q

لطالما تطلع الباحثون إلى أنواع اخرى من الطاقة البديلة، إلا أن التكلفة وتوفر مصادر متجددة أخرى أعاقت استخدامها كبدائل للوقود الاحفوري الملوث للبيئة، أذ يرى الكثير من الخبراء ان حل مشكلة التلوث البيئي المرتبط باستعمال الطاقة الملوثة، يكمن في البحث عن مصادر أخرى بديلة للطاقة اقل تلويثا للبيئة، كالطاقة الشمسية والمائية، وطاقة الرياح، ناهيك عن الوقود الحيوي، كونها مصدر طبيعي غير تقليدي، مستمر لا ينضب، ويحتاج، فقط، إلى تحويله من طاقة طبيعية إلى أخرى يسهل استخدامها بوساطة تقنيات العصر.

ففي الاونة الاخيرة اعتمدت الكثير من البلدان المتقدمة وبعض البلدان النامية على استخدام طاقة المتجددة، كونها سترتفع كثيرا خلال السنوات الخمس عشرة القادمة ما يوفر طاقة نظيفة ميسورة التكلفة لملايين الناس في شتى أرجاء العالم.

إذ توفر الطاقة المتجددة نقطة مضيئة في صناعة الطاقة وتشغل أعدادا قياسية في صناعة الطاقة الشمسية والمولدة من الرياح ومساقط المياه وهو ما يخفف جزئيا أكبر موجة من تقلص الوظائف في قطاع النفط والغاز منذ نحو 20 عاما.

في آسيا تطلق حكومات دول مثل الصين والهند برامج هائلة لزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، وتجيء هذه الفرص في الوقت الذي يعاني فيه قطاع النفط من أسوأ ركود له منذ اواخر التسعينات مما يدفع طلبة كليات الهندسة في اعادة النظر في خياراتهم بل ان ذلك يحدث مع اناس في منتصف حياتهم العملية تقريبا قضوا أكثر من عشر سنوات في قطاع النفط.

أما في الاتحاد الأوروبي فقد طاقة الرياح تمد بربع احتياجاته من الكهرباء بحلول 2030، وتغطي طاقة الرياح الان نحو عشرة في المئة من الموارد الكهربائية للكتلة الاوروبية.

فيما بات في لندن الحصول على التقنية الجديدة فري فولت التي تجمع الطاقة المنتشرة في الهواء من الشبكات اللاسلكية وشبكات الهاتف المحمول وتحولها إلى كهرباء لشحن البطاريات، الحصول على طاقة حرة أو طاقة مجانية free energy من الهواء، في حين تأمل اليابان في ان تتوصل الى انتاج هيدروجين مراع للبيئة تماما من خلال تفاعلات كهربائية في الماء، لكن سنوات طويلة ما زالت تفصل اليابان عن التوصل الى انتاج الهيدروجين النظيف على نطاق واسع، من جانب آخر يرى بعض الخبراء في شؤون الطاقة انه يمكن للوقود الحيوي ان يساعد على توليد الطاقة او ان يستخدم كبديل للغاز الطبيعي ويشار اليه دوما على انه مصدر طاقة نظيفة صديقة للبيئة بدلا من الوقود الاحفوري.

وعليه باتت الطاقة المتجددة خيارا استراتيجيا تسعى له دول العالم اجمع لتحقيق تنوع في مصادر طاقتها، لما تقدمه من محاسن سواء كانت مادية او بيئية.

الطاقة المتجددة تتضاعف بالدول الصناعية

قالت دراسة للمعهد العالمي للموارد إن مصادر الطاقة المتجددة في ثماني دول صناعية كبرى ستتضاعف مجتمعة بحلول عام 2030 بسبب انتهاج خطط محلية جديدة تتعلق بالمناخ والطاقة، وأضافت الدراسة ان اجمالي امدادات الطاقة النظيفة من ثمانية من بين أكبر عشر جهات في العالم متسببة في الانبعاثات الغازية -وهي البرازيل والصين والاتحاد الاوروبي والهند واندونيسيا واليابان والمكسيك والولايات المتحدة- سيقفز إلى 20 ألف تتراوات ساعة من نحو تسعة آلاف تتراوات ساعة عام 2009. بحسب رويترز.

وقالت جنيفر مورجان مديرة برنامج المناخ التابع للمعهد العالمي للموارد "تبعث هذه الأهداف الجديدة المتعلقة بالطاقة المتجددة برسالة قوية لأسواق الطاقة ودوائر الاستثمار"، وهذه الدول الصناعية الكبرى بين كثير من الدول التي أعلنت أهدافا جديدة تتعلق بالطاقة المتجددة خلال الأشهر الاثنى عشر الأخيرة قبل مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ الذي يعقد في باريس من 30 نوفمبر تشرين الثاني الجاري وحتى 11 ديسمبر كانون الاول لمكافحة الاحتباس الحراري بدءا من 2020، ولم تدرج كندا وروسيا -وهما ضمن أكبر عشر دول في العالم مسؤولة عن الانبعاثات الغازية- في الدراسة لانهما لم تعلنا أهدافا تتعلق بالطاقة المتجددة لما بعد عام 2020، وحتى الآن فإن الخطط التي تلقتها الأمم المتحدة من نحو 150 دولة لخفض الانبعاثات الغازية لن تسهم سوى في خفض التغير المناخي لكنها لن توقف ارتفاع الحرارة عالميا بواقع درجتين مئويتين وهي عتبة يرى علماء انها تتفادى أسوأ تداعيات التغير المناخي.

مكافحة التغير المناخي

يقول عدنان امين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "ثلثا انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون مصدرها انتاج الطاقة وتوزيعها واستهلاكها، لذا فان اخراج الكربون من قطاع الطاقة هو على الارجح الوسيلة الاسرع لتنظيف العالم من التلوث".

يرى خبراء المجموعة الدولية للمناخ ان الحد من انبعاثات الغازات المسببة لارتفاع حرارة الارض عند سقف مقبول ينبغي ان يقترن بتخفيض الاعتماد على الكربون في انتاج الطاقة بنسبة 80 % بحلول العام 2050.

وتشكل مصادر الطاقة المتجددة، من الرياح والمياه والطاقة الشمسية، ما نسبته 20 % من مصادر توليد الطاقة الكهربائية، لكنها لا تتعدى نسبة 5 % من اجمالي استهلاك الطاقة في الارض التي تعتمد بمعظمها على الفحم والنفط، ويبدو ان الاعتماد على هذه مصادر الطاقة المتجددة التي لم تكن موجودة قبل خمسة عشر عاما ما عدا الطاقة الكهرمائية، لها تأثير جيد في تخفيض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون.

ففي مجموعة دول العشرين، توقفت وتيرة هذه الانبعاثات عن الارتفاع في العام الماضي، لاول مرة منذ اربعين عاما، وبحسب الوكالة الدولية للطاقة، فان انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن توليد الطاقة الكهربائية ستزداد بوتيرة اقل من زيادة وتيرة استهلاك التيار الكهربائي، في العام 2020 "ستشكل مصادر الطاقة المتجددة 62 % من انشاءات توليد الطاقة الكهربائية المشيدة في العالم" بحيث تصبح "المحرك" في نمو قطاع الكهرباء، بحسب باولو فرانكل مدير قسم الطاقة المتجددة في الوكالة الدولية. بحسب فرانس برس.

وفي العام 2040 يصبح نصف انتاج التيار الكهربائي من مصادر الطاقة المتجددة، ويقول عدنان امين "لقد حددت 160 دولة اهدافها في ما يتعلق باستخدام مصادر الطاقة المتجددة"، لكن هذه المصادر ما زالت تحتاج الى اثبات كفاءتها وقدرتها على منافسة المصادر التقليدية، في المانيا وبريطانيا، اصبحت محطات توليد الكهرباء من الرياح اقل كلفة من الفحم والغاز، ويقدر الخبراء ان يتواصل هذا الاتجاه.

اما في الصين والولايات المتحدة فان انتاج الكهرباء من الفحم والغاز ما زال اوفر، ولا شك ان الدول النامية ستبقى على خياراتها في مصادر الطاقة التقليدية ولاسيما الفحم الاقل ثمنا، لتلبية حاجاتها المتزايدة.

وسيكون من الصعب ايضا ان تحل مصادر الطاقة المتجددة مكان الطاقة الاحفورية في مجال النقل بسبب غياب البدائل المقنعة، فكميات الوقود الحيوي، الذي ينتج من الصويا مثلا، ما زالت محدودة بسبب المنافسة الغذائية، واسعار الجيل الثاني منها ما زالت مرتفعة بحيث تميل الكفة لاستخدام الطاقة الاحفورية، ولذا لا يشكل الوقود الاحفوري اكثر من 4 % من الوقود المستخدم في النقل البري، ولا يتوقع ان ترتفع النسبة الى اكثر من 4,3 % بحلول العام 2030، ازاء ذلك، يدعو الخبراء الى استخدام الطاقة الكهربائية في مجال النقل، يأسف الخبير باولو فرانكل لعدم كفاية الاهداف الملزمة، ويدعو الى مقاربة هذه المسألة بشجاعة، مؤكدا ان العوائق الاساسية هي سياسة.

الطاقة المتجددة توفر فرص عمل بدلا من صناعة النفط الطاردة

قال مدير مشروع لمنصات النفط البحرية مقره سنغافورة ويفكر في الانتقال إلى مجال الطاقة الشمسية بعد أن عمل 15 عاما في النفط "بالنسبة لي شخصيا إنها مسألة وقت قبل أن أتخذ هذه الخطوة"، وأضاف المدير الذي طلب عدم الكشف عن هويته "الامر لا يتعلق بنضوب النفط بل لان الصناعة تخسر شعبيتها من جانب المستهلك"، وقالت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة ان التوظيف المباشر وغير المباشر في هذا القطاع قفز العام الماضي 18 في المئة اي نحو 1.2 مليون ووصل الى 7.7 مليون على مستوى العالم وان غالبية الوظائف الجديدة في آسيا، وذكرت الوكالة ان أكبر المكاسب تحققت في الصين والهند واندونيسيا واليابان وبنجلادش وان الرقم الاجمالي قد يزيد على 16 مليونا على مستوى العالم بحلول عام 2030. بحسب رويترز.

وتقول شركة سويفت وورلد وايد ريسورسيز وهي شركة توظيف ان هذا يتناقض تماما مع صناعة النفط والغاز التي استغنت عن 200 ألف وظيفة على مستوى العالم منذ انهيار اسعار النفط العام الماضي.

على صعيد ذي صلة اظهر تقرير نشرته الوكالة الدولية للطاقة أن مصادر الطاقة المتجددة (كالطاقة الشمسية او الكهرمائية او توربينات الرياح) ستمثل 26 % من انتاج الكهرباء في العالم سنة 2020 مقابل 22 % سنة 2013، واشارت الوكالة في تقريرها للمدى المتوسط بشأن مصادر الطاقة المتجددة الى ان منشآت جديدة للطاقة الخضراء بقدرة 700 غيغاواط سيستعان بها بحلول العام 2020 اي ما يوازي 700 مفاعل نووي، وهذا الامر يمثل حوالى ثلثي مصادر الطاقة الجديدة التي ستضاف الى النظام الكهربائي العالمي حتى هذا التاريخ، كما سيحمل تطوير مصادر الطاقة المتجددة اهمية خاصة في الدول الصاعدة إذ ستستحوذ الصين لوحدها على 40 % من المنشآت الجديدة. بحسب فرانس برس.

وأوضحت الوكالة الدولية للطاقة أن تكاليف الانتاج المتصلة بمصادر الطاقة المتجددة خصوصا توربينات الرياح والطاقة الضوئية الجهدية سجلت في بلدان عدة تراجعا كبيرا وباتت اكثر تنافسية مقارنة مع انواع اخرى من الطاقة، هذا الوضع ينطبق خصوصا على جنوب افريقيا والبرازيل والهند والشرق الاوسط وبعض الولايات الاميركية.

وتوقعت الوكالة في تقريرها توظيف 230 مليار دولار سنويا بحلول سنة 2020 لتطوير مصادر الطاقة المتجددة. وقد بلغت قيمة هذه الاستثمارات في العام الماضي 270 مليار دولار، الا ان الوكالة شددت على ان نجاح تطوير مصادر الطاقة المتجددة وبالتالي محاربة التغير المناخي يتطلب "تقليص مكامن الغموض في مجال التشريعات التي تحد من نشر هذه المصادر بشكل اكبر".

طاقة الرياح تمد اوروبا بربع احتياجاته من الكهرباء

قال تقرير صناعي إن مزارع توليد الطاقة من الرياح قد تمد الاتحاد الاوروبي بربع احتياجاته من الكهرباء بحلول عام 2030 اذا أوفت الدول الاعضاء بما التزمت به في مجالي الطاقة والمناخ، وتغطي طاقة الرياح الان نحو عشرة في المئة من الموارد الكهربائية للكتلة الاوروبية لكن الرابطة الاوروبية للطاقة المولدة من الرياح تقول انها تتوقع ان تولد هذه الصناعة 320 جيجاوات خلال الخمسة عشر عاما القادمة أي أنها يمكن أن تسهم بنحو 25 في المئة من اجمالي امدادات الكهرباء، وجاء في التقرير "هذه التوقعات مرهونة بعدد من العوامل على الجبهة السياسية والتنظيمية"، ووافقت دول الاتحاد الاوروبي الثمانية والعشرين في اكتوبر تشرين الاول الماضي على اتفاق اطار لاهداف الطاقة والمناخ لكن لتسهيل عملية التوصل الى اتفاق لم يذهب الامر لاكثر من اتفاق اطار. بحسب رويترز.

ويشمل اتفاق 2030 خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 40 في المئة على الاقل مقارنة بمستويات 1990 ورفع نصيب الطاقة المتجددة من 20 بالمئة إلى 27 في المئة على الاقل بحلول عام 2020.

الغاز الحيوي

تمكن مهندس كيميائي كندي من التوصل الى منتج يحول النفايات الناجمة عن إنتاج الغاز الحيوي الى سماد، ويقول اندرو وايت إن نظامه المعروف باسم نظام (سلفا تشار) يزيل النفايات الكيماوية الناجمة عن عملية الغاز الحيوي وفي الوقت نفسه يزيد من فائدة النباتات المستخدمة في انتاج الطاقة المتجددة ويمنع تضرر المحركات من الهيدروجين المكبرت، ويقول وايت ان "الميزة الكبرى للغاز الحيوي هي انه يمتص الميثان الذي كان بدلا من ذلك سيذهب الى الغلاف الجوي وهو أسوأ 22 مرة من ثاني اكسيد الكربون بالنسبة للاحتباس الحراري...لكن نفس البكتريا التي تنتج الغاز الحيوي تنتج ايضا الهيدروجين المكبرت وهو سام ويسبب تكلفة صيانة كبيرة في الصناعة". بحسب رويترز.

وحين زار وايت مصنعا للغاز الطبيعي منذ ست سنوات دهش لكم النفايات الناجم عن عملية تقطير الغاز الطبيعي وقرر العمل على حل مشكلة التخلص منها، ويقول وايت "الميزة الفريدة لنظامنا هو انه يعمل كمحفز لتحويل الكبريتيد الى كبريت. والكبريت سماد...ولا داعي للقيام بأي معالجة. فور أخذه من الصهاريج التي يستخدم فيها في عملية تنقية الغاز نضعه على الفور في تربة الحقول"، ويقول وايت ان سلفا تشار هو النظام الوحيد الذي يحول الهيدروجين المكبرت الى سماد.

تقنية تجمع الطاقة من الهواء وتحولها إلى كهرباء

التقنية الجديدة فري فولت تجمع الطاقة المنتشرة في الهواء من الشبكات اللاسلكية وشبكات الهاتف المحمول وتحولها إلى كهرباء لشحن البطاريات، الحصول على طاقة حرة أو طاقة مجانية free energy من الهواء. يبدو الأمر كأنه ضرب من الخيال، ولكن هذا هو المشروع الذي كشف عنه للتو وزير العلوم السابق اللورد بول درايسون، في مؤسسة رويال في لندن.

ويدعي الوزير السابق أن التقنية التي تسمى "فري فولت"Freevolt يمكنها أن مصدر قوة لما يعرف باسم "إنترنت الأشياء"، مما يسمح للأجهزة ذات استهلاك الطاقة المنخفض مثل تلك التي يمكن للشخص ارتداءها وأجهزة الاستشعار أن تعمل من دون الحاجة لتوصيلها بالكهرباء.

وتنطوي تلك التكنولوجيا على جمع طاقة من ترددات الراديو ومن الشبكات اللاسلكية وشبكات البث الحالية، ومن شبكات الجيل الرابع 4G إلى التلفزيون الرقمي.

ويقول اللورد درايسون :"إنها لا تتطلب أي بنية تحتية إضافية، ولا تتطلب منا تحويل أية طاقة إضافية، إنها تعيد تدوير الطاقة التي لا تستخدم في الوقت الراهن"، وكانت تلك التكنولوجيا قد قدمت في قاعة محاضرات بالمعهد الملكي، وهي نفس القاعة التي عمل فيها مايكل فاراداي على الكهرومغناطيسية في القرن التاسع عشر.

اللورد درايسون عرض أول منتج لاستخدام نظام الطاقة، وهو جهاز شخصي لمراقبة تلوث الهواء أطلق عليه كلين سباس CleanSpace، وأظهردرايسون أولا كيف كانت هناك بالغرفة الكثير من طاقة تردد الراديو، وبعد ذلك استخدم نظامه الجديد، فري فولت، في تشغيل مكبر للصوت، كما أظهر أيضا أول منتج لاستخدام نظام الطاقة، وهو جهاز شخصي لمراقبة تلوث الهواء أطلق عليه كلين سباس CleanSpace، وهو مصنوع وفقا لتكنولوجيا درايسون كجزء من حملة لتحسين نوعية الهواء في المدن ومنح الأفراد بعض الأفكار عن مدى التلوث الموجود. ويعاد شحن بطارية الجهاز باستمرار من خلال جامع الطاقة فري فولت.

ويمكن الآن استخدام التكنولوجيا، التي تم تسجيل براءة اختراعها، من جانب منظمات مثل محلات السوبر ماركت التي تستعد للمرحلة القادمة من شبكة الإنترنت، حيث توفر مليارات أجهزة الاستشعار الصغيرة والرخيصة على الانترنت بيانات عن عملياتها.

لكن دين بوبلي، محلل تكنولوجيا المحمول ومؤسس دسرابتف أنالسيس، يتوخى الحذر بشأن آفاق تكنولوجيا فري فولت، وأخبرني عقب مشاهدة العرض أن فكرة أجهزة استشعار جودة الهواء ورصد مصادر الزحام "رائعة". لكنه يقول "إنها لا تحتاج فري فولت ويمكن تحقيق نفس الشيء مع بطارية ومحول طاقة منخفض".

ويقول إن هناك أيضا أسئلة حتاج لإجابة عن التأثير المحتمل على شبكات المحمول، التي تملك الطيف الي ستجمعه التكنولوجيا الجديدة، مشيرا إلى أنه قد يكون هناك حاجة للطاقة "الحرة " من أجل إجراء الاتصال، وحاول آخرون من قبل نفس الفكرة، ولكن علموا بجد لإنتاج الطاقة بكفاءة كافية لجعل هذه التكنولوجيا مجدية تجاريا. الآن هذه الشركة البريطانية تعتقد أنها وجدت الحل. إذا كان ذلك صحيحا، فإن فري فولت يمكن أن تتحول إلى تجارة مربحة جدا.

الليثيوم في الارجنتين يثير شهية الشركات العالمية

ما انفك الطلب يزداد على الليثيوم من أجل تصنيع البطاريات وتتنافس الشركات المنجمية المتعددة الجنسيات للانتفاع من موارد الأرجنتين التي تضم مع تشيلي وبوليفيا 70 % من الاحتياطي العالمي، ولا يسمح باستغلال الليثيوم في بوليفيا بسبب معارضة السكان الأصليين لهذه الممارسات ولم تعد تشيلي تقدم من ناحيتها رخص امتياز، وأكد خورخيه مايورال وزير المناجم في الأرجنتين أن "البلاد تضم في مقاطعات كاتاماركا وسالتا وخوخوي أفضل نوعية ليثيوم وأكبر كمية منه في العالم". بحسب رويترز.

وأضاف الوزير في الحكومة اليسارية للرئيسة كريستينا كيرشنر "أنه معدن تعول عليه البلاد كثيرا، فهي تختزن في أراضيها 128 مليون طن من كربونات الليثيوم وهو عنصر أساسي لصناعة البطاريات"، وينتشر هذا المعدن الثمين الذي يضمن طول صلاحية بطاريات السيارات والاجهزة المحمولة في مستنقعات الملح في منطقة بونا الجبلية في جبال الأنديس. وفي العام 2014، بلغ الطلب العالمي على المعدن 170 ألف طن.

وقد بدأت شركات أميركية وأخرى يابانية ومجموعات كورية جنوبية تستثمر في حقول الليثيوم، وأقر مايورال "لم نتصور يوما أننا سنتلقى هذه الاستثمارات الطائلة ... فجميع صانعي السيارات الذين نعرفهم يخططون لمشاريع تنقيب عن الليثيوم في الأرجنتين"، وبدأت الشركتان اليابانيتان "تويوتا" و"ميتسوبيشي" والكورية الجنوبية "بوسكو" باستخراج الليثيوم من منطقة خوخوي عند الحدود بين تشيلي وبوليفيا.

وقد اختارت مجموعة "إيرامت" الفرنسية حقلين في سالتا تبلغ مساحتهما الإجمالية 500 كيلومتر مربع في المنطقة المعروفة بالمثلث الذهبي لليثيوم (الأرجنيتن وبولفيا وتشيلي)، وقال أوغ ماري أولانييه المسؤول عن قسم الإستراتيجية والتطوير في "إيرامت" إنه "حقل غني جدا، فقد رصدنا فيه ما يوازي 7 ملايين طن من كربونات الليثيوم"، و20 % من كربونات الليثيوم مؤلف من الليثيوم، ولم يدخل بعد مشروع "إيراميت" في مرحلة الإنتاج ويقوم علماء الجيولوجيا راهنا بتحديد المساحة الفعلية القابلة للاستغلال. ومن المفترض مزاولة أعمال التنقيب لاكثر من 40 عاما، وقد اختارت المجموعة الفرنسية وسيلة "هي الأكثر مراعاة للبيئة" و"الأولى من نوعها" في حقلي الليثيوم في الأرجنتين من تصميم مشترك بين مركز الأبحاث والتطوير في الشركة والمعهد الفرنسي للنفط ومصادر الطاقة المتجددة (ايفبين)، بحسب أوغ ماري أولانييه، ويعمل على الموقع طاقم مؤلف من 30 إلى 40 شخصا هم فرنسيون وأرجنتينيون يقومون بأبحاثهم في منطقة صحراوية خالية من السكان على ارتفاع 4 آلاف متر. وتقع أقرب قرية منها على بعد 60 كيلومترا جنوبا، وتتعاون "إيراميت" في هذا المشروع مع شركة "رمسا" المنجمية العامة في الأرجنتين. وهي تعتزم استثمار 360 مليون دولار فور حصولها على الضوء الأخضر وتوفير جميع الشروط. ومن المتوقع أن يبلغ الإنتاج 20 ألف طن من كربونات الليثيوم في السنة الواحدة بحلول العام 2019.

اليابان تسعى الى نظام طاقة طموح جدا يعتمد على الهيدروجين

الى ذلك تسعى اليابان، سادس بلد في العالم في انبعاثات الغازات المسببة للاحترار، الى ارساء نظام طاقة مستقل ومراع للبيئة يعتمد على الهيدروجين، وهو طموح كبير جدا يشكك بعض الخبراء في امكان تنفيذه، وسبق ان اثارت اليابان خيبة امل شركائها باعلانها عزمها تخفيض انبعاثاتها من غازات الدفيئة بمعدل 26 % بحلول العام 2030 مقارنة مع ما كان عليه في 2013، لكنها تنوي الاستناد على تقدمها التقني في مجال الهيدروجين لتستخدمه كمصدر للطاقة لا يسبب اية انبعاثات سوى لبخار المياه. بحسب رويترز.

ويبدو ان هذا التوجه يسيطر على العقل الياباني حاليا، اذ يجري الحديث عن منظومة مجتمعية قائمة على الاعتماد على الهيدروجين في مجالي الطاقة والنقل، بحسب ما يقول بيار اتيان فران مدير الاسواق والتقنيات المتقدمة في مجموعة اير ليكيد الفرنسية، واحد الخبراء في هذا المجال، وبحسب رئيس الحكومة اليابانية شينزو ابي فإن "الهيدروجين هو مصدر الطاقة للمستقبل". وهو يتحدث عن سوق لا يقل عن الف مليار ين (7,5 مليار يورو) سنويا بحلول العام 2030، واكتسب ها المشروع زخما بعد كارثة فوكوشيما التي حرمت اليابان من الطاقة المولدة في المحطات النويية على مدى عامين.

منذ العام 2009، تستخدم في بعض المنازل مصابيح تعمل بالهيدروجين وتبعث الحرارة. وترمي اليابان الى جعل 1,4 مليون منزل تتزود بهذه المصابيح في العام 2020، على ان يرتفع العدد الى 5,3 ملايين في العام 2030.

لكن نمو هذا السوق ما زال بطيئا، اذ ان مئة الف منزل فقط حتى الآن تستخدم هذه المصابيح، فرغم ان المساعدات التي تقدمها الدولة ودخول شركات مثل باناسونيك وتوشيبا على خط تصنيع هذه الانظمة، ما زالت اسعار بيعها مرتفعة جدا، اذ يباع الجهاز الواحد بمليوني ين (15 الف يورو)، في مجال النقل، تفوقت اليابان على المانيا وكاليفورنيا مع اطلاق مجموعة تويوتا في اواخر العام 2014 سيارات "ميرا" العاملة بالهيدروجين، والتي انتقلت في الآونة الاخيرة من اليابان الى الولايات المتحدة.

ورغم ان اسعارها تعد مرتفعة (اكثر من ستين الف دولار دون احتساب الضرائب)، الا ان الطلب عليها متواصل. لكن بضع مئات منها فقط ستدخل الخدمة، اذ ان وتيرة تصنيعها ما زالت بطيئة، ومن اهم ميزات هذه السيارات انها لا تلوث الجو بتاتا بغاز ثاني اكسيد الكربون، ويقول هيساشي ناكاي الخبير في قسم التخطيط الاستراتيجي في تويوتا "السيارات العاملة بالهيدروجين هي سيارات مراعية للبيئة بشكل ممتاز، لكن مشكلتها الاساسية هي ثمنها المرتفع"، ويطمئن هذا الخبير الى ان استخدام الهيدروجين الشديد الاحتراق ليس خطرا على الاطلاق في هذه السيارات، اذ ان "خزاناتها يمكن ان تصمد ازاء اي صدمة، وجربت مئات المرات"، ويقول "حتى لو اطلقت النار على هذه السيارات فهي لا تنفجر".

وتويوتا ليست وحدها في هذا المجال، اذ تعتزم شركة هوندا اطلاق سيارتها المماثلة في اذار/مارس المقبل، وكذلك ستدخل شركة نيسان غمار هذه التجربة بدفع من السلطات، لكن عددا من المشكلات يعترض انتشار هذه السيارات على نطاق واسع، بحسب ما يقول بيار اتيان فران، منها الكلفة العالية جدا لانشاء محطات تزويد بالهيدروجين بشكل يراعي معايير السلامة مع هذا الغاز القابل للانفجار، وايضا ان الهيدروجين المستخدم حاليا يستخرج من الوقود الاحفوري، اي انه يبعث غاز ثاني اكسيد الكربون، ويضيف "الحديث عن اقتصاد قائم على الهيدروجين دون تغيير طريقة استخراجه ضرب من الهرطقة"، ويقول اي كاشيواغي الخبير في منظمة غرينبيس "اليابان تخظئ في تحديد الاولويات، ان كانت ترغب في السير على طريق التنمية المستدامة عليها اولا ان تستثمر في مصادر الطاقة المتجددة، ثم بعد ذلك تفكر في الهيدروجين".

اضف تعليق