q

حين دعا رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي، إلى تخفيض رواتب جميع المسؤولين في الدولة تحقيقاً للتكافل الاجتماعي، مقترحاً فتح صندوق لمساعدة الجهد القتالي، كانت بمثابة إشارة بليغة ومهمة، وإن جاءت متأخرة، أن على المسؤولين في الدولة العراقية أن ينتبهوا أن المواقع ليست للمنافع الخاصة، وأن لا ينسوا أن هناك أناساً كثيرين من هذا الشعب يجب ان تلتفتوا نحوه، كما أن هناك أبطالا يضحون بأرواحهم في ساحات القتال ضد تنظيمات داعش المجرم وأخواتها، ويتركون عوائلهم وبيوتهم وكل شيء في سبيل بقاء العراق سالما معافى من الخطر الإرهابي العالمي المتمثل بهذا التنظيم الوحشي، وليس من أجل أن تكنزوا المال وتشتروا العقارات وتشبعوا حتى التخمة، بينما هذا الشعب يكافح ويضحي ويعمل ليل نهار كي يحصل على نصره وكرامته وخبزته الشريفة المنقوعة بالدم وعرق الجبين.

هذا هو المغزى المباشر للقضية التي نسيها كثير من المسؤولين في الدولة من (الشبعانين) حد التخمة والمشغولين بثرواتهم وأملاكهم الخاصة المستحلبة من مناصبهم ومواقعهم دون وجه حق في كثير من الأحايين.

وكم كنت أتمنى أن يكون مجلس النواب العراقي متمثلا برئيسه، سباقا لهذه المهمة، على اعتبار أن البرلمان يمثل الشعب وهو أولى بهذه المبادرة وهذا الموقف، ولكن بعض مجلس النواب هو الآخر مشغول بالمنافع كما يبدو، وغير ذي بال بحريق البلد وتضحيات الشعب، ونسألهم بشكل مباشر: ما جدوى كل ما حصلتم عليه من غنائم المسؤولية وما ستحصلون عليه لاحقا، حين يضيع الوطن -لا سامح الله-؟..

ألا تستشعرون الخطر والحريق والدماء، وآهات الشعب الموجوع المجروح البطل الذي بفضله تستريحون في قاعاتكم وغرفكم وسياراتكم المكيفة المنعمة بما لذ وطاب؟

ثم ألا تظنون أن الرواتب الضخمة التي تستلمونها شهريا دون انقطاع أو تأخير، هي أكبر بكثير من استحقاق كثير منكم، قياسا للعطاء والجهد المبذول، وقياسا للمسؤولية المقصرة التي لم تأخذ في حساباتها أهمية خدمة الناس والشعور بهم، وأهمية نكران الذات في سبيل المصلحة العامة للبلد.

ونحن نعتقد أن تخفيض رواتب المسؤولين العالية في الدولة والحكومة هي الخطوة الأولى الواجبة عليهم ولابد أن تلحقها خطوات أخرى تشعرنا أنهم مع الشعب وليس بمعزل عنه، ومع البلد في أصعب مواجهة شرسة ضد الإرهاب.. ونقول لهم:

كفى للتخمة والتفتوا حولكم!

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق