q

مع اتساع رقعة الإرهاب وانتشار الفكر المتطرف وتنامي الجمعات الارهابية المتشددة التي تمكنت من الانتشار والتمدد، حتى تحول العالم كما يقول بعض الخبراء الى ساحة حرب مفتوحة لهذه التنظيمات الارهابية، وهو ما تطلب اعلان الحرب المضادة وتكثيف الجهد الاستخباري وملاحقة مصادر التمويل وغيرها من الاجراءات الاخرى، التي يقوم المجتمع الدولي والكثير من الحكومات في سبيل القضاء على هذه الجماعات، ومنها استهداف وتصفية بعض الاسماء والقيادات البارزة التي تفننت باستخدام اساليب القتل والاجرام والتدمير، حتى اصبحوا من اهم المطلوبين على لوائح الارهاب، وقد طالت العديد منهم عمليات خاصة ومباشرة، لكنها وبحسب البعض قد تكون ذات تأثيرات محدودة، خصوصا وان هذه التنظيمات تستخدم طرق وأساليب متنوعة على مستوى الانتشار وإعادة التنظيم والتسويق لنفسها هذا بالإضافة الى اختيار قياداتها.

وفي هذا الشأن فقد أكدت الاستخبارات الأفغانية على لسان المتحدث باسمها وفاة زعيم حركة طالبان "في أحد مستشفيات كراتشي في نيسان/أبريل 2013 في ظروف غامضة". وكان المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية، سيد ظفر الهاشمي، أعلن في وقت سابق خلال مؤتمر صحافي في كابول "إننا نحقق في هذه المعلومات (...) وسنعلن موقفنا بعد التثبت من صحتها". وكانت مصادر أخرى أعلنت في وقت سابق إن الملا عمر "توفي بسبب المرض قبل سنتين ودفن في جنوب البلاد" حيث مسقط رأسه.

من جهته، قال مسؤول في طالبان طلب عدم كشف اسمه "بناء على معلوماتي، فهو توفي" مشيرا إلى أنه لا يملك تفاصيل دقيقة حول أسباب الوفاة وتاريخها. ومتمردو طالبان منقسمون بين جيل جديد من القياديين الذين يواصلون القتال على الأرض، والقادة القدامى الذين فروا إلى الخارج في نهاية 2001.

مالك إسحاق

الى جانب ذلك قالت الشرطة الباكستانية إنها قتلت زعيم جماعة عسكر جنجوي الطائفية المحظورة وابنيه و11 شخصا آخرين في تبادل لإطلاق النار بعد أن هاجم مسلحون قافلة للشرطة وحرروه أثناء نقله. ومالك إسحاق مدرج على القائمة الأمريكية للإرهابيين الدوليين وأعلنت الجماعة التي أسسها مسؤوليتها عن قتل مئات المدنيين معظمهم من الأقلية الشيعية. وقدم إسحاق للمحاكمة عدة مرات بتهم القتل لكنه كان دائما ما يبرأ بعد أن يرفض الشهود الإدلاء بإفاداتهم. واعتقل مجددا مع ابنيه بموجب قانون للأمن العام. ونقلتهم الشرطة إلى منطقة قرب قرية مظفر جاره بإقليم البنجاب للتعرف على رجال احتجزوا للاشتباه في أنهم أعضاء في جماعة إسحاق. وكانت ضبطت في القرية مخبأ للأسلحة.

وقالت الشرطة إنه أثناء عودة قافلتها نصبت لها مجموعة من الرجال يستقلون دراجات نارية كمينا وحررت إسحاق وابنيه. وقالت نبيلة غضنفر المتحدثة باسم الشرطة في رسالة نقلا عن شرطي في المنطقة قوله "هاجم بين 12 و 15 إرهابيا قافلة الشرطة .. وحرروا المتهمين وهربوا على دراجات نارية." ونسبت غضنفر في رسالتها إلى رجل الشرطة قوله إن أفرادا من الشرطة على الطريق هاجموا المسلحين أثناء فرارهم الأمر الذي أدى إلى مقتل إسحاق وابنيه و11 شخصا آخرين.

وذكر الشرطي أن ستة من رجال الشرطة أصيبوا. وقال "كان المتهمون محتجزون تحت ذمة التحقيق بتهم قتل عشرات الأشخاص في عمليات قتل مدبرة." وتابع قوله "كما كانت العصابة على صلة بجماعتي طالبان والقاعدة في المنطقة." ومن المرجح أن تثير ملابسات قتل إسحاق تساؤلات لأن الشرطة لها باع طويل في ترتيب مثل هذه المواجهات للتخلص من مشتبه بهم.

وقال محقق كبير في الشرطة ليس ضالعا في القضية إن الشرطة كثيرا ما ترتب هذه الاشتباكات لأنها لا تثق في أن القضاء يتحلى بما يكفي من الشجاعة لإدانة المتشددين البارزين خوفا من الانتقام. وذكر المحقق الذي طلب عدم نشر اسمه أن قتل إسحاق يحمل بصمات تحرك الشرطة بموجب خطة العمل الوطنية ضد المتشددين التي دشنت في ديسمبر كانون الأول بعد أن قتلت طالبان 134 تلميذا في مدرسة يديرها الجيش في بيشاور. بحسب رويترز.

وقال المحقق "هذا تطبيق لخطة العمل الوطنية.. سياسة الدولة في هذا الصدد فضفاضة وبدون تمييز.. لن يكون هناك تسامح مع الإرهابيين بغض النظر عمن هم وإلى أي جماعة ينتمون." وقال مسؤول كبير آخر في الشرطة إن إقليم البنجاب وضع في حالة تأهب تحسبا لهجمات انتقامية.

الوحيشي وقاسم الريمي

في السياق ذاته يشكل مقتل زعيم فرع تنظيم القاعدة في اليمن ناصر الوحيشي ضربة للشبكة المتطرفة العالمية سيما انه كان الرجل الثاني فيها، ما يصب في مصلحة تنظيم "داعش". الا ان هذا الحدث وبالرغم من اهميته لا يخفف من الخطر العالمي الذي يمثله التيار الجهادي بحسب الخبراء. ووصف البيت الابيض مقتل الوحيشي بانه "ضربة قوية لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، اخطر فروع القاعدة، ولتنظيم القاعدة بشكل اوسع".

ويجمع خبراء كثر على ذلك، خصوصا ان رجلين اساسيين آخرين في التنظيم المتحصن في اليمن قتلا بضربات نفذتها طائرات اميركية من دون طيار في وقت سابق وهما منظر التنظيم ابراهيم الربيش ونصر الانسي الذي تبنى باسم التنظيم الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو الباريسية الساخرة مطلع السنة. كما يشكل مقتل الوحيشي بحسب المحللين ضربة للقاعدة على المستوى العالمي اذ شغل منذ 2013 منصب نائب زعيم القاعدة ايمن الظواهري الذي خلف اسامة بن لادن.

وكان الوحيشي يقوم بحسب الخبراء بالتنسيق بين الفروع المختلفة للقاعدة في ما يتعلق بالتوجيهات "العملانية". وعلى مستوى المنطقة، صب اضعاف القاعدة خلال السنوات الاخيرة في مصلحة تظيم داعش لاسيما في العراق وسوريا. وحتى في اليمن، تبنى التنظيم في اذار/مارس اول عمليات له في هذا البلد، وهو يسعى لاستقطاب مزيد من المقاتلين. وقال استاذ الشؤون الاسلامية في جامعة تولوز الفرنسية ماتيو غيدير "كلما اضعفت القاعدة، ازداد التحاق المقاتلين المتطرفين بداعش. وفي المقابل، كلما استهدف تنظيم داعش سيكون هناك عودة للمقاتلين الى القاعدة". وبالتالي، رأى غيدير ان مستقبل القاعدة "متعلق بمصير تنظيم داعش".

وفي هذا الاطار، يشكك خبراء في تاكيدات الادارة الاميركية بان مقتل الوحيشي "يزيل من ساحة المعركة قائدا ارهابيا محنكا، ويقربنا من اضعاف وهزيمة هذه الجماعات". وقالت مجموعة صوفان التي تقدم تحليلات استراتيجية حول الشؤون الامنية ان مقتل الوحيشي "سيزيد من مشاكل القيادة" في القاعدة، وهي مشاكل "تصبح اكثر وضوحا كلما ازداد صعود داعش في الاعلام وعلى ارض المعركة".

واعتبرت المجموعة ان "القاعدة مهددة بان تصبح تجمعا مبهما لمجموعات محلية" ما يشكل "تحديا للا بنلادنية" بعد اربع سنوات على مقتل اسامة بن لادن في عملية اميركية في باكستان. الا ان الفرع اليمني للقاعدة لن يكون امام مشاكل كبيرة في الوقت الراهن ولو ان مقتل القياديين الواحد بعد الآخر يطرح تساؤلات حول مدى انتشار الاعضاء العملاء للمخابرات الاميركية.

وقال المحلل اوليفييه غيتا المتخصص في الشؤون الجيوسياسية ان القاعدة في اليمن متجذرة بقوة "مقارنة مع الفروع الاخرى للقاعدة"، و"يمكن للتنظيم ان ينتعش مجددا ولو ان مقتل الوحيشي يشكل ضربة". واستفادت القاعدة من ضعف السلطة المركزية وانعدام الاستقرار وعززت حضورها بشكل خاص في جنوب اليمن وشرقه. وفي نيسان/ابريل الماضي، سيطرت القاعدة على المكلا عاصمة محافظة حضرموت الشاسعة.

وتستفيد القاعدة في اليمن ايضا من العلاقات مع قبائل سنية ومن الطبيعة القبلية للمجتمع عموما. وقد حسم التنظيم بسرعة مسالة خلافة الوحيشي مع تعيين قاسم الريمي زعيما جديدا لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب. وقال ماتيو غيدير ان القاعدة في اليمن "باتت قوة من بين عدة قوى في المعسكر السني" وباتت ايضا تعتبر "معتدلة، وبالتالي يمكن التعامل معها، مقارنة ببربرية تنظيم داعش".

وخلف قاسم الريمي، القيادي العسكري في تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، ناصر الوحيشي، ويعتبر الريمي أحد الوجوه الجهادية اليمنية المطلوبة دوليا لتورطها في أعمال إرهابية. وكانت الولايات المتحدة خصصت مكافأة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات حوله. يعد قاسم الريمي، الذي بات زعيم تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، مسؤولا عن تجنيد الجيل الحالي من ناشطي التنظيم المتطرف.

وشغل الريمي الملقب أيضا بأبي هريرة الصنعاني واسمه الحقيقي قاسم عبده محمد أبكر، منصب القائد العسكري للتنظيم منذ تأسيسه في 2009 بعد دمج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة. وكان قبل ذلك من أبرز قياديي القاعدة في اليمن. وقد حاول التنظيم أيضا تحت القيادة العسكرية للريمي، في نهاية 2009 تفجير طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة فضلا عن محاولته إرسال طرود مفخخة إلى هذا البلد في 2010. وقالت مصادر متطابقة متابعة لشؤون الجهاديين في اليمن أن الريمي المولود عام 1974 اختفى عن أهله وأقاربه في محافظة ريمة بغرب البلاد منذ أن كان في الخامسة عشرة من عمره.

وتؤكد مصادر عدة لاسيما الكاتب غريغوري جونسين في كتابه "الملاذ الأخير"، أن الريمي عمل مدربا في معسكر تابع لتنظيم القاعدة في أفغانستان قبل الاجتياح الأمريكي في 2001. وكان الريمي في تلك المرحلة مع الوحيشي ضمن مجموعة المقاتلين الذين عملوا تحت إشراف زعيم التنظيم أسامة بن لادن. وبعد اجتياح أفغانستان، انتهى الأمر بالريمي في سجن الأمن السياسي الشهير في صنعاء مع عدد من الجهاديين المعروفين العائدين من أفغانستان.

ويقول جونسين إن نجم الريمي لمع مجددا في السجن مع الوحيشي وقياديين آخرين. وكان الريمي يلقي خطبة الجمعة داخل السجن ويحمل بشدة على الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي كان حليفا أساسيا لواشنطن في "الحرب على الإرهاب". ويقول جونسين إن للريمي أخا معتقلا في معسكر غوانتانامو. وفي شباط/فبراير 2006، كان الريمي بين الفارين ال23 من سجن الأمن السياسي مع الوحيشي وغيره. وغيرت عملية الهروب المثيرة مصير حراك الجهاديين في اليمن وأسس لاندماج الفرعين السعودي واليمني للقاعدة في 2009 بعد أن نجحت السعودية في التضييق لدرجة كبيرة على التنظيم ضمن أراضيها. بحسب فرانس برس.

وأتاحت عملية الفرار تنشيط تنظيم القاعدة في المنطقة بعد ضربات متكررة تلقاها لاسيما مع مقتل القيادي البارز قائد سالم سنان الحارثي عام 2002 بضربة طائرة أمريكية من دون طيار. وفي تموز/يوليو 2007، ارتبط اسم قاسم الريمي بالهجوم الذي استهدف مجموعة مع السياح الأسبان وأسفر عن مقتل ثمانية منهم في مأرب بوسط اليمن. وسيواجه الريمي إصرار واشنطن على الاستمرار في استهداف قيادات القاعدة من خلال الغارات التي تشنها الطائرات من دون طيار، إلا أن العدو الأشرس للريمي قد يكون الصعود المثير لتنظيم "داعش" الذي يستقطب الجهاديين من شتى أنحاء العالم وتبنى مؤخرا للمرة الأولى هجمات ضد الشيعة في اليمن.

طارق بن الطهار

من جانب اخر وبحسب وزارة الخارجية الأمريكية فإن طارق بن الطهار بن الفالح العوني الهارزي، الذي أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن مقتله في غارة لطيران التحالف في سوريا، هو تونسي الجنسية، وهو من المطلوبين للعدالة في الولايات المتحدة الأمريكية، ودفعت فيه مكافأة تصل إلى 3 ملايين دولار. عمل طارق بن الطهار منذ من منتصف عام 2014 موظفا رسميا لدى داعش، وكان مقر عمله في سوريا، وعرفته الخارجية الأمريكية على أنه "عضو رفيع المستوى في داعش" ويعمل على جمع الأموال وتجنيد وتسهيل سفر المقاتلين "للمنظمة الإرهابية. وكان أيضا معروفا بأنه واحد من أوائل الإرهابيين الذين انضموا لداعش." بحسب موقع المكافآت التابع للخارجية.

ويقوم الهارزي بتجنيد وتسهيل سفر المقاتلين لداعش منذ عام 2013. وتم تعيينه أمير داعش لمنطقة الحدود بين سوريا وتركيا. وبهذه الصفة كلفه داعش باستقبال المقاتلين الأجانب المجندين الجدد وتوفير التدريب لهم على الأسلحة الخفيفة قبل إرسالهم إلى سوريا. قام هو والعديد من أعضاء مجموعة حدود داعش بمساعدة المقاتلين الأجانب من المملكة المتحدة، وألبانيا، والدنمارك. واعتبارا من أوائل عام 2014 قام الهارزي أيضا بتجنيد أشخاص من شمال أفريقيا لداعش بحسب بيانات الموقع.

وأفادت بيانات الخارجية أنه اعتبارا من أواخر عام 2013 كان الهارزي أمير داعش للانتحاريين وشخصية رئيسية في شبكة تسهيل داعش التي لعبت دورا محوريا في هجمات داعش الانتحارية وأجهزة المتفجرات المرتجلة التي توضع في المركبات في العراق. بصفته زعيما لموارد تسهيل الانتحاريين لداعش، عمل الهارزي مع أعضاء آخرين من داعش لتسهيل سفر الأفراد من سوريا إلى العراق. وفي شهر أكتوبر 2013 طلب انتحاريين لتنفيذ عمليات في العراق من زميل له مقره سوريا. عمل الهارزي أيضا لتقديم الدعم المادي لداعش عن طريق شراء وشحن أسلحة مع شقيقه من ليبيا وسوريا إلى داعش.

عمل الهارزي للمساعدة في جمع الأموال من الجهات المانحة لداعش. وفي شهر سبتمبر 2013 قام بترتيب استلام ما يقرب من 2 مليون دولار وفي منتصف عام 2013 كان الهارزي أيضا قائد العمليات الخارجية لداعش وأمر الأفراد بتخطيط عملية كبيرة تستهدف قائد قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. في يوم 24 سبتمبر 2014 قامت وزارة المالية في الولايات المتحدة بتحديد الهارزي بأنه إرهابي عالمي. بحسب CNN.

ومن الأسماء التي يستخدمها ، طارق طاهر فالح العوني الهارزي، طارق أبو عمر التونسي، أبو عمر التونسي، طارق بن الفالح العوني الهارزي، طارق بن الفلاح العوني الهارزي، طارق التونسي، طارق طاهر فالح عوني هارزي، أبو عمر هدود، طارق بن طاهر بن الفالح العوني الهارزي.

سيف الله بن حسين

التونسي سيف الله بن حسين، المرجح مقتله في غارة جوية أميركية بليبيا، هو مقاتل سابق مع القاعدة في أفغانستان ومؤسس الجماعة الجهادية التونسية الرئيسية "أنصار الشريعة" التي صنفتها تونس والولايات المتحدة تنظيما "ارهابيا". وأوردت صحيفة نيويورك تايمز ان بن حسين (49 عاما) قتل في غارة جوية اميركية في ليبيا كانت في الاصل تستهدف قياديا اخر في القاعدة هو الجزائري مختار بلمختار. ولم يتسن لوزارة الداخلية التونسية اليوم تأكيد أو نفي خبر مقتل سيف الله بن حسين المعروف في تونس باسم "ابو عياض" والمدرج على قائمة سوداء للامم المتحدة منذ 2002 لصلاته بالقاعدة.

ولد بن حسين في الثامن من نوفمير/تشرين الثاني 1965 بمنطقة منزل بورقيبة (شمال شرق)، حسبما اعلنت وزارة الداخلية في وقت سابق. مطلع تسعينات القرن الماضي غادر بن حسين تونس نحو المغرب هربا من ملاحقات نظام بن علي للاسلاميين ثم الى بريطانيا ومنها الى أفغانستان حيث التقى اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. أسس أبو عياض سنة 2000 مع مواطنه طارق المعروفي "جماعة المقاتلين التونسيين" في أفغانستان التي قتلت في 9 سبتمبر/أيلول 2001 أي قبل يومين من هجمات الحادي عشر من سبتمر بالولايات المتحدة أحمد شاه مسعود الذي كان يقاتل حركة طالبان.

وقتل شاه مسعود في عملية انتحارية نفذها شخصان كانا يحملان كاميرا مفخخة تظاهرا بأنهما صحافيان. قاتل بن حسين الى جانب بن لادن في افغانستان في 2001 قبل ان يتوجه الى باكستان ومنها الى تركيا حيث اعتقل سنة 2003 وتم تسليمه الى تونس التي قضت بسجنه 43 عاما بموجب قانون مكافحة "الارهاب". وفي آذار/مارس 2011 تم الافراج عن ابو عياض بموجب "عفو تشريعي عام" صدر بعد الاطاحة بنظام بن علي.

أسس ابو عياض بعد خروجه من السجن، تنظيم "أنصار الشريعة" الذي يطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية في تونس. أعلن التنظيم في اكثر من مناسبة ان "تونس أرض دعوة وليست أرض جهاد" وان عمله بقتصر على جوانب "دعوية" و"خيرية". لكن السلطات اتهمته بإدخال أسلحة مهربة من ليبيا المجاورة الغارقة في الفوضى، وبالتخطيط "للانقضاض على الحكم بقوة السلاح" ولإعلان تونس "اول امارة اسلامية في شمال افريقيا". كما اتهمته باغتيال المعارضين شكري بلعيد يوم 6 فبراير/شباط 2013 ومحمد البراهمي في 25 تموز/يوليو 2013 وبقتل عشرات من عناصر الجيش والشرطة. بحسب فرانس برس.

وفي 14 أيلول/سبتمبر 2012 هاجم المئات من المحسوبين على انصار الشريعة السفارة والمدرسة الاميركيتين في العاصمة تونس احتجاجا على فيلم مسيء للاسلام انتج في الولايات المتحدة. واعلنت تونس في 27 آب/أغسطس 2013 تصنيف أنصار الشريعة تنظيما "إرهابيا" وإصدار بطاقة جلب دولية ضد "أبو عياض" الذي قالت انه هارب في ليبيا. وفي العاشر من كانون الثاني/يناير 2014 أعلنت وزارة الخارجية الاميركية في بيان إدراج انصار الشريعة على لائحتها للتنظيمات "الارهابية" وتصنيف أبو عياض "إرهابيا دوليا مصنفا خصيصا".

فهد القباع

من جانب اخر تفيد معلومات جديدة أوردتها صحيفة "الرياض" السعودية أن منفذ الاعتداء الإرهابي على مسجد يرتاده الشيعة في الكويت، المدعو فهد بن سليمان عبد المحسن القباع، ظهر عليه التشدد الديني منذ الصغر إلا أنه لم يتضح يوما لعائلته أنه كان على علاقة مع جهة ما متطرفة. وعرف القباع، البالغ من العمر 22 عاما، بتشدده حتى في أوساط عائلته إذ أنه كان دائم الاختلاف معهم بخصوص حلق اللحية واللباس، تقول الصحيفة، حسب ما جاء على لسان عمه.

والتحق القباع، وفقا لما ذكره عمه، بجامعة الإمام بعد أن تخرج من الثانوية العامة بالرياض، إلا أنه لم يكمل تعليمه، وانتقل بعدها إلى منطقة القصيم حيث كان يؤم بالمصلين بأحد المساجد، وتزوج هناك قبل أن يطلق زوجته ويعود إلى الرياض. وأكدت السعودية أن القباع لم يكن مطلوبا من قبل السلطات الأمنية ولم تكن له سوابق، وأعربت عائلته عن دهشتها عندما سمعت اسمه يتردد عبر وسائل الإعلام المحلية على أنه منفذ الاعتداء.

وخلو سجله القضائي من السوابق خدع السلطات السعودية حيث غادر بلاده بدون أي مشكلة متوجها إلى البحرين قبل أن يحل بالكويت في اليوم نفسه الذي فجر فيه نفسه مخلفا مجزرة مروعة من ورائه في أوساط المصلين، حيث بلغت الحصيلة 26 قتيلا و227 جريحا. وكانت وزارة الداخلية الكويتية كشفت عن اسم منفذ الاعتداء. وأعلنت أنه تم اعتقال سائق السيارة التي أوصلت الانتحاري إلى مكان الاعتداء الإرهابي، كما اعتقلت صاحب المنزل الذي اختبأ فيه السائق، والذي أظهرت تحقيقات أنه "من المؤيدين للفكر المتطرف المنحرف". بحسب فرانس برس.

وجاء في بيان عائلة القباع نشرته صحف سعودية أن «كل أسرة القباع في جميع أنحاء المملكة يدينون وبشدة العمل الإجرامي الآثم المتمثل في تفجير مسجد الإمام الصادق في دولة الكويت الشقيقة، ويستنكرون ما قام به هذا الشاذ ويعلنون براءتهم من فعله المشين، ويجددون ولاءهم وطاعتهم ومحبتهم لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي عهده».

ياسين الصالحي

على الرغم من أن المحققين الفرنسيين نجحوا في رسم صورة أوضح للأحداث التي قادت الى قطع رأس مدير شركة للنقل والشروع في تدمير مصنع للكيماويات فإن الدافع الحقيقي للمشتبه به الرئيسي لايزال غامضا. لقد كان ياسين الصالحي عامل التوصيل الذي يبلغ من العمر 35 عاما والمشتبه في أنه قتل رئيسه في العمل ابا لثلاثة ابناء وله وظيفة ثابتة وشقة في ضاحية متواضعة لكن يسودها الهدوء بمدينة ليون في جنوب شرق فرنسا ولم يكن له سجل جنائي.

لكن الصالحي كانت له علاقات فيما مضى مع إسلاميين متشددين وكان واحدا من آلاف المتطرفين الذين لفتوا انتباه السلطات الفرنسية من بين خمسة ملايين مسلم يعيشون في فرنسا ويغلب عليهم المعتدلون. وقالت مصادر قريبة من التحقيق إن صالحي بعد أن رفض في البداية الإجابة عن أسئلة المحققين اعترف بقتل رئيسه في العمل. لكن عند محاولة فهم ما حدث في الهجوم على موقع صناعي مؤمن في قلب واحد من مراكز النقل الرئيسية في اوروبا يتبين غموض الكثير من الجوانب.

ولم تكشف عمليات التفتيش الأولية لمنزله عن وجود أي أسلحة أو مواد دعائية أو أن هناك شركاء له. ربما تكون اكثر تفصيلة إثارة للقلق وجدها التحقيق حتى الآن هي أنه أرسل صورة سيلفي مع الرأس المقطوع عن طريق تطبيق (واتساب) الى رقم هاتف كندي. ويختلف هذا كثيرا عن الحقائق المفصلة التي تم جمعها عن الإسلاميين المتشددين الثلاثة المسؤولين عن هجمات وقعت في باريس في يناير كانون الثاني حيث عثر المحققون على كمية من الأسلحة في منزل أحد المهاجمين وأدلة على تلقي آخر تدريبا على استخدام السلاح في اليمن. ووجدت التحقيقات أن مهاجما ثالثا اتجه للتشدد داخل السجن.

وتقول وسائل إعلام محلية إن الصالحي قال للشرطة إنه تشاجر مع رئيسه في العمل وزوجته قبل حادث القتل وإنه كان يريد الانتحار. ونقلت صحيفة لو باريزيان عن مدرب على فنون القتال قوله إن الصالحي الذي كان يعرف عنه الهدوء كانت تجتاحه نوبات غضب بحيث كان المتدربون الآخرون يرفضون الاشتباك معه. لكن إضفاء المشتبه به ملامح هجمات الإسلاميين المتشددين على العملية لا يكفي حتى الآن لإقناع المحققين بأن ما حركته هي أيديولوجية جهادية.

وقال مصدر قريب من التحقيق "لا نعلم ما اذا كنا نتعامل مع أصولي فقد عقله أم إرهابي حقيقي... يتساءل المحققون عما اذا كان عملا إجراميا وحسب." ونقلت صحيفة لو جيه.ديه.ديه. الأسبوعية عن مصادر قولها إنه التقى مع ايرفيه كورنارا رئيسه في العمل الذي يبلغ من العمر 54 عاما ورأتهما زوجة كورنارا التي تساعد زوجها في إدارة شركته معا نحو الساعة السابعة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي قبل أن تخرج لتوصيل طلب.

لكن ما حدث بين السابعة والنصف و9.28 صباحا وهي اللحظة التي يقول الادعاء إن كاميرات المراقبة رصدت فيها سيارة الصالحي تتوقف عند بوابة مجموعة إير بروداكتس للغازات والكيماويات ومقرها الولايات المتحدة في منطقة سان كونتان فلافييه القريبة لايزال لغزا. وفي حين أن تشريح جثة الضحية كشف عن آثار خنق فإن المحققين يقولون إنه ليس واضحا ما اذا كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة قبل قطع رأسه. حتى الآن يقول الصالحي إن قتل رئيسه في العمل تم في مرأب للسيارات.

ودخل الصالحي من بوابات مقر مجموعة اير بروداكتس بسهولة فقد قام بتوصيل طلبات للمكان اكثر من مرة فيما مضى ثم غاب عن أعين الكاميرات لنحو سبع دقائق. ويشير محققون الى أن هذه ربما تكون الفترة التي علق فيها رأس رئيسه على سور من السلك الى جوار رايات حملت عبارات إسلامية. ثم رصدت الكاميرات السيارة مرة أخرى لفترة وجيزة نحو الساعة 9.36 صباحا حين انطلقت مسرعة باتجاه مخزن بمقر المجموعة يحتوي على اسطوانات غاز. وسمع دوي انفجار قوي.

حين وصلت أجهزة الطوارىء بعد ذلك ببضع دقائق عثرت على جثة الضحية بلا رأس بجوار السيارة وعلى مقربة منها سكين ومسدس مزيف. وضبطت المشتبه به بينما كان يفتح زجاجات لمادة الاسيتون وهي مادة كيماوية سائلة قابلة للاشتعال. وتتيح قوانين مكافحة الإرهاب الفرنسية للسلطات احتجاز المشتبه به لما يصل الى 96 ساعة قبل أن تقرر توجيه اتهامات له. وقال مصدر "بدأ يتحدث عما حدث لشرح الملابسات." وتم الإفراج عن زوجته وأخته وشخص ثالث.

في الوقت الحالي يؤكد محققون أن من السابق لأوانه التكهن بدلالة الصورة "السيلفي" التي أرسلها الى رقم هاتف كندي ويرفضون تكهنات وسائل الإعلام بأن مستقبل الرسالة موجود في سوريا. كما يجري التعامل بحذر مع اتصالات الصالحي في 2003 و2004 بإسلامي متشدد معروف حين كان يعيش في شرق فرنسا. ورحل ذلك المتشدد منذ ذلك الحين من فرنسا الى اندونيسيا ولا يشتبه في ضلوعه في أي جرائم. بحسب رويترز.

بالنسبة للسلطات الفرنسية فإن القضية تظهر مرة أخرى أنه ليست هناك إجابات سهلة في مواجهة تهديد كان موجودا دوما على أراضي البلاد لكنه كان كامنا تحت السطح. وقدر رئيس الوزراء مانويل فالس أن هناك ما بين عشرة آلاف و15 ألف سلفي متشدد في فرنسا وأشار الى أنهم يمثلون خطرا. لكن تبين بعد هجمات يناير كانون الثاني أن مراقبة مشتبه به واحد يمكن أن تنطوي على ما يصل الى 30 عنصرا غيره مما يجعل من المستحيل مراقبة كل من يعتبرون مصادر لخطر محتمل. وقال فالس "نعيش في عالم سيستمر فيه هذا التهديد بلا توقف... لا يمكن أن تصل درجة الخطر الى صفر."

سيف الرزقي

الى جانب ذلك مرة اخرى تلقت تونس صدمة قوية بتحول احد أبنائها من الذين تبدو حياتهم عادية الى متشدد يحمل ايديولوجيا عنيفة قادته لاسوأ هجوم دام في تاريخ البلاد. ومرة اخرى ايضا سقط شاب حاصل على تعليم جيد فريسة في يد جماعات دينية متشددة استقطبته وحولت وجهته من كرة القدم والرقص والموسيقى الى "مستنقع الجهاديين".

وفي بلدة قعفور النائية والمعزولة شمال العاصمة تونس لا يدري اصدقاء وجيران وعائلة الرزقي كيف أصبح ابنهم وصديقهم المفضل قاتلا مسؤولا عن أكثر هجوم دام في تاريخ البلاد. وقال مسؤولون وشهود ان الرزقي كان المسلح الوحيد الذي فتح النار باتجاه السياح على الشاطئ ثم توجه للمسبح داخل الفندق ليحصد مزيدا من الارواح قبل ان يكمل رحلته الدموية داخل اروقة الفندق ويقتل بعد ذلك برصاص قوات الشرطة.

الرزقي الذي تخفى في زي سائح واخفى سلاحه باتقان تحت مظلة شمسية سرعان ما كشف وجها قبيحا فاتحا النار ليقتل عشرات السياح من بريطانيا والمانيا وبلجيكا أثناء استجمامهم على الشاطيء. وتماما مثل مهاجمي متحف باردو في مارس اذار الماضي اللذين قتلا 21 سائحا أجنبيا لم يظهر الرزقي مظاهر تشدد ديني. الرزقي -الذي كان مولعا بالبريك دانس والراب وكان يعشق فريق النادي الافريقي المتوج بدوري تونس لكرة القدم- كان يعمل في احيان كثيرة عندما يعود الى بلدته قعفور في مقهى بلحسن في وسط البلدة.

وامام بيت العائلة المتواضع يجلس عمه علي الرزقي على مقعد حيث ستقيم العائلة سرادق عزاء بانتظار تسلم جثة ابنهم. ويقول علي "لا أحد يمكنه ان يتخيل انه يمكن ان يبث في نفوسنا ونفوس العالم كل هذا الرعب". ويضيف "قد يكون تغير اين يدرس في القيروان.. قد تكون الانترنت سببا في تحوله ولكن لا جواب لي." عمه الذي بدا متأثرا ومنهارا قال ان ما حصل "امر غير مشرف ولكن ما يثير قرفنا وقلقنا ان هو (سيف) سقط ضحية... واضاع حياته ومستقبله ودراسته المتفوق فيها.. مرعب ان ترى أناسا ابرياء يقتلون بذلك الشكل البشع."

ومثل كثير من البلدات النائية تبدو قعفور مقفرة تماما وتسير وتيرة الحياة فيها ببطء. ويروي اصدقاؤه وجيرانه ان الرزقي كان شابا مواظبا على صلاته وأحيانا في البيت ولكنه لم يكن يتحدث تماما عن المسائل الدينية. الرزقي الذي كان يدرس ميكانيكا الطيران في القيروان كان يفضل العودة لقعفور باستمرار للالتقاء باصدقائه. وقبل يومين فقط من الهجوم الدموي الذي نفذه في سوسة التقى سيف مع اربعة او خمسة من اصدقائه في مقهى ودار بينهم حديث عن الكرة وردد مع رفاقه اغاني واهازيج الكرة التي تطلق في مدرجات كرة القدم.

ويقول محمد وهو صديق مقرب من سيف "لم تكن لديه اي علامات تشدد ديني .. بل هو لم يتحدث معنا تماما في الدين.. انها صدمة عنيفة ان ترى صديقا لك قضيت معه وقتا طويلا يتحول الى قاتل بلا رحمة." ومهما كان دافعه فان الرزقي سار في طريق مماثل لعديد من اقرانه من لاعبي كرة قدم وطلبة وموسيقيين تركوا مدنهم وعائلاتهم وارتموا في احضان تنظيمات دينية متشددة في تونس وليبيا وسوريا وغيرها.

وتقول السلطات التونسية ان حوالي ثلاثة الاف شاب تونسي سافروا للقتال في صفوف تنظيم داعشالارهابي في سوريا بينما يصل عدد المقاتلين التونسيين في ليبيا الى حوالي الف مقاتل. واصبحت الجماعات الاسلامية المسلحة أكبر تحد يهدد الديمقراطية الوليدة في تونس منذ انتفاضة 2011 التي اطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.

ومنح المسار الديمقراطي في تونس البلد دستورا جديدا وانتخابات حرة ومناخا تعدديا وحريات لكنه سمح ايضا بتوسع نفوذ الاسلاميين المتشددين الذين استغلوا مناخ الحرية ليسيطروا على عدة مساجد ويبثون خطابات متطرفة في بلد كان ينظر اليه على أنه أحد قلاع العلمانية في العالم العربي.

وينحدر احد مهاجمي متحف باردو في مارس اذار الماضي من بلدة نائية تشبه قعفور بينما الاخر يقطن في العاصمة تونس. وقضى المهاجمان الاثنان وقتا في ليبيا تلقيا خلاله تدريبات على استعمال الاسلحة قبل العودة لبلدهما لتنفيذ هجوم دام. إلا أنه لم يتضح بعد بشكل جلي كيف سقط الرزقي في هذا التيار. وهناك اشارات قليلة لكيفية استقطابه ضمن تنظيمات متطرفة. فمسجد قعفور لم يكن تحت سيطرة أئمة متطرفين.

الرزقي قضى حوالي ثلاث سنوات يستأجر بيتا في مدينة القيروان التاريخية. ومنذ 2011 توسع نفوذ جماعة أنصار الشريعة وتمكن متشددون من السيطرة على منابر عدد من المساجد هناك. ولكن السلطات قالت ان الرزقي لم يكن على لائحة المراقبة وكان غير معروف لدى الامن ولم تحم حوله شبهات تطرف اسلامي. وقال مسؤول أمني رفيع "الثابت انه كان في الاشهر الاخيرة على علاقة مع متطرفين عبر الانترنت." واضاف ان الادلة الجنائية اظهرت ان طلقات الرصاص في مذبحة سوسة كانت من سلاح واحد وان الرزقي كان المهاجم الوحيد.

وقد يكون الرزقي نفذ هجومه الدموي على طريقة تعرف باسم "الذئاب المنفردة" متأثرا بخطابات الجهاديين قبل ان يلتحق بتنظيم متشدد ولكنه أخفى بشكل متقن هذا السر حتى الساعات الاخيرة من حياته مراوغا قوات الامن في بلاده واصدقائه وعائلته وكل من عرفه بهجوم دام ازهق خلاله ارواح عشرات السياح. ويقول احمد العجيمي وهو صديق قريب من الرزقي "سيف كان بارعا في البريك دانس وكان طيبا وخلوقا وبشوشا ولا يغضب بسرعة وان غضب فيعود بسرعة للمزاح." بحسب رويترز.

ويضيف صديقه الذي قضى معه سنوات في التدريب على البريك دانس "من الصعب ان تصدق هذا.. لا يمكن ان اتخيل ان صديقي الذي قضيت معه سنوات في اللهو والرقص هو ذاك الشاب الذي بين يديه سلاح كلاشينكوف وراح يقتل يمينا ويسارا.. الان نحن نعيش حياة مجنونة فعلا يتعين ان تتوقع فيها كل شيء".

اضف تعليق