q

الهجوم الذي نفذه شاب مسلم يدعى محمد يوسف عبد العزيز 24عام على مكتبين للتجنيد في منطقة تشاتانوغا في تينيسي الأمريكية واسفر عن مقتل 5عسكريين، لايزال محط اهتمام واسع داخل الولايات المتحدة الامريكية، حيث يرى بعض الخبراء ان مثل هكذا هجمات تظهر هشاشة الأمن الداخلي الأميركي، خصوصا مع تكرار حوادث إطلاق النار وتزايد جرائم القتل تصاعد أعمال العنف بسبب انتشار الأسلحة وسهولة الحصول عليها، هذا بالإضافة الى تراخي بعض الاجهزة الامنية والاستخبارية، في اداء مهامها بخصوص متابعة ومراقبة المشتبه بهم ممن توجد عليهم مؤشرات وشكوك معينة، كانتمائهم او مساندتهم لبعض الجمعات المتطرفة، التي سعت الى تكثيف جهودها الاعلامية في سبيل كسب المزيد من الشباب وحثهم على القيام بعمليات مسلحة داخل الولايات المتحدة وغيرها من الدول الاخرى.

ويرى بعض المراقبين إنه من المبكر التكهن حول دوافع المهاجم خصوصا مع استمرار التحقيقات وتعدد الآراء والافتراضات، وقد وصف مسؤولون هذا الهجوم الذي أسفر أيضاً عن سقوط ثلاثة جرحى بأنه "عمل إرهاب داخلي محتمل". فيما يرى البعض ان هناك ادلة تفيد بان ما حصل ربما يكون حادث بعيد عن الاهاب خصوصا وان المعلومات المتوفرة تشير الى ان الحاصل على الجنسية الأمريكية وكان يحمل الجنسية الأردنية وهو من مواليد الكويت. لم يكن مدرجا على أي قائمة من قوائم المشتبهين بهم بقضايا الإرهاب.

ما هوية المشتبه به؟

وفي هذا الشأن فقد حدد مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي اي) هوية المشتبه به في تنفيذ الهجوم وأشار إلى أنه مواطن أمريكي من أصل كويتي يدعى محمد يوسف عبد العزيز، يبلغ من العمر 24 عاما، وقد قتل برصاص الشرطة. وأكد "اف بي اي" في بيان هوية منفذ الهجوم لكنه قال إنه "من السابق لأوانه التكهن بالدوافع وراء تنفيذ الحادث بهذا الشكل وفي هذا التوقيت". ووصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحادث بأنه "مفجع".

وذكرت الشرطة أن المشتبه به كان ألقي القبض عليه في وقت سابق من العام بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول. وأفادت صحيفة تشاتانوغا تايمز بأن المشتبه به تخرج من مدرسة ثانوية وكتب في الكتاب السنوي للمدرسة "إسمي يقرع أجراس انذار الأمن القومي فماذا يفعل اسمك؟". واقتحمت الشرطة منزل المشتبه به وتم اقتياد امرأتين خارج المنزل، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

من جانب اخر وقبل ساعات من حادث إطلاق النار في ولاية تنيسي الذي أودى بحياة خمسة من أفراد الجيش الأمريكي بعث المشتبه به في الحادث رسالة نصية لصديق تتضمن جزءا من حديث قدسي يبدأ بقول "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب." وكان هو أحد صديقين للمشتبه به محمد يوسف عبد العزيز الذي قتل في تبادل لإطلاق النار في تشاتانوجا.

وأشعل الحادث مرة أخرى التكهنات بشأن التشدد الذي ينحو إليه شباب مسلمون. وقال الصديقان إن عبد العزيز عاد من رحلة للأردن في 2014 وهو يشعر بالضيق من الصراعات في الشرق الأوسط ومن رفض الولايات المتحدة ودول أخرى التدخل. وأضافا أنه بعد الرحلة اشترى عبد العزيز ثلاث بنادق من متجر عبر الإنترنت واستخدمها في تدريبات. وقال الصديق الذي تلقى الرسالة النصية "عبر عن استيائه بشأن (الشرق الأوسط). لكن لا يمكنني تخيل أن الأمر قاده لكل هذا." وقالت السلطات إن عبد العزيز أطلق النيران بكثافة في مركز للتجنيد بمركز تجاري في تشاتانوجا ثم قاد سيارة إلى مركز لقوات الاحتياط تابع للبحرية على بعد نحو عشرة كيلومترات حيث قتل أربعة من أفراد مشاة البحرية قبل مقتله. وأصيب ثلاثة أشخاص آخرين بينهم ضابط أعلنت البحرية وفاته فيما بعد.

ولم تعلن البحرية عن اسم البحار الذي توفي لكن جدته عرفته بأنه الضابط راندال سميث من بولدينج بولاية أوهايو وأنه كان متزوجا وأبا لثلاثة أطفال. وقالت الجدة دارلين بروكسماير "كان شابا رائعا. كان يحب زوجته وأطفاله. كان يحب البحرية." وقال أصدقاء لعبد العزيز طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم خشية رد الفعل إنه غضب من قصف إسرائيل لغزة في 2014 وللحرب الأهلية في سوريا.

وقال الصديق الذي تلقى الرسالة النصية "شعر بأن الأردن وقطر والسعودية لا تفعل ما يكفي للمساعدة.. وبأنهم يقعون تحت تأثير النفوذ الأمريكي بشكل بالغ." وقال صديق آخر "كان دائم الحديث عنها.. لكني سأقول إن مستوى الفهم والوعي ارتفع جدا بعد عودته." وقال أصدقاء إن عبد العزيز وهو مهندس قد اعتاد تدخين الماريوانا وشرب الخمر وإنه كافح للتوفيق بين هذا وبين مباديء الإسلام. وأضافوا أنه عند نقطة ما في 2012 أو 2013 كان يعالج من تعاطي المخدرات والخمر.

وقال الصديق الأول "اعتاد تناولها للتغلب على الضغط حين كانت الأوضاع تسوء في منزله أو في أي شيء" مضيفا أن ذلك التوتر بين عبد العزيز وأبويه الفلسطينيين قد سبب له متاعب. ووفقا لسجلات المحكمة فإن أبويه كانا على شفا الطلاق في 2009. وكانت لعبد العزيز أيضا مشاكل مع الشباب في محيطه الذين تبنوا في بعض الأحيان نهجا دينيا ورجعيا. وقال الصديق "كان هناك بعض المتطرفين والمتغطرسين الذين سببوا مشاكل. محمد لم يدخل في مشاكل أبدا لكنه كان يشعر بالضيق ويصرخ.. بعد ذلك كان يهدأ ويقول إن الأمر لا يهم."

وذهب عبد العزيز إلى الشرق الأوسط في 2010 وزار بلدانا عديدة حسبما أفاد أحد أصدقائه. و ذهب للأردن في 2014 للعمل مع عمه وعاش هناك مع عمه وأجداده." وقال الصديق "تلك الرحلة فتحت عينيه. تعلم الكثير عن التقاليد والثقافة في الشرق الأوسط. قال إنه استمتع فعلا بالرحلة وتمنى لو عاد إلى هناك يوما ما." وبعد عودته بدا عبد العزيز لأصدقائه هادئا وأقل اهتماما بالمشاركة في الاحتفالات. وقال الصديق "كان ذلك جزءا مما كان يربطنا. كان شخصا يريد الاستقرار ومواصلة حياته. ربط هذا بيننا."

وقال الأصدقاء إن عبد العزيز اشترى البنادق الثلاث من موقع متخصص في بيع الأسلحة عبر الإنترنت بعد عودته من الأردن وبينها بندقية إيه.كيه47 وبندقية إيه.آر15 وبندقية سايجا 12. وأضافوا أنه امتلك أيضا مسدسين. وخلال الأشهر القليلة الماضية تدرب عبد العزيز وأصدقاؤه على إطلاق النار في غابة قريبة من تشاتانوجا بواقع مرتين أو ثلاث أسبوعيا في بعض الأحيان. وقال الصديق الذي تلقى الرسالة النصية "كان دائم الاهتمام بالأسلحة.. منذ صغره. بدأ بمسدس بي.بي وبعدها تطور الأمر لديه. كنا نذهب للتدريب على الرماية كثيرا." كما عرف عن عبد العزيز القيادة السريعة في التلال المحيطة بتشاتانوجا.

وقبل ليلتين من الهجوم ذهب مع بعض الأصدقاء للترفيه في سيارة استأجرها عبد العزيز نفسه. وقال الصديق "سيارة سريعة في ليلة ممطرة. كنا نطير فنقود بسرعة في منحنيات حادة". وقال "بدا طبيعيا تماما. خططنا للخروج في عطلة نهاية الأسبوع." وفي الليلة السابقة للهجوم تلقى الصديق رسالة نصية من عبد العزيز فيها رابط لموقع إسلامي على الإنترنت. ويقول الصديق إن عبد العزيز لم يعتد إرسال مثل هذه الروابط.

وتابع "لم أفسر الأمر بهذه الطريقة في ذلك الوقت لكن ربما كانت تلك طريقته لإبلاغي بشيء ما." واستمر الصديق في إرسال الرسائل لعبد العزيز في تلك الليلة وحتى صباح دون أن يصله أي رد. وقال الصديق إنه خضع للاستجواب بواسطة مكتب التحقيق الاتحادي. وقال إن عبد العزيز كان يعمل في وظيفة بدخل جيد وكانت لديه خطط لحياته بينها التفكير في البدء بتجارة الكمبيوتر في تشاتانوجا. وقال الصديق "كان يريد شراء سيارة. كان يحلم بكل ما يحلم به الشباب." كما قال إن من الصعب فهم السبب وراء تحول صديقه لمشتبه به في الحادث. بحسب رويترز.

وقال "لم تكن هناك علامات على ذلك. الشيء الوحيد الذي يمكنني أن أفكر فيه أنه كان نتاجا لعدة أشياء.. ما يحدث هناك (في الشرق الأوسط) ومشاكل عائلته وربما بعض الأشياء التي ترتبط بأشخاص قليلي التعليم هنا. لا أعرف." وبعد الحادث بعث الصديق رسالة نصية إلى عبد العزيز ليسأله إن كان قد سمع بما جرى. وقال "أظنه عرف بالأمر قبلي."

معلومات اخرى

الى جانب ذلك قال مصدران بالحكومة الأمريكية إن المشتبه به زار قطر مرة واحدة على الأقل اثناء رحلة الى الشرق الأوسط العام الماضي. واضاف المصدران أنه لم يتضح حتى الان أسباب توقفه في العاصمة القطرية. ويحاول محققون أمريكيون تحديد الأماكن التي زارها المشتبه به محمد يوسف عبد العزيز أثناء رحلته إلى المنطقة لمعرفة ما إذا كان قد تشدد على يد جماعة مثل تنظيم داعش. لكنهم ليس لديهم أي أدلة على أنه كان على اتصال مع جماعات أو أفراد من المتشددين.

وأثناء رحلة استمرت سبعة أشهر لزيارة العائلة في الأردن لم يتضح المدة التي ربما يكون قضاها في العاصمة القطرية. وتستضيف قطر قاعدة جوية أمريكية ويوجد بها أيضا مؤيدون لجهاديين.

من جهة اخرى نقلت وسائل إعلامية أمريكية عن عائلته أن محمد يوسف عبد العزيز كان لديه ميولات انتحارية ويبدو أنه كان يواجه صعوبة في أداء عمله الذي كان يمارسه بدوام ليلي إضافة إلى أنه كان مثقلا بالديون. ويتعاطى المخدرات، وكان محمد عبد العزيز كتب في يومياته التي ضبطها مكتب التحقيقات الفيدرالي، أن لديه ميولات انتحارية وأنه يريد أن "يصبح شهيدا" في 2013، بعدما خسر وظيفته بسبب تعاطيه المخدرات، كما قال أحد أفراد العائلة لشبكة إي.بي.سي نيوز.

وتابع المصدر نفسه، أن عبد العزيز كان يواجه صعوبة في الأشهر الأخيرة في أداء وظيفته الجديدة التي كان يمارسها بدوام ليلي. كما أنه بدأ بتناول المنومات والمسكنات وتعاطي الماريجوانا. وكانت ديونه تناهز بضعة آلاف من الدولارات، كما قال المصدر نفسه.

وأمضى العام الماضي سبعة أشهر مع العائلة في الأردن، وقد توقف المحققون طويلا عند هذه النقطة. لكن يبدو في الواقع أن أهله هم الذين أرسلوه إلى هناك لإبعاده عن بعض معارفه. وحاول أهله أيضا معالجته من مرض عقلي. وتابع المصدر نفسه أنه كان من السهل جدا التأثير على عبد العزيز.

على صعيد متصل أعلنت شركة اميركية للطاقة ان المسلح الذي قتل الجنود في ولاية تينيسي (جنوب) عمل في 2013 لمدة عشرة ايام في محطة نووية تابعة لها في اوهايو (شمال) لكنه صرف من الوظيفة لانه لم يستوف الشروط المطلوبة. وقالت ستيفاني وولتون المتحدثة باسم مجموعة "فيرست انيرجي" ان "محمد يوسف عبد العزيز جرى توظيفه بصورة مشروطة في محطة بيري النووية التابعة لمجموعة فيرست انيرجي لفترة قصيرة مدتها عشرة ايام من 20 ولغاية 30 ايار/مايو 2013".

ولكن المتحدثة شددت على ان الشاب الاميركي المسلم "لم يسمح له مطلقا بالتجول (في المحطة) بدون مرافق ولم يدخل ابدا المنطقة الامنية في المحطة". وأضافت ان عبد العزيز الذي تخرج في 2012 من جامعة تينيسي في تشاتانوغا "تم صرفه لاننا لاحظنا انه لا يستوفي الشروط المطلوبة لشغل وظيفة دائمة"، من دون ان توضح ماهية هذه الشروط. بحسب فرانس برس.

واكدت المتحدثة انه خلال مدة العشرة ايام التي عمل فيها عبد العزيز في المحطة كان وجوده فيها "محصورا في مبنى اداري اثناء تدريبه على اجراءات الشركة. لم يتح له الوصول الى اي معلومات حساسة في المحطة". واوضحت المتحدثة ان الموظفين في المحطة شاهدوا في وسائل الاعلام صورة المهاجم وتعرفوا عليه فابلغوا مسؤوليهم بالامر "وعلى الفور ابلغ هؤلاء سلطة الامن النووي الاميركي". وتقع محطة بيري على ضفاف بحيرة ايرييه قرب مدينة كليفلاند والحدود الكندية ويعمل فيها 720 موظفا وتنتج كهرباء لحوالى مليون منزل.

جدل واجراءات

في السياق ذاته قال عضو جمهوري بارز في مجلس النواب الامريكي إن المشرعين الامريكيين سيبحثون أوجه القصور المحتملة في إنفاذ القانون أو المخابرات في حادث اطلاق الرصاص في تنيسي مضيفا ان القضية ربما كان لها علاقة بتنظيم داعش. وأبلغ النائب مايك مكول الذي يرأس لجنة الامن الداخلي بمجلس النواب الامريكي شبكة إيه.بي.سي. ان القضية سلطت الضوء على المخاوف المتنامية بشأن توجيهات على الانترنت من زعماء تنظيم داعش في سوريا. وقالت عضوة مجلس الشيوخ ديان فينشتاين وهي عضوة ديمقراطية بارزة بلجنة المخابرات بمجلس الشيوخ إن المسلح "مهاجم وحيد" فيما يبدو لكنها قالت إنه كان من الصعب معرفة على وجه اليقين في ضوء تطبيقات التشفير الجديدة المتاحة للارهابيين.

وقالت فينشتاين إن المستشارين القانونيين في شركات الانترنت الجديدة غير مستعدين لتغيير هذه التطبيقات وازالة المنشورات الواضحة الاخرى بشأن تقنيات صنع قنابل ما لم يفوض القانون بذلك. وقال مكول إن قضية تشاتانوجا تسبب قلقا لأسباب عديدة منها ان والد عبد العزيز كان ضمن قائمة مراقبة أمريكية لكن هذه القضية أغلقت في وقت لاحق. وقال مكول ان الحكومة الامريكية أحصت 200000 تدوينة تأتي يوميا من تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية وتجري تحريات نشطة في كل الولايات الخمسين. لكنه قال إن اتصالات الانترنت التي تهدف الى تنشيط الناس في الولايات المتحدة "من الصعب للغاية ايقافها". بحسب رويترز.

وقال مكول "هذا تحد بالغ الصعوبة لمكافحة الارهاب في الولايات المتحدة." وحث على زيادة الجهود لضرب مسؤولي داعش الذين يصدرون الاوامر على الانترنت. وقال إن مكتب التحقيقات الاتحادي اعتقل أفرادا في 60 قضية منفصلة لها علاقة بداعش في العام الماضي من بينها مؤامرة مزعومة لتنفيذها في العطلة القومية الامريكية في الرابع من يوليو تموز.

على صعيد متصل اعلن رئيس لجنة الامن الداخلي في مجلس النواب الاميركي مايكل ماكول ان الهجوم المسلح الذي نفذه شاب مسلم في تينيسي "مستوحى من تنظيم داعش". وقال ماكول النائب الجمهوري عن تكساس (جنوب) ان "الاهداف هي نفس تلك التي دعا تنظيم داعش الى مهاجمتها. وبالتالي فان هذا الهجوم هو برأيي وبحسب خبرتي الهجوم مستوحى من تنظيم داعش". واضاف خلال مؤتمر صحافي في فلوريدا ان "مكتب التحقيقات الفدرالي فتح تحقيقا في قضية ارهاب، وهو امر له دلالات كبيرة جدا".

وحذر النائب الجمهوري من ان ما حصل في تينيسي "يمكن ان يحصل في اي مكان". واضاف "التهديد حقيقي وهو يأتي من الانترنت. هذا جيل جديد من الارهابيين. لم يعد هؤلاء رسلا لابن لادن". واكد ماكول ان التهديد "يأتي من سوريا، من ناشطي تنظيم ومجندي داعش، من مشغلي الدولة الاسلامية في سوريا والذين يصدرون توجيهات لتشغيل اشخاص في الولايات المتحدة". وذكر رئيس لجنة الامن الداخلي النيابية بأن السلطات الاميركية اعتقلت 60 شخصا مرتبطين بالتنظيم العام الفائت "اي ما معدله اكثر من شخص واحد كل اسبوع"، وبأنها احبطت "اكثر من 50 مؤامرة ضد مصالح غربية".

الى جانب ذلك وصف توم ريدج، وزير الأمن القومي الأمريكي السابق، الهجوم بأنه "هجوم إسلامي متشدد،" ليثير الجدل مرة أخرى على تصنيف مثل هذه الأحداث على أنها إسلامية، بعد رفض الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مثل هذا التصنيف سابقا وتأكيده على أن الإرهاب يستغل اسم الإسلام. جاء ذلك في مقابلة مع CNN، حيث قال ريدج: "اسمي ما جرى بتينيسي بهجوم إسلامي متطرف بصرف النظر عن احتمال كونه متصلا بصورة مباشرة مع داعش، فمن وجه نظري الهجوم مستوحى من هذا التنظيم."

وحول رفض الإدارة الأمريكية تسمية مثل هذه الوقائع بـ"الإرهاب الإسلامي،" وإن كانت تؤثر بالفعل على محاربتها للتطرف، قال ريدج: "لا يوجد شك في ذلك، شاهدت واستمعت جيدا للرئيس أوباما وطريقة اختياره الحذرة للكلمات وطريقة تعبيره، ولكن وبصراحة فإن الفشل في معرفة طبيعة العدو يؤثر ويهدد قدراتك على إلحاق الهزيمة به، وأعتقد أن هذا الأمر واضح ليس فقط على الصعيد المحلي بل وعلى مستوى جهودنا في الرد على التهديدات الإرهابية الدولية مثل داعش وغيرها." وتابع قائلا: "ما أقوله ليس إدانة للمسلمين الذين يتجاوز عددهم المليار حول العالم ممن يؤدون صلواتهم ويتبعون تعاليمهم، ولكن الإدانة لأشخاص لديهم تفسيرات متطرف للقرآن والذين يزرعون شرورهم ويظهروه باسم الدين."

من جانب اخر أمر حكام ولايات فلوريدا ولويزيانا وأركنسو وأوكلاهوما وتكساس وانديانا بتسليح أفراد الحرس الوطني في المكاتب والمنشآت الاخرى في أعقاب هجمات أدت إلى مقتل أفراد الجيش الأمريكي بولاية تنيسي. وقال جريج آبوت حاكم ولاية تكساس في تصريحات صحفية "أصبح واضحا أنه يتعين أن يكون بوسع أفراد قواتنا المسلحة الدفاع عن أنفسهم ضد هذا النوع من الهجمات التي تقع على أرضنا." وأضاف "تسليح الحرس الوطني في هذه القواعد لن يكون فقط وسيلة ردع لأي أحد يريد إلحاق الأذى برجال ونساء قواتنا المسلحة بل سيمكنهم من حماية من يقيمون ويعملون في القاعدة."

تحقيقات اردنية

من جانبها اعتقلت المخابرات العامة الاردنية خال محمد يوسف عبد العزيز حسبما اكد محاميه وقال المحامي عبد القادر الخطيب ان "المخابرات تعتقل بشكل غير قانوني موكلي الاستاذ الجامعي اسعد ابراهيم الحاج علي وهو اردني من اصل فلسطيني يحمل الجنسية الاميركية هو خال منفذ هجوم تينيسي".

واضاف ان "موكلي اعتقل بشكل غير قانوني وتعسفي ولا زال قيد التحقيق لدى المخابرات دون وجود اي تهمة وهو لا ينتمي لاي تيارات سياسية او دينية"، مطالبا باطلاق سراح موكله فورا. واوضح ان موكله "استدعي عبر الهاتف من قبل المخابرات وذهب بمفرده وتم استجوابه لعدة ساعات قبل ان يطلق سراحه". وتابع الخطيب "لكن تفاجئنا بتفتيش منزله واعتقاله مجددا وحجز الاجهزة الخلوية والحاسوب الآلي الخاص به". بحسب رويترز.

واشار الى ان منفذ هجوم تينيسي عمل مع خاله الذي يملك محلا لبيع الهواتف النقالة واقام في منزله خلال زيارته للاردن العام الماضي لعدة أشهر. واضاف ان "العائلة تفاجئت بما حدث كون محمد يعارض العمليات الارهابية، وانه انسان عادي وغير متشدد".

اضف تعليق