؟ ومصر إلى أين؟) اعتبارا من ديسمبر كانون الأول 2012 تناول فيها الأوضاع السياسية في مصر والمنطقة العربية بعد ثورات الربيع العربي.

ونعاه رئيس الوزراء شريف إسماعيل وقال في بيان "الفقيد الراحل ساهم بقدر كبير في إثراء الحياة الفكرية بما قدمه من الكتب والمقالات والدراسات السياسية والتاريخية"، ووصفه عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية في تصريح لقناة (سي.بي.سي اكسترا) التلفزيونية المصرية بأنه "قامة من القامات الرفيعة في مصر"، وهيكل زوج لهدايت تيمور منذ عام 1955 ولهما ثلاثة أبناء هم علي طبيب ورجلا الأعمال أحمد وحسن.

وأدخل هيكل تحسينات كبيرة على أسلوب الصحيفة من حيث الدقة والموضوعية، مخففا من النغمة العاطفية المثيرة التي عرفت بها. وكان يصر على حسن الجودة في إنتاجها أيضا.

واستعان هيكل بشباب من المتخرجين الجامعيين، ودربهم للعمل في التحقيقات الصحفية، وأسس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، وخلال توليه رئاسة تحرير الأهرام، شغل هيكل أيضا منصب رئيس مجلس الإدارة فيما بين 1959 و1974، ونجح خلال عمله في تأسيس علاقات صحفية دولية جعلت الأهرام طرفاً فى أوضاع الإعلام العالمى وتوجهاته وفى العلاقات بين عواصم العالم المتعددة.

وحاور هيكل أغلب الرموز السياسية والثقافية والفكرية في القرن العشرين، ومنهم عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين، والقائد البريطاني الفيلد مارشال برنارد مونتغمري، والزعيم الهندي جواهر لال نهرو، وصدرت هذه المحاورات في كتابه (زيارة جديدة للتاريخ).

وكان هيكل عضوا في اللجنة المركزية في الاتحاد الاشتراكي العربي من 1968 وحتى 1974، كما شغل منصب وزير الإرشاد القومي من أبريل/نيسان وحتى أكتوبر/تشرين الأول 1970.

وظل هيكل في رئاسة تحرير الأهرام بعد وفاة عبد الناصر في 1970 حتى عام 1974، ولكنه أزيح من المنصب بعد انتقاد الصحيفة الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات، وأصبح بعد ذلك صحفيا حرا. وأدت كتاباته المنتقدة للسادات إلى اعتقاله ضمن عدد كبير من الصحفيين والسياسيين فيما عرف باعتقالات سبتمبر/أيلول 1981، وقدم هيكل منذ عام 2007 عددا من المحاضرات في شؤون العالم في قناة الجزيرة القطرية، تحت عنوان "مع هيكل".

وألف عددا من الكتب بالعربية والإنجليزية، من بينها (عبد الناصر: وثائق القاهرة)، و(الطريق إلى رمضان)، و(خريف الغضب) الذي انتقد فيه السادات، و(حرب الثلاثين سنة) في عدة أجزاء، وكان هيكل متزوجا من هدايت تيمور منذ 1955 وأنجبا ثلاثة أبناء هم علي، وهو طبيب، ورجلا الأعمال أحمد وحسن.

الأستاذ يستأذن في الانصراف.. بعد صراع مع المرض

في سياق متصل توفي الكاتب الصحفي المصري، محمد حسنين هيكل، عن عمر يناهز 93 عاما، بعد صراع مع المرض، قال الكاتب الصحفي الكبير صلاح منتصر، أحد المقربين من هيكل، إن ما سيتم اكتشافه بعد وفاة "الأستاذ" سيكون أكبر بكثير من مكانته في حياته، وذلك فيما يتعلق بقيمته والرصيد الذي تركه وهويته وحضوره.

وأضاف منتصر، وهو من كبار كتاب مؤسسة "الأهرام" في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن هيكل "احترم قلمه وحافظ عليه وقام بالتواصل مع وطنه والعالم من خلال وسائل العصر"، وتابع بالقول: "أحيانا أتساءل لو لم يكن الأستاذ بجريدة الأهرام فكيف كانت ستكون إذن؟"، مشيرا إلى أن الكاتب الكبير كان يتمتع بصحة جيدة، ولم يتعب إلا خلال الأسبوع الأخير من شهر يناير الماضي حيث أصيب بالتهاب رئوي، كما عانى من مرض الفشل الكلوي، واستلزم ذلك إجرائه عدد من جلسات الغسيل الكلوي خلال الأيام الأخيرة. بحسب السي ان ان.

وقال الكاتب الصحفي مصطفي بكري، إن مصر خسرت رمزا وطنيا ومهنيا كبيرا برحيل "الأستاذ" حيث ظل حتى اليوم الأخير مخلصا لفكرته ورؤيته، حتى في أصعب الظروف التي مر بها بأحد فترات حكم الرئيس الراحل أنور السادات، حيث أكد آنذاك "لا أعرف لنفسي وطنا ولا قدرا خارج مصر"، وأضاف في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية: "سنفتقد الأستاذ القيمة والقامة محمد حسنين هيكل أحد أكبر وأهم الكتاب و الصحفيين في العالم العربي، وكان شاهدا على الأحداث منذ عهد الملك فاروق وجمال عبد الناصر والسادات ومبارك والاخوان و حتى في حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث أكد الأخير في عدة مناسبات أنه الكاتب المفضل له كما كان يتابع حالته الصحية عن كثب.

وذكر بكري أنه كان يفضل دائما لقب "الجورنالجى"، وكان يتابع الأخبار وما خلف الكواليس كصحفي شاب وذلك إلى آخر يوم في عمره، لافتا إلى أنه كان مهموما بمصر، أيضا.. بعد ضجة تصريحات هيكل عن السعودية واليمن والخليج وإيران.. خاشقجي: هيكل ليس خرفا.. وهل استنكر مسؤول مصري ذلك؟.

وقال نقيب الصحفيين، يحيي قلاش، إن "وفاة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل خسارة كبيرة لمصر كلها وبخاصة الصحافة، موضحا أن هيكل كان قيمة استثنائية في تاريخ المهنة والنقابة ولن يعوض،" حسبما ذكرت بوابة "الأهرام" شبه الرسمية. وأكد قلاش أن هيكل استطاع أن يتخطى حدود مصر ليصل بقلمه إلى أبعد آفاق العالم، مشيرا إلى ترجمة مقالاته للعديد من اللغات، ومؤكدا أنه سيظل معلما في الصحافة والشارع السياسي.

أثرى الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر والأمة العربية، وأضاف، في بيان، أن "الأستاذ أسس مدرسة صحفية متميزة جمعت بين التحليل السياسي وروعة الأسلوب الصحفي بلغة رصينة راقية أضفت مزيداً من الإعجاب والتقدير على مقالاته ومؤلفاته سواء الصحفية أو الفكرية".

وكان هيكل كتب في عام 2003 مقالا مطولا بعنوان "استئذان في الانصراف"، يعلن فيه اعتزاله العمل في الصحافة بعد بلوغه سن الثمانين، قبل أن يعود للعمل مجددا ببرامج تلفزيونية وكتابات في عدة صحف.

الإعلام الإيراني ينعى هيكل وينشر صورا نادرة له مع الخمينى

بعد دقائق على إعلان وفاة الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، بدأ الإعلام الإيرانى وصفحات السوشيال ميديا فى طهران فى الحديث عن الكاتب المصرى، حيث نعاه نشطاء إيرانيين وكتاب وصحفيين ممن تتبعوا أخباره بعد انتشار شائعة وفاته الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعى تويتر.

ونشر عددا من الصحفيين الإيرانيين على صفحتهم على تويتر خبر وفاة الأستاذ حيث كانت لديه شهرة واسعة بين الكتاب والمثقفين فى إيران لأفكاره المتقاربة مع سياسيو طهران، وقالت وكالة تسنيم المقربة من الحرس الثورى أن العالم العربى فقد عالما وسياسيا كبيرا، وقالت أن هيكل كان أكبر من كونه صحفيا أو كاتبا فقد كان سياسى وخبير فى القضايا الاستراتيجية فى السياسات العربية والدولية، ووصل لمناصب سياسية متعددة فى المراحل المصيرية فى تاريخ مصر، بينما قالت وكالة مهر أنه يعد أهم الصحفيين والكتاب فى التاريخ المصرى المعاصر، ونشرت بعض المواقع الالكترونية الإيرانية صورا لهيكل مع مؤسس الجمهورية الاسلامية الخمينى خلال حواره الصحفى المشهور الذى أجراه فى 23 ديسمبر 1978م، بضاحية “نوفل لو شاتو” بالعاصمة الفرنسية باريس أثناء منفى الخمينى.

في آخر حواراته.. ماذا قال هيكل عن السيسي وأوباما وأردوغان وسلمان؟

لم يكد عام 2015 ينتهي حتى أفضى الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ما في جعبته حول رؤيته لخريطة جديدة للمستقبل ليكون بذلك آخر حوار يجريه هيكل ليختتم العام، وسلسلة “مصر أين ومصر إلى أين” التي أجرتها معه الإعلامية لميس الحديدي على مدار عدة أعوام، كانت الحلقة مع قرب انعقاد الجلسة الأولى من مجلس النواب، وبسؤاله عن اعتباره لهذه اللحظة لحظة فارقة بعد اكتمال خارطة الطريق، قال هيكل إننا في لحظة خطرة جدا تحتاج لعمق أكبر مما نراه وجسارة أكبر مما نراها الآن، مضيفا “فنحن أمام عالم إذا لم نلحق به سوف تتركنا عربة التاريخ، لا أريد التشاؤم لكن يجب أن نقلق لأننا نحتاج للنظرة العميقة لهذه اللحظة التاريخية، وأنا متفائل بالطبع لكن هناك مشكلة وهى غياب الحقائق”.

وعن كلمة الرئيس خلال افتتاح البرلمان قال “لم يعد يهمني ذلك بصراحة، الأقوال كثيرة جداً تناثرت والناس كلها تتكلم المهم الدخول بمحطة واضحة صوب المستقبل ويهمني أن يدخل للبرلمان الجديد وهو لديه نقط واضحة دون كلام كثير، وأبرز هذه النقط هي تحديد التحديات”.

”الرئيس السيسى ربنا يكون في عونه، في أوقات كثيرة أتعجب كيف ينام الرئيس، وهو قد قال لي منذ يومين أنا لا أنام إلا ساعتين”، يضيف هيكل في معرض حديثه عن السيسي، إلا أنه شدد أنه يحذر من “أن هذا البلد إذا لم يتنبه أخشى أنه يكون في طريقه للخروج من التاريخ”، وأضاف هيكل “أخشى أن أقول أن هناك أناس موافقين على ما يحدث لأن البدائل مخيفة وقد جربوها، ورأينا مصائب وهناك جزء من الرضا نوع من القبول بالمصائر لأن البدائل غائبة ولا أريد أن أقول مزعجة وأنا أتصور أن الرئيس وهو ذاهب للبرلمان لابد أن يقول الحقيقة لكن لابد أن يكون هناك طريق عملي للخروج من أزماتنا”.

وعن الفريق المعاون للسيسي قال إنه “يحتاج أن يكبر جداً وأن يكون ممثل لشيء والفريق المعاون للرئيس فى أحسن الأحوال ناس لديهم نوايا طيبة، ولكن ما حوله بيروقراطية وهى لتسيير الأمور وليس للتغيير وهذا البلد يحتاج لتغيير الأمور أكثر من التسيير”، مضيفا “إلى أنه إذا لم يتحقق العدل يتحول الشباب من سلبي إلى إرهابي”.

وقال إن سبب إحباط بعض الشباب، في خمسة وعشرين يناير كل الناس كانت تشعر أنك أمام شباب حدودهم هي السماء وبشكل أو بآخر أحبط لأمرين أول شيء أن ما صنعه ذهب للإخوان، ثم جاء تصحيح عملية الإخوان ولكن حتى الآن التصحيح لا زال يعبر عن أماني ورؤى ليست مكتملة ولا يوجد خطة ولا نداء واضح”.

وكان رأيه في الأحزاب الحالية بأنها لا تمثل الشعب المصري بأي حال من الأحوال، محل انتقاد من عدد كبير من الرموز الحزبية والسياسية الذين أرجعوا سبب ضعفها بأنه جاء لإلغائها خلال حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي كان هيكل من المقربين له، ومنهم من راهن على دور الأحزاب خلال جلسات البرلمان وما ستطرحه من مشاريع وقوانين.

2016 عام الخطر

وقال إنه في عام 2016 سيكون المشرق العربي معرض لخطر كبير جداً “ليس خطر إيران لأنه آخر خطر قد يقلقني، لكن أنا أعتقد أن أهناك أسباب للضعف وبعضها قد يكون مقصود هي منطقة أحلام ومطامع إسرائيل”، مبديا عدم اعتراضه من فتح الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد قائلا “ولماذا لا إذا كنت وصلت لفتح حوار مع إسرائيل ما يمنعنا أن نقدم على هذا؟ وغير بشار الأسد”.

وأكد أن الأسد سيسقط فوراً إذا ظهر في العالم بديل أفضل منه، مضيفا “لكن الوطن العربي كله في أوضاع سيئة نحن نركز على سوريا لأن الغرب يركز عليها ولأنها الجائزة الكبرى في قلب البحر المتوسط”، مضيفا “يوجد قصور من الجانب المصري تجاه سوريا ولابد أن نقف مع الشعب السوري وأمنه، فمصر تحتل مكانا يقتضى منها بأن تكون هي المبادرة لحل الأزمة السورية”.

رأى هيكل أن هناك مبالغة في تقييم خطر داعش، مضيفا “هناك منظمات في العالم ارتكبت أسوأ مما فعله داعش”، وأن القضاء على هذا التنظيم سيتم وقت أن يسد العالم العربي ثغراته وتوحيد صفوفه.

إثيوبيا وليبيا

وفيما يخص أزمة سد النهضة والعلاقة مع إثيوبيا قال إن القيادة الحالة يجب أن تمد جسور الطمأنة بين دول الأزمة، لأن العلاقات بين الدول تسير بمبدأ لا تقل لي ولكن دعني أرى، مستشهدا بعلاقة عبد الناصر بهيلاسي آخر أباطرة إثيوبيا حين قال عبد الناصر “هذا بلد أنا لا امتلك أن أختلف معه”، معتبرا أن زيارة الرئيس السيسي لها ليست كافية.

وعن ليبيا قال “ما يقلق فى ليبيا هو غياب الدولة والفوضى الشديدة، وهو جزء من حالة عامة في العالم العربي نحن سمحنا بها أو على الأقل سمحنا لها أن تحدث وفتحنا الطريق بخروجنا من محطينا”.

خريطة للأمل

وعن أمنياته لعام 2016 قال إنه يتمنى أن يرى الرئيس السيسى بمساعدة آخرين يضع خريطة للأمل، مضيفا “أعتقد أن مهمتنا سنة 2016 هي وضع خريطة لأمل حقيقي، وخريطة يبدو منها ماذا أفعل في الداخل”، مضيفا “أتمنى أن نرى إشراق مصري أخر.. انبثاق أمل ليس فقط في الداخل بل يشع في العالم العربي”.

النظام السعودي

وفي آخر حوار صحفي أجراه هيكل مع جريدة السفير اللبنانية قال مهاجما السعودية، إن النظام السعودي غير قابل للبقاء، مضيفا “السعودية ودول الخليج أضعف من أن تشاغب على الاتفاق النووي، ولكن يمكنها أن تشكو إلى الأميركيين وتعاتبهم وهم يعتبرون توقيع الاتفاق خيانة لهم، الإماراتيون اتخذوا موقفا إيجابياً حتى الآن، ثم إنه علينا أن ننتظر تصرفات هذه الدول وليس مواقفها المعلنة.

وتابع “الملك سلمان ليس حاضرًا بما يكفي، وجيل الصغار متكبرون ويأخذهم غرور القوة، والنظام السعودي غير قابل للبقاء، أما البدائل فلا بدائل، ولا أحد عنده سلطة تخوله أن يكون البديل، وهناك مشكلة حقيقية وهذا هو ما يبقي السعودية”، وهو ما أثار ردود فعل واسعة داخل مصر والسعودية منتقدين تصريحاته وهجومه على السعودية فيما ذهب البعض إلى وصف تلك التصريحات بأنها “خرف سياسي”.

أوباما خطيب مفوه

ووصف إيران وتركيا بأنهما “تشكلان قاعدة المواجهة الأميركية الأمامية مع روسيا، بصرف النظر عما إذا كان في روسيا قيصر أو زعيم شيوعي. في العودة إلى التاريخ والجغرافيا، تشكل روسيا خطراً حقيقياً على أوروبا، ويتحسب الأميركيون من روسيا بحد ذاتها وليس من النظام الشيوعي فيها”، معتبرا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطيبا مفوها لكن تكوينه ضده، أصوله ولون بشرته، وموقع السود في النظام الأميركي.

وأضاف أن “التحدي الوحيد الموجود في المنطقة بالنسبة إلى السياسة الأميركية هو إيران، فالعالم العربي كله كما نرى!، وفي تركيا من هم مثل أروغان لا يُبنى على مواقفهم، هذا هو التحدي الوحيد حيث لن ترضى أميركا عن طيب خاطر بنظام كالنظام الإيراني: أن تقر بوجوده كحقيقة واقعة وهي لا تملك حلاً آخر! ولكنه لن يكون النظام الأفضل بالنسبة إليها.”

اقوال محمد حسنين هيكل

حكم واقوال محمد حسنين هيكل

الآن لدينا في عالمنا العربي : يمين يذهب إلى الجهل ويسار يندفع إلى المجهول. - محمد حسنين هيكل

إذا لم تتحدد قواعد أي حوار ومقاصده، ارتبك سياقه وضاعت نتائجه. - محمد حسنين هيكل

الغاية النبيلة لا تحققها وسيلة رذيلة. - محمد حسنين هيكل

ظلام الليل كله لا يستطيع أن يطفئ نور شمعة. لكنه يستطيع ذلك اذا تحالف مع هبة ريح. - محمد حسنين هيكل

تاريخ كل أمة خط متصل، و قد يصعد الخط او يهبط، و قد يدور حول نفسه أو ينحني و لكنه لا ينقطع. - محمد حسنين هيكل (صحفي ومؤرخ سياسي مصري)

حكم واقوال محمد حسنين هيكل

الحقيقة غالية، ذلك لانه لا شئ في معترك الحياة يتحول الى حقيقة ثابتة إلا بعد التجربة. و عندما تقع التجربة فان ثمنها يكون قد دفع بالكامل. - محمد حسنين هيكل (صحفي ومؤرخ سياسي مصري)

من الصحفيين العرب القلائل الذين شهدوا وشاركوا في صياغة السياسة العربية، خصوصاً في مصر

محمد حسنين هيكل

تاريخ كل أمة خط متصل، و قد يصعد الخط او يهبط، و قد يدور حول نفسه أو ينحني و لكنه لا ينقطع

محمد حسنين هيكل

وقائع التاريخ الكبرى عائمات جليد ، طرفها ظاهر فوق الماء ، و كتلتها الرئيسية تحت سطحه ، و من يريد استكشافها عليه أن يغوص

محمد حسنين هيكل

تاريخ كل أمة خط متصل ، و قد يصعد الخط او يهبط ، و قد يدور حول نفسه أو ينحني و لكنه لا ينقطع

محمد حسنين هيكل

ظلام الليل كله لا يستطيع أن يطفئ نور شمعة . لكنه يستطيع ذلك اذا تحالف مع هبة ريح

محمد حسنين هيكل

العقائد لا تعطى الى الجماهير كأنها كتل حجر ، و انما تترجم العقائد الى تصرفات يومية و انسانية بسيطة

محمد حسنين هيكل

الحروب تدور في مجال السياسة ، و مشاهدها الاخيرة فقط هي التي تنتقل الى ميادين القتال

محمد حسنين هيكل

اذا لم تتحدد قواعد اي حوار و مقاصده ، ارتبك سياقه و ضاعت نتائجه

محمد حسنين هيكل

لا أريد أن أكون ضمن هؤلاء الذين تنحني هاماتهم أمام الحكام في قصورهم ، و ترتفع هاماتهم أمام الحكام في قبورهم

محمد حسنين هيكل

«إن الذين يظنون أنهم يعرفون الرجل(مبارك) هم فى الواقع لا يعرفون عنه شيئا»!!

محمد حسنين هيكل

الإرادة تقدر أن تعيش حلمها وتجدد وسائله، وأما العجز فليس لديه غير أن يعيش حلم الآخرين ويذوب فيه.

محمد حسنين هيكل

التحليل السليم لأي حدث من الأحداث لا يتوفر بمجرد فهم ما كان، وإنماقبلهبمحاولة فهم ما يمكن أن يكون.

محمد حسنين هيكل

الثورة قيمتها أنها استثمار في المستقبل.

محمد حسنين هيكل

الفن يَسبق الصَّحوة دائماً، ويُبَشّر بالقوة عادةً

محمد حسنين هيكل

المثقف بطبيعته لا يملك جوابا نهائيا لسؤال ، ولا يتصور مثل هذا الجواب النهائي !!

محمد حسنين هيكل

إن استحضار الماضى مثل استحضار الأرواح غير مقنع فى أبسط الأحوال!!

محمد حسنين هيكل

إن الصمت ليس سياسة.

محمد حسنين هيكل

فأرجو أن تتذكر أن الديمقراطية ليست هدفاً، هى وسيلة لتنظيم استعمال الحرية.

محمد حسنين هيكل

فإن اختفاء العدو يُحدث من خلل التوازن أحيانًا أكثر مما يحدثه تخلي الحليف

محمد حسنين هيكل

محاولة الفهم ليس معناها السقوط فى مهاوى التبرير

أستاذ تاريخ حديث: هذه كانت وصية «هيكل»!

الى ذلك كشف أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة عاصم الدسوقي، عن إحدى الوصايا، الذي أوصى بها الكاتب الصحفي الكبير “اﻷستاذ” محمد حسنين هيكل، قبل وفاته، وقال الدسوقي في مداخلة هاتفية مع فضائية “سي بي سي إكسترا”، إن هيكل أوصى بإعطاء وثائقه الذي كان يستعين بها في كتاباته إلى “الجمعية التاريخية”، ووصف الدسوقي، هيكل بـ”التاريخ” الذي يتحرك على اﻷرض، ﻻفتاً إلى أن شهرة اﻷستاذ امتدت من بلده مصر إلى جميع أنحاء العالم.

اضف تعليق