q

تجتاح العالم موجة من التخوف من ظاهرة انتشار مرض انفلونزا الخنازير، الذي يواصل انتشاره في عدد من دول العالم من بينها اليابان حيث سجلت اولى الاصابات والبرازيل وايطاليا حيث اعلنت حالات عدوى نادرة، وعدد الاصابات في الولايات المتحدة اكبر مما هو في المكسيك التي انتشر منها المرض، كما من المتوقع أن توقف فرنسا أنشطة الاستيراد المتعلقة بالخنازير من بعض الدول إثر تزايد مخاوف انتشار فيروس جديد قاتل يصيب الخنازير، ونفق حوالي سبعة ملايين من الخنازير الصغيرة في الولايات المتحدة العام الماضي لإصابتها بفيروس الإسهال الوبائي الذي يصيب الخنازير.

كما اكتُشف المرض أيضا في كندا والمكسيك واليابان، في حين اثارت انفلونزا الخنازير التي تسببت بوفاة عشرين شخصا في المكسيك حيث تجري تحاليل ل60 حالة وفاة اخرى، وبثماني اصابات غير مميتة في الولايات المتحدة، قلق السلطات الصحية العالمية التي دقت ناقوس الخطر خشية من انتشار الوباء على نطاق واسع بين البشر.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، من الممكن أن يصيب هذا المرض الأشخاص الذين يلامسون الخنازير المصابة بالعدوى أو الأسطح الملوثة؛ فالعاملون في مزارع الخنازير هم الأكثر عرضة للإصابة به بالدرجة الأولى، وكما هو الحال في الانفلونزا العادية، فإن الأطفال وكبار السن هم الفئة الثانية الأكثر عرضة للإصابة بمرض انفلونزا الخنازير، لأن أجهزتهم المناعية تكون ضعيفة عادة، ومع ذلك فليس الأمر على إطلاقه؛ فإذا كانت انفلونزا الخنازير مثل الانفلونزا العادية، فمن الممكن أن يكون أي شخص معرض لخطر الإصابة بها، وخصوصا البالغين والأطفال الذين يعانون من أمراض تضعف الجهاز المناعي مثل: أمراض القلب، والربو، والسكري، والإيدز، والسرطان.

هل يوجد علاج لمرض انفلونزا الخنازير؟، في الحقيقة لا يوجد علاج لأي نوع من أنواع الانفلونزا، على أن الدراسات المخبرية أظهرت أنه من المفترض أن تكون الأدوية المعتمدة لعلاج الانفلونزا العادية فعالة في علاج انفلونزا الخنازير، لكن هذا المرض أكثر خطورة من الانفلونزا العادية، ويحتاج المصابون به إلى العناية الطبية الخاصة في المستشفيات.

ونكرر أنه قد يكون لبعض الأدوية المضادة للفيروسات أثر في علاج الحالة في الوقت الحالي، مع مراعاة وجوب تناولها تحت إشراف الطبيب خوفا من أي آثار جانبية، ومع ذلك يتوجب على المصابين بالانفلونزا العادية أن يأخذوا قسطا وفيرا من الراحة والنوم، مع الإكثار من شرب السوائل، كما يساعد تناول الأدوية المضادة للحرارة وأدوية السعال في تخفيف الأعراض، ويجب أن يحرص هؤلاء الأفراد على النظافة الشخصية، بتكرار غسل أيديهم لتجنب نشر الفيروس، وبالطبع عليهم الاستمرار في مراقبة وضعهم الصحي، فإذا ازدادت الحالة سوءا كأن استمرت الحرارة في الارتفاع، أو حصلت إصابة بضيق نفس فعليهم مراجعة الطبيب.

بحسب الخبراء فان الوقاية من انفلونزا الخنازير تتمثل فيما يلي الحرص على عدم الاختلاط القريب او التلامس مع اشخاص مصابين بانفلونزا الخنازير، الحرص على غسل اليدين، بالصابون والماء. كما ان انواعا من غسول اليدين التي تحتوي على الكحول فقد تكون مفيدة جدا، الامتناع عن لمس العينين والفم والانف، اذ ان هذه هي الطريقة التي ينتقل بها الفيروس، الامتناع عن لمس الاسطح التي يمكن ان تكون ملوثة بالفيروس. بعض الفيروسات يمكنها ان تعيش لمدة ساعتين او اكثر على اسطح معينة، مثل: مقابض الابواب، الطاولات في المقاهي وطاولات العمل، الحرص على سلامة الصحة العامة، على الراحة الكافية، على التغذية المتوازنة، المتنوعة والصحية، وعلى شرب كميات كبيرة من السوائل.

على الصعيد نفسه أعلنت مؤخرا منظمة الصحة العالمية أن أنفلونزا الخنازير انتقل إلى الدرجة السادسة حسب التصنيف العالمي للأوبئة وهذا لا يعني طبعا أن المرض اليوم أصبح أكثر خطورة من الأمس رغم ان الإعلان يبدو مخيفا لنا، فيما ابرز التقارير والدراسة رصدتها شبكة النبأ المعلوماتية حول انتشار مرض انفلونزا الخنازير في العالم.

فلسطين

في سياق متصل اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن تسجيل أكثر من خمسين اصابة بانفلونزا الخنازير (اتش1 ان1) في الاراضي الفلسطينية ادت اثنتان منها الى الوفاة خلال الشهرين الماضيين، وقال وكيل وزارة الصحة الفلسطينية اسعد رملاوي في بيان "منذ بداية موسم الشتاء الحالي، تم تشخيص ما مجموعه 54 حالة اصابة بالمرض، تعافت جميعها باستثناء حالتي وفاة من ذوي المناعة المنخفضة حيث كان المريضان يعانيان من امراض بالقلب والرئتين والكلى ومن ذوي الاعمار المتقدمة". بحسب فرانس برس.

من جهته اكد مصدر طبي في قطاع غزة طلب عدم الكشف عن اسمه "توفيت في المستشفى امرأة تبلغ من العمر 38 عاما وهي من سكان مخيم النصيرات (وسط) الاحد بسبب اصابتها بفيروس انفلونزا الخنازير +اتش1 ان1". وقال الطبيب ان الفحوصات المخبرية اكدت ان سبب الوفاة هي الاصابة بانفلونزا الخنازير، سبق ان تفشى فيروس انفلونزا الخنازير في الاراضي الفلسطينية واسرائيل مخلفا عشرات الوفيات.

ايران

بينما اعلنت وزارة الصحة الايرانية ان انفلونزا الخنازير اودت بحياة 33 شخصا خلال ثلاثة أسابيع في جنوب غرب البلاد مؤكدة ان طهران مهددة بانتشار فيروس H1N1، بحسب وكالة الانباء الرسمية، واحصيت الوفيات في محافظات كرمان (28) وسيستان بلوشستان (5)، وفقا لما نقلته الوكالة عن نائب وزير الصحة علي أكبر سياري، مضيفا أن سبع محافظات أخرى، بما في ذلك طهران مهددة حاليا. بحسب فرانس برس.

وقال سياري "تعتبر وزارة الصحة أن الفيروس سينتشر في الايام المقبلة في محافظات طهران واذربيجان الشرقية، واذربيجان الغربية وكرمنشاه"، ونقل الى المستشفى قرابة 600 شخص في ثلاثة أسابيع في محافظة كرمان، وفقا لمدير المستشفى الجامعي المحلي، ونقلت وكالة ايسنا عن علي اكبر حج دوست قوله "تم اكتشاف آثار فيروس H1N1 قبل ثلاثة أسابيع، ونحن أول محافظة تحدثت عن الوباء".

ودعا حج دوست المواطنين في المحافظة الى الحد من تحركاتهم خلال ثلاثة أيام اعتبارا من الخميس تجنبا لانتشار الفيروس، وفي حزيران/يونيو 2009، بعد حالات ظهرت في الولايات المتحدة والمكسيك، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الانذار، وقتلت هذه الانفلونزا الآلاف في 214 دولة حتى اب/أغسطس 2010 عندما رفعت منظمة الصحة العالمية تحذيرها.

أمريكا

فيما رصد الباحثون الأمريكيون سلالة جديدة من الفيروسات قضت على الملايين من صغار الخنازير في مؤشر على ان الفيروس يواصل تحوره فيما يسعى المنتجون لاحتواء المرض، وقال دوجلاس مارثالر الاستاذ المساعد للعشائر البيطرية بجامعة مينيسوتا أمس الاثنين إنه تم رصد سلالة ثالثة من فيروس الاسهال الوبائي للخنازير في قطيع من خنازير مينيسوتا ووجد انها شرسة بنفس درجة سلالة اكتشفت في الولايات المتحدة في اوائل عام 2013. بحسب رويترز.

ويرى مارثالر -الذي أعلن عن اكتشاف سلالة فيروسية الشهر الماضي في دورية تصدرها المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها- ان السلالة الجديدة مجرد طفرة ناجمة عن السلالة الأصلية. وسبق ان تم اكتشاف سلالة ثانية أقل ضراوة.

وقال إن السلالة الاصلية ربما تكون قد تحورت ردا على تزايد المناعة داخل قطعان الخنازير كما انها طبيعة هذه السلالة من الفيروسات التي تتحور اثناء تكاثرها، واضاف "هذا الفيروس دائم التغير"، وقتل هذا الفيروس ثمانية ملايين خنزير على الاقل -اي ما يمثل تقريبا عشرة في المئة من عشائر الخنازير بالولايات المتحدة- خلال العامين الاخيرين، ومن غير المعروف كيف وصل هذا الفيروس -الذي يتسبب في حالات من الاسهال الشديد للخنازير- الى الولايات المتحدة وكان قد عثر عليه في مناطق بآسيا واوروبا، ويتعين على منتجي الخنازير اتخاذ تدابير احترازية للحيلولة دون انتشار السلالة الجديدة مثلما حدث في السلالتين السابقتين بما في ذلك غسل الشاحنات وباقي المعدات، واعلنت وزارة الزراعة الامريكية ان هذا الفيروس لا يمثل أي خطر على البشر او سلامة الاغذية.

أوروبا

على رغم أن المرض غير ضار للبشر أو الطعام، إلا أن فرنسا قلقة بشأن تأثيره الاقتصادي المحتمل، ومن المتوقع أن توقف استيراد الخنازير الحية وحيواناتها المنوية، وينتشر الفيروس في الفضلات، ويقوم بمهاجمة أحشاء الخنازير ومنعها من امتصاص السوائل والمغذيات، ويمكن للخنازير الكبيرة أن تتعافى من المرض، إلا أن نسبة النفوق بين الخنازير الصغيرة تتراوح بين 80 و100 في المئة، وقدر أحد الخبراء أن مقدار ملعقة من السماد الذي يحوي ذلك الفيروس بإمكانها إصابة قطعان الخنازير كلها في الولايات المتحدة. بحسب البي بي سي.

ووفقا للمنظمة العالمية لصحة الحيوان، يُعتقد أن مصدر المرض هو الصين، وقال المدير العام للمنظمة، برنارد فالات، لبي بي سي إن "التحليلات الوراثية للمرض تظهر تشابها مع السلالة الآسيوية، لكن دليل عبور المرض من آسيا إلى الولايات المتحدة لم يجر إثباته بعد. وفي الوقت الحالي، لا يمكن الجزم بوجود هذه العلاقة، وما هي إلا شكوك"، وفي أمريكا الشمالية، انتشر المرض بسرعة شديدة، حيث ظهر حوالي أربعة آلاف حالة إصابة في 30 ولاية أمريكية، وأربع مقاطعات كندية وبعض الأجزاء من المكسيك.

"إن التحليلات الوراثية للمرض تظهر تشابها مع السلالة الآسيوية، لكن دليل عبور المرض من آسيا إلى الولايات المتحدة لم يجر إثباته بعد. وفي الوقت الحالي، لا يمكن الجزم بوجود هذه العلاقة، وما هي إلا شكوك"، ويرى الخبراء في هذا المجال أن التهاون في الأمن الحيوي هو عامل هام لانتشار الفيروس، وفي يونيو/حزيران من العام الماضي، أظهرت دراسة أمريكية أن حوالي 17 في المئة من الشاحنات التي تنقل الحيوانات للمجازر كانت تحمل الفيروس، ويقول زوي ديفيس، من الرابطة الوطنية لمربي الخنازير في بريطانيا، إن الدراسة كشفت أيضا عن "أن 11 في المئة من الشاحنات غير المصابة، خرجت من المجازر وهي تحمل الفيروس، لذا فإن الأمر له علاقة بعدد الحيوانات في المكان، وهكذا ينتشر المرض".

ومن بين أحد العوامل التي تزيد من صعوبة منع انتشار المرض هي استخدام دماء الخنازير المجففة في مواد التغذية التي تعطى للخنازير الرضيعة، ويقول فالات "يشتبه أن تكون التغذية مصدرا من مصادر انتقال الفيروس أيضا، فدماء المجازر التي لم تُسخن بشكل كاف يشتبه في أن تكون هي مصدر المرض، وليس لدينا دليل علمي، لكنه يعتبر أحد أعلى الاحتمالات."

وتعتبر الخطوة الفرنسية بوقف استيراد الخنازير الحية ومنتجاتها وحيواناتها المنوية رد فعل لعدم وجود تحرك على مستوى الاتحاد الأوروبي.

وفي المملكة المتحدة، تقول الرابطة الوطنية لمربي الخنازير إنها حصلت على دعم كبار المستوردين لمنع استيراد الخنازير من البلاد المصابة. كما قالت إن 92 في المئة من الخنازير التي تجري تربيتها في بريطانيا لا تتغذى على منتجات الدماء، بينما ينتشر استخدام هذه المواد الغذائية في دول أخرى في الاتحاد الأوروبي.

وهناك مخاوف من أن يؤدي وصول المرض إلى أوروبا إلى خسائر اقتصادية كبيرة، خاصة لمربي الخنازير في الدنمارك وهولندا وألمانيا، ورغم أن مفوضية الاتحاد الأوروبي ناقشت الأمر، إلا أنها لم تتوصل بعد لقرار يمنع الاستيراد، وبحسب تقارير إخبارية، يقول مسؤولون في الحكومة الفرنسية إنهم اتخذوا قرار المنع "انتظارا للقرار الأوروبي"، واكتُشف المرض لأول مرة في المملكة المتحدة عام 1971، إلا أن تلك السلالة كانت ضعيفة وسرعان ما اعتادت عليه الخنازير واكتسبت مناعة ضده.

ويقول فالات إن تاريخ تعرض الخنازير الأوروبية لفيروسات مشابهة قد يعطي الأمل في إمكانية حمايتها. وأضاف قائلا: "انتشر المرض من قبل في أوروبا، لكن بسلالة مختلفة. وإذا تبقت بعض آثار انتشار الفيروس، فمن الممكن حماية الحيوانات، لكنه أمر غير مؤكد"، بينما يرى ديفيس أن هذه الافتراضية خاطئة، وأن الخنازير الأوروبية عُرضة للإصابة، وقال: "أجرينا اختبارات على قطعاننا، ونعتقد أن حوالي عشرة في المئة من الحيوانات تحمل أجساما مضادة للسلالات السابقة من المرض، لذا فقطعاننا ضعيفة، ونحن قلقون من ذلك"، وفي الولايات المتحدة، ارتفعت أسعار لحوم الخنازير بشكل ملحوظ، بينما لم يتأثر الطلب على لحومها. ووفقا لمصنعي لحوم الخنازير في الولايات المتحدة، تواجه هذه الصناعة سنة مالية صعبة، ويقول فالات إن "إحدى تبعات المشكلة هي منع المنتجات من الأسواق، وبالتالي زيادة الأسعار. وهي أخبار جيدة بالنسبة للقطعان غير المصابة".

رحلة انفلونزا الخنازير في الجسم

يدخل فيروس انفلونزا الخنازير كغيره من الفيروسات، الى الجسم عن طريق الشعب الهوائية العليا ومنها الى الخلايا التي يستخدمها من اجل التكاثر، وثمة ثلاثة انواع من الفيروسات "ايه" و"بي" و"سي" ولا يسبب النوع الاخير الا اضطرابات تنفسية بسيطة، اما النوعان "ايه و"بي" فيشملان نوعين من البروتينات السطحية هي الايماغلوتينين والنورامينيداز التي تظهر على شكل شويكيات تغلف الفيروس. بحسب فرانس برس.

والفيروس "اتش1ان1" (الايماغلوتينين من النوع الاول والنورامينيداز من النوع الاول) الذي يقف وراء وباء انفلونزا الخنازير هو من النوع "ايه". ويمكن ان يتفرع الى انواع ضمنها متغايرات عدة، ويتألف الفيروسان "ايه" و"بي" من ثمانية اجزاء من "آر ان ايه" (الحمض الريبي النووي) تختلط ببعضها كورق الشدة، كما تصفها عالمة الفيروسات سيلفي فان دير فيرف، ويمكن للفيروسين تاليا ان يخضعا لتغييرات كبيرة حتى انهما قد يتحولان بشكل جذري.

ويعتبر الخنزير من حيث طبيعته مستقبلا لاشكال مختلفة من الفيروسات يمكنها ان تجتمع لتولد فيروسا متعددا. هذه هي حال فيروس "اتش1ان1" الذي يجمع بين سلالتين من فيروسات الخنازير وسلالة من فيروس الطيور وسلالة من فيروس بشري. وهو قابل للانتقال الى البشر، والاخطر من ذلك هو ان الفيروس يستخدم الانسان كجسم ناقل لنقل العدوى من انسان لاخر، حين تنتقل العدوى الى الانسان، يتشبث فيروس الانفلونزا بخلايا الجهاز التنفسي ويجتاز الظهارة، وهي طبقة سطحية تحمي الخلايا، وليتكاثر هذا الفيروس يقوم باعادة برمجة الخلية ويحور وظيفتها بما يخدمه. فتتمكن كل خلية مصابة بالتالي من انتاج مئات الخلايا الفيروسية لتستشري في الجهاز التنفسي باكمله.

وتتراوح مدة حضانة فيروس انفلونزا الخنازير بين ثلاثة وسبعة ايام، وقد تمتد اكثر لدى الاطفال الصغار. وتشبه اعراضها الانواع الاخرى من الانفلونز وهي تشمل ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة والما في العضلات وارتعاشا وسعالا... وينتقل هذا الفيروس المعدي جدا بواسطة قطيرات الماء التي تنتشر في الهواء عند التنفس او السعال او العطس. وينصح العلماء بعزل المصاب بالعدوى واعطائه مضادات الفيروسات لاحتواء الوباء.

لا تزال استجابة الجسم لهذا الفيروس مجهولة. وقال عالم الفيروسات البريطاني جون اكسفورد "مع اننا لم نشهد هذا الفيروس من قبل، الا اننا تعرضنا لفيروسات من سلالة +اتش1ان 1+ منذ 1978"، ويرى ان جسم الانسان لديه تاليا بعض المناعة ضد هذا الفيروس خلافا للفيروس المسبب لانفلونزا الطيور "ايتش5 ان1" الجديد كليا على الجسم.

آخر التطورات المتعلقة بانفلونزا الخنازير

-- افادت آخر حصيلة نشرتها منظمة الصحة العالمية السبت في جنيف ان عدد المصابين بلغ 3440 في 29 بلدا، توفي منهم 48.

الارتفاع الكبير في عدد المصابين (2384) ناجم عن ارتفاع عدد الاصابات بمقدار الضعف في الولايات المتحدة التي اصبحت البلد الاكثر تضررا.

ارتفع عدد الدول ايضا التي تضم مصابين بالمرض من 24 الى 29 بعد تأكيد استراليا واليابان والارجنتين والبرازيل وبنما وجود اصابات فيها.

-- في المكسيك ارتفع عدد الوفيات الى 48، بزيادة ثلاث عن الحصيلة السابقة وعدد المصابين الى 1626 بحسب وزارة الصحة المكسيكية.

وارتفاع عدد الوفيات ناجم عن تحاليل اجريت بعد وفاة ثلاث اشخاص كان يشتبه باصابتهم بالمرض وليس عن وفيات جديدة.

وهؤلاء الثلاثة توفوا في ولاية خاليسكو (غرب). وقال المصدر نفسه انها اصابات "مرجحة" وليست "مؤكدة".

اعلنت ولاية خاليسكو الجمعة اغلاق المطاعم والمقاهي والملاعب الرياضية وغيرها. وكانت اجراءات مماثلة اتخذت الاسبوع الماضي في العاصمة لكن كل هذه الاماكن فتحت مجددا.

-- في الولايات المتحدة ارتفع عدد المصابين الى 1639 شخصا، بزيادة 743 عن الجمعة في 43 ولاية. لكن حصيلة الوفيات لم تتغير وما زالت شخصين.

-- في اليابان تأكدت اصابة ثلاثة اشخاص هم رجل وفتيان عائدان من كندا من طريق الولايات المتحدة.

تحتل كندا المرتبة الثالثة في عدد الاصابات (242 اصابة مؤكدة بحسب منظمة الصحة العالمية و224 بحسب الارقام التي اصدرتها السلطات الجمعة). وقد توفي شخص واحد.

-- سجلت ثماني اصابات جديدة في بريطانيا (بالغان وستة اطفال).

بعض هؤلاء كانوا يرتادون المدرسة نفسها في لندن، وقد اغلقت في اجراء احتياطي. وبذلك ارتفع عدد الاصابات في بريطانيا الى 47 شخصا.

-- سجلت اول اصابة في استراليا لامرأة اصيبت بالعدوى في الولايات المتحدة شفيت قبل عودتها الى بلدها.

سجلت اول اصابتين في بنما واصابتان جديدتان في نيوزيلندا (سبع اصابات في المجموع)

-- اعلنت حالتا عدوى داخليتان (ليس بين اشخاص عائدين من مناطق موبوءة) في البرازيل (ست اصابات في المجموع) وعدوى داخلية في ايطاليا (ثماني اصابات في المجموع).

اسئلة واجوبة عن انفلونزا الخنازير

- سؤال : ما هي انفلونزا الخنازير؟

- جواب : انه مرض تنفسي لدى الخنازير يسببه فيروس انفلونزا من نوع ايه ويمكن ان ينتشر بسرعة.

- سؤال : هل هو قابل للانتقال لدى الانسان؟

- جواب : انفلونزا الخنازير تنتقل عرضا الى الانسان وعموما الى اشخاص على اتصال مع هذه الحيوانات.

- سؤال : هل يمكن التقاط الانفلونزا من خلال اكل لحم الخنزير؟

- جواب : لا، على ما اكدت وزارة الزراعة السبت في باريس. "هذه الانفلونزا التي تأتي من الخنازير في المكسيك لا تنتقل عبر اكل اللحم بل عبر الهواء من انسان الى انسان"، فحرارة الطهي (71 درجة مئوية) تقتل الفيروس والبكتريات كما اوضحت المراكز الاميركية لمراقبة الامراض.

- سؤال : هل انتقال المرض بين البشر ممكن؟

- جواب : هناك حالات انتقال بين البشر. في الولايات المتحدة توفي شخصا في 1976 و1988 والمراكز الاميركية لمراقبة الامراض سجلت في 17 نيسان/ابريل اصابة طفلين في التاسعة والعاشرة من العمر لم يكن لهما اي اتصال مع الخنازير.

- سؤال : هل هناك نوع جديد من انفلونزا الخنازير؟

- جواب : كما هو الامر لدى الانسان فان فيروسات الانفلونزا تتغير باستمرار لدى الخنزير. فلدى الخنازير في اجهزتها التنفسية لواقط حساسة لفيروسات الانفلونزا المتعلقة بالخنازير والبشر او الطيور. الخنزير يشكل "بؤرة" مواتية لظهور فيروسات انفلونزا جديدة بواسطة تركيبات جينية في حالات العدوى المتزامنة، ومثل هذه الفيروسات الهجينة تثير القلق من ظهور فيروس جديد للانفلونزا حاد مثل انفلونزا الطيور لكنه قابل للانتقال مثل الانفلونزا البشرية. وهذا النوع من الفيروس الذي يجهله النظام المناعي البشري قد يحمل المواصفات الضرورية لانتشار وباء الانفلونزا على نطاق واسع.

- سؤال : ما هي البلدان المعنية في الوقت الحاضر؟

- جواب : خارج المكسيك والولايات المتحدة، قامت السلطات الصحية في البيرو وتشيلي وكوستاريكا بتفعيل خطط للتيقظ الصحي، في كندا لم تسجل اي حالة لكن وزيرة الصحة الكندية ليونا اغلوكاك طلبت من الكنديين توخي اكبر قدر من التيقظ بغية تفادي انتشار هذا الوباء، كما وضعت فرنسا مركز ازمة بغية متابعة تطور الوضع الصحي في المكسيك. واوضحت باريس السبت ان "فرنسا لا تستورد خنازير حية، ولا لحم خنزير من المكسيك".

- سؤال : هل يوجد لقاح ضد هذا المرض؟

- جواب : نعم للخنازير. نعم ولا بالنسبة للانسان. اعلنت السلطات المكسيكية نقلا عن منظمة الصحة العالمية ان اللقاح ما زال يتطابق مع نسخة سابقة للفيروس تجعله اقل فعالية. لكن "انتاج لقاح امر ممكن في حال تم تحديد الفيروس" لكنه يتطلب "بعض الوقت" كما قالت منظمة الصحة العالمية، في انتظار ذلك فان "تاميفلو" الدواء الذي يستخدم لمعالجة انفلونزا الطيور فعال لهذا الفيروس كما اكدت منظمة الصحة العالمية، اما اللقاح ضد الانفلونزا البشرية الموسمية فلا يحمي من انفلونزا الخنازير.

- سؤال : لماذا دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر؟

- جواب : "لان هناك حالات بشرية مترافقة مع فيروس انفلونزا الحيوان ولكن ايضا بسبب الامتداد الجغرافي لظهوره في اماكن مختلفة وكذلك بسبب العمر غير الاعتيادي للمجموعات المصابة" كما قالت منظمة الصحة العالمية.

انفلونزا الخنازير بالأرقام

الى ذلك اعلنت منظمة الصحة العالمية في آخر حصيلة نشرتها الاحد على موقعها الالكتروني ان عدد الاصابات بانفلونزا الخنازير وصل الى 8480 اصابة في 39 بلدا بينها 72 اصابة قاتلة، وتفيد هذه الحصيلة عن تباطؤ كبير في عدد الاصابات المسجلة عن الايام الاخيرة اذ كانت المنظمة تعلن بصورة شبه يومية نحو الف اصابة جديدة، ورفعت المنظمة السبت حصيلتها الى 8451 اصابة في 36 بلدا مع بقاء عدد الوفيات ثابتا، مقارنة مع 4694 اصابة اعلنتها في مطلع الاسبوع، وما زالت الولايات المتحدة تسجل اكبر عدد من الاصابات رغم استقرار حصيلتها على ما كانت عليه بالامس (4714) تليها المكسيك (2895) حيث بؤرة الانفلونزا الجديدة الناتجة من فيروس ايه (اتش1 ان1). بحسب فرانس برس.

واضيفت الهند وتركيا وماليزيا الى قائمة منظمة الصحة العالمية التي تكون ارقامها غالبا ادنى مما تعلنه الدول المعنية بسبب اجراءات التحقق التي تتبعها بعد اعلان الاصابات.

الولايات المتحدة : 4714، 4 وفيات

المكسيك : 2895، 66 وفاة

كندا : 496، وفاة واحدة

كوستاريكا : 9، وفاة واحدة

اسبانيا : 103

المملكة المتحدة : 82

بنما : 54

فرنسا : 14

المانيا : 14

كولومبيا : 11

ايطاليا : 9

نيوزيلندا : 9

البرازيل : 8

اسرائيل : 7

اليابان : 7

الصين : 5

السلفادور : 4

بلجيكا : 4

كوريا الجنوبية : 3

هولندا : 3

غواتيمالا : 3

كوبا : 3

السويد : 3

فنلندا : 2

النروج : 2

تايلاند : 2

ماليزيا : 2

النمسا : 1

الارجنتين : 1

استراليا : 1

الدنمارك : 1

البرتغال : 1

سويسرا : 1

ايرلندا : 1

بولندا : 1

الاكوادور : 1

البيرو : 1

الهند : 1

تركيا : 1

اضف تعليق