q

ما أبرز الأسباب التي تدفع الكائنات الى شفير الانقراض؟، وهل انقراضها يشكل تهديدا فعليا على حياة الانسان؟، يرى علماء البيئة ان انهيار بيئة الحيوانات والصيد الجائر شكلا ابرز الاسباب الرئيسية في انقراض الكثير من الحيوانات النادرة، فالعلماء طرقوا ناقوس الخطر واشارو الى انقراض بعض الحيوانات التي كانت موجودة بيننا قبل عقود قليلة وقرب، فيما حذر الخبراء من الخطر القائم على هذه الانواع الحساسة، ولاسيما بسبب توسع النشاط البشري الى مواطنها، وقطع الاشجار، واستغلال المناجم، والصيد غير الشرعي واستخدام المياه لتوليد الطاقة، وبحسب التقارير المتخصصة في هذا الشأن، فان مساحة المواطن الطبيعية التي ما زالت سليمة تماما لا تتعدى 25 %، وعدد الانواع المهددة حول العالم يقدر بالمئات.

من جانب مهم يرى الكثير من خبراء البيئة ان الاسباب التي تؤدي الى انقراض الحيوانات وتدمير بيئتها تنقسم الى نوعين الاول طبيعية ويتمثل بالتغيرات السريعة في المناخ كثوران البراكين أو سقوط النيازك، اما النوع الاخرى يتمثل بالتأثيرات البشرية، كتدمير البيئة الطبيعية للحيوان والنبات وتجزأتها، إيلاج الأحياء البيولوجية الدخيلة، ازدياد ونمو الكثافة السكانية، التلوث، الصيد التجاري، فقر وقلة التقنيات الزراعية، السياحة والاستجمام، استنزاف المتزايد لمصادر الأرض.

ومن ابرز حوادث الانقراض التي حدثت مؤخرا، اختفت عشرات الآلاف من الطيور من احدى جزر ولاية فلوريدا بعد ان اعتادت على التكاثر بها عشرات السنين لتترك خلفها بيضا لم يفقس ما أثار دهشة بالغة بين مسؤولي الحياة البرية بحثا عن سبب الهجرة الجماعية الغامضة لهذه الطيور.

أما في افريقيا فعلى مدار السنوات يستخدم الصيادون البنادق والكمائن والشراك لصيد الفيلة في زيمبابوي لكنهم بدأوا يستخدمون السيانيد عام 2013، في حين يحاول بعض العلماء استنساخ قرون وحيد القرن لتعزيز جهود حماية الانواع المهددة بالانقرا، حيث تتكون قرون وحيد القرن أساسا من مادة الكيراتين وهو مركب كيميائي ضمن عائلة البروتينات يدخل أيضا في تركيب الشعر والأظافر. ويشتد الإقبال على قرون وحيد القرن في مناطق من آسيا حيث يستخدم كأحد مكونات الطب الشعبي التقليدي.

ويعتزم هؤلاء العلماء في المستقبل استنساخ منتجات نادرة أخرى بالاستعانة بالتقنيات الحيوية مثل عظام النمر وأنياب الفيل العاجية على أمل انقاذ الأنواع المهددة بالانقراض.

في حين أفاد تقرير نشرت نتائجه بان النسر الافريقي في طريقه للاندثار وهو وضع قد يؤثر على صحة الإنسان والثروة الحيوانية لأن عشائر الحيوانات الأخرى مثل الجرذان وابن آوى قد تتزايد نتيجة لذلك.

ومن بين أسباب ذلك ان الصيادين يعمدون إلى صيد هذا النسر الذي يحلق في أجواء المناطق التي يقتنص فيها فرائسه والذي يمكن أن يدل السلطات إلى جيف الحيونات التي قتلت بطريق غير مشروع.

وتتعرض طوائف الفيل الافريقي ووحيد القرن لأنشطة صيد بلا هوادة بغرض الحصول على العاج أو القرون لتلبية طلب متزايد من جانب اقتصاديات شهدت ثراء فاحشا في القارة الآسيوية في الآونة الاخيرة.

فيما تسهم النسور أيضا في الحيلولة دون انتشار الأمراض في افريقيا أفقر قارات العالم من خلال التغذي على الجيف التي قد تتحلل وتتعفن لتتسبب في نشر الامراض، ومن بين أسباب تدهور أعداد العقاب الافريقي تعرضه للتسمم العشوائي علاوة على الاقبال على شراء أجزاء من جسمه لاستخدامها في الطب التقليدي.

فيما يبدو لا عزاء للدب القطبي المحروم من الغذاء مع ذوبان الجليد، فالدب القطبي هو بلا منازع ملك الغطاء الجليدي الذي يكسو القطب المتجمد الشمالي لكوكب الارض لكن استمرار اختفاء جليد القطب الذي اعتاد فيه على ان يتصيد فرائسه من الفقمة يسبب له حرمانا من الغذاء صيفا الأمر الذي يهدد بالخطر هذا الكائن المفترس المهيب الجانب ذا الفراء الأبيض.

لذا يرى بعض الخبراء ان الدب القطبي ربما يتمكن من تلافي آثار ندرة الغذاء من خلال الدخول في فترة من "البيات وهو يسير على قدميه" في فصول الصيف وهي حالة تتسم بالحفاظ على الطاقة والحد من النشاط وتقليل معدلات التمثيل الغذائي تضاهي تماما فترات البيات الشتوي التي تلجأ لها بعض أنواع الدببة الأخرى.

ومن بين التحديات الاخرى التي يواجهها الدب القطبي عمليات التنقيب عن النفط والغاز واصطياده على أيدي السكان الأصليين وهي عوامل تصبح ذات أثر ضئيل إذا ما قورنت بفقدان الغطاء الجليدي.

وفيما يلي بعض الاخبار والدراسات رصدتها شبكة النبأ المعلوماتية حول بيئة الحيوانات حول العالم.

قرد يعطس وسمكة تمشي

عثر في الجانب الشرقي من مرتفعات هملايا على انواع غريبة من الكائنات في السنوات الاخيرة، منها سمكة تمشي، وقرد يعطس اثناء المطر، على ما جاء في دراسة نشرها الصندوق العالمي للطبيعة.

واحصت هذه الدراسة اكتشاف 200 نوع يعيش بين مملكة بوتان وشمال شرق الهند ونيبال وشمال بورما وجنوب التيبت، والهدف منها التوعية حول المخاطر البيئة التي تهدد هذه المنطقة الحساسة جدا. بحسب فرانس برس.

ومن الانواع الفريدة المكتشفة "سمكة ذات راس أفعى، يمكنها ان تمشي" وان تتنفس خارج المياه، وان تعيش اربعة ايام في اليابسة قبل ان تعود الى المياه، وان تزحف 400 متر على سطح رطب، ومن الانواع المكتشفة ايضا ثعبان احمر واصفر وبرتقالي يشبه قطع المجوهرات، وسمكة "دراكولا" ذات اسنان صغيرة، وثلاثة انواع جديدة من الموز.

وفي غابات شمال بورما عثر العلماء في العام 2010 على قرد اسود وابيض انفه متجه الى الاعلى، ما يضطره الى وضع رأسه بين رجليه حين يهطل المطر تجنبا لدخول المياه الى انفه، واكتشفت هذه الانواع الجديدة البالغ عددها 211 بين العامين 2009 و2014، وتضم 133 نوعا نباتيا و26 نوعا من الاسماك وعشرة انواع برمائية، و39 من الانواع اللافقرية، ونوعا واحدا من الطيور ونوعا واحدا من الثدييات.

قتل الفيلة

قال مسؤولون إن من يشتبه بانهم صيادون استخدموا مادة السيانيد السامة لقتل 23 فيلا في متنزه هوانجي الوطني في غرب زيمبابوي ما يرفع من عدد القتلى من الفيلة بالمتنزه وفي مناطق الشمال من البلاد إلى 60 فيلا منذ أواخر سبتمبر أيلول الماضي، ويستضيف متنزه هوانجي حاليا 53 ألف فيل أي ضعف القدرة الاستيعابية للمتنزه. بحسب رويترز.

وقالت جماعات الحفاظ على الفيلة عام 2013 إن 300 فيل قتلوا في متنزه هوانجي بعد ان وضع الصيادون السيانيد مع الملح فيما تعترض الحكومة بشدة على هذا الرقم قائلة بانه لم يقتل سوى بضع عشرات، ومتنزه هوانجي هو موطن الأسد الشهير سيسل الذي قتله طبيب أسنان أمريكي في يوليو تموز الماضي.

استنساخ قرون وحيد القرن

يقتني ماتيو ماركوس الذي يعمل لدى شركة بيمبيت للتكنولوجيا الحيوية قرنا لوحيد القرن يساوي آلاف الدولارات في السوق السوداء لان أحد الصيادين قرر المجازفة بحياته لقتل هذا الحيوان المهدد بالانقراض للحصول على قرنه، هذا بالضبط ما يريد ماركوس ان يقنعك به .. لكن الحقيقة ان القرن لم يؤخذ من وحيد القرن في مناطق السافانا الافريقية لكنه جاء نتاج الهندسة الحيوية بأحد مختبرات سان فرانسيسكو.

نجح ماركوس وشريكه جورج بوناتشي في الحصول على قرن حقيقي وهما يستعينان بأحدث التقنيات في مجال التكنولوجيا الحيوية لاستنساخه بدرجة فائقة من الدقة على نحو يحسبه المرء قرنا أصليا، وقال ماركوس "لا تزال هناك بعض نقاط الاختلاف. لم نصل بعد الى درجة الكمال في الاستنساخ البيولوجي على الرغم من ذلك هو الهدف. أحد الاهداف المرحلية جعل سعره عاليا"، واذا نجح الباحثان في إتقان هذا العلم فان النية تتجه الى بيع القرون المعدلة وراثيا فيما يضع ماركوس عينيه على الصيادين الحاليين بوصفهم أفضل العملاء.

وقال ماركوس "لا يمكننا في واقع الأمر التحكم فيما يحدث للقرون بمجرد خروجها من نقاط التوزيع الخاصة بنا. لذا فثمة احتمالات ان ياخذ البعض هذه القرون ويعيد توصيفها على انها قرون برية"، وأضاف "هناك حراس الغابات وهناك الدوريات وهناك سياسات باطلاق النار بقصد القتل وهدفنا هو ان نقنع هؤلاء بانهم ليسوا مضطرين بعد الى التوجه لمناطق معيشة وحيد القرن كي يقتلوها لان القرون تمثل صفقة مجزية بالنسبة اليهم".

لا عزاء للدب القطبي المحروم من الغذاء مع ذوبان الجليد

أوضحت دراسة توصل اليها باحثون ظلوا يراقبون درجات حرارة الجسم ومستويات النشاط والحركة لنحو ثلاثين دبا قطبيا انها لم تحد من استهلاك الطاقة صيفا إلا بقدر ضئيل لا يكفي لتعويض الحرمان الغذائي الذي يكابده الدب.

وتشير هذه النتائج الى ان الدب القطبي لا يمكنه اللجوء الى خفض معدلات التمثيل الغذائي لتمديد أجل اعتماده على دهون الجسم المخزنة عندما تشح موارد الغذاء، وقال ميراف بن-دافيد استاذ علوم الحيوان ووظائف الأعضاء بجامعة وايمونج "ليس بمقدور الدببة خفض معدلات تمثيلها الغذائي الى مستويات قريبة من البيات الشتوي".

وأضاف جون ويتمان عالم الأحياء بجامعة وايومنج "وجدنا ان الدببة فيما يبدو تبدي ردا تلجأ اليه جميع الثدييات للحد من الغذاء صيفا بما في ذلك الخفض البطئ بمعدلات متوسطة للنشاط ودرجات الحرارة"، ويثير فقدان الجليد بالقطب الشمالي -الذي يعزى الى ارتفاع درجات الحرارة وسط ظروف التغير المناخي العالمي- القلق بشأن مستقبل الدب القطبي.

والدب القطبي من الكائنات المتخصصة في الافتراس بمناطق البحار الجليدية ويتصيد الفقمة بمختلف أنواعها من على أسطح مياه البحيرات لا سيما خلال الفترة من ابريل نيسان وحتى يونيو حزيران. وخلال تلك الفترة تراكم الدببة مخزونا من الدهون يساعدها على تحمل المعيشة صيفا عند ذوبان جليد القطب.

ومع ارتفاع درجات الحرارة يذوب جليد البحر مبكرا في فصل الربيع وفي بعض المناطق يؤدي ذلك الى الحد من احتمالات قيام الدببة بالصيد ما يحد من مخزونها من الدهون بالجسم. وقد تهدد -مثل هذه الحالة المتردية بجسم الدببة قبل الشتاء- بقاءها.

وقام العلماء بجمع معلومات عن الدببة على الشاطئ وعلى جليد بحر بيفورت بالمحيط المتجمد الشمالي في الأصقاع الشمالية لألاسكا وكندا. وقاموا من خلال جراحات بسيطة بزرع أجهزة دقيقة لتسجيل درجات حرارة الجسم كل ساعة ووضعوا حول رقاب الدببة أطواقا مرتبطة بالأقمار الصناعية لرصد تحركاتها ومعدلات نشاطها بالاستعانة بتلك التقنية، وقال ويتمان "وحتى الآن ترتبط الدببة بالجليد. وتقضي معظم الدببة سني حياتها وسط الجليد وفي بعض المناطق تولد هذه الدببة وتنفق على الجليد وربما لا تطأ اقدامها الأرض أبدا".

هجرة جماعية للطيور

على صعيد ذي صلة قال فيك دويج عالم الأحياء بالهيئة الامريكية للأسماك والحياة البرية إن هذه الطيور تأتي الى جزيرة (سيهورس كي) على سواحل خليج فلوريدا منذ أكثر من قرن وتراوح متوسط عددها في الآونة الاخيرة بين عشرة آلاف الى عشرين ألفا من الأزواج القابلة للتكاثر، وقال دويج -الذي رصدهم وهو يجري دراسة مسحية- إن الطيور عادت في ابريل نيسان وقال حراس بعد أيام انها اختفت جميعها. بحسب رويترز.

وقال دويج "لم ير احد شيئا. جاءوا يوما ما ثم اختفوا فجأة في اليوم التالي"، وجزيرة (سيهورس كي) التي تبعد 60 ميلا الى الجنوب الغربي من جينزفيل جزء من محمية سيدار كيز القومية للحياة البرية التي تأسست عام 1929 لحماية الطيور التي وصل عددها الى 200 ألف في ذاك الوقت. وتتعرض هذه الطيور لاخطار من قبل الصيادين الذين يبيعون ريشها لصناع القبعات النسائية الفاخرة.

ومن بين هذه الطيور النادرة -التي اعتادت الخوض في الماء- ذات الريش الطويل الزاهي الألوان التي تعود الى جزيرة (سيهورس كي) كل عام من ابريل نيسان وحتى يونيو حزيران طائر مالك الحزين (البلشون) ذو الألوان الثلاثة وطيور أبناء الماء الجليدية وطائر ابو ملعقة المائي الوردي.

وتمثل المحمية فردوسا لعشاق الطبيعة حيث يقوم أصحاب القوارب بتنظيم نزهات لرواد المنطقة وسط مجموعة الاشجار التي تعشش وتتوالد فيها الطيور، وقال دويج "عندما تعشش الطيور هناك تصطخب الجزيرة باصواتها العالية وتزخر المنطقة بها لكن على حين غرة اصبحت مثل مدينة الأشباح"، وقال إنه لا توجد علامات على حدوث اصابات او انتشار امراض في جيف طيور قليلة تخلفت بعد الهجرة.

وليس من المحتمل ان يكون السبب تغير سلسلة الامداد بالغذاء في المنطقة كما ان طيورا مفترسة مثل البومة العظيمة ذات القرون لن تتمكن من إخافة هذا الكم الهائل من الطيور الذي ينتشر على مساحة ميل مربع.

ورغم هبوب عاصفة صاحبتها رياح عاتية وصواعق وقت هجرة الطيور فان ذلك من الامور العادية الحدوث في الربيع، وقال دويج إنه ربما يكون السبب تحليق طائرة او طائرة بلا طيار في اجواء الجزيرة لكن لا يوجد شهود عيان شاهدوا طائرة تخيف هذه الاسراب.

الحلزون العملاق

على صعيد مختلف للمرة الثانية في غضون خمسين عاما، يجتاح حلزون افريقيا العملاق أجزاء من فلوريدا، وهو حلزون كبير الحجم يلتهم مئات انواع النبات وقد يشكل أكله خطرا على الصحة، والقضاء على هذا الحلزون ليس بالأمر السهل، بل يحتاج وقتا، فمنذ اكتشاف هذه الرخويات النهمة في ميامي العام 2011 انفقت ولاية فلوريدا 11 مليون دولار للقضاء عليها.

ورغم هذه الجهود، شقت هذه الحلازين طريقها الى ضاحية ميامي الجنوبية والى منطقة مجاورة، تتكاثر هذه الرخويات بشكل كبير. فكل واحدة منها تضع 1200 بيضة تقريبا سنويا، وقد افلتت حتى الان من كريات السم التي تقضي عليها بنسبة 95 الى 100 % من الحالات وذلك بتسلقها الاشجار، على ما اوضحت ماري يونغ كونغ العالمة في وزارة الزراعة في فلوريدا التي تحتفظ في مكتبها بعينة من هذه الحلازين لدراستها. بحسب رويترز.

وقد علقت قائلة فيما يحتل حلزون راحة يدها بالكامل ويوجه قرنيه باتجاهها "انها حيوانات فضولية جدا"، تدخل هذه الحلازين في حالة السبات تحت التربة، مما يجعل من العثور عليها امرا عسيرا.

خلال الاجتياح الاخير لها العام 1966 احتاجت السلطات الى حوالى عشر سنوات للقضاء عليها، وضمن المساعي المبذولة في هذه المعركة، وضعت السلطات خطا هاتفيا مخصصا للتبليغ عن رؤية احد هذه الحلازين ليأتي بعدها فريق يضع افراده القفازات ويتسلحون بممشاط، لنزعه.وقد جندت الوزارة كذلك كلابين من نوع لابرادور لرصد الحلازين.

وهي تستخدم خصوصا لتأكيد القضاء على الحلازين بعد حملة رش لمواد كيميائية على ما اوضح عمر غارسيا احد مدربي هذه الكلاب، وحتى العام 2014 كانت السلطات تظن انها احرزت تقدما في عملية القضاء على هذه الحلازين.

لكن في ايلول/سبتمبر 2014 اكتشفت في حي راق في ميامي منزلا وقد احتلته بالكامل تقريبا هذه الحلازين العملاقة مع وجود خمسة الاف منها داخل المنزل وفي الحديقة، وقالت ماري يونغ كونغ "كان المنزل جنة للحلازين" غير مسبوقة.

وقد تم القضاء في السنوات الاربع الاخيرة على 158 الف حلزون الا ان السلطات لا يمكنها اعلان خلو فلوريدا من هذه الرخويات العملاقة الا في حال لم يعثر على اي منها في الطبيعة لمدة سنتين، وتشكل هذه المعركة تحديا كبيرا لثاني ولاية زراعية في الولايات المتحدة بعد كاليفورنيا، فهذه الحلازين واصلها من مناطقة رطبة في غرب افريقيا تلتهم مئات من النبتات بما في ذلك الشمام والفول السوداني.

واوضح مارك فاغان الناطق باسم وزارة الزراعة في فلوريدا انها "تشكل خطرا على الناس والزراعة في فلوريدا. لا يمكننا ان ندعها تتكاثر"، ويساهم قطاع الزراعة بحوالى مئة مليار دولار في اقتصاد هذه الولاية ويوفر عشرات الاف الوظائف، ويمكن للحلازين الضخمة ان تنقل طفيلية قد تصيب البشر بنوع نادر من التهاب السحايا مع ان احدا لم يصب حتى الان بها، ولا يزال الغموض يلف مصدر هذا الاجتياح الثاني.

البعض يشير باصابع الاتهام الى ديانة من منطقة الكاريبي تعرف باسم "سانتيريا" تستعين بهذه الحلازين في بعض طقوسها، الا ان ارنيستو بيتشاردو وهو من اتباع هذه الديانة وخبير بشؤونها يرفض هذا الاتهام مشددا على ان سانتيريا تكتفي بانواع الحلازين المحلية، وثمة احتمال اخر مرتبط بالممارسات الدينية لمجموعة يوروبا الاتنية الافريقية. وقال بيتشادرو ان اتبعاها يشربون المادة المخاطية لهذه الحلازين العملاقة بحثا عن شفاء روحي، لكن لا يتوافر اي دليل قاطع على ذلك فيما يدفع منع استيراد الحلازين العملاقة اتباع هذه الممارسات على التكتم الشديد.

اضف تعليق