q

لا تخلو معظم موائد الطعام في مختلف أنحاء العالم من المشروبات الغازية والسكرية على الرغم من أنها من التصنيفات الغذائية ذات القيمة الغذائية المنخفضة، كون لهذه المشروبات سحر خاص يدفع الكثيرين لإدمانها، فهناك من يعتقد أن منتجات الدايت صحية لخلوها من السكر، لكن خبراء الصحة توصلوا لنتائج ربما تدفعنا للابتعاد عنها كليا.

في حين يعرف كثيرون أن المشروبات الغازية والسكرية ليست مفيدة للصحة بشكل عام، وأن هناك صلة بينها وبين تسوّس الأسنان وأمراض القلب والكلى، إلى جانب ذلك تضيف نتائج دراسة جديدة ضرراً آخر تسببه المشروبات المحلاة هو مرض الكبد الدهني غير الكحولي.

أما مشروبات الطاقة فيعتبرها كثيرون بانها الحل الذي يلجأ إليه البعض عند الشعور بالتعب أو بعد ليلة سهر طويلة، كما أن البعض لاسيما الشباب يفضل طعم هذا المشروب باختلاف أنواعها. وتبذل الشركات المصنعة لمشروبات الطاقة المختلفة، أقصى جهودها للترويج لها من خلال إعلانات متنوعة وتصميمات جذابة للعبوات بالإضافة إلى تمويل احتفالات رياضية مهمة.

ووفقا لإحصاء نشرته الهيئة الأوروبية لسلامة المواد الغذائية، فإن 68 بالمئة من المراهقين في دول الاتحاد الأوروبي، يتناولون مشروبات الطاقة بكميات متفاوتة.

وتواجه شركات تصنيع مشروبات الطاقة الآن حالة من التشكك، بعد تحميل هذه المشروبات مسؤولية اضطراب ضربات القلب ومشكلات الكلى والتشنجات وربما الوفاة أيضا، إذ يرى الكثير من الخبراء بان المشروبات السكرية والغازية هي المساهم الرئيسي في وباء السمنة، علما ان مصطلح "المشروبات الغازية" يشير إلى أي مشروب مع إضافة السكر أو مادة التحلية الأخرى, ويشمل الصودا, عصير الفواكه, عصير الليمون وعدس أخرى, المشروبات المحلاة مسحوق, والرياضية ومشروبات الطاقة.

الأشخاص الذين يشربون المشروبات السكرية لا يشعرون كما الكامل كما لو أنهم قد أكل نفس السعرات الحرارية من الطعام الصلب, وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون المشروبات السكرية لا تعوض المحتوى من السعرات الحرارية العالية عن طريق تناول كمية أقل من الطعام.

عصير الفواكه ليست الخيار الأفضل. على الرغم من أن لديها المزيد من المواد الغذائية, أنه يحتوي على الكثير من السكر (على الرغم من تحدث بشكل طبيعي السكريات الفواكه بدلا من السكر المضاف) والسعرات الحرارية المشروبات الغازية.

فيما يخص احدث الدراسات في هذا الشأن خلصت دراسة جديدة إلى إن تناول المشروبات السكرية ومنها المشروبات الغازية بشكل يومي قد يؤدي إلى تراكم الدهون في منطقة الخصر والبطن مع مرور الوقت، ويربط الخبراء بين الدهون في منطقة البطن التي تحيط بالاعضاء الداخلية مثل الكلى والبنكرياس وتؤثر على وظيفة هرمونات منها الانسولين وبين النوع الثاني من مرض السكري وأمراض القلب.

في حين بينت دراسة اخرى ان الإقلال من المشروبات السكرية يخفض السعرات، فيما كشفت دراسة جديدة عن تسبب تناول بعض المشروبات المحلاة بالسكر، بشيخوخة بعض الخلايا في جسم الإنسان، بينما اظهرت الاحصاءات الطبية ان 76 بالمئة من الوفيات المرتبطة باستهلاك المشروبات المحلاة بالسكر تقع في البلدان الفقيرة او ذات الدخول المتوسطة، الى ذلك أكد خبراء أميركيون بكلية الصحة العامة في جامعة هارفارد من خلال دراسة طبية أميركية حديثة خطورة المشروبات السكرية بكافة أنواعها سواء كانت غازية أو ساخنة أو باردة، إذ أنها تسببت في وفاة 200 ألف حالة سنويا في جميع أنحاء العالم.

وعليه ظلت المشروبات الغازية وخاصة كوكاكولا المشروب الأول في العالم لسنوات عديدة، لكن مع انتشار أمراض السمنة والقلب والشرايين وضغط الدم، توصل العلماء إلى أن المشروبات الغازية مضرة بالصحة، ومع سهولة الوصول إلى المعلومة في عصر الإنترنت، ازداد الوعي بأهمية المحافظة على نظام غذائي صحي يتجنب مخاطر الإصابة بأمراض تسببها بعض المشروبات السكرية مثل كوكاكولا، ولتحذير المستهلكين، تشير بعض الأبحاث إلى أن الصودا، وهي ضمن مكونات كوكاكولا، تستخدم في مساحيق التنظيف المنزلي، ومع استمرار الحملات الصحية ضد كوكاكولا، تدخلت الشركة، باتخاذ عدة إجراءات كان من بينها تطوير منتج جديد لا يحتوي على أية سعرات حرارية، لكنه ظل أيضا محور جدل كبير.

المشروبات السكرية تزيد الدهون في منطقة الخصر والبطن

في سياق متصل قالت الدكتورة كارولين فوكس التي قادت الدراسة "كثير من الدراسات السابقة بحثت في العلاقة بين المشروبات السكرية والسمنة. ونحن درسنا توزيع الدهون في الجسم وتغيرها مع مرور الوقت"، وعملت فوكس من قبل محللة في معهد فرامينجهام لدراسات القلب والرئة والدم وهي الان متطوعة في المعاهد الوطنية للصحة، ولاحظت فوكس وزملاؤها ان كل من شملتهم الدراسة يميلون إلى اكتساب دهون عند منطقة الخصر والبطن مع مرور الوقت لكن من يتناولون المشروبات السكرية بشكل يومي كانت الدهون زائدة لديهم بشكل خاص.

وحلل الباحثون بيانات نحو 1000 شخص بالغ في معهد فرامينجهام بولاية ماساتشوستس الأمريكية الذين أجابوا عن اسئلة خاصة بعاداتهم في المأكل والمشرب بما في ذلك المشروبات منخفضة السعرات الحرارية، وقال نحو ثلث المشاركين إنهم لا يتناولون هذه المشروبات على الاطلاق وقال 20 في المئة إنهم يتناولونها من حين لآخر بينما قال 35 في المئة انهم يشربونها كثيرا وقال 13 في المئة إنهم يحتسونها بشكل يومي. بحسب رويترز.

ومع بدء الدراسة خضعوا لتصوير مقطعي لقياس كمية وحجم الدهون في أنسجة الخصر والبطن وبعد ست سنوات أُجري لهم تصوير مقطعي آخر، وجاء في الدراسة التي نشرت في دورية سركيوليشن أنه خلال هذه الفترة زاد حجم الدهون 658 سنتيمترا مكعبا لمن لا يشربون المشروبات السكرية وزاد حجم الدهون قليلا لدى من يحتسونها في أحيان قلت أو كثرت اما من يحتسونها بشكل يومي فقد زاد حجم الدهون 852 سنتيمترا مكعبا، وقالت فوكس لرويترز هيلث في اتصال هاتفي إن هذا يعني زيادة قدرها 0.8 كيلوجرام في دهون البطن لمن يشرب تلك المشروبات بشكل يومي، وأضافت "قد يكون هذا الفارق صغيرا في الدهون الفعلية في منطقة البطن لكنه كاف لاحداث مخاطر متعلقة بالتمثيل الغذائي"، ولم تربط الدراسة بين المشروبات الغازية منخفضة السعرات ودهون منطقة البطن، وتنصح الرابطة الأمريكية لأطباء القلب بوضع سقف للسعرات الحرارية المكتسبة في اليوم الواحد من السكر يقف عند 100 سعر حراري للنساء و150 سعرا حراريا للرجال.

الإقلال من المشروبات السكرية يخفض السعرات

فيما أشارت نتائج دراسات جرت في بريطانيا والمكسيك إلى أن الاقلال من المكونات السكرية في المشروبات أو فرض مزيد من الضرائب عليها للحد من استهلاكها يمكن ان يساعد في الحد من الاصابة بداء السكري وخفض كم السعرات الحرارية في الجسم .. لكن بدرجة محدودة، وتوصلت دراستان مستقلتان نشرتا يوم الخميس في الدورية الطبية البريطانية ودورية لانسيت لداء السكري والغدد الصماء إلى ان الطريقتين كلتاهما يمكن ان تسهما في خفض السعرات الحرارية بواقع 16 إلى 39 في اليوم. بحسب رويترز.

ودعت لجنة الصحة في البرلمان البريطاني في نوفمبر تشرين الثاني الماضي الحكومة لاتخاذ اجراءات صارمة منها فرض ضريبة على المشروبات السكرية والتحكم في تخفيضات الأسعار الترويجية "للأغذية والمشروبات غير الصحية" في محاولة لمكافحة السمنة لدى الأطفال، لكن متحدثا باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عبر عن رفضه للاقتراح واقترح اتخاذ اجراءات أخرى.

وقال جراهام مكجريجور الذي أشرف على الدراسة بوصفه استاذا لأمراض الأوعية الدموية ورئيس حملة لمكافحة استخدام السكريات إن الأثر الايجابي لخفض السعرات يمكن ان يكون في حده الأقصى بين أعداد كبيرة من الناس وعلى مدى فترة زمنية طويلة حتى لو كان أثره ضعيفا على المستوى الفردي، واقترح ان يستمر الخفض التدريجي لمحتوى المشروبات السكرية خمس سنوات دون استخدام السكريات الصناعية كبديل. واستعان فريقه البحثي بنماذج لتوقع وتقييم الأثر المحتمل لخفض السكريات الحرة بنسبة 40 في المئة في المشروبات على مدى خمس سنوات في بريطانيا، وأوضحت النتائج خفضا في الإمداد بالطاقة بواقع 38.4 سعر حراري يوميا بحلول نهاية السنوات الخمس ما يؤدي إلى تناقص وزن الجسم بواقع 1.2 كيلوجرام للبالغين، وفي الدراسة التي جرت في المسكيك حلل الباحثون الأثر الفعلي لخفض الضرائب بنسبة عشرة في المئة على المشروبات السكرية الذي طبق في يناير كانون الثاني من عام 2014، ووجدوا انه ارتبط بخفض نسبته 12 في المئة في مبيعات المشروبات الخاضعة للضريبة وزيادة نسبتها أربعة في المئة في شراء المنتجات غير الخاضعة للضرائب بعد عام من تطبيق هذه اللوائح.

ضريبة على المشروبات السكرية لمكافحة سمنة الاطفال

من جهة أخرى حث نواب في البرلمان البريطاني الحكومة على اتخاذ اجراءات صارمة منها فرض ضريبة على المشروبات السكرية والتحكم في تخفيضات الأسعار الترويجية "للأغذية والمشروبات غير الصحية" في محاولة لمكافحة السمنة لدى الأطفال، وقالت لجنة الصحة في البرلمان إن هناك "أدلة واضحة على أن اجراءات تحسين البيئة الغذائية" أصبحت ضرورية للتعامل مع مشكلة السمنة التي تكلف ميزانية الدولة 5.1 مليار جنيه استرليني (7.65 مليار دولار) كل عام، وطالبت اللجنة في تقريرها بفرض قيود قوية على تخفيضات الأسعار الترويجية للأغذية والمشروبات غير الصحية وزيادة الضرائب على المشروبات السكرية على أن تستهدف كل الاجراءات السابقة الذكر مساعدة الأطفال المعرضين للسمنة. بحسب رويترز.

كما طالبت اللجنة بفرض قيود على الدعاية لتلك المنتجات وتسويقها والزام المنتجين بوضع ملصق يوضح كمية السكر المستخدمة في كل منتج، وقالت ساره ولاستون رئيسة لجنة الصحة في البرلمان "ثلث الاطفال الذين ينهون دراستهم الابتدائية يعانون من زيادة في الوزن أو السمنة. الأطفال المحرومون هم أكثر عرضة للسمنة بمقدار الضعف من أقرانهم الأقل حرمانا"، وأضافت "هناك حاجة الى مجموعة كاملة من الاجراءات الجريئة التي يجب تطبيقها في أسرع وقت ممكن"، وسارعت صناعة المشروبات الى انتقاد التقرير وقالت ان المشرعين "إبتلعوا" طعم الأجندات الخاصة لجماعات الضغط.

المشروبات الغازية قد تسبب 184 الف وفاة في السنة

في حين خلص بحث نشر في دورية "الدورة الدموية" الى ان المشروبات الغازية وغيرها من المشروبات المحلاة بالسكر قد تكون مسؤولة عن وفاة 184 الف انسان حول العالم كل سنة، وحلل المشاركون في البحث المخاطر المترتبة على تناول المشروبات المحلاة بالسكر ومنها الاصابة بالسكري وأمراض القلب والاوعية الدموية والسرطانات، ويقدر الباحثون أن نحو 133 الف شخص يموتون من جراء اصابتهم بداء السكري نتيجة لافراطهم في تناول المشروبات المحلاة بالسكر، فيما يموت نحو 45 الفا بامراض القلب والاوعية الدموية و6450 شخصا بأمراض السرطان التي تلعب هذه المشروبات دورا في الاصابة بها.

وقال رئيس الباحثين داريوش مظفريان من جامعة تافتس ببوسطن في ولاية ماساشوسيتس الامريكية "في العديد من دول العالم يموت عدد كبير من الاشخاص جراء عنصر غذائي واحد، وهو المشروبات المحلاة بالسكر، لذا يجب أن تكون مهمات خفض استهلاك هذه المشروبات او التخلص منها تماما احدى الاولويات على مستوى العالم"، وجاء المكسيك في المرتبة الاولى من حيث عدد الوفيات المرتبطة بتناول هذه المشروبات، إذ بلغت النسبة فيها 450 حالة وفاة لكل مليون نسمة، تتبعها الولايات المتحدة بـ 125 حالة وفاة لكل مليون نسمة.

كما قال الباحثون إن كمية السكر التي تستهلك في بلد ما لها علاقة مباشرة بشيوع أمراض السكري والقلب والاوعية الدموية والسرطان، مضيفين أن 76 بالمئة من الوفيات المرتبطة باستهلاك المشروبات المحلاة بالسكر تقع في البلدان الفقيرة او ذات الدخول المتوسطة.

ولم تشمل الدراسة عصائر الفواكه الطبيعية.

الصودا تسبب مخاطر التعرض للأزمات القلبية

الى ذلك أشارت نتائج دراسة جرت في السويد إلى ان الرجال الذين يتعاطون يوميا كأسين أو أكثر من الصودا أو المشروبات السكرية المشابهة يكونون أكثر عرضة من غيرهم للاصابة بالأزمات القلبية، وقالت سوزانا لارسون كبيرة المشرفين على الدراسة بمعهد كارولينسكا السويدي إن دراسات سابقة كانت قد ربطت بين تناول المشروبات السكرية وعدة عوامل للخطر خاصة بالنوبات القلبية منها ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى السكر بالدم وزيادة الوزن وداء السكري والسمنة، ولتأكيد العلاقة بين الأزمات القلبية وتعاطي المشروبات السكرية تابعت لارسون وفريقها البحثي مجموعة من الرجال تضم نحو 42 ألفا لفترة بلغت 12 عاما في المتوسط ومن اجل تقييم عادات تعاطي المشروبات وجهت الى المشاركين في البحث اسئلة عن عدد المرطبات أو العصائر السكرية التي يتناولونها يوميا او اسبوعيا، وخلال فترة الدراسة حدثت نحو 3600 حالة إصابة بالأزمات القلبية، وكان من يتناولون أكثر من اثنين من المشروبات السكرية أكثر عرضة بنسبة 23 في المئة للاصابة بالازمات القلبية عمن لم يتناولوها أصلا. بحسب رويترز.

لكن الدراسة لا تتعلق بالمشروبات المحلاة بالسكر بل الصودا ومثيلاتها وقالت لارسون "الرسالة المستهدفة هي ضرورة ان يقلل من الناس من تناول الصودا"، وقالت لارسون إنه على الرغم من ان الدراسة جرت على الرجال لكن يتعين على النساء توخي الحذر بشأن الصودا، وقالت لارسون وفريقها البحثي في دورية (هارت) إن أكثر من 23 مليون شخص اصيبوا بالأزمات القلبية في العالم ويرجع شيوع هذه الامراض جزئيا الى تعاطي الصودا والمشروبات الشبيهة بها، ويعترف الباحثون واضعو الدراسة بان من بين أوجه القصور في البحث تضمينه الرجال فقط كما انها تفتقر الى البيانات التي تفرق بين الصودا والمشروبات السكرية وتلك المحلاة بسكر التحلية الصناعي.

المشروبات المحلاة تسبب شيخوخة مبكرة

كما خلصت الدراسة جديدة في مجلة الصحة العامة الأمريكية، إلى أن استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر، يؤدي إلى طول عمر خلايا الدم البيضاء، وقال الباحثون في جامعة كاليفورنيا في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية إن "المشروبات الغازية السكرية قد تؤثر على صحة خلايا الدم البيضاء بطريقة تعادل التدخين." وأضاف العلماء أن "الأشخاص الذين يتناولون مشروبات الصودا بانتظام يعرضون أنفسهم لنسبة خطر أعلى للإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية". بحسب السي ان ان.

ودرس الباحثون خلايا الدم البيضاء لدى الأشخاص البالغين الأصحاء، فضلاً عن دراسة كروموزوم المشاركين في الدراسة والمعروفة باسم "تيلوميرات"، وتعتبر التيلوميرات ضرورية لانقسام الخلايا بشكل طبيعي وطول حياتها. ويعتقد العلماء أن التيلوميرات الأطول تعني أشخاصاً أكثر صحة وشباباً، فيما أن التيلوميرات الأقصر تعني صحة أقل وشيخوخة أكبر، ودرس الباحثون بيانات صادرة عن إحصاء الصحة الوطنية وفحص التغذية بين العامين 1999 و2002، والتي تضمنت معلومات عن المشروبات المحلاة بالسكر، فضلاً عن الدايت صودا، وعصير الفاكهة.

ويذكر، أن حوالي واحد من بين كل خمسة أشخاص بالغين في الدراسة، اعترفوا بتناول حوالي نصف ليتر من الصودا يومياً. ويعادل الاستهلاك اليومي لهذه الكمية 4.6 من سنوات الشيخوخة بحسب الدراسة، وأوضحت جمعية القلب الأمريكية أن أفضل طريقة للمحفاظة على وزن صحي وخفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب، تتمثل بالحد من إضافة السكر، أي ما لا يزيد عن 150 سعرة حرارية يوميا للرجال ومائة سعرة حرارية للنساء يومياً.

منافسة بين كوكاكولا وبيبسي لخفض نسبة السكر في مشروباتها

على صعيد مختلف، دخلت كل من بيبسي وكوكاكولا في منافسة قوية هذه الأيام بإطلاق مشروبها الجديد الذي يحتوي على عنصر مشترك: عشبة "ستيفيا"، التي تستخدم كمادة محلية، وستطلق بيبسي مشروبها الجديد "بيبسي ترو" منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الجاري في الأسواق الأمريكية، ولكن يمكن شراؤه حاليا عبر موقع أمازون. بحسب السي ان ان.

أما كوكاكلا، فقد بدأت ببيع منتجها الجديد "كوكاكولا لايف" في أسواق الأرجنتين، وتشيلي، وبريطانيا، والمكسيك، أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فيباع في الولايات الجنوبية، مثل جورجيا، وفلوريدا، وسيمتد إلى بقية الولايات في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ويتميز المنتجان من الشركتين بلونهما الأخضر، وتقول بيبسي إن المشروب الذي يحتوي على ستيفيا تنخفض نسبة السكر فيه بـ30 في المائة مقارنة بالمشروع الاعتيادي، أما كوكاكولا فتؤكد أن نسبة السكر في مشروبها أقل بنسبة 35 في المائة مقارنة بمنتجات الصودا، ويأتي إطلاق هذه المنتجات الجديدة في إطار حملة تطمح فيها هذه الشركات إلى تقليص نسبة السعرات الحرارية في المشروبات الغازية بـ 20 في المائة بحلول عام 2025.

مشروبات الطاقة تصيب الأطفال بمشاكل صحية خطيرة

الى ذلك كشفت دراسة علمية حديثة أصدرتها جمعية القلب الأمريكية، عن تسبب مشروبات الطاقة بمشاكل صحية خطيرة لدى الأطفال، ووجد الباحثون أن نسبة 41 في المائة من أصل 5 آلاف مكالمة وردت إلى مراكز السموم بسبب تعرض الأطفال تحت سن السادسة للتسمم نتيجة تناول مشروب الطاقة، أو المعاناة من آثار جانبية مثل تزايد نبضات القلب بشكل غير طبيعي، وركز المشرف على الدراسة، ورئيس قسم طب الأطفال في جامعة "واين ستايت" الأمريكية، الدكتور ستيفن ليبشلتز، على حالات الأطفال الذين أصيبوا بأمراض نتيجة تناول مشروبات الطاقة، في الوقت الذي تعتبر فيه الدراسات حول تأثير الكافيين محدودة.

وقال ليبشلتز إنّ تناول الأطفال كمية من الكافيين تقل عن مائة ميليغراماً يتسبب بآثار صحية سلبية، ويذكر، أنّ بعض مشروبات الطاقة تحتوي على أكثر من 300 ميليغرام من الكافيين، وهي عبارة عن مزيج من الكافيين الذي يتم إعداده في مختبرات الصيدلة بالإضافة إلى منكهات طبيعية. وأظهرت دراسة سابقة أنّ مزيج الكافيين قد يسبب مزيداً من المشاكل الصحية، ويعتقد ليبشلتز أن عدد الأطفال الذين أصيبوا بالسموم نتيجة مشروبات الطاقة قد يزيد عن الرقم الذي ذكرته الدراسة، بسبب ذهاب الأهل مباشرة إلى غرفة الطوارئ، بدلاً من الاتصال بالخط الساخن، وأوضح المدير الطبي لعيادة طب القلب الوقائي في مركز "إيموري" للرعاية الصحية في مدينة أتلانتا الأمريكية، الدكتور لورنس سبيرلنغ أن هذه النتائج تدعو للقلق، مشيراً إلى ضرورة تحمل الأهل المسؤولية بمنع أطفالهم من تناول مشروبات الطاقة.

ولم تضع إدارة الدواء والغذاء الأمريكية معياراً يحدد كمية الكافيين الآمنة للأطفال، ولكن نصحت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بعدم تناول الأطفال أي مشروبات تحتوي على الكافيين، بينما ذكر أحد التقارير الصادر عنها أن 73 في المائة من الأطفال يتناولون الكافيين يومياً، وأظهرت الدراسة أيضاً أنّ عدد الأطفال والمراهقين الذين يتناولون الكافيين يتزايد بشكل متسارع، واقترحت إدارة الأغذية والعقاقير بتناول الأشخاص البالغين الأصحاء كميات معتدلة من الكافيين تتراوح بين مائة و 200 ميليغراماً يومياً، من أجل تفادي أي مشاكل صحية خطيرة.

اضف تعليق