q

في عالم الكواكب يثير اكتشاف ظواهر غامضة في الكون، مثل النجم المكتشف اخيرا مع تقطع غريب في ضوئه، تساؤلات بين العلماء حول امكانية وجود مخلوقات ذكية في اماكن اخرى في الفضاء.

فالعلماء لا يرغبون في اقفال اي باب قد يؤدي الى الكشف عن وجود كائنات ذكية غير البشر في الكون. وهم يمسحون الفضاء للبحث عن اي دليل على ذلك، وينصتون الى اي ذبذبات او اشعة قد تؤشر الى نشاط ذكي في الفضاء.

إذ يميل العدد الاكبر من علماء الفيزياء الفلكية الى الاعتقاد بوجود حياة في اماكن اخرى من الكون، ويذهب عدد منهم الى القول ان الحياة في عدد من الاجرام يمكن ان تتطور الى حياة ذكية، لكن البحث في هذا المجال امر صعب، والخلاصات المتسرعة قد تطيح بها اكتشافات الاعوام والعقود التالية.

ففي العام 1967، رصد علماء فضاء اشارات مجهولة مصدرها الفضاء، دفعتهم فرادتها الى الاعتقاد انها صادرة عن حضارة ذكية، لكن سرعان ما تبين ان هذه الاشارات مصدرها نجم من نوع يطلق عليه العلماء اسم النجوم النابضة.

في تموز/يوليو الماضي، اطلق علماء في الاكاديمية الملكية للعلوم في بريطانيا مشروعا يهدف الى الانصات لما قد يحمله لنا الفضاء من اشارات وذبذبات ذكية، في جهد قد يبدو غريب الاطوار للبعض، ولكنه يضاف الى جهود علمية جدية انشئت في السابق مثل معهد البحث عن كائنات فضائية ذكية الذي تبحث تلسكوباته منذ خمسين عاما عن اي اشارة من حضارة فضائية.

فيما استطاع علماء فلك اخرون رصد عنصر الليثيوم في نجم منفجر قد يحل لغزا فلكيا محيرا، اكتشف علماء الفلك عنصر الليثيوم لأول مرة في نوع من الانفجارات النجمية يعرف باسم المستعر (النوفا) وهو الانجاز الذي يفسر لغزا ظل يحير خبراء الفيزياء الفلكية منذ أمد بعيد بشأن كميات هذا العنصر الذي رصد في النجوم.

وتتيح نماذج الانفجار العظيم -الذي حدث عند نشأة الكون قبل 13.8 مليار عام- لعلماء الفلك حساب كميات الليثيوم الموجودة في الأجرام الفلكية بدقة بالغة، لكن النجوم الأقدم ليس بها كميات من الليثيوم مثلما تشير هذه النماذج في حين ان النجوم الأصغر بها كميات أكبر من هذا العنصر.

وتنبأ الفلكيون منذ زمن بعيد بان جزءا من اللغز يمكن تفسيره بان المستعر يقوم بطرد عنصر الليثيوم على نحو يخلق حيزا من الفراغ به ليثيوم مع اثراء المجال الموجود بين النجوم الذي تولد به نجوم جديدة.

على صعيد مقارب أوضحت دراسة نشرت نتائجها ان علماء الفلك التقطوا صورة لكوكب شاب خارج المجموعة الشمسية ربما يكشف النقاب عن نشأة كواكب مثل المشترى وكيفية تأثيرها على كواكب أخرى مشابهة.

اما احدث اكتشافات حول كوكب الارض وجد ان لها مجالا مغناطيسي أقدم كثيرا مما كان يعتقد، فظل المجال المغناطيسي للأرض حارسا للحياة على سطح الكوكب إذ يقيها من الرياح الشمسية العنيدة -وهي جسيمات مشحونة تطلقها الشمس- ولولا هذا المجال لحرمت الأرض من غلافها الجوي والمياه على سطحها، وعليه يبقى البحث في عالم كواكب مجرد الغاز كونية بين الاكتشاف والافتراض.

هل توجد حضارات في الفضاء؟

النجم "كاي آي سي 8462852" يثير فضول الاوساط العلمية بسبب ضوئه المتقطع بشكل لم يتوصل العلماء الى تفسيره، وقبل ايام اثار تفسير احد العلماء في مهمة كيبلر التابعة لوكالة الفضاء الاميركية ناسا لهذه الظاهرة اهتماما عالميا واسعا، وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بما قاله، فقد رأي جيسون رايت ان لا تفسير علميا لتقطع الضوء الآتي من النجم الى الارض سوى ان تكون هناك انشاءات فضائية كبيرة تابعة لحضارة ذكية تدور حول النجم فتحجب ضوءه بانتظام، ولم ينظر الى هذا الرأي الوارد في مقالة علمية على انه غريب الاطوار، بل ان عالم الفيزياء الفلكية الفرنسي جان شنيدر العامل في مرصد باريس وصفه في حديث لوكالة فرانس برس بانه "رأي قوي جدا"، وقال "اصحاب المقال جديون جدا في مجالهم".

لكن ذلك لا يعني اجماعا علميا حول هذا الراي، فقد رأى ستيف هويل المسؤول العلمي في مهمة كيبلر التي ترصد الكواكب خارج المجموعة الشمسية ان "القول مباشرة ان هناك مخلوقات فضائية أمر مستعجل". بحسب فرانس برس.

وفي التوجه نفسه قال الين لوكافولييه ديزيتان الباحث في معهد الفيزياء الفلكية في باريس ان "هذه التقلبات في وصول ضوء النجم الى الارض قد يكون مردها بكل بساطة الى مرور نيزك" قرب ذاك النجم، لكنه شدد على ان الدراسة التي قدمها جيسون ورفاقه "معمقة وجدية جدا"، ومنذ ذلك الحين تحفل شبكة الانترنت بالتكهنات، منها ما يشير الى ان الجسم الذي يحجب ضوء النجم بشكل متقطع هو مركبة فضائية، او انشاءات فضائية، او اسطول فضائي لمخلوقات ذكية تعيش في مكان ما من الكون.

ويقول جان شنيدر "هناك ظواهر غريبة في علم الفضاء منذ سنوات طويلة، ومن وجهة نظر العلماء هناك بحث في مسألة وجود كائنات ذكية خارج كوكب الارض، وهي فكرة قوية، ليست مخالفة للمطق، ولا تنطوي على هذيان".

ومن الامثلة الاخرى على ذلك، الكوكب الذي اطلق عليه العلماء اسم "كوروت29بي"، وهو جرم ذو قطر يتغير مع مرور الوقت، وهي ظاهرة تتعدى قدرة العلماء على تفسيرها، ولا يوجد من الفرضيات العلمية ما يقاربها سوى فرضية "كرة ديسون" التي افترضها العالم فريمان ديسون في العام 1960، وهي كرة ضخمة مخصصة لتخزين الطاقة المبنعثة من نجم تبنيها حضارة متقدمة.

فقد افترض هذا العالم ان احدى وسائل البحث عن حضارات متطورة في الفضاء يكمن في البحث عن كرات ضخمة قد تبنيها هذه الحضارات التي تحتاج حتما الى الكثير من الطاقة، حول الشمس التي يدور كوكبها حولها.

ومنذ ذلك الوقت، والعلما يبحثون عما قد يشبه ما تحدث عنه ديسون، ومنذ زمن طويل، تطلق الظواهر الفضائية الغامضة الخيال الواسع لدى البشر، ففي العام 1877 ادى رصد خطوط عريضة وطويلة قاتمة عل سطح المريخ بواسطة عدسات، الى اطلاق الظن بوجود نظام ري انشأته حضارة ذكية على الكوكب الاحمر، لكن اعمال المراقبة بتلسكوبات احدث بعد ذلك بددت هذه الفكرة وكشفت ان هذه الخطوط ذات تكوين طبيعي، وحاليا، تواصل الشرطة في فرنسا مثلا تلقي شهادات من اشخاص يقولون انهم رأوا اطباقا طائرة، وتحول الشهادات الاكثر تماسكا الى المركز الوطني للدراسات الفضائية لتحليلها.

رصد عنصر الليثيوم في نجم منفجر قد يحل لغزا فلكيا محيرا

من جهة أخرى قال المرصد الأوروبي الجنوبي إن علماء الفلك نجحوا من خلال الاستعانة بتلسكوبين في شيلي في رصد كميات ضئيلة من عنصر الليثيوم الكيميائي في المستعر (قنطورس) الذي انفجر عام 2013 وهو أقوى المستعرات المتوهجة التي رصدت هذا القرن، والمستعر او النوفا عبارة عن انفجار يقذف في الفضاء بجزء من مادة النجم ثم يهدأ ويعود للإنفجار بعد فترة. ويرجع سبب حدوث النوفا إلى وجود نجمين يدوران حول بعضهما بعضا أحدهما قزم أبيض والآخر عملاق أحمر فتندفع المادة من العملاق الأحمر إلى القزم الأبيض ما يؤدي إلى اشتعال سطحه وحدوث عمليات اندماج نووي عنيفة ينتج عنها الإنفجار، وقد تكون تلك أول خطوة في فك شفرة ما يعرف باسم (لغز الليثيوم). بحسب رويترز.

وقال المرصد الأوروبي الجنوبي إن اكتشاف طرد الليثيوم بسرعة نحو مليوني كيلومتر في الساعة في المستعر (قنطورس) قد يفسر -عند تطبيقه على مليارات من المستعرات التي انفجرت في تاريخ مجرة درب التبانة- وجود كميات غير عادية من الليثيوم في مجرتنا، وقال ماسيمو ديلا فالي المشارك في هذه الدراسة "إذا تصورنا تاريخ التطور الكيميائي لمجرة درب التبانة على انه لغز كبير فان الليثيوم الموجود في المستعرات أحد أهم المكونات المهمة من هذا اللغز"، ونشرت نتائج هذه الدراسة في دورية الفلك.

شبيه المشترى خارج المجموعة الشمسية

الى ذلك أوضحت دراسة نشرت نتائجها ان علماء الفلك التقطوا صورة لكوكب شاب خارج المجموعة الشمسية ربما يكشف النقاب عن نشأة كواكب مثل المشترى وكيفية تأثيرها على كواكب أخرى مشابهة، واستعان العلماء بجهاز (جيمني) الحديث لتصوير الكواكب الموجود في تلسكوب في تشيلي لرصد الكوكب الجديد الذي يعرف باسم (51 ايريداني بي) وهو يدور حول نجم صغير يشبه الشمس يبعد نحو 96 سنة ضوئية عن الارض.

والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في عام كامل بسرعة 300 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة، ويدور الكوكب الشاب الجديد -الذي يبلغ حجمه نحو مثلي كوكب المشترى- في مدار حوله نجمه أبعد من مدار المشترى حول الشمس. والكوكب الجديد واحد من بين أصغر الكواكب سنا التي تلتقط لها صور مباشرة خارج المجموعة الشمسية.

ولا يزال الكوكب الجديد يشع الحرارة عقب تشكله منذ نحو 20 مليون سنة -أو نحو 40 مليون سنة بعد انقراض الديناصورات- وتنبعث منه الأشعة البراقة تحت الحمراء مثلما أوضح التلسكوب.

وقال بروس مكنتوش عالم الفلك بجامعة ستانفورد وزملاؤه في دورية (ساينس) "الكوكب يتيح فرصة للدراسة التفصيلية لكوكب لا يزال تحت تأثير ظروف نشأته الأولى"، وكشف تحليل الصور ان الغلاف الجوي لهذا الكوكب -مثله مثل المشترى- يطغى عليه غاز الميثان فيما يقدم الاكتشاف قرائن مهمة للعلماء عن كيفية نشأة وتطور مثل هذه النوعية من الكواكب الغازية العملاقة. بحسب رويترز.

وقال ترافيس بارمان عالم الكواكب بجامعة اريزونا في بيان "إنه أول كوكب صغير السن الذي ربما يكون يشبه المشترى .. ما يجعله حاليا بؤرة حل لغز تكون الكواكب"، ولم يكتشف العلماء مباشرة الكثير من الكواكب خارج المجموعة الشمسية وجميعها تقريبا أكبر حجما من المشترى بواقع خمس الى 13 مرة، وتبحث تلسكوبات اخرى مثل كيبلر التابع وكالة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) عن كواكب أخرى.

الارض بأمان

ردا على الشائعات التي انتشرت عبر العالم حول ارتطام وشيك للأرض بكويكب في شهر أيلول/سبتمر المقبل، أكدت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" أنه "ليس هناك أي أساس علمي" للحديث عن ارتطام من هذا النوع. وطمأن علماء الوكالة سكان الأرض بكون خطر ارتطام الأرض بالكويكبات المعروفة لا يتجاوز نسبة 0,01 % خلال الأعوام المئة المقبلة.

وقال بول كوداس المسؤول في الوكالة على المدونة الإلكترونية التابعة للبرنامج المخصص لمراقبة الأجرام القريبة من الأرض "ليس هناك أي أساس علمي للحديث عن ارتطام وشيك لكويكب أو أي جرم آخر بالأرض في هذه الأوقات".

وطمأن العلماء العاملون في البرنامج سكان الأرض إلى أن كل الكويكبات المعروفة حتى الآن لا يتجاوز خطر ارتطامها بالأرض أكثر من 0,01 % خلال الأعوام المئة المقبلة، وانتشرت شائعات تداولتها مواقع على الإنترنت تتحدث عن ارتطام كويكب بكوكب الأرض في شهر أيلول/سبتمبر المقبل يؤدي إلى تدمير القارة الأمريكية. بحسب فرانس برس.

وقال بول كوداس "لو أن جرما كبيرا بما يكفي لإحداث هذا التدمير قريب فعلا من الأرض لكنا رأيناه"، ويعمل الخبراء في مشروع مراقبة الأجرام القريبة من الأرض على رصد كل الكويكبات والنيازك والمذنبات التي تمر بمحاذاة الأرض وصولا إلى مسافة 48 مليون كيلومتر، بواسطة "تلسكوبات" أرضية أو فضائية.

وذكرت وكالة "ناسا" سكان الأرض بالشائعات التي أثبتت عدم صحتها في الآونة الأخيرة، مثل تلك التي كانت تتحدث عن نهاية العالم في العام 2012. وقالت الوكالة "حينها لم يحصل شيء، تماما كما قلنا"، وأكد بول كوداس "مرة جديدة، أقول إنه لا يوجد أي دليل على وجود كويكب أو أي جرم آخر يسبح في مدار يتقاطع مع مدار الأرض".

المجال المغناطيسي للأرض أقدم كثيرا مما كان يعتقد

من جانب مختلف قال جون تاردونو عالم الجيوفيزيقا بجامعة روشستر "دون المجال المغناطيسي لأصبح كوكبا قاحلا للغاية"، لكن جدلا يثور بين العلماء حول الفترة الزمنية التي تكون خلالها هذا الغلاف الواقي الناشئ عن جوف الارض الذي يعج بالحديد المنصهر.

قال العلماء إن الأدلة المطمورة في بلورات دقيقة مأخوذة من غرب استراليا أوضحت ان هذا المجال المغناطيسي نشأ منذ 4.2 مليار عام أي قبل وقت طويل مما كان يعتقد من قبل، كانت تقديرات سابقة تضمنتها ابحاث قد أوضحت ان المجال المغناطيسي للأرض نشأ منذ 3.5 مليار عام أي بعد نحو مليار عام من نشأة كوكب الأرض. وأشارت الدراسة الحديثة الى ان هذا المجال ظل يحمي الكوكب منذ فجر تاريخه. بحسب رويترز.

وقال تاردونو الذي أشرف على هذه الدراسة التي أوردتها دورية (ساينس) "الرياح الشمسية كانت أكثر ضراوة منذ أربعة مليار عام، ربما كانت قدرتها على التعرية أكثر بواقع عشرة أمثال عما هي عليه الآن. دون هذا الغلاف المغناطيسي الواقي لتوافرت امكانية هائلة للنحت في الغلاف الجوي مع القضاء على المياه من على سطح الارض".

وركزت الدراسة على احدى خامات عنصر الحديد وتسمى الماجنتايت الموجودة ضمن الحجر الكريم العتيق الزركون التي عثر عليها بمنطقة (جاك هيلز) باستراليا. والزركون من اشهر الاحجار الكريمة ويوجد فى جميع صخور القشرة الارضية في الصخور النارية والرسوبية والمتحولة ويشتهر الزركون باسم ألماس الفقراء.

ويحتفط خام الماجنتايت بسجل لقوة المجال المغناطيسي في الوقت الذي حبس فيه الخام داخل الزركون، وفحص الباحثون الماجنتايت داخل بلورات الزركون التي يرجع عهدها الى 3.2 الى 4.2 مليار عام وتوصلوا الى ان الارض كان لديها مجالها المغناطيسي في ذاك الوقت، ودون وجود هذا المجال لتعذر نشوء الحياة على كوكب الأرض. وقال روري كوتريل عالم الجيولوجيا بجامعة روشستر "من المعروف ان نشأة المجال المغناطيسي ترتبط بتوفير ظروف المعيشة على الارض في مراحلها الأولى".

وأضاف "العثور على مواد جيولوجية مناسبة لقياس العمر الزمني أمر ينطوي على تحديات في حد ذاته. وحبيبات الزركون من غرب استراليا ربما تكون احدى الطرق للحصول على مثل هذه المعلومات بشأن المجال المغناطيسي في مراحله الأولى".

ولا يوجد مجال مغناطيسي الا في كوكبين صخريين من أعضاء المجموعة الشمسية هما الارض وعطارد فيما كان للمريخ مجاله المغناطيسي لكنه تلاشى منذ أربعة مليار عام.

وقال تاردونو "كان للمريخ محيطاته وغلافه الجوي الكثيف"، وأدى تلاشي المجال المغناطيسي للمريخ الى تعريض الكوكب للرياح الشمسية التي ربما تكون قد أتت عليه وعلى المياه على سطحه ليصبح كوكبا مهجورا.

اضف تعليق


التعليقات

عبد القادر
الجزاير
لايوجد مخلوقات ذكية الا الملايكة او الجن2017-06-17