q

اثبتت الدراسات الطبية ان مرض السكري بات الاخطر على صحة الانسان في عصرنا الراهن، فمع وفاة شخص كل ست ثوان بمضاعفات السكري فان عدد ضحايا المرض الان يفوق ضحايا أمراض الايدز والسل والملاريا مجتمعة، ويقدر الاتحاد الدولي للسكري ان غالبية البلدان تنفق ما بين 5 إلى 12 بالمئة من ميزانياتها للرعاية الصحية على مكافحة المرض.

وتشير الاحصائيات الرسمية انه بحلول عام 2040 سيكون هناك شخص مصاب بالسكري من بين كل عشرة بالغين في العالم مع توقع ان يصل عدد حالات الاصابة بالمرض إلى 642 مليونا مقارنة مع 415 مليونا في 2015 وان يرتفع انفاق الرعاية الصحية على المرض الى 802 مليار دولار من 673 مليارا.

على الصعيد ذاته يقول خبراء واطباء ان مدى شعور المريض بأعراض ارتفاع السكر يختلف من شخص الى آخر، لذا توجد صعوبة في معرفة نسبة السكر في الدم من خلال الأعراض الظاهرة، كما ان ارتفاع نسبة السكر في الدم عند مرضى السكري هي حالة متكررة ومزمنة، ويكمن الهدف الأساسي في علاج مرض السكري في تقليل الفترات التي يحدث فيها ارتفاع السكر في الدم.

فيما بات النوع الثاني من السكري مرتبطاً بصورة وثيقة بالسمنة وقلة الحركة مسؤول عن قرابة 90 بالمئة من حالات الاصابة بالمرض، وهذه النسبة آخذة في الزيادة خصوصا في البلدان النامية التي يتحول فيها الناس الي انماط الغذاء الغربية، ويعيش العدد الاكبر لمرضى السكري في العالم حاليا في الصين.

في حين أشارت دراسة جديدة إلى أن مرضى السكري أكثر عرضة بكثير للاكتئاب والتوتر وأن هذه المشكلات المتعلقة بالصحة العقلية لدى مرضى السكري ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالجلطات الدماغية والوفاة بسبب أمراض القلب والشرايين، وبين مرضى السكري الذين كانوا يعانون من التوتر أو الاكتئاب زادت احتمالات وفاتهم بأمراض القلب والشرايين 53 في المئة مقارنة مع مرضى السكري الذين لا يشتكون من أي مشكلات في الصحة العقلية، بينما زادت مخاطر الوفاة بأكثر من المثلين لدى من يعانون من التوتر والاكتئاب معا.

على صعيد ذي صلة، قالت دراسة آخر إن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع سكر الدم عن المستويات الطبيعية لكنهم لم يصلوا إلى حد الإصابة بالسكري ربما تزداد لديهم احتمالات الإصابة بمشكلات في الكلى.

فيما وجد بحث جديد يربط بين الجلوس لفترات طويلة ومرض السكري، وبالمقارنة مع الأشخاص الذي يجلسون لأقل من ست ساعات يوميا كان الأشخاص الذين يجلسون دون حركة لأكثر من عشر ساعات يوميا أكثر عرضة للإصابة باختلال في سكر الدم الذي كثيرا ما يتطور إلى مرض السكري.

كما اجرى باحثون اختبارات ناجحة على فئران لملصقة ذكية قادرة على كشف ارتفاع مستوى السكر في الدم وضخ مادة الانسولين من دون ألم، وهو اختراع واعد بالنسبة لملايين المصابين بمرض السكري في العالم، الى ذلك أظهرت دراسة اشتملت على مقارنة استمرت لأكثر من 15 عاما أن تأثير الحمية الغذائية وممارسة الرياضة يفوق تأثير عقار ميتفورمين في وقاية الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكري، فيما يلي ادناه احدث دراسات حول مرض السكري في العالم.

فرض ضرائب على السكر

في سياق متصل دعا خبراء في مرض السكري قادة مجموعة العشرين إلى فرض ضرائب على السكر لمكافحة السمنة وقالوا إن مثل هذه الخطوة ستنقذ ارواحا وتخفض ميزانيات الرعاية الصحية، وقبل اجتماع زعماء المجموعة مطلع الاسبوع القادم يرغب الاتحاد الدولي للسكري في ان يكون للوباء المزدوج -السمنة والسكري- مكانا في جدول الالويات العالمية جنبا إلى جنب مع القضايا السياسية والمالية الكبرى.

وقالت بيترا ويلسون الرئيسة التنفيذية للاتحاد الدولي للسكري الذي يضم اكثر من 230 جمعية محلية إن المرض لا يضع المرضى فقط في خطر بل الاقتصادات ايضا، وحثت ويلسون قادة مجموعة العشرين الذين سيجتمعون في تركيا يومي 15 و16 نوفمبر تشرين الثاني على التعاون في التصدي للسمنة بنفس الطريقة التي تصرفوا بها معا اثناء الازمة المالية العالمية في 2008، وقالت ويلسون إن هذه الدعوة تأتي ضمن حملة جارية للاتحاد وانه لا توجد اي اشارة حتى الان الى ان قادة مجموعة العشرين سيناقشون القضية.

مرضى السكري أكثر عرضة للاكتئاب والتوتر

فيما أشارت دراسة أمريكية إلى أن مرضى السكري أكثر عرضة بكثير للاكتئاب والتوتر وأن هذه المشكلات المتعلقة بالصحة العقلية لدى مرضى السكري ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالجلطات الدماغية والوفاة بسبب أمراض القلب والشرايين، ووجدت الدراسة أن أسوأ النتائج قد تحدث حينما يعاني مرضى السكري من التوتر والاكتئاب معا، وترتبط هذه المشكلات الصحية الثلاث بزيادة احتمالات الوفاة من أمراض القلب بأكثر من مثليها لدى الأشخاص الذين لا يعانون من هذه المتاعب. بحسب رويترز.

وقال دويل كامينجز الذي قاد فريق الدراسة ويعمل في كلية برودي للطب بجامعة إيست كارولاينا في رسالة بالبريد الالكتروني "دراستنا من بين أوائل الدراسات التي تظهر وجود نمط من زيادة احتمال النتائج السلبية لأمراض القلب والشرايين لدى مرضى السكري مقارنة مع من لا يعانون من هذا المرض"، ولتقييم تأثير هذه المشكلات المتعلقة بالصحة العقلية على مخاطر الاصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية فحص كامينجز وزملاؤه بيانات نحو 22 ألف بالغ بينهم ما يقرب من 4100 مصاب بالسكري.

بحث جديد يربط بين الجلوس لفترات طويلة ومرض السكري

على صعيد ذي صلة أكدت دراسة أن الأشخاص الذين يجلسون دون حركة لساعات يوميا ربما يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري مقارنة بمن يتحركون لفترات أطول خلال اليوم، وقدم الباحثون أجهزة لقياس التسارع لنحو ألفي شخص لرصد تحركاتهم خلال ساعات الاستيقاظ لنحو أسبوع. وبعد خمسة أعوام وبالمقارنة مع الأشخاص الذين يجلسون لأقل من ست ساعات منذ بداية الدراسة فإن الاشخاص الذين يجلسون دون حركة لأكثر من عشر ساعات في اليوم زادت احتمالات إصابتهم بمرض السكري بواقع أربعة أمثال.

وقالت بيتاني بارون جيبس التي قادت الدراسة وهي باحثة في مجال الصحة والنشاط البدني في جامعة بيتسبرج "بدأنا نؤمن أن كثرة الجلوس أمر مختلف عن عدم ممارسة الرياضة"، وقالت في رسالة بالبريد الالكتروني "الشخص الذي يجري لنصف ساعة يوميا ربما يجلس دون حركة لمدة 15 ساعة في العمل وفي وسائل النقل وفي المنزل وهذا الشخص ربما يصنف بأنه نشيط بدنيا لكنه كثير الجلوس أيضا"، وتابعت "ومن ناحية أخرى فربما لا يمارس عامل نظافة الرياضة قط لكنه قد يمضي معظم يومه وهو يتحرك بنشاط خفيف. هذا الشخص لا يكون نشيطا بدنيا لكنه ليس كثير الجلوس". بحسب رويترز.

وفي البحث الذي نشر في مطبوعة (ديابيتيس كير) اكتشفت جيبس وزملاؤها صلة بين عدم النشاط والإصابة بالسكري بين 2027 شخصا تتراوح أعمارهم بين 38 و 50 عاما ويعانون من زيادة في الوزن، وأقرت جيبس أن من عيوب الدراسة إنها قاست النشاط مرة واحدة فقط في البداية مما يجعل من المستحيل معرفة ما إذا كانت أنماط ساعات الجلوس قد تغيرت مع الوقت.

ملصقة "ذكية" لضخ الانسولين

اجرى باحثون اختبارات ناجحة على فئران لملصقة ذكية قادرة على كشف ارتفاع مستوى السكر في الدم وضخ مادة الانسولين من دون ألم، وهو اختراع واعد بالنسبة لملايين المصابين بمرض السكري في العالم، هذه الملصقة الصغيرة الحجم التي توضع تحت الجلد مغطاة بحوالى مئة ابرة صغيرة للغاية مجهزة بخزانات مجهرية تحوي انزيمات حساسة على مادة الغلوكوز اضافة الى الانسولين الذي يتم نشره في الجسم في حال كان مستوى السكر في الدم مرتفعا، على ما اوضح القائمون على هذا الاختراع الذي نشرت تفاصيله في حوليات الاكاديمية الاميركية للعلوم، ونجحت هذه الملصقة في تخفيض مستوى السكر في الدم على مدى تسع ساعات لدى فئران مختبر مصابة بأحد الأشكال الموازية للسكري من النوع الأول، الا ان المخترعين أكدوا وجوب اجراء اختبارات وتجارب سريرية اضافية قبل التمكن من استخدام هذه الملصقة على الأشخاص المصابين بالسكري رغم النتائج الواعدة لهذا التقدم العلمي.

وأوضح جن غو الاستاذ في قسم الهندسة الحيوية الطبية في جامعة ولاية كارولينا الشمالية والمشرف الرئيسي على هذه التجارب "صممنا ملصقة خاصة بمرضى السكري تعطي نتائج سريعة كما أنها سهلة الاستخدام ومصنوعة من مواد غير مؤذية وتتناسب مع التركيبة الحيوية للجسم"، ولفت الى ان "هذا النظام يمكن تكييفه مع الاخذ في الاعتبار وزن المريض وحساسيته على الانسولين".

ويبذل المرضى المصابون بالسكري من النوع الاول واولئك الذين يعانون السكري من النوع الثاني في مراحله المتقدمة، جهودا مضنية للحفاظ على مستويات طبيعية من السكر في الدم مع حقنات متكررة للانسولين تحت الجلد، وهي آلية تتسم احيانا بالألم وقلة الدقة، واشار مدير مركز العلاج من السكري في جامعة كارولينا الشمالية وأحد معدي هذا البحث جون بيوز الى ان "حقن جرعات غير مناسبة من الانسولين قد يؤدي الى مضاعفات خطيرة يمكن ان تسبب العمى وبتر أطراف وحتى الغيبوبة المرتبطة بالسكري او الوفاة".

وسعى باحثون الى الغاء مخاطر الخطأ هذه عبر انشاء "نظام مغلق" يربط مباشرة الالية التي تراقب مستويات السكر في الدم مع المضخة الخاصة بالتحكم بضخ الانسولين، الا ان هذا النظام يحوي على لواقط ومضخات ميكانيكية مع قساطر يتم تثبيتها تحت الجلد ويتعين استبدالها بعد بضعة ايام من الاستخدام، ويساعد مبدأ استخدام الملصقة في تحفيز عمل المصدر الطبيعي لافراز الانسولين في الجسم وهي الخلايا بيتا في البنكرياس.

هذه الخلايا تعمل كمصانع ومخازن للانسولين في آن معا. كما أنها تمثل نظام انذار يعمل عند ارتفاع مستوى السكر في الدم الى معدلات مفرطة عبر اطلاق عملية ضخ الانسولين، ويصيب مرض السكري، غالبا من النوع الثاني لدى البالغين، اكثر من 387 مليون شخص في العالم، وهو رقم مرشح للازدياد بدرجة كبيرة ليصل الى 592 مليونا بحلول العام 2035 بسبب زيادة نسبة الأشخاص الذين يعانون الوزن الزائد او البدانة.

الى ذلك أظهرت دراسة اشتملت على مقارنة استمرت لأكثر من 15 عاما أن تأثير الحمية الغذائية وممارسة الرياضة يفوق تأثير عقار ميتفورمين في وقاية الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكري.

وخلصت الدراسة أيضا إلى أن ميتفورمين -الذي يساهم في السيطرة على سكر الدم ويمكن تناوله بمفرده أو مع الإنسولين لعلاج السكري من النوع الثاني- أدى أيضا إلى خفض خطر الإصابة بالسكري بين أفراد المجموعة البحثية لكن تأثيره لم يكن كتأثير اتباع أسلوب حياة صحي، وقال أستاذ يدعى ديفيد ام. نايثان من مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن والذي شارك في إعداد الدراسة "التدخل عبر تغيير أسلوب الحياة كان أكثر تأثيرا في الوقاية أو تأخير الإصابة بمرض السكري خلال فترة تطبيق برنامج الوقاية من السكري وظل هو العامل الأكثر تأثيرا طوال 15 عاما هي فترة الدراسة"، وقال ناثان في رسالة عبر البريد الالكتروني لرويترز هيلث "هناك مجموعات فرعية حقق فيها تغيير أسلوب الحياة نتائج أكثر فعالية وخصوصا الأشخاص الذين تفوق أعمارهم الستين"، وأشار إلى أن عقار ميتفورمين كان أكثر فعالية بين من هم دون الستين والأكثر بدانة. بحسب رويترز.

وتتبع الباحثون الحالة الصحية لمن ظلوا على قيد الحياة بين من شاركوا في دراسة الوقاية من السكري بين عامي 1996 و2001 وقارنوا النتائج التي سجلت بعد إخضاع مجموعة منهم لتغيير في أسلوب الحياة وأخرى لتناول 850 ميلليجراما من ميتفورمين يوميا، وكان جميع المشاركين يعانون من الوزن الزائد أو البدانة بالإضافة إلى معدلات عالية للسكر في الدم مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالسكري، ونشرت نتائج الدراسة في دورية لانسيت للسكري والغدد الصماء، وقال ناثان إن الجمعية الأمريكية لمرض السكري أوصت بأن يكون تغيير أسلوب الحياة هو الخيار الأول للوقاية من السكري كما أوصت بعقار ميتفورمين لمن هم أصغر سنا وأكثر بدانة.

الارتفاع الطفيف في سكر الدم يرتبط بمتاعب في الكلى

قالت دراسة نرويجية إن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع سكر الدم عن المستويات الطبيعية لكنهم لم يصلوا إلى حد الإصابة بالسكري ربما تزداد لديهم احتمالات الإصابة بمشكلات في الكلى، ووجدت الدراسة أنه مقارنة مع من تكون مستويات السكر لديهم طبيعية يزيد احتمال إصابة الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع طفيف في مستوى الجلوكوز في الدم بمشكلتين مرتبطتين بأمراض الكلى وهما ارتفاع مستوى بروتين الألبومين في البول واضطراب في تنقية الدم، وقال الدكتور روبرت كوهين الباحث في الغدد الصماء في كلية الطب بجامعة سينسيناتي والذي لم يشارك في الدراسة إن التساؤلات التي طرحتها هي "ما هي نسبة السكر في الدم التي تفوق المعدلات الطبيعية ويبدأ عندها حدوث مشكلات في الكليتين كتلك التي نراها في مرضى السكري.. وما هي المعايير التي يجب أن نستخدمها إذا ما أردنا الحيلولة دون حدوث مضاعفات السكري؟"، وهناك واحد من بين كل تسعة بالغين في العالم تقريبا مصاب بالسكري الذي يرتبط عادة بالسمنة والتقدم في العمر ويعاني منه المرء حينما لا يتمكن الجسم من انتاج ما يكفي من هرمون الانسولين أو استخدامه بكفاءة لتحويل السكر إلى طاقة. بحسب رويترز.

وفي حين أن العلاقة بين السكري وأمراض الكلى المزمنة معروفة يختلف الأطباء بشأن مستوى السكر في الدم الذي قد يمثل خطرا على غير المصابين بالمرض. كما يختلفون بشأن كيفية تشخيص وعلاج المرضى الذين يعانون من ارتفاع طفيف في سكر الدم عن المستويات الطبيعية وما إذا كان من الملائم اعتبار ذلك مقدمة للإصابة بالسكري.

وخلال الدراسة فحص الدكتور تورالف ميلسوم من جامعة شمال النرويج وزملاؤه مستويات سكر الدم وبحثوا عن مؤشرات على أي متاعب في الكلى في 1261 شخصا بين 50 و62 عاما لا يعانون من السكري، وفحص الباحثون مستويات السكر غير الطبيعية من خلال قياس جلوكوز الدم قبل أن يتناول المبحوثون أي طعام وقياس مستوى السكر التراكمي وهو الفحص الذي يقدر متوسط مستوى سكر الدم على مدار عدة أشهر على أساس النسبة المئوية للهيموجلوبين وهو بروتين في كرات الدم الحمراء يحمل الأكسجين ومغلف بالسكر.

وفي بداية الدراسة كان 595 من المبحوثين يعانون من ارتفاع طفيف في السكر عن المعدلات الطبيعية. وبعد فترة متابعة استمرت خمس سنوات تقريبا وجد الباحثون أن كلى هؤلاء المبحوثين تواجه صعوبة في تنقية الدم وهي حالة يعتقد أنها تسهم في متاعب الكلى لدى مرضى السكري، كما وجدت الدراسة أن المشاركين الذين أوضحت الاختبارات ارتفاع معدلات جلوكوز الدم لديهم وهم صائمون ارتفعت لديهم أيضا مستويات الألبومين في البول وهو ما يشير إلى تلف في الكلى، وقالت الدكتورة لورا روسيلا الباحثة في الصحة العامة في جامعة تورونتو والتي لم تشارك في الدراسة إن النتائج تبرز الحاجة إلى أن ينتبه الأطباء لمن يعانون من ارتفاع طفيف في سكر الدم عن المستويات الطبيعية، وأضافت أنه يجب على هؤلاء التركيز على تغيير أسلوب حياتهم مثل ممارسة الرياضة والأكل الصحي وخسارة الوزن.

اكتشاف انزيمة تقضي على ضرر زيادة السكر في الجسم

اكتشف باحثون انزيمة توقف الاثار الضارة لزيادة كميات السكر في الجسم من خلال استخدام الغلوكوز والدهنيات من جانب اعضاء مختلفة ما من شأنه فتح الباب امام علاجات جديدة لمعالجة السكري والبدانة.

وتؤدي هذه الانزيمة المسماة "غليسيرول - 3 - فوسفات - فوسفاتاز" (جي 3 بي بي) التي كان العلماء يجهلون وجودها في خلايا الثدييات، دورا رئيسيا في القضاء على اثار الافراط في تناول السكر، على ما اكد هؤلاء الباحثون بقيادة مارك برينتكي ومورثي ماديراجو من مركز البحوث التابع لمستشفى جامعة مونتريـال، ونشرت نتيجة هذا التقدم العلمي في حوليات الاكاديمية الاميركية للعلوم.

وعندما يكون الغلوكوز مرتفعا عند مستويات تفوق المعدل الطبيعي في الجسم، تبلغ كمية "غليسيرول - 3 - فوسفات" المشتق من الغلوكوز مستويات عالية جدا في الخلايا ما قد يؤدي الى الحاق اضرار بها، وأوضح الاستاذ في جامعة مونتريـال مارك برينتكي "لاحظنا أن من شأن انزيمة +جي 3 بي بي+ القضاء على جزء كبير من هذا الـ+غليسيرول - 3 - فوسفات+ الزائد وتحويل مساره داخل الخلية بشكل يوفر حماية لخلايا بيتا في البنكرياس المنتجة للانسولين وللاعضاء المختلفة من الاثار الضارة لارتفاع مستويات الغلوكوز".

ويمثل الغلوكوز والأحماض الدهنية المغذيات الرئيسية في خلايا الثدييات، ويؤدي استخدام هذه المغذيات في الخلايا دورا مركزيا في ادارة عمليات متعددة في الجسم مثل تخزين البنكرياس لمادة الانسولين او الكبد للغلوكوز وتخزين الدهون في الانسجة الدهنية فضلا عن المساهمة في اليات انتاج الطاقة في الجسم.

ويؤدي الاختلال في هذه الاليات الى البدانة والسكري من النوع الثاني والاصابة بامراض قلبية وعائية، كما أن الانسولين هرمون رئيسي تنتجه خلايا البنكرياس لضبط استخدام الغلوكوز والدهون في الجسم، فإذا ما تعرضت هذه الخلايا لكميات كبيرة من الغلوكوز والأحماض الدهنية، تصبح المغذيات نفسها ضارة وتلحق الأذى بالخلايا ما يؤدي الى اختلال في وظائفها ويسبب السكري، وأشار هؤلاء الباحثون الى ان انزيمة "جي 3 بي بي" تؤدي من هذا المنطلق دورا رئيسيا في حسن عمل الأيض في الجسم كما أنها ضرورية لانتاج الطاقة وتكون الدهون، وتفتح نتائج هذه الدراسة آفاقا جديدة لتطوير علاجات ضد البدانة والسكري ومشاكل الايض بحسب الباحثين.

دراسة تربط بين آلام الأوتار والسكري من النوع الثاني

يقول باحثون إن التمارين الرياضية مهمة للتحكم في السكري من النوع الثاني لكن المرض قد يجعل الشخص معرضا لآلام الأوتار مما قد يمنعه من أداء التمارين، واستند الباحثون إلى تحليل دراسات سابقة وخلصوا إلى أن المصابين بالسكري من النوع الثاني أكثر عرضة ثلاث مرات من غيرهم للشعور بألم في الأوتار وأن من يشعرون بآلام الأوتار أكثر عرضة للإصابة بالسكري بنسبة 30 بالمئة، وقد تشير النتائج إلى مشكلة يقول كبير الباحثين إنه ينبغي على مؤسسات الرعاية الصحية الالتفات إليها. بحسب رويترز.

وقال جايمي جايدا كبير الباحثين لرويترز هيلث عبر البريد الالكتروني "المصابون بالسكري أكثر عرضة للإصابة بآلام الأوتار لكن العكس صحيح أيضا فمن يشعرون بآلام في الأوتار يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكري دون أن يعلموا"، وأضاف "آلام الأوتار تمثل مشكلة لسببين رئيسيين. الأول هو أن الشعور بالألم أثناء التحركات التي تضغط على الأربطة أمر مزعج والثاني هو أن هذا الألم يمنعك من أن تكون نشيطا من الناحية الجسدية"، وقال جايدا وهو أستاذ مساعد في العلاج الطبيعي بجامعة كانبيرا في أستراليا إن المصابين بالسكري "يجب أن يكونوا نشيطين جسديا تماما لأن هذا يمثل أحد العلاجات الفعالة للسكري"، وتنجم هذه الآلام عن إصابات الأوتار والتهابها وعادة ما يحدث هذا بسبب الحركة الزائدة المكررة. والأوتار هي تلك الأنسجة اللينة التي تربط عضلات الجسم بالعظام. وآلام الأوتار قد تجعل من الصعب الالتزام ببرامج التمارين الضرورية للتحكم في السكري، وأشارت الدراسة الجديدة التي نشرت نتائجها في مجلة (سبورتس ميديسن) الطبية البريطانية إلى دراسة سابقة ربطت أيضا بين السكري وتنامي الشعور بآلام في الأوتار.

ولدراسة هذه العلاقة عن كثب راجع جايدا وزملاؤه 31 دراسة سابقة ركزت 26 منها على المصابين بالسكري من النوع الثاني فيما ركزت الدراسات الخمس الأخرى على من يشعرون بآلام في الأوتار، وبعد تحليل بيانات الدراسات توصل فريق جايدا إلى أن المصابين بالسكري من النوع الثاني أكثر عرضة 3.67 مرة من غيرهم لإصابات الأوتار مقارنة بغيرهم وأن من يشعرون بإصابات الأوتار أكثر عرضة 1.3 مرة للإصابة بالسكري.

اضف تعليق