q

لا تزال أزمة اللاجئين الساعين للوصول الى الدول الأوربية محط اهتمام وترقب متزايد، خصوصا مع ازدياد اعداد اللاجئين والمهاجرين الفارين من ويلات الحروب والنزاعات والأزمات في سوريا والعراق والدول أخرى، خصوصا وان هذه الأزمة التي تعد وبحسب بعض المراقبين أسوأ أزمة عرفتها القارة العجوز منذ الحرب العالمية الثانية، قد أثارت جدلا غير مسبوق في أوروبا وكانت سببا في نشوب خلافات ومشاكل حادة بين الدول الاتحاد الأوربي، حول كيفية توزيع اللاجئين، وأثارت تساؤلات حول مصير اتفاقية شينغن التي تسمح بالسفر الحر داخل دول الكتلة المؤلفة من 28 دولة.

حيث سعت بعض الدول الاوربية الى اعتماد خطط وإجراءات صارمة بهدف منع دخول اللاجئين إلى أراضيها لأسباب أمنة او اقتصادية، وهو ما قد يسهم بتفاقم معاناة اللاجئين وأظهرت اخر الارقام ان نحو نصف مليون شخص تقريبا جازفوا بالقيام بالرحلة الخطرة في البحر المتوسط للوصول الى اوروبا منذ مطلع العام، فيما استقبل الاتحاد الاوروبي وبحسب بعض المصادر الاعلامية نحو ربع مليون طلب لجوء منذ حزيران/يونيو هذا العام. من ناحية أخرى، اعلن خفر السواحل الايطاليون انهم ينسقون 20 عملية انقاذ في المتوسط وتم انقاذ 4540 مهاجرا.

وحذرت برلين من انها قد تدعو الى تفعيل نظام الاتحاد الاوروبي للتصويت بالأغلبية لإجبار الدول الأوروبية المترددة على قبول اللاجئين. والى جانب بناء الاسيجة وفرض القيود على اجزاء من الحدود بين كرواتيا والمجر وسلوفينيا، اعادت كل من المانيا والنمسا وسلوفاكيا العمل بنظام التحقق من الهويات الشخصية على حدودها، بينما تفكر بولندا وهولندا في القيام بالامر نفسه.

من ناحية اخرى، كشف مسؤول بارز في الاتحاد الاوروبي خططا لتشجيع السوريين الفارين من الحرب في بلادهم على البقاء في الدول المحاذية لسوريا بدلا من الانضمام الى جحافل المهاجرين الى اوروبا. وفي زيارة لمركز لاستقبال المهاجرين على الحدود المقدونية، قال مسؤول توسعة الاتحاد الاوروبي يوهانز هان ان على الاتحاد الاوروبي القيام بعدد من المهام. واضاف "اعتقد ان الامر الاكثر اهمية هو مساعدة الدول في المنطقة على استيعاب الوضع". وتحدث هان عن خطة لتخصيص تركيا بمبلغ يصل الى مليار يورو (1,13 مليار دولار) بهدف مساعدتها "في التعامل مع هذا التحدي واعطاء الناس فرصة للبقاء في المنطقة من اجل العودة الى منطقتهم وبلدانهم بالسرعة الممكنة".

حرب كلامية

وفي هذا الشأن تبادلت المجر وكرواتيا التهديدات في حين واصل آلاف المهاجرين المنهكين التدفق على حدود البلدين مما يعمق الخلافات في أوروبا حول كيفية التعامل مع هذا الطوفان البشري. وحوصر أكثر من 20 ألف مهاجر -غالبيتهم لاجئون فروا من الحرب السورية- في كرواتيا بعدما لجأت المجر لاستخدام سياج معدني وقنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه على حدودها الجنوبية مع صربيا لمنع هؤلاء من استكمال طريقهم إلى داخل الاتحاد الأوروبي.

ومن المنتظر أن يجتمع قادة دول الاتحاد الأوروبي التي تعاني انقساما عميقا في محاولة جديدة للاتفاق على طريقة وأماكن لتوزيع 160 ألف لاجئ على الدول الأعضاء في الاتحاد. لكن الضوضاء التي أثارتها الدول المنضمة حديثا للاتحاد بدت أبعد ما تكون عن لغة الصداقة. واتهمت المجر كرواتيا "بانتهاك سيادتها" من خلال إرسال حافلات وقطارات تقل المهاجرين إلى حدود البلدين. وحذرت المجر من أنها ربما تعرقل مساعي كرواتيا للانضمام لمنطقة شينجن الأوروبية التي يحق للمقيمين بها التحرك بدون جوازات سفر.

ويقود حكومة بودابست يمينيون برئاسة فيكتور أوربان الذي تعهد بالدفاع عما وصفها بأوروبا المسيحية ضد المهاجرين الذي يغلب عليهم المسلمون. وقال بيتر سيارتو وزير الخارجية المجري في مؤتمر صحفي "حكومة كرواتيا تواصل الكذب في وجه المجريين والكروات. أي نوع من التضامن الأوروبي هذا؟" وقال رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش إنه على عكس ما فعلته المجر لن يلجأ لاستخدام "القوة المفرطة" لإبعاد المهاجرين ولن تفرض عليهم حكومته البقاء دون إرادتهم. وأضاف إن الحافلات والقطارات ستواصل التوجه إلى المجر.

وقال ميلانوفيتش للصحفيين "أجبرناهم (على قبول مهاجرين) من خلال إرسالهم إليهم. وسنواصل القيام بذلك." وجدت كرواتيا -البلد الذي يسكنه 4.4 مليون نسمة والذي أصبح مستقلا بعد حرب دارت رحاها بين 1991 و1995- نفسها في مسار أكبر موجة لجوء إلى الغرب منذ الحرب العالمية الثانية. وقال ميلانوفيتش إن بلاده لا تستطيع استيعاب كل هؤلاء المهاجرين وستقوم ببساطة بفتح الطريق أمامهم.

وتدفق نحو نصف مليون شخص عبر البحر المتوسط إلى أوروبا منذ بداية العام الحالي حيث ينطلقون بشكل متزايد من تركيا إلى اليونان ومنها يقطعون شبه جزيرة البلقان إلى جمهوريات يوغوسلافيا السابقة وبينها كرواتيا وسلوفينيا العضوان في الاتحاد الأوروبي. ويسعى كثيرون لعبور بحار أشد خطورة. وتوفيت طفلة يعتقد أنها في الخامسة من العمر ويخشى غرق 13 مهاجرا آخرين حين غرق قاربهم أمام شاطئ جزيرة ليسبوس اليونانية.

ووصلت مجموعة أخرى من المهاجرين المنهكين قوامها 40 شخصا إلى هذه الجزيرة على متن قارب صغير في رحلة بالغة الخطورة من تركيا بعدما قاموا بالتجديف بأيديهم طوال الليل لنحو عشرة كيلومترات إثر تعطل محرك القارب. وقال محمد رضا (18 عاما) بعدما ساعدهم متطوعون أجانب للوصول للشاطئ "ونحن في عرض البحر.. لم يكن لدي أي أمل.. قلت: انا سأموت الآن.. لا يمكن أن يساعدنا أحد." وقالت قوات خفر السواحل الإيطالية إنها أنقذت قرابة 4700 مهاجر قبالة سواحل ليبيا كانوا يحاولون الوصول لأوروبا لكن امرأة واحدة بينهم توفيت على متن أحد القوارب.

وخلال يوليو تموز وأغسطس آب وحدهما وصل نحو 150 ألف مهاجر إلى الشواطئ اليونانية وهو العدد الذي قال الاتحاد الأوروبي إنه يخطط لاستقباله إذا تمكن من التغلب على معارضة غالبية أعضائه الجدد من دول الكتلة الشيوعية السابقة لنظام الحصص الذي تدعو إليه ألمانيا ودول أخرى في شمال أوروبا وغربها. ويسعى الغالبية العظمى من اللاجئين للوصول إلى ألمانيا التي قالت إنها تتوقع وصول 800 ألف من طالبي اللجوء هذا العام.

وقالت المجر إن حوالي ثمانية آلاف عبروا إليها من كرواتيا وإن كثيرين غيرهم في الطريق. وأرسل معظم هؤلاء لمراكز استقبال قرب حدود المجر مع النمسا التي قالت بدورها إن نحو 7500 شخص دخلوها منذ منتصف الليل وإنها تنتظر دخول كثيرين غيرهم. ويسابق الجنود المجريون الزمن لتشييد سياج بطول الحدود مع كرواتيا شبيه بذلك السياج الذي أقيم على الحدود مع صربيا. وقالت الحكومة إنها استدعت عددا من جنود الاحتياط سيعمل معظمهم في حاميات خلت بعد نشر من فيها من جنود على الحدود.

وقال أنتال روجان وهو مستشار لرئيس الوزراء أوربان لمحطة إنفوراديو الإخبارية "إذا نفضت كرواتيا يديها وقالت: كلا لن أدافع عن الحدود فلن يكون بوسع المجر إلا القول إنها (كرواتيا) غير جاهزة للانضمام لاتفاقية شينجن حين تأتي لحظة اتخاذ ذلك القرار." وتتزايد الحشود أيضا على حدود كرواتيا مع سلوفينيا وهي مثل المجر عضو في منطقة شينجن. وتنظم الشرطة عبور المهاجرين في مجموعات صغيرة غالبيتها من الأسر بينما أشار رئيس وزراء سلوفينيا ميرو شيرار إلى أنه ربما يبحث مع الجيران إنشاء "ممر" للسماح بعبور اللاجئين من بلده الصغير الذي يبلغ عدد سكانه نحو مليوني نسمة. ودخل سلوفينيا اليوم السبت نحو 2000 شخص.

وقالت امرأة سورية تبلغ من العمر 35 عاما جاءت من حلب المركز التجاري الذي تحول معظمه إلى حطام وركام جراء سنوات الحرب الأهلية "أنا محبطة.. نحن منهكون للغاية". وأجلست المرأة بالقرب منها طفليها الصغيرين فوق جسر في المنطقة الفاصلة عند معبر هارميتشا الحدودي إلى سلوفينيا. وقالت "تركنا تركيا منذ عشرة أيام. الرحلة كانت خطيرة جدا على الأطفال. قررت الرحيل عن سوريا لأني أريد لأولادي حياة مريحة.. وأن يتفرغوا للدراسة." بحسب رويترز.

وغادر نحو ثلاثة ملايين سوري بلدهم بسبب الحرب بينما فر كثيرون غيرهم من ديارهم وأصبحوا نازحين داخل سوريا وهؤلاء هم الذين يغذون المد البشري من المهاجرين إلى غرب أوروبا. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن هناك حاجة ملحة لاحياء الجهود للتوصل إلى حل سياسي ينهي الحرب وأزمة اللجوء التي تتفاقم باستمرار. وقال كيري بعد محادثات في لندن مع نظيره البريطاني فيليب هاموند "نحن بحاجة للدخول في مفاوضات. هذا ما نسعى اليه ونأمل أن تساعد روسيا وإيران وأي دولة أخرى ذات نفوذ فيه لأن هذا الأمر هو ما يحول دون إنهاء الأزمة."

مزيدا من الوفيات

الى جانب ذلك قالت منظمات إغاثة إن فشل وزراء الاتحاد الأوروبي في التوصل لتوافق في الآراء بشأن خطة لتقاسم 120 ألف لاجئ قد تؤدي لمزيد من الوفيات في البحر المتوسط حيث يتصل بالفعل لاجئون يائسون في قوارب تصارع الغرق بالخطوط الساخنة. ووافق غالبية وزراء الداخلية في الاتحاد الأوروبي من حيث المبدأ على تقسيم 120 ألفا من طالبي اللجوء فيما بين الدول الأعضاء إلى جانب قرابة 40 ألفا تم توزيعهم طواعية حتى الآن. لكن تفاصيل الاتفاق المقرر أن يستكمل رسميا في الثامن من أكتوبر تشرين الأول لا تزال غامضة مع معارضة دول وسط أوروبا الشيوعية السابقة لوجود حصص ملزمة من اللاجئين.

وقالت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للصحفيين "نعتقد أنه أمر قابل للتحقق ويمكن أن يساعد بشكل كبير في إدارة هذه الفوضى." وتابعت قولها "هناك حاجة إلى اتفاق حاسم ودون تأخير للتعامل مع الاحتياجات وكذلك التحرك الجريء المستند إلى التضامن من كل الدول الاعضاء." وقال خفر السواحل التركي إن 22 مهاجرا غرقوا وجرى إنقاذ 200 آخرين عندما انقلب قاربهم في بحر إيجة قبالة تركيا أثناء محاولة الوصول لجزيرة كوس اليونانية. وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنه يعتقد أن 72 مهاجرا لاقوا حتفهم في محاولة عبور البحار من تركيا إلى جزر يونانية. وتدير المنظمة خطا ساخنا في تركيا للتصدي لحالات تهريب البشر. بحسب رويترز.

وقال المتحدث باسم المنظمة ليونارد دويل خلال مؤتمر صحفي "نتلقى اتصالات الآن على هذا الرقم من مهاجرين ولاجئين على متن مراكب خطرة... بل وبينما يغرقون. لدينا تقرير عن أشخاص استطاعوا الاتصال بهذا الخط الساخن بينما يسبحون في المياه." وتابع قوله "مع تزايد المخاطر نخشى أن التردد في أوروبا سيفضي لمزيد من الوفيات في بحر إيجة." وأضاف أن قرارات من حكومات أوروبية لفرض مراقبة على الحدود سيكون لها "تأثير ضار للغاية". وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 464 ألفا و876 مهاجرا عبروا البحر المتوسط هذا العام ارتفاعا من 432 ألفا وهو ما يبلغ ضعفي عدد المهاجرين الذين عبروا المتوسط في 2014 كله.

بين الضغط والمفاوضات

في السياق ذاته اشار وزير الداخلية الالماني توماس دو ميزيير الى امكان خفض المساعدات التي يقدمها الاتحاد الاوروبي الى الدول التي ترفض فكرة تقاسم عبء اللاجئين بناء على نظام حصص. وصرح دو ميزيير لقناة "زد دي اف" الالمانية "علينا درس اساليب للضغط". وبرر فكرته قائلا ان الدول التي ترفض نظام الحصص "هي دول تحصل على الكثير من المساعدات الهيكلية"، معتبرا انه سيكون من "العدل ان تحصل على مساعدات اقل". واضاف ان رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر "اقترح ان ندرس امكان ان تحصل هذه الدول على مساعدات هيكلية اقل وانا اؤيد هذه الفكرة". وفشلت دول الاتحاد الاوروبي المنقسمة في الاتفاق بشان توزيع اللاجئين ، وذلك بعد اعادة العديد من الدول للمراقبة وصادق المجتمعون كما كان متوقعا على قرار تقاسم استقبال نحو اربعين الف لاجىء خلال عامين، انسجاما مع الاتفاق الذي توصلوا اليه نهاية تموز/يوليو، رغم انهم لم يحددوا حتى الان وجهة نحو 32 الف شخص داخل الاتحاد الاوروبي. لكنهم فشلوا في التوافق على اقتراح جديد للمفوضية الاوروبية التي طلبت منهم "اعادة توزيع" 120 الف لاجىء اضافيين موجودين حاليا في ايطاليا واليونان والمجر مع حصص ملزمة.

الى جانب ذلك قال الملياردير المصري نجيب ساويرس أنه يجري مفاوضات لشراء جزيرتين في اليونان بهدف استيعاب آلاف اللاجئين، وأعرب عن نيته إطلاق اسم "جزيرة أيلان" على إحداها نسبة إلى الطفل السوري الذي عثر على جثته على شاطئ تركي. وساويرس، وهو أحد أغنى رجال الأعمال المصريين، عرض في بداية أيلول/سبتمبر على تويتر شراء جزيرة في اليونان أو إيطاليا لإعلان استقلالها واستقبال اللاجئين وتوفير وظائف لهم في ما سماه "بلدهم الجديد". بحسب فرانس ابرس.

وأفاد البيان أن ساويرس "حدد حاليا جزيرتين يونانيتين (...) تواصلنا مع المالكين وعبرنا عن اهتمامنا بالتفاوض معهم بشرط حصولهم على موافقة الحكومة لاستضافة العدد الأكبر من اللاجئين المسموح به وفقا للقوانين اليونانية". وأوضح البيان أن ساويرس سيلتقي بممثلين عن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة لمناقشة مجالات التعاون الممكنة. وأكد البيان أن "السيد ساويرس يؤمن أن أفضل وسيلة لدمج التبرعات من الناس هو عبر تأسيس شركة مساهمة برأس مال 100 مليون دولار أمريكي".

تظاهرات ومطالب

على صعيد متصل شارك الاف الاوروبيين في تظاهرات جابت العديد من العواصم والمدن الاوروبية دعما للاجئين الذين يتدفقون باعداد هائلة الى القارة القديمة، في حين دعا رئيس حكومة المجر فيكتور اوبان الى تقديم مساعدات الى الدول المجاورة لسوريا للحد من هجرة السوريين. فقد نزل آلاف البريطانيين الى شوارع لندن. وجابت التظاهرة وسط لندن وصولا الى مكاتب رئيس الحكومة ديفيد كاميرون رافعين لافتات كتب عليها "افتحوا الحدود" و"اللاجئون الى الداخل، المحافظون الى الخارج".

وقال احد المتظاهرين ويدعى دوسان بيتكوفيتش ان "هذه التظاهرة توضح ان الحكومة مخطئة في موقفها تجاه اللاجئين". وكان كاميرون لين موقفه بشأن السماح بدخول المزيد من اللاجئين مع تفاقم ازمة المهاجرين في اوروبا، فوافق على دخول 20 الف مهاجر الى بريطانيا على فترة خمس سنوات. وفي العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، تظاهر حوالى 30 الف شخص دعما لاستقبال اللاجئين، بحسب ما اعلنت الشرطة. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "نرحب باللاجئين" و"اوروبا الجار الاقرب لسوريا"، بحسب ما ذكرت وسائل الاعلام المحلية.

كما شارك حوالى 400 شخص في تظاهرة في بلدة بادبورغ الدنماركية على الحدود مع المانيا، التي يعبرها اللاجئون الراغبون بالانتقال الى المانيا. في المقابل، تظاهر نحو 150 شخصا في البلدة نفسها في تحرك مضاد، مطالبين باقفال الحدود، بحسب الشرطة المحلية. وفي ستوكهولم ايضا، شارك حوالى الف شخص للمطالبة بسياسات داعمة لاستقبال اللاجئين.

ومن المتوقع قيام تظاهرات اخرى في مدن اوروبية عدة حيث وصلت اسر كاملة من اللاجئين قادمة من سوريا او العراق او حتى افغانستان منهكة وتعاني من البرد غالبا بعد طريق محفوفة بالمخاطر عبر المتوسط والبلقان واوروبا الوسطى. وقال منظمو "اليوم الاوروبي للتحرك من اجل اللاجئين" "لقد حان الوقت للتنديد بالحدود التي تسبب الموت والتي اقيمت باسمنا". وتدعم عدة جمعيات ومنظمات غير حكومية على غرار منظمة العفو الدولية هذا التحرك.

وفي موازاة ذلك، اعلن عن تنظيم تظاهرات ضد استقبال المهاجرين في بولندا وتشيكيا وسلوفاكيا خصوصا، ما يظهر الانقسام العميق في اوروبا حول المسالة. فقد شارك الاف الاشخاص في تظاهرة في وارسو ضد استقبال المهاجرين ورفعوا لافتات تحذر من تنامي الاسلام في اوروبا. كما جرت تظاهرتان مماثلتان في براغ وبراتيسلافا ضمتا مئات الاشخاص. وجرت في هذه العواصم الثلاث ايضا تظاهرات اقل اهمية شارك فيها المدافعون عن استقبال اللاجئين.

والمعروف ان حكومات وارسو وبراغ وبراتيسلافا وبودابست ترفض سياسة الحصص التي تريدها المانيا لتوزيع المهاجرين على دول الاتحاد الاوروبي ال28. في وارسو شارك عشرة الاف حسب تقديرات المنظمين في تظاهرة في وسط المدينة مناهضة للهجرة. وقدموا انفسهم على انهم من الكاثوليك المعارضين لوصول مهاجرين مسلمين. واعتلى احد منظمي التظاهرة المنبر وقال مخاطبا المتظاهرين "نحن هنا لكي نوصل صوتنا الى الحكومة لكي تتخلى عن قرارها باستقبال مهاجرين مسلمين". بحسب فرانس ابرس.

واعاد الخطيب التذكير بان الثاني عشر من ايلول/سبتمبر هو ذكرى معركة فيينا الكبرى عام 1683 عندما تمكنت القوات البولندية من صد القوات التركية. في براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا تجمع نحو 1500 شخص ضد استقبال المهاجرين تلبية لنداء حركة مناهضة للاسلام يقودها ناشط من اليمين المتطرف يدعى لوكاس كوباتش ومدعومة من الحزب الوطني "سلوفاكيتنا". وكتب على احدى اللافتات "ان التعددية الثقافية خيال لا تفتحوا الحدود" و"انتم غير مرحب بكم عودوا الى بلادكم". في براغ جرت تظاهرتان شارك نحو 800 شخص في التظاهرة الرافضة للمهاجرين ونحو 200 فقط في الداعمة لهم.

اضف تعليق