q

الكتاب: داعش.. جناية التأريخ
الكاتب: حمزة الجناحي
اصدار: المركز الثقافي للطباعة والنشر بابل –دمشق-القاهرة
عدد الصفحات: ـ160 صفحة
عرض: صباح محسن كاظم


 لعلّ توثيق وكتابة التأريخ المعاصر وهو لازال بصيرورة وديناميكية وتتوالي الأحداث بسرعة، مدعاة للكتابة السريعة المواكبة، ولذلك تحصل عملية عدم التمثل الكامل للواقع ومحركات التأريخ، بالعكس تماماً عندما تمضي الأحداث وتتداولها المصادر برؤى مختلفة، باحثة عن الأسباب والجذور والخفايا والمحركات الرئيسية وغير الرئيسية.

 فيما جاء كتاب الكاتب "حمزة الجناحي" بوضوح تام وكشف حقيقي وعمق بفهم ظاهرة الإرهاب، وجذور الفكر السلفي التكفيري الأموي، الذي زرع الشر بالمدن التي إحتلها بسوريا والعراق فضلاً عن تفجيراته وأفعاله بمناطق مختلفة من العالم، وإمتداد هذا الجذر التكفيري لفقهاء السوء فقهاء البترودولار الذي يسعون في الأرض خرابا.

 في هذا الكتاب الذي صدر بنهاية عام 2015 عن المركز الثقافي للطباعة والنشر بابل –دمشق-القاهرة، وبإشراف ولاء الصواف بـ160 صفحة، تناول بها المؤلف "الجناحي" حقيقة الإرهاب الداعشي، وتفكيك الظاهرة، وسقوط الموصل، والأفعال المشينة التي إرتكبتها (داعش) بالمدن التي إحتلتها، من أفعال يُندى لها الجبين الإنساني، بقتل الطفولة، وختان النساء، والإعتداء على الأعراض، وإمتهان الكرامة، وهدر الحقوق، وتشويه صورة الدين الحنيف، دين الرحمة –السلام- المحبة، ليحولوه إلى بغاء وبيع للنساء (المسبيات) والزنا وإرتكاب كل الموبقات بالمدن المستباحة التي إحتلها داعش بمساعدة دول الجوار، وبفتاوى التكفير، وبتمويل الأغبياء، وتخطيط الأعداء، وخيانة العملاء...

بالطبع تواطيء أثيل وبعض الكرد وخيانة الضباط، والتخطيط الماكر للماسونية والصهيونية ومساعدة المخابرات الدولية، كان من بعض الأسباب التي تعرض لها "المؤلف" بكتابه المهم الذي فضح بمقالاته تلك، الأساليب الدنيئة غير الإنسانية وغير اللائقة التي مارسها تنظيم الدولة غير الإسلامية، والتي أدت إلى آثار سلبية في المسبيات والتي وقع عليهن الحيف من خلال الإعتداء على الأعراض، أدت إلى الإنتحار والهروب لبعضهن، بعلم من بعضهم وتواطيء لبعضهن من المتحالفات مع داعش بقصص مؤلمة تدمي القلب –لنساء عراقيات- دمروا اعراضهن بأفعالهم القذرة والوحشية.

 فصل قصصها بهذا الكتاب، والسياسة الممنهجة بإستدراج جميع المقاتلين من خلال الإبتذال وزواج النكاح من المسبيات الايزيديات والمسيحييات وما استبيح من اعراض المسلمين من كل الطوائف.

 لقد وضح الكتاب الخلفيات الفكرية لهؤلاء القتلة الأوباش (ابو بكر البغدادي) وقادة داعش، وعدم الإستفادة من الصندوق الأسود ابو هاجر الذي أعتقل من القوات الامنية قبل سقوط الموصل بـ3 ايام، وهو لديه المعلومات الكاملة عن التنظيم ورجاله، وروى "الجناحي" مفارقات كبرى وخطيرة بالكتاب عن المتآمرين على سقوط الموصل حين دخوله كيف حلقت الطائرات ملوحة بأعلام داعش بعد دخول اكثر من 100 سيارة وتوجه 3 سيارات منها للمطار العسكري، او بوثيقة اثيل النجيفي للشرطة بعدم مقاومة المجاهدين حين دخول المدينة وغيرها الكثير، الكتاب جهد تحليلي وتوثيقي بارع..

اضف تعليق