q
سياسة - تقارير

باتريك كوكبيرن في مؤسسة النبأ: مليونيرات الخليج يمولون داعش لأنهم يقاتلون الشيعة

داعش لايستطيع التمدد أكثر في العراق والسياسة الامريكية متناقضة

استضافت مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام الكاتب والصحفي باتريك كوكبيرن الذي يعمل في صحيفة الاندبندنت البريطانية، وجرى اللقاء في مقر المؤسسة في محافظة كربلاء يوم السبت 11/7/2015، بحضور مجموعة من الصحفيين والمثقفين ومدراء مراكز بحثية متخصصة، وبرغم ضيق الوقت جرت هذه المقابلة معه حيث وجه الحضور من خلالها مجموعة من الأسئلة، وهذا نص اللقاء:

* بما ان الارهاب يرتبط بالسياسة من يقف خلف داعش؟

- هذا السؤال فيه أكثر اجابة، هناك من يقف خلف التنظيم وهناك من هو مستفيد، وبرغم من عدم وجود لدي أدلة قطعية لكن القرائن توضح ان السنة والقوى السنية في المنطقة هي التي تدعم الحركات المتشددة.. وعندما التقيت بمسؤولين عراقيين قالو لي ان الدول السنية هي التي تقف خلف التنظيم.

أما موضوع التمويل باعتقادي ان داعش قوة مدربة ويتقاضى افراد التنظيم مرتبات شهرية بقيمة 350 $ وهناك تمويل يقدم من مليونيرات دول الخليج، وأغلب المعلومات تشير الى ذلك.

* هل تعتقد ان تنظيم داعش وصل الى الذروة في قوته في العراق؟

- نعم هم في العراق كذلك، فان تنظيم داعش لا يستطيع التمدد أكثر من ذلك لأن الحاضنة تقع في المناطق السنية كما شاهدنا ذلك في الموصل، وكما هو الحال في سوريا فان التنظيم يسيطر على مساحات كبيرة مع وجود الحاضنة السنية المتشددة.

* هل تعتقد ان الغرب جاد بقتال تنظيم داعش؟

- نحن نرى هناك تناقضا في السياسة الأمريكية تجاه محاربة داعش فالأمريكيون لايريدون بقاء الأسد وهذا السؤال يوحي ان هناك نظرية مؤامرة، لكن الحقيقة من خلال مايجري الان على الارض نرى ان واشنطن تضرب بقوة تنظيم داعش، واستطاعت من خلال الضربات الجوية ان تقتل الكثير منهم حتى على مستوى القيادات، اما ماحدث من وقوع اسلحة امريكية بيد التنظيم حصل ذلك مرة واحدة في كوباني.

* هل تستطيع دول الخليج ان تقف بوجه التنظيم في حال هيمنته في سوريا أو الانقلاب على الانظمة التي تساعده؟

- دول الخليج ترى في بقاء نظام الأسدي مخاطر عليها وبنفس الوقت انها تعمل على قتال الشيعة وهم يستفيدون من ذلك، ان دول الخليج تعتقد أن دعمها للتنظيمات المتشددة بقدر ما، صور لها انها تسيطر على الاوضاع وان الخطر بعيد عنها، لكن في ذلك مخاطرة وقد تنقلب الأوضاع على هذه الدول كما هو الحال في سوريا.

* ما هو تقييمك لثورات الربيع العربي وهل انها ساهمت بصناعة التنظيمات المتشددة؟

- لا توجد تسمية للربيع العربي بمعنى الديمقراطية وان ماجرى من ثورات قد اختطفت لمصلحة الأنظمة التي تحكم الآن.

* هل لدى القوى الغربية مخططات لصناعة تنظيمات متطرفة تقاتل تنظيمات متطرفة اخرى بمعنى قتال "الشر بالشر"؟

- اعتقد ان الغرب قد وقع في خطأ استراتيجي عندما دعم التنظيمات المتشددة ضد نظام الأسد، ولم يكن لدى القوى الغربية تصور كاف عن مدى قوة هذه التنظيمات وعوامل استقطاب أفرادها من العالم، بحيث استطاعت هذه التنظيمات ان تمتد الى العمق السوري، على عكس ما جرى في افغانستان فالشعب هناك تربطهم علاقات اجتماعية فيما بينهم لم تستطع التنظيمات الارهابية اختراق المجتمع الأفغاني بالشكل الذي رأيناه في سوريا.

كما ان القوى السنية تحاول تلميع صورة بعض التنظيمات المتطرفة وتقف معها لأنها تحارب نظام الأسد وهي مستفيدة من هذه التنظيمات.

* لماذا لم نرى دورا واضح المعالم لبريطانيا في قتال تنظيم داعش؟

- ان بريطانيا لم تكن مؤيدة للحرب على العراق ودخول أمريكا البلد، كما انها لم تشترك بالحرب على داعش بنفس القدر مع واشنطن حيث بلغ عدد الطلعات الجوية الى الان 300 طلعة فقط.

* لماذا تستعملون كلمة "الجهاديين" أو "الدولة الاسلامية" في خطابكم الاعلامي فان ذلك يخلق صور مشوشة ضد الاسلام لدى المتلقي في الغرب؟

- لا اعتقد ان البريطانيين يعتقدون ان الاسلام دين ارهابي او المسلمين ارهابيين. كما اننا نخاطب العقل الغربي ولا يوجد معنى للمتلقي من كلمة سلفي أو وهابي ونحاول ان نوصل المعنى من خلال ذلك، وعندما نرى ان الحكومة البريطانية طلبت من قناة BBC ان تغير تسمية "تنظيم الدولة الاسلامية" الى مسمى آخر رفضت القناة لأسباب تراها ان ذلك لن يغير من أهمية خطر التنظيم وان التنظيم موجود على الارض وخطره جدي وثقيل.

* هل القلق الذي يسود المواطن العراقي من خطر تنظيم داعش له مبرر؟

- هذه المخاوف حقيقية وهي تراود العالم كله، لكن علينا ان نتسائل كيف استطاع التنظيم بأعداده القليلة ان يهزم جيش بأكمله وعلينا ان نسأل الحكومة العراقية وهي المسؤولة عن ذلك.

* لماذا يتفاعل الاعلام الغربي مع الاعلام العربي المتشدد الى حد كبير بحيث ينقل خطابا بنفس الصورة، ولماذا يحاول هذا الاعلام نقل صورة سيئة عن الشيعة في العراق تحديدا؟

- اعتقد ذلك يرتبط بالحرب الاعلامية التي تدور بين الغرب وايران، فمنذ قيام الثورة الايرانية استطاعت الدول العربية ان تتحالف مع الغرب ضد ايران وهذا ينعكس بطبيعة الحال على الخطاب الاعلامي.

* هل ان ايران لها علاقة مع التنظيمات الارهابية كما روجت بعض وسائل الاعلام الغربية المعروفة عن وجود قياديين من تنظيم القاعدة في ايران؟

- حاول الاعلام الغربي خلق قصص كثيرة منذ احداث 11 ايلول، وهو أمر غير صحيح لان معظم الارهابيين هم من السعودية كما ان امريكا هاجمت افغانستان والعراق، وان هذا النوع من الخطاب الاعلامي له علاقة بطبيعة التحالفات السياسية بين واشنطن وحلفائها.

* كيف يمكن لنا مواجهة دعاية تنظيم داعش وخطابه الاعلامي؟

- هذا السؤال في غاية الاهمية، نحن نرى ان التنظيم استهدف الاقليات والاكراد وهو يحاول منذ نشأته استهداف الشيعة لأنهم الغالبية في العراق وهو يحاول الاطاحة بأكبر عدد من القتلى من اجل اشعال فتيل الفتنة السياسية. واعتقد ان هذه السؤال له اجابات أخرى لا يمكن من هذه العجالة ان نوضحها.

* الى اي مدى استفادت شركات بيع الأسلحة في ما يجري من حروب في المنطقة؟

- من المؤكد ان شركات بيع السلاح قد استفادت من ذلك ولكن هذا لا يعني انها تقف خلف التنظيم.

* تحدثت وسائل الاعلام عن بيع الاثار العراقية في لندن وانها تمول داعش هل هذا صحيح برأيك؟

- لا اتفق مع هذا الرأي، لان التنظيم له موارد كبيرة ولا يعتمد على بيع الاثار بالصورة المنقولة هذه لان التنظيم يعطي رواتب لأفراده ويقوم بشراء الاسلحة وله طرق تمويل غير ذلك.

* كلمة أخيرة؟

- انا أشكر الحضور على هذه الضيافة، لكن لدي سؤال ارجو الاجابة عليه. ما هو سبب انكسار الجيش العراقي في الموصل مع العلم قد صرف على المؤسسة الأمنية العراقية المليارات من الدولارات، فيما نرى ان قوات الحشد الشعبي وهي جيش غير منظم حققت انتصارات عديدة على عكس قوات الأمن والجيش؟

تعددت وجهات النظر والاجابات من قبل الحضور لكن كان أبرزها: ان الضعف الناجم هو بسبب غياب المشروع الوطني الذي انسحب على المؤسسة العسكرية والأمنية كما ان الفساد كان عاملا خطيرا ساهم بذلك بحيث كانت نسبة الفساد الاداري والمالي كبير داخل هذه المؤسسات بحسب ماتم الكشف عنه رسميا واعلاميا.

والجدير بالذكر ان (باتريك كوكبيرن) هو مراسل صحيفة الاندبندنت البريطانية "The Independent" في الشرق الأوسط. عمل مراسلاً لصحيفة فاينانشال تايمز "Financial Times". ألّف ثلاثة كتب عن تاريخ العراق الحديث، زار العراق مرات عديدة وكانت أول مرة عام 1977. من كتبه الأخيرة، "داعش.. عودة الجهاديين".

 

اضف تعليق