q

لطالما أثار انتباه الكثيرين بمعناه الكبير، تمثال عبارة عن سلاح ناري وقد عقفت ماسورته ينتصب أمام مبنى الامم المتحدة تعبيراً عن رؤيتها في نشر ثقافة اللاعنف في العالم عن طريق التوعية بثقافة السلام والتسامح والتفاهم والوئام بين شعوب العالم.

العراق بلد العنف، تجتاحه في كل يوم وساعة هجمات إرهابية عنيفة وفساد يفضي الى عنف مطبق حتى طال عليه نهار العنف ليسدل ليله الستار يومياً على تفجير انتحاري يودي بحياة الكثير من أبناء شعبنا، عنف استفحل في كل جزء من وطننا فمن لم تنل منه موجات الارهاب طاله الفقر واصابه الفساد في مقتل.

بانتظار أن يحين نهار اللاعنف في وطننا ؛ نمني النفس به كثير أن تنحسر موجات القتل والدمار وأفاع الخراب التي تجوس في كل أراضيه جالبة لسنين القحط والعوز لشعبه، فثلث الشعب سيكون بحاجة الى مساعدات في عام 2016 الذي يتوقع له أن يشهد أزمة اقتصادية كبيرة بعد إنخفاض اسعار النفط وما سيتسبب ذلك بعنف من نوع أخر تفرضه الحرب على الارهاب وتكور الازمة الاقتصادية على كل مستقبل الوطن.

بعد أن تأجل الانقضاض على العنف في إنتظار ما ستسفر عنه معارك كبرى مع الارهاب لإستعادة الموصل والرمادي قد يكون العام المقبل عام تحرير الارض وأخذ الثأر لكل أرض الوطن المسلوبة وكل عرض انتهك وكل نفس زكية فاضت الى بارئها تشكو ظلم هذا العنف المطبق على أرض الرافدين.

العراق بحاجة لستراتيجية بعيدة المدى لإيقاف مسلسل العنف هذا وبحاجة الى دعم دولي كبير لتجاوز أزمته الاقتصادية، تحالفات كثيرة تحارب اليوم مع العراق إلا أنها لازالت دون طموح ابناء شعبه الذي تمر الايام لتزيد في إنهاكه ونكبته، الملايين من النازحين ينامون يومياً على حلم العودة الى مدنهم المؤجل.. الى خرائبهم التي دمرها الارهاب والعمليات العسكرية التي حولتها الى حقل ألغام كبير.

الثاني من تشرين الاول/أكتوبر من كل عام هو اليوم الدولي للاعنف تستذكر الامم المتحدة فيه مولد رائد فلسفلة اللاعنف زعيم حركة استقلال الهند المهاتما غاندي، حيث تدعو الامم المتحدة الى إشاعة قيم التسامح الانساني وإقامة دعائم السلام الدائم والتصدي لقوى التعصب التي طالما ما أحدثت الانهاك لمبادئ الانسانية السامية لتحدث عنفاً كبيراً طال الكثير من بلدان العالم الثالث وأدمى شعوبها.

كم نحن بحاجة الى صفاء يوم بلا عنف لنسجل لمستقبل وطننا ذاكرة مشرقة محفوفه بنجاحنا بالوصول الى الامل المنشود في سلام دائم ينعم به ابناءنا، وكم نحن بحاجة لجهود جبارة لإنتزاع نزعة الحقد والكراهية والتعصب التي ساهم الجميع في اشعال جذوتها في نفوسنا، فما من فرد في المجتمع إلا وقد نابه شرر العنف في شهيد أو نهب اموال وتدمير ممتلكات أو هجرة من وطن جميل غني مثل وطننا.

لنستذكر هذا اليوم واضعين أمام أعيينا المستقبل بهدف سام لا يتجاوز الوئام والسلام ولتعمل كل المؤسسات الحكومية والمجتمعية والمرجعيات على نبذ التعصب والانفتاح بينها لمراجعة القواسم التي جمعتها على خير فترات طويلة ولنستذكر قول المهاتما غاندي ”العمل بمبدأ العين بالعين ينتهي بجعل العالم كله أعمى“.. لا أعمى الله أعيننا عن ابناء جلدتنا. حفظ الله العراق

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق