q
سياسة - عنف وارهاب

حصاد الارهاب في عام 2015

هل كان عام 2015 عاما غير عادي في ما يتعلق بالعنف والارهاب؟، المقارنة الإحصائية لها مشاكلها، حيث من الصعب الحصول على أرقام موثوق بها للقتلى والمصابين من بعض مناطق العالم، وفي ما يتعلق بالأرقام التي نشرت عن الهجمات، قد يكون 2015 أسوأ من 2014، الذي كان قد شهد زيادة بنسبة 80 بالمئة في عدد ضحايا الإرهاب عن العام الذي يسبقه وكان أكثر السنين عنفا منذ 2001، وفقا للمؤشر الدولي للإرهاب الذي يتابع مثل هذه الهجمات.

وقد تصدرت الأعمال الإرهابية تتصدر عناوين الصحف في عام 2015، حيث شهد العالم الهجوم على مجلة شارلي إبدو الفرنسية، وإسقاط الطائرة الروسية في سيناء والهجوم على منتجع في مدينة سوسة التونسية. ولكن غيرها من الهجمات في نيجيريا وباكستان وأفغانستان لم تحظ بتغطية إعلامية واسعة. وفي ما يلي تغطية للأحداث الإرهابية التي شهدها العالم هذا العام:

فرنسا

بدأ العام بداية دامية في فرنسا، ففي يناير/كانون الثاني وقعت سلسلة من الهجمات في باريس قتل فيها 26 شخصا، من بينهم ثلاثة مهاجمين، وأصيب فيها 22 شخصا، ففي 13 نوفمبر/تشرين الثاني منع رجل يرتدي حزاما ناسفا من دخول ملعب "ستاد دو فرانس" لكرة القدم بعد أن اكتشف تفتيش أمني روتيني في الملعب ما يحمله من متفجرات، ووفقا للتقارير، ابتعد الرجل عن حراس الأمن وفجر حزامه الناسف، مما أدى إلى مقتله هو وأحد المارة.

وكان هذا الأول من بين ثلاثة انفجارات خارج الاستاد على المشارف الشمالية لباريس، في الوقت الذي كانت فرنسا تلعب فيه مباراة ضد ألمانيا في مباراة ودية، وكان أيضا واحدا من سلسلة من الهجمات في العاصمة الفرنسية قتل فيها 130 شخصا وأصيب المئات.

نيجيريا

على الرغم من أن تنظيم "الدولة الإسلامية" تصدر عناوين الصحف بصورة أكبر، يعتقد أن جماعة بوكو حرام الإسلامية المتشددة قتلت عددا أكبر من الأشخاص هذا العام.

في يناير/كانون الثاني هاجمت الجماعة بلدة باغا شمال غربي نيجيريا، التي تقول سلطاتها إن 150 شخصا قتلوا في الهجوم، ولكن سكانا محليين يقولون إن نحو ألفي شخص قتلوا في الهجوم، وأدت سلسلة من الهجمات بالأسلحة النارية والقنابل في العديد من البلدات في شمال البلاد إلى مقتل المئات في يونيو/حزيران ويوليو/تموز وأغسطس/آب، ويعتقد أن بوكو حرام مسؤولة ايضا عن هجمات في تشاد والكاميرون المجاورتين العام الماضي.

باكستان

متطوع باكستاني يتفقد حافلة عقب انفجار قنبلة في كويتا يوم 19 أكتوبر/تشرين الثاني

استهدفت مساجد الشيعة في باكستان مرات عدة خلال العام. وقتل 40 شخصا على الأقل في تفجير بالقنابل في مسجد في اقليم جنوب السند في يناير/كانون الأول، وقال مسلحون سنة على صلة بطالبان باكستان إنهم شنوا الهجوم.

ووقعت هجمات مماثلة في فبراير/شباط وأكتوبر/تشرين الأول وهوجمت كنائس في لاهور في مارس/آذار، وفي مايو/أيار قتل 45 شخصا على الأقل في هجوم مسلح على حافلة تقل شيعة إسماعيليين في كراتشي.

أفغانستان

في إبريل/نيسان قتل 33 شخصا واصيب مئة آخرون في تفجير انتحاري شرقي افغانستان في مدينة جلال أباد، ووقع التفجير قبالة مصرف حيث كان موظفون حكوميون وفي الجيش يصطفون للحصول على رواتبهم، وشهد مايو/أيار عددا من الهجمات في كابول.

تونس

قتل 38 شخصا عندما فتح مسلح النار على سائحين في منتجع سوسة الساحلي الشمالي، ووصف شهود كيف وصل المسلح، الذي حُددت هويته بأنه الطالب التونسي سيف الدين رزقي، إلى المنتجع مستقلا قاربا يعمل بمحرك ظهر الجمعة 26 يونيو/حزيران، وترجل رزقي من القارب واطلق النار من مدفع كلاشنيكوف أخرجه من مظلة يحملها وفتح النار بصورة عشوائية على سائحين الذين جلسوا للاستمتاع بالشمس في الفندق الفاخر.

وفي وقت سابق من العام، قتل 22 شخصا، من بينهم 17 سائحا، في هجوم مسلح على متحف برادو في تونس العاصمة، وتقول الشرطة البريطانية إن الهجومين متصلان.

تركيا

أدى هجومان متزامنان في مظاهرة في أنقرة إلى مقتل أكثر من مئة شخص في أكتوبر/تشرين الأول، وهو أكثر الأحداث الإرهابية عنفا على الإطلاق في تركيا، وقال طبيب نفسي ساعد ضحايا الهجوم إن أكثر من ألف قطعة من أشلاء الضحايا وصلت حتى يتم التعرف عليها، وشهد التفجير آلاف الأشخاض الذين تجمعوا للمشاركة في المظاهرة قبالة محطة القطارات في أنقرة، وأدى هجوم سابق في بلدة سوروك التركية إلى مقتل 30 ناشطا كانوا يعيدون بناء بلدة عين العرب (كوباني) الكردية في سوريا.

مصر

في أكتوبر/تشرين الأول تحطمت طائرة روسية كانت قد غادرت للتو مطار منتجع شرم الشيخ متجهة إلى مدينة سان بطرسبرغ في سيناء، ويعتقد أن الطائرة أسقطت بفعل قنبلة. وقالت جماعة مسلحة في سيناء على صلة بتنظيم "الدولة الإسلامية" إنها شنت الهجوم الذي راح ضحيته 224 شخصا، غالبيته العظمى من الروس، ويقول المحققون المصريون إنهم لم يجدوا حتى الآن ما يشير إلى أن الحادث كان نتيجة عمل إرهابي، ولكن هذا لا يتفق مع الرؤية الروسية والغربية للحادث.

لبنان

وفي اليوم الذي سبق مباشرة هجمات نوفمبر/تشرين الثاني في باريس قتل 37 شخصا على الأقل وأصيب 181 شخصا في انفجارين في منطقة سكنية في بيروت، وفجر الانتحاريون انفسهم في شارع مزدحم في ضاحية برج البراجنة، التي تعد معقلا لجماعة الحزب الله الشيعية، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤليته عن الهجوم، وكان هذا أكثر التفجيرات عنفا في بيروت منذ انتهاء الحرب الأهلية منذ 25 عاما.

الولايات المتحدة

في الثاني من ديسمبر/كانون الأول قتل 14 شخصا بعد أن هاجم مسلحان مركزا للرعاية في سان برناردينو في كاليفورنيا، وقتل مشتبه بهما مدججان بالسلاح، وهما الزوجان سيد رضوان فاروق وتاشفين مالك، في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.

وقال مسؤولون أمريكيون إن تاشفين مالك كانت قد أعلنت ولاءها لتنظيم "الدولة الإسلامية" على شبكات التواصل الاجتماعي في يوم إطلاق النار. ولهذا قال مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي إنه يتعامل مع الحادث بوصفه حادث إرهابي. بحسب البي بي سي.

أبرز هجمات داعش في 2015

في سياق متصل أعلن تنظيم "داعش" على مدار عام 2015 عن تنفيذ عشرات الهجمات الإرهابية حول العالم، والتي تركز أغلبها في منطقة الشرق الأوسط، وتبنى "داعش" العديد من الهجمات التي لم يثبت تورطه بشكل مباشر في تنفيذها، بل نفذها أنصاره أو أشخاص يعتنقون فكر التنظيم. بحسب السي ان ان.

ونرصد فيما مجموعة من أبرز الهجمات حسب التسلسل الزمني:

9 يناير/ كانون الثاني: مقتل أميدي كوليبالي، المتورط في الهجوم على صحيفة "شارلي إبدو"، بعد قتله 4 رهائن في متجر يهودي بباريس.

27 يناير/ كانون الثاني: هجوم على فندق في طرابلس بليبيا يخلف 10 قتلى، من بينهم 5 أجانب.

29 يناير/ كانون الثاني: سيارة مفخخة تستهدف نقطة أمنية في سيناء، وتخلف 26 قتيلا وأكثر من 40 جريحا.

14 فبراير/ شباط: مسلح يهاجم منتدى لحرية التعبير، ويطلق النار قرب كنيس يهودي بالدنمارك، ما أدى لمقتل شخصين وجرح خمسة من عناصر الشرطة.

15 فبراير/ شباط: تنظيم داعش يبث مقطع فيديو لعملية قطع رؤوس 21 قبطيا مصريا في ليبيا.

18 مارس/ آذار: هجوم على متحف باردو في تونس يخلف 23 قتيلا من بينهم عدد من السياح الأجانب.

20 مارس/ آذار: تفجير مسجدين في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 137 شخصا وجرح نحو 357 آخرين.

18 أبريل/ نيسان: تفجير انتحاري أمام بنك في جلال أباد بأفغانستان ما أدى إلى مقتل 33 شخصا على الأقل.

3 مايو/ أيار: فتح مسلحان النار خارج موقع مسابقة لرسم كارتوني للنبي محمد في دالاس. قتل المسلحان وجرح شرطي.

22 مايو/ أيار: تفجير انتحاري يقتل 21 شخصا في مسجد الإمام علي في القديح بالسعودية.

26 يونيو/ حزيران: مسلح يقتل 38 شخصا على الأقل ويجرح 40 آخرين في هجوم بمنتجع في سوسة بتونس.

26 يونيو/ حزيران: انفجار في مسجد بالكويت خلال صلاة الجمعة يخلف 27 قتيلا و227 جريحا.

20 يوليو/ تموز: تفجير انتحاري يقتل أكثر من 30 شخصا في تركيا قرب الحدود مع سوريا.

10 أكتوبر/ تشرين الأول: انفجاران في أنقرة بتركيا يخلفان 97 قتيلا على الأقل و250 جريحا.

31 أكتوبر/ تشرين الأول: قنبلة تفجر طائرة ركاب روسية فوق سيناء ما أدى إلى مقتل 224 شخصا.

12 نوفمبر/ تشرين الثاني: تفجيرات انتحارية في بيروت بلبنان تؤدي إلى مقتل 43 شخصا على الأقل، وجرح 239 آخرين.

13 نوفمبر/ تشرين الثاني: سلسلة من الهجمات على 6 مواقع في باريس تخلف 130 قتيلا على الأقل وأكثر من 350 جريحا.

2 ديسمبر/ كانون الأول: أطلق سيد فاروق رضوان وزوجته تاشفين مالك النار ما أدى لمقتل 14 شخصا وجرح 21 في سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. بحسب السي ان ان.

أيام قليلة ويودعنا 2015 بحلوه ومره، ففي هذا العام هُجر مئات الآلاف من السوريين والعراقيين واليمنيين وغرق المئات منهم في البحر هاربين من جحيم البراميل المتفجرة والصواريخ الذكية والغبية التي تلقيها الطائرات الغربية والعربية على المدنيين الآمنين في بيوتهم.

نطمح أن يطل علينا 2016 مختلفًا عن سابقه ويكون عامًا سعيدًا بلا حروب وبلا إرهاب وبلا قمع، بل عام أمن وأمان وعيش كريم لكل الشعوب وكل الدول.

اضف تعليق