q

من المفارقات الغريبة حقا ما يحدث من تناقض بين تزايد السياحة عالميا، وبين الهبوط السريع المتواصل لأسعار النفط، مما قاد الى أزمة مالية ضربت اقتصادات دول كثيرة لاسيما النفطية منها، كذلك لم تؤثر الأوضاع الأمنية المتوترة في المناطق الجاذبة للسياح كما هو الحال مع مدينة باريس، وهي المعروفة بجذبها لأكبر قدر من السياح في العالم، على الرغم من التفجيرات التي حدثت فيها مؤخرا.

وقد باتت السياحة تشكل موردا ماليا مهما لعدد كبير من الدول الاوربية والآسوية واخيرا دخلت افريقيا الى هذا القطاع كي تحصل على ايرادات اضافية لها، علما أن أعداد السياح في العالم تجاوز المليار ومئتي مليون سائح، وهو عدد كبير جدا وفق القياسات المالية والموارد الاقتصادية، وصارت المطارات وجهة ملايين السياح كما ان محطات القطارات باتت مكانا مزدحما يضج بالمسافرين على مدار الساعة.

ولم تبقى السياحة حكرا على المناطق السياحية المعروفة عالميا، والتي كانت الوجهة الوحيدة للسياح، بل استجدت أمكنة سياحية كثيرة في آسيا مثلا، فقد احتلت آسيا المركز الثاني، لتستقبل 277 مليون سائح، أي 13 مليون سائح أكثر من العام 2014. واحتلت الأمريكتان المركز الثالث، إذ بلغت زيادة نسبة السياح تسعة ملايين مقارنة بالعام 2014، ليصل عدد السياح في العام 2015 إلى 191 مليون شخص. وقد زاد عدد السياح في منطقة الشرق الأوسط، بنسبة ثلاثة بالمائة، ما وضع أفريقيا في أسفل القائمة لتشهد نقصا بعدد السياح بلغ ثلاثة بالمائة مقارنة بالعام 2014.

هذه الأعداد الكبيرة في آسيا، لم تمنع الدول الافريقية من التفكير والتخطيط لتحريك عجلة السياحة في دولها، لكي تحقق موارد مالية اضافية هي بأمس الحاجة لها، وفعلا حققت بعض النجاحات في هذا المجال، في حين بقيت الدول العربية وبعض الدول الاسلامية متأخرة في هذا الميدان، فنحن في الحقيقة أهملنا السياحة على الرغم من الأماكن الدينية والمواقع الأثرية الكثيرة، ويبدو أن الاهمال الحكومي هو السبب الاول في ذلك، بالاضافة الى تأخر القطاع الخاص وتردده من الدخول في العمل والاستثمار في القطاع السياحي.

ولم نستفد من التجارب السياحية العالمية، على الرغم من أنها أثبتت قدرتها على تحقيق أرباح خيالية للدول، خاصة تلك التي تضم بلدانها مناطق ومدن لحضارات قديمة، وما يثير الدهشة أن السياحة لم تتأثر بالازمة المالية الراهنة بسبب هبوط اسعار النفط، وهذا يدل بأن السياحة لن تخضع للمضاربات الاقتصادية التي تحدث في الخفاء بين الحكومات المختلفة، والاعداد الهائلة للسياح عبر العالم تثبت هذا القول.

1.2 مليار سائح عالمي في العام 2015

في هذا السياق تصدرت أوروبا قائمة البلدان الأكثر استقبالاً للسياح، فيما بقي الشرق الأوسط بذيل الترتيب وهنا يتبادر للذهن السؤال التالي: هل تكره ازدحام المطارات والطائرات عند القيام برحلة ما؟ إذا تخيّل هذا.. مليار و184 مليون شخصا.. هذا هو عدد الأشخاص الذين قطعوا حدود بلدانهم للسياحة ولو لليلة واحدة في العام 2015 الماضي، وفقا لإحصائيات جديدة أصدرتها منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة. ويعتبر هذا الرقم قياسياً، إذ يحتل النسبة الأعلى حتى الآن، مع زيادة بنسبة 4.4 بالمائة، أي 50 مليون شخص، مقارنة بالعام الماضي.

وقال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، طالب الرفاعي، في بيان: "يساهم أداء قطاع السياحة القوي في النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل في أجزاء كثيرة من العالم. ولذا، فإنه من المهم جداً أن تركز البلدان على السياسات التي تعزز من نمو السياحة، مثل تسهيل السفر وتنمية الموارد البشرية." وقد أوضحت الدراسات أن أوروبا والأمريكيتين وآسيا ومنطقة المحيط الهادئ سجلت جميعها زيادة بنسبة 5 بالمائة في عدد السياح الدوليين في العام 2015. وترأست أوروبا قائمة أكثر القارات استقبالاً للسياح، بسبب ضعف اليورو مقابل الدولار الأمريكي والعملات الرئيسية الأخرى، إذ بلغ عدد السياح القادمين إليها 609 مليون شخص، مقارنة بنسبة 29 مليون شخص في العام 2014.

واحتلت آسيا المركز الثاني، لتستقبل 277 مليون سائح، أي 13 مليون سائح أكثر من العام 2014. واحتلت الأمريكتان المركز الثالث، إذ بلغت زيادة نسبة السياح تسعة ملايين مقارنة بالعام 2014، ليصل عدد السياح في العام 2015 إلى 191 مليون شخص. وقد زاد عدد السياح في منطقة الشرق الأوسط، بنسبة ثلاثة بالمائة، ما وضع أفريقيا في أسفل القائمة لتشهد نقصا بعدد السياح بلغ ثلاثة بالمائة مقارنة بالعام 2014.

وأوضحت الإحصائية أن الصين واصلت ترأس قائمة أكثر الدول المصدرة للسياح، والذين يفضلون وجهات سياحية مثل اليابان وتايلاند، والولايات المتحدة ووجهات أوروبية مختلفة أخرى. كما توقعت الإحصائية أن عدد السياح الدوليين سيزيد بنسبة أربعة بالمائة في جميع أنحاء العالم في العام 2016، لتكون الزيادة الأعلى بين أربعة وخمسة في المائة في آسيا ومنطقة المحيط الهادئ والأمريكيتين، وبين 3.5 و4.5 بالمائة في أوروبا، وبين اثنان وخمسة بالمائة في الشرق الأوسط وأفريقيا. بحسب سي أن أن.

مضاعفة اعداد السياح الى قبرص

في السياق نفسه استقبلت قبرص 2,65 مليون سائح في 2015 يشكلون اكبر عدد منذ 14 عاما، وذلك بفضل تراجع سعر اليورو ومجيء مسافرين لم يتوجهوا الى بلدان الشرق الاوسط، وفق احصاءات نشرت مؤخرا. وازداد عدد السياح الذين قصدوا الشطر الجنوبي من الجزيرة المتوسطية بنسبة 8,9 في المئة خلال عام مقارنة ب2,44 مليون في 2014. وتعتبر قبرص وجهة آمنة مقارنة بالدول المجاورة لها مثل مصر او تركيا التي استهدفتها هجمات ارهابية. وعدد السياح في 2015 هو الاكبر منذ 2001 الذي كان سجل عددا قياسيا بلغ 2,69 مليون سائح.

وتعزى هذه الزيادة خصوصا الى ارتفاع عدد السياح البريطانيين بنسبة 19 في المئة. وقد افاد هؤلاء من ارتفاع سعر الجنيه الاسترليني مقابل اليورو وازدياد الرحلات الجوية بين البلدين، بحسب دائرة السياحة في قبرص. وازداد عدد السياح الاسرائيليين بنسبة 43 في المئة واليونانيين بنسبة 38 في المئة في حين تراجع السياح الروس بنسبة 17 في المئة. وتشكل عائدات السياحة 12 في المئة من اجمالي الناتج الداخلي في جمهورية قبرص. وقد ساهمت في خروج البلاد من الانكماش في 2015 بعد عامين من ازمة مالية اجبرت السلطات القبرصية على تبني خطة تقشف مقابل الحصول على عشرة مليارات يورو من المانحين الدوليين بحسب فرانس بريس.

رغم حالة الطوارئ .. فرنسا تشجع السياحة

من جهتها دعت الحكومة الفرنسية السياح للعودة إلى باريس رغم حالة الطوارئ المفروضة منذ الاعتداءات الدامية التي شهدتها العاصمة الشهر الماضي وقتل فيها 130 شخصا، وكبدت فرنسا خسائر اقتصادية، خاصة في قطاع السياحة. ودعا مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي، السياح إلى زيارة باريس، رغم حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ اعتداءات 13 تشرين الثاني/ نوفمبر والتي أثارت انتقادات حول الاستخدام المفرط لهذا الإجراء. وقال فالس "زوروا باريس فإن الأمن مضمون!" في رسالة إلى كل السياح الذين ألغوا في الأيام الأخيرة زيارتهم لباريس، مضيفا "إنها فترة الأعياد، أنفقوا وعيشوا حياة طبيعية وعودوا إلى المسارح ودور السينما". وأشار أصحاب الفنادق والمطاعم، خصوصا في العاصمة الفرنسية، إلى تسجيل تراجع ملحوظ في عدد الرواد بعد الاعتداءات، وأعربوا عن قلقهم مع حلول أعياد نهاية السنة.

وذكر اتحاد المهن والصناعة الفندقية، الهيئة الرئيسية المشرفة على قطاع الفنادق والمطاعم، أن المقاهي والمطاعم في العاصمة، عقب الهجمات مباشرة، سجلت تراجعا في عدد الرواد بنحو 40% مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2014. ووفقا لتقديرات أولية أجرتها الإدارة العامة للخزانة، فإن اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر قد تكون أثرت على النمو في فرنسا بـ0,1 نقطة من إجمالي الناتج الداخلي في الأشهر المقبلة، أي خسائر بقيمة ملياري يورو بحسب فرانس بريس.

في سياق مقارب قال مسؤول تنفيذي كبير إن مطارات باريس شهدت انخفاضا في أعداد المسافرين منذ وقوع الهجمات التي أودت بحياة 130 شخصا في العاصمة الفرنسية بينما تم تشديد الإجراءات الأمنية. وقال إدوارد أركرايت المدير المالي لشركة مطارات باريس التي تدير مطاري شارل ديجول وأورلي "نلحظ تأثيرا على حركة المسافرين اليوم لكن من السابق لأوانه القول ما إن كان سيدوم لفترة طويلة." وأضاف أن مطاري باريس قاما بتشديد الإجراءات الأمنية عقب الهجمات وتوسيع عمليات الفحص الرامية لكشف المتفجرات السائلة لتشمل الموظفين أيضا. والمطاران في حالة تأهب قصوى بالفعل منذ حادث إطلاق النار على مقر صحيفة ومتجر في باريس في يناير كانون الثاني.

وعادة ما تهدأ حركة السفر في منتصف نوفمبر تشرين الثاني الذي يحل عقب نهاية عطلة دراسية في فرنسا. ويركز بعض الخبراء على ما إن كان الطلب الذي أضعفته الهجمات وخاصة من السياح سيتعافى خلال عطلة عيد الميلاد وموسم رأس السنة الجديدة.

وقال أركرايت لرويترز في مقابلة "الفترة من منتصف نوفمبر إلى منتصف فبراير بشكل عام هي أكثر فترات السنة ركودا فيما عدا عطلات نهاية العام." ويقول محللون إن الطلب تعافى بسرعة نسبيا بعد الهجمات التي وقعت في مدريد ولندن عامي 2004 و2005 على الترتيب. وأشار أركرايت إلى أن هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 في الولايات المتحدة التي حصدت أرواح ثلاثة آلاف شخص هي فقط التي سببت هبوطا في الطلب على الرحلات الجوية لفترة طويلة. وتنوي شركة مطارات باريس نشر بياناتها عن حركة المسافرين لشهر نوفمبر تشرين الثاني في 14 ديسمبر كانون الأول. ونمت حركة المسافرين 3.9 بالمئة في الأشهر العشرة الأولى من العام وتتوقع الشركة نموا لا يقل عن ثلاثة بالمئة للعام بأكمله بحسب رويترز.

المسؤولون الروس يشجعون ايضا

في حين اثار وزير السياحة الروسي اولاغ سافونوف جدلا في روسيا حين قال ان الروس ليسوا بحاجة الى عطل في اماكن مشمسة مع تضييق موسكو الرحلات السياحية الى مصر وتركيا. وقال الوزير في مقابلة مع صحيفة روسيسكايا غازيتا الحكومية "هذه الحاجة الى الشاطىء او مياه البحر الساخنة هي صورة نمطية حديثة اعتمدناها نحن حتى باتت من عاداتنا". واضاف الوزير الذي كان اعلن العام الماضي انه يملك منزلين في السيشل بالمحيط الهندي "ان اسلافنا حتى الاكثر ثراء منهم، لم يكونوا يتوجهون جماعات الى الشواطىء" الساخنة في الخارج.

ومع اقبال السياح الروس الكبير على الوجهات المشمسة هربا من شتاء روسيا القارس، فان اثنتين من وجهاتهم المفضلة غابت عن لوحات رحلات المطارات الروسية في اقل من شهر. ففي بداية تشرين الثاني/نوفمبر امرت السلطات الروسية بوقف الرحلات الجوية الى مصر اثر اعتداء استهدف طائرة روسية فوق سيناء. ومنذ 28 تشرين الثاني/نوفمبر لم تعد وكالات السفر الروسية تملك الحق في تسيير رحلات الى تركيا لدواع امنية، اثر اسقاط سلاح الجو التركي طائرة روسية على الحدود مع سوريا.

وعلق المعارض الكسي نافالني في مدونته على تصريحات الوزير "من منزله في السيشل ينصح سافونوف الروس بقضاء عطلهم في منازلهم". غير ان سافونوف اكد لقناة دوجد التلفزيونية المستقلة انه باع املاكه في السيشل. ونصح الوزير في مقابلته مع الصحيفة الروسية السياح الروس بالتوجه الى القرم التي اصبحت منذ آذار/مارس 2014 ضمن الاتحاد الروسي. لكن درجات الحرارة في القرم لا تقارن بمثيلاتها في مصر او حتى في تركيا ولم تكن تزيد عن 14 درجة الاثنين في منتجع يالطا. ورغم ما قاله الوزير فان الكثير من الروس الميسورين كانوا يمضون عطلاتهم في الخارج قبل الثورة البلشفية عام 1917 بحسب فرانس بريس.

القطاعات اللبنانية في حالة احتضار

في سياق آخر حذر اتحاد النقابات السياحية في لبنان السياسيين من أن القطاعات الاقتصادية اللبنانية أصبحت في حالة احتضار جراء الوضع غير المستقر الذي تعيشه البلاد منذ بداية الحرب في سوريا المجاورة قبل أكثر من أربع سنوات. وقال بيار الأشقر رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق في لبنان "باسم السياحة وأصحاب الفنادق والمطاعم والمقاهي والملاهي ووكلاء السفر وشركات تأجير سيارات وأصحاب الشقق المفروشة والمؤسسات والمجمعات البحرية والأدلاء السياحيين وباسم أكثر من مئة ألف لبناني نقول: كفى إمعانا في تخريب البلد وكفى إمعانا في ضرب بنية البلد الاقتصادية وتشويه صورته الجميلة فهناك قطاعات تترنح وآيلة للسقوط وأولها القطاع السياحي بكل مكوناته."

وأضاف الأشقر في مؤتمر صحفي عقد بالعاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان "فوضى سياسية وفلتان شارع جعلنا نحتضر" أن "السياحة في خطر والواقع أليم والخسائر تتراكم وتتنوع وهي طالت كل المقومات التي يرتكز عليها القطاع. لقد خسرنا المجموعات السياحية العربية والغربية وخسرنا العمود الفقري للسياحة –أهل الخليج- وخسرنا السياحة البرية والمجموعات الأردنية والإيرانية. كما خسرنا القسم الأكبر من المغترب اللبناني حتى الحفلات والأعراس الضخمة هجرت لبنان وأصبحت تقام في الخارج".

وأشار الأشقر إلى السنوات الخمس الماضية التي كانت مليئة بالتجاذبات السياسية والتفجيرات والتوترات وغياب السلطة والفراغ في سدة الرئاسة والشلل الذي أصاب مجلس النواب والحكومة وهو ما أبعد السياح وخصوصا الخليجيين. ومنذ يوليو تموز الماضي دخلت أزمة تراكم أكوام القمامة في شوارع لبنان على الخط وشكلت القشة التي قصمت ظهر البعير ودفعت حركات احتجاجية مدنية للنزول إلى الشوارع في إطار حملة تحمل عنوان "طلعت ريحتكم".

وتتباين مطالب المحتجين الذين كسروا الحواجز الطائفية التقليدية من الدعوة إلى استقالة وزير البيئة إلى المطالبة بإصلاح نظام المحاصصة الطائفية اللبناني إلى وضع نهاية للدولة الموازية كما تتزايد المطالب بانتخابات برلمانية ورئاسية جديدة. وقد اتسعت الانقسامات بين طوائف لبنان السبع عشرة والتي ظلت على حالها منذ الحرب الأهلية (1975-1990) بسبب الصراع الطائفي بين السنة والشيعة في مختلف أنحاء المنطقة. وأصبح المسيحيون الذين لعبوا دورا مهيمنا قبل الحرب منقسمين بين الجانبين. وفي حالة الشلل الحالية تأجلت الانتخابات البرلمانية مرتين ومدد النواب الأجل لأنفسهم. وفشلت محاولات متتالية لانتخاب رئيس للبلاد منذ مايو أيار 2014.

وطالب الأشقر رئيس مجلس النواب نبيه بري بعقد طاولة حوار اقتصادية على غرار تلك السياسية بين الفرقاء المتنافسين في البلاد "لتكون السياسة في خدمة الاقتصاد". أما رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير فقد قال لرويترز "كل القطاعات تعاني وهي معنية ومتضررة اليوم بما آلت إليه الأوضاع الراهنة في البلد." بحسب رويترز.

إثيوبيا ومضاعفة السائحين لثلاثة مرات

من جهتها تطمح إثيوبيا لزيادة عدد السائحين إلى أكثر من 2.5 مليون زائر بحلول 2020 ليصبح قطاع السياحة من دعائم اقتصادها أحد الاقتصادات الأسرع نموا في أفريقيا. وتتوقع أديس أبابا مدعومة بإنفاق ضخم على البنية التحتية وتوسع في قطاعي الخدمات والزراعة نموا اقتصاديا سنويا بنحو 11 بالمئة على مدى السنوات الخمس القادمة. ورغم افتقادها الشواطئ المحفوفة بالنخيل ومتنزهات السفاري لجارتيها كينيا وتنزانيا فإن إثيوبيا الواقعة في منطقة القرن الأفريقي تباهي بتضاريسها الرائعة وماضيها الإمبراطوري الساحر.

وقال أمين عبد القادر وزير الثقافة والسياحة الإثيوبي إن عدد الزائرين زاد عشرة بالمئة سنويا على الأقل على مدى السنوات العشر الأخيرة من قاعدة منخفضة جدا. وجاء إلى البلاد ما يزيد على 750 ألف سائح في السنة المالية 2014-2015 وهو ما حقق إيرادات قدرها 2.9 مليار دولار. وقال عبد القادر لرويترز "هناك طلب كبير من حيث الحجوزات وخطط الاستثمار. نهدف لاستقبال ما يزيد على 2.5 مليون زائر خلال خمس سنوات. "سيدر القطاع استثمارا أجنبيا مباشرا وعملة صعبة ويخلق فرص عمل إضافة إلى مساهمته في بناء الصورة الذهنية."

ووقعت هيلتون وورلدوايد هولدنجز اتفاقية إدارة يوم الأربعاء لفتح أول فندق لها في إثيوبيا منذ أكثر من 20 عاما بينما كشف في العاصمة أيضا عن أول شقق فندقية تحمل العلامة التجارية ماريوت بافريقيا جنوبي الصحراء. وتعمل بضع سلاسل فندقية عالمية بالفعل في إثيوبيا من بينها شيراتون وراديسون وجولدن تيوليب بينما تقول بست ويسترن انترناشونال الأمريكية وأكور الفرنسية ورامادا إنها تعكف على مشروعات جديدة. لكن ما تستهدفه إثيوبيا بحلول 2020 يبدو متواضعا بالمقارنة مثلا مع مصر التي زارها 9.9 مليون سائح العام الماضي .وقال عبد القادر "نحن بلد مسالم ومستقر ولدينا سياسات واستراتيجيات صائبة.. لن نستغرق وقتا طويلا لنصل إلى مستويات جيراننا." بحسب رويترز.

تراجع اعداد السياح في الاردن عام 2015

في حين قال رئيس هيئة تنشيط السياحة في الاردن عبد الرزاق عربيات ان اعداد السياح الذين زاروا الاردن انخفض بنسبة 6% العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2014 بسبب "الاوضاع السياسية في المنطقة". ونظمت وزارة السياحة والاثار الاردنية جولة للصحافيين في منطقة أم قيس الاثرية المطلة على نهر اليرموك وهضبة الجولان وبحيرة طبريا، والواقعة في محافظة اربد أقصى شمال المملكة قرب الحدود الاسرائيلية والسورية.

واضاف عربيات ان "هذه السنة شهدت انخفاضا في اعداد السياح الذين زاروا الاردن بحدود 6 بالمئة حيث بلغ عددهم حتى تشرين الاول/اكتوبر الماضي مليونان و400 الف سائح مقارنة مع مليونان و600 الف سائح زاروا المملكة الفترة ذاتها العام الماضي". وتابع ان "الدخل السياحي انخفض كذلك بنسبة 6 بالمئة أي حوالى 200 مليون دينار (نحو 282 مليون دولار) لغاية شهر تشرين الاول/اكتوبر من العام الحالي". واكد عربيات "نأمل زيادة في عدد السياح العام المقبل وان يكون موسما ايجابيا بعد حملاتنا التسويقية في اوروبا وخصوصا في فرنسا وبريطانيا والمانيا".

من جانبه، حض السفير الفرنسي دافيد بيرتولوتي السياح الفرنسيين على زيارة منطقة أم قيس الاثرية، التي كانت في السابق من المناطق التي نصحت وزارة الخارجية الفرنسية الفرنسيين بعدم زيارتها. وقال ان "فرنسا عادت من جديد وسمحت للسياح الفرنسيين بزيارة هذا الموقع الاثري المهم الواقع على الحدود والذي نعتقد انه مكان آمن وان بأمكان السياح الفرنسيين المجيء لزيارته لاستكشاف الاردن". واضاف "اعتقد ان هذا قرار مهم جدا من اجل دعم الاصدقاء الاردنيين والسياحة في الاردن". وبدأت معاناة قطاع السياحة في الاردن الفعلية مع الازمة التي خلفها الربيع العربي عام 2011 حيث بدأت اعداد الزوار والعائدات بالتراجع. ثم ساءت الاوضاع اكثر بعدها بسنوات بعد سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف على مناطق شاسعة في سوريا والعراق المجاورين.

يشار الى ان اكثر من سبعة ملايين سائح زاروا الاردن عام 2010 قبل ان يتراجع هذا الرقم بشكل مستمر. ويعتمد اقتصاد الاردن البالغ عدد سكانه حوالى سبعة ملايين نسمة وتشكل الصحراء نحو 92 بالمئة من مساحة اراضيه، الى حد كبير على دخله السياحي الذي يشكل نحو 13 بالمئة من اجمالي الناتج المحلي. وفي المملكة عشرات المواقع السياحية لا سيما مدينة البتراء الاثرية، احدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، والبحر الميت الذي يعد اخفض بقعة على وجه الارض ناهيك عن خواصه العلاجية، والمغطس حيث موقع عماد السيد المسيح، اضافة الى مدينة جرش التي تضم آثارا من العهدين اليوناني والروماني ومنطقة مادبة وجبل نيبو. بحسب فرانس بريس.

عدد السياح الأمريكيين يتجاوز 100 مليون للمرة الأولى

من ناحيتها توقعت مؤسسة (إيه.إيه.إيه) أن يتجاوز عدد المسافرين الأمريكيين لقضاء عطلات نهاية العام 100 مليون للمرة الأولى وأن أغلبهم يخططون للسفر إلى مقاصدهم بالسيارات. وقالت المؤسسة غير الربحية المعنية بالسفر إنه من المتوقع أن يقوم 100.5 مليون شخص برحلات لمسافة 80 كيلومترا أو أكثر من منزلهم بزيادة 1.4 بالمئة عن العام الماضي. وسيكون هذا العام السابع على التوالي الذي يشهد نموا في حركة السفر في الفترة من 23 من ديسمبر كانون الأول حتى الثالث من يناير كانون الثاني التي تشمل عطلات عيد الميلاد والعام الجديد.

وتنبأت المؤسسة بأن نحو 91 بالمئة من المسافرين سيقومون بالرحلة بالسيارة وان يسافر 5.7 بالمئة جوا في ظل انخفاض اسعار البنزين في انحاء البلاد. وتوقعت أيضا أن يدفع المسافرون أقل سعر للبنزين في أول أيام العام الجديد منذ 2009. وذكرت (إيه.إيه.إيه) أيضا أنه من المتوقع أن يسافر المزيد من الأمريكيين بفضل تحسن أوضاع سوق العمل وارتفاع الدخل وانخفاض أسعار البنزين بشدة عن مستوياتها في العام الماضي. وقالت إن تنبؤاتها بشأن السفر تستند إلى توقعات وأبحاث اقتصادية لشركة آي.إتش.إس جلوبل إنسايت ومقرها كولورادو. بحسب رويترز.

آراء اقتصادية لوزير السياحة الكيني

في سياق مقارب قال وزير السياحة الجديد نجيب بالعلا لرويترز إن قطاع السياحة في كينيا يحتاج إلى عامين اخرين للتعافي بعد أن عززت الحكومة الأمن ودعمت تمويل القطاع الذي يعد مصدرا رئيسيا للعملة الأجنبية. وتراجع عدد السياح والمكاسب في الأعوام الأربعة الماضية بعد ان شن مسلحو حركة الشباب من الصومال المجاورة سلسلة هجمات على الأراضي الكينية ردا على التدخل العسكري الكيني في الصومال.

وأضر هذا بالعملة الكينية إذ تراجعت قيمة الشلن الكيني بنسبة 11 بالمئة مقابل الدولار في العام الماضي بعد انخفاضه 4.5 بالمئة عام 2014 مما أثر على نمو الاقتصاد الكيني الذي يعد أكبر اقتصاد بشرق افريقيا. وقال بالعلا -الذي تولى وزارة السياحة الشهر الماضي- إن عدم وقوع هجمات خطيرة خلال الأشهر الثمانية الماضية يكشف مدى تحسن الأمن نتيجة الاستثمار في المعدات والعربات وأفراد الأمن. واستمرت هجمات صغيرة وقعت بشكل رئيسي قرب الحدود مع الصومال.

وقال لرويترز "سنعمل بجد ليس فقط من أجل خلق وظائف وتحسين الناتج المحلي الاجمالي لكن أيضا من أجل استقرار عملتنا من خلال زيادة الأعداد (السائحين) وزيادة الدخل من العملة الأجنبية." وخلال حملته الانتخابية في 2013 وضع تحالف الرئيس اوهورو كينياتا (جوبيلي) هدفا باستقطاب ثلاثة ملايين زائر بحلول 2017 .وقال بالعلا إن وزارة السياحة خططت لإنفاق 5.2 مليار شلن (50.83 مليون دولار) هذا العام المالي الذي يبدأ في يوليو تموز لتعزيز نمو السياحة. وأضاف بعد القفز بمظلة على شاطئ رملي للترويج للمنتجعات الكينية "اعتبارا من ديسمبر هذا العام سنشهد قدوم زوار كثيرين .. حتى يكتمل التعافي. اعتقد ان هذا سيحدث بحلول شتاء 2018."

وقال مجلس السياحة الكيني إن عدد الزوار تراجع بنسبة 12 بالمئة في أول 11 شهرا من عام 2015 إلى 690893 زائرا في تأثير واضح لتحذيرات السفر التي أصدرتها حكومات غربية بعد سلسلة هجمات لمتشددين إسلاميين أدت لمقتل أكثر من 400 شخص. وشملت هذه الهجمات غارات للمسلحين على مركز (وستجيت) التجاري في نيروبي عام 2013 ومدن ساحلية في 2014 وجامعة في ابريل نيسان العام الماضي. وقال بالعلا إن الأرباح تراجعت إلى 870 مليون دولار في 2014 بعد أن ارتفعت بشكل كبير في 2011 إلى 1.2 مليار دولار. وألغيت تحذيرات السفر --ومن بينها تحذير بريطانيا مصدر نحو أكثر من نصف السائحين الذين يزورون البلاد-- منذ ذلك الحين مما أسهم في زيادة عدد الزائرين إلى متنزهات وشواطئ كينيا. وفي نوفمبر تشرين الثاني وصل عدد الزائرين إلى 62548 بارتفاع نسبته 6.7 بالمئة مقارنة مع الفترة نفسها من 2014 .

اضف تعليق