q

المعارك المتواصلة التي تخوضها القوات العراقية وفصائل الحشد الشعبي ضد عناصر تنظيم داعش الارهابي في جبهات عديدة من ارض العراق، لاتزال محط اهتمام اعلامي واسع, خصوصا بعد الانجازات العسكرية الكبيرة التي تحققت من قبل الجيش العراقي والحشد الشعبي في الفترة الاخيرة, والتي عدها الكثير من الخبراء والمراقبين انجاز مهم قد اسهم بقلب موازين القوى لكنه يحتاج الى مزيد من العمل والدعم سواء من قبل الحكومة العراقية او قوات التحالف الدولي، التي تشارك في هذه المعركة بإمكانات محدودة وجهد خجول قد لا ترتقي الى المستوى المطلوب في هذه المعركة.

ويرى بعض الخبراء ان هناك معطيات كثيرة تشير الى ان الانتصارات المهمة التي تحققت في العراق قد اربكت تنظيم داعش الارهابي، دفعته الى اعتماد خطط واساليب جديدة في سبيل التمويه وقلب الحقائق من خلال استخدام سلاح الاعلام الكاذب والمزيف. وبحسب البعض فأن الهزائم العسكرية التي تلقاها تنظيم "داعش" في العراق وسوريا دفعته الى شن بعض الهجمات في مواقع ودول اخرى، في محاولة لأثبات القدرات وتحويل الانتباه عن هزائمه. ويقول الخبير في الجماعات الإسلامية توماس بيريه من جامعة إدنبرة كما تنقل بعض المصادر، إن "لدى التنظيم شعور بالحاجة للتعويض عن الهزائم التي لحقت به لذا كان التوسع من جانب التنظيم في جانب النشاط الإرهابي أكثر مما هو توسع يتعلق بما يسمى بالخلافة"، مشيرا الى أن "العمليات الاخيرة التي قام بها في بعض الدول هي محاولات لجلب الانتباه وتصدر الاخبار الرئيسية".

وبحسب بعض التقارير فأن الصورة التي يحاول مشروع داعش إظهارها قد بدأت بالتلاشي، فقد طردوا من عدة مناطق في شمال العراق خلال الأشهر القليلة الماضية وقد عانى التنظيم أيضا من انتكاسات مدوية في شمال شرق سوريا حينما تمكنت القوات الكردية بدعم من الضربات الجوية الأمريكية من طردهم خارج مدينة كوباني والعديد من المناطق المحيط بها وهذه الهزائم المتتالية للإرهابيين كلفت ما هو اكثر من الاراضي وأدت المعارك الى مقتل الآلاف منهم، كما أن الضربات الجوية استهدفت بعض مصادر تمويل المهمة لهذا التنظيم الإرهابي.

من جهة اخرى اكد بعض المراقبين على وجوب ان يقوم ساسة العراق بتناسي خلافاتهم الشخصية والحزبية، والعمل على دعم وتعزيز قدرات الجيش العراقي وفصائل الحشد الشعبي الذي يضم جميع مكونات الشعب العراقي دون استثناء، يضاف الى ذلك ضرورة ترك المجاملات السياسية التي تقوم بها بعض الجهات والاحزاب المتنفذة في سبيل تحقيق مصالحها الخاصة التي اضرت بالشعب العراقي وكلفتة الكثير من الدماء الزكية، مؤكدين في الوقت ذاته على ان تقوم الحكومة العراقية بخطوات اكثر صرامة في تطبيق القوانين والعمل على محاسبة جميع المقصرين مهما كانت مستوياتهم القيادية.

انجازات وقتال عنيف

وفي هذا الشأن قال متحدث باسم جماعات شيعية مقاتلة إن القوات العراقية طردت مقاتلي داعش من معظم أنحاء بلدة بيجي الشمالية وتأمل في طردهم من المصفاة النفطية القريبة في غضون أيام. وكان مقاتلو التنظيم المتشدد قد اجتاحوا بيجي الواقعة على بعد نحو 190 كيلومترا إلى الشمال من بغداد قبل عام أثناء سيطرتهم الخاطفة على محافظات سنية عراقية. وتدور المعارك منذ ذلك الحين في البلدة والمصفاة وهي أكبر المصافي النفطية في العراق.

وإذا استعاد الحشد الشعبي وقوات الأمن العراقية السيطرة الكاملة على أنحاء بيجي فسيساعدهم هذا على التوغل شمالا صوب مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم داعش وإلحاق الهزائم بالتنظيم المتشدد في محافظة الأنبار بغرب العراق. وقال أحمد الأسدي المتحدث باسم الحشد الشعبي "لا تزال هناك بعض الجيوب تشهد مقاومة" في الشمال الشرقي والشمال الغربي من البلدة وإن مقاتلي داعش يحاولون شن هجمات من قرية الصينية الواقعة على بعد خمسة كيلومترات إلى الغرب. وأضاف في مؤتمر صحفي ببغداد "أستطيع القول أن أكثر من 90 في المئة من القضاء أصبح محررا وسيتم تحرير المناطق المتبقية خلال الساعات القليلة القادمة." وتابع "لا يزال العدو يتحكم بمناطق من المصفى لكن الأجزاء المهمة تحت سيطرة الحشد وبقية فروع القوات المسلحة." وقال "بعد القضاء على هذه الجيوب سنقوم بتحويط المصفى من كافة الجهات وسنعلن في الايام القليلة القادمة تحرير مصفى بيجي بإذن الله."

على صعيد متصل قالت مصادر بالجيش إن قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي حققوا مكاسب الى الشمال من الفلوجة لكن جهودهم لمحاصرة متشددي تنظيم داعش في المدينة واجهت مقاومة شرسة بما في ذلك هجمات انتحارية بالقنابل. وتحاول حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إجهاض المكاسب التي حققها متشددو داعش في الآونة الاخيرة في محافظة الأنبار بغرب البلاد بعد ان استولوا على الرمادي عاصمة المحافظة في مايو أيار الماضي.

وكانت الفلوجة -التي تبعد 40 كيلومترا فقط الى الغرب من العاصمة العراقية بغداد- بؤرة للمجاميع المسلحة حتى قبل ان يستولي التنظيم على معظم المناطق السنية بالعراق في يونيو حزيران من العام الماضي. وقاد هجوم مقاتلون من كتائب حزب الله التي تنتمي لقوات الحشد الشعبي التي تقاتل تنظيم داعش الى جانب الجيش العراقي. وقال جعفر الحسيني المتحدث باسم كتائب حزب الله إن الجماعة تمكنت من قطع خط الامداد لأراض تسيطر عليها داعش الى الشمال من المدينة. وتقول السلطات إنهم يسيطرون بالفعل على مناطق شرقية وجنوبية وغربية.

وقال إن التقدم الذي احرز انجاز مهم "لعزل ارهابيي داعش" داخل المدينة وقطع جميع خطوط الامداد لهم. واضاف ان التقدم سيحدد "كيف ومتى ستبدأ عمليات تحرير الفلوجة". وقال مصدران بالجيش العراقي إن متشددي التنظيم قاموا بتفجيرين انتحاريين على الاقل بسيارتين ملغومتين لوقف هذا التقدم لكن ذلك لم يمنعهم من الاستيلاء على جسر بمنطقة الشيحا.

على صعيد متصل أسقطت طائرات عراقية منشورات على مدينة الموصل تبلغ فيها السكان بأن مقاتلي تنظيم داعش سيطردون قريبا من المدينة الواقعة بشمال العراق وإن تفاصيل عملية انتزاع السيطرة على المدينة ستبثها محطة إذاعية جديدة. ويسيطر التنظيم المتشدد على المدينة منذ أن اجتاحها مقاتلوه في يونيو حزيران من العام الماضي وتوغلوا في معظم المحافظات السنية في العراق.

ووعدت الحكومة بعملية عسكرية لاستعادة الموصل لكن التقدم يسير بوتيرة بطيئة لأسباب من بينها مكاسب التنظيم المتشدد في أماكن أخرى. وجاء في المنشورات التي صدرت باسم وزارة الدفاع العراقية وأسقطت في الموصل "لقد بان الفرج بعون الله وأصبحت العودة إلى وضع يتم فيه الخلاص من الظلم والجهل والجور قريبة إن شاء الله.. إن قواتكم المسلحة على الأبواب.. تعاونوا معها." ورغم الوعود لم تظهر أي بادرة على عملية عسكرية وشيكة ضد التنظيم في الموصل. بحسب رويترز.

وجاء في المنشورات أيضا أن إذاعة جديدة ستبدأ البث قريبا وحثت السكان على حمل جهاز راديو صغير معهم طوال الوقت لتلقي التعليمات بشأن عملية الموصل. وقال سكان في الموصل تم الاتصال بهم عبر الهاتف إن مقاتلي التنظيم منتشرون في أنحاء المدينة التي أسقطت فيها المنشورات وإنهم طلبوا من المارة الابتعاد.

مسيحيون عراقيون يتدربون

من جانب اخر يردد عراقيون رسم بعضهم الصليب وشما على جسمه او علقه حول رقبته، عبارة "يا مريم" اثناء مشاركتهم في تدريب متطوعين مسيحيين على يد فصائل شيعية للقتال ضد تنظيم داعش، في معسكر ببغداد. ويقول فرانك سمير (17 عاما) "سمعنا ان المسيحيين فتحوا فرصة للجهاد، وأتينا جميعا وتطوعنا". يضيف الشاب الكلداني المتحدر من بغداد ويعمل كعامل يومي "اطفالنا يموتون، عوائلنا المسيحية تهجرت. كيف نقبلها على انفسنا ان يقال ان المسيحيين لا يقاتلون؟ بالعكس، نحن نريد ان نقاتل في كل مكان".

ويقوم قرابة 40 متطوعا حمل بعضهم وشوم رموز دينية مسيحية، كالصليب والسيدة العذراء والسيد المسيح، بالتدرب على حمل السلاح ومحاصرة الخصم. وينتمي هؤلاء الى فصيل يعرف باسم "كتائب بابليون"، ويتدربون في قاعدة تابعة للقوات العراقية بجوار مطار بغداد، باشراف قياديين في قوات الحشد الشعبي المؤلف بمعظمه من فصائل شيعية. ولجأت السلطات الى الحشد بعد انهيار العديد من قطعات الجيش في وجه هجوم التنظيم، وشكل الحشد رأس الحربة في العديد من المعارك التي خاضتها القوات العراقية لاستعادة مناطق سقطت بيد الجهاديين.

وغالبية متطوعي "كتائب بابليون" من الموصل، كبرى مدن الشمال واولى المناطق التي سيطر عليها الجهاديون في هجوم العام الماضي. واثر هجوم الجهاديين، باتت الموصل التي عرفت بكنائسها الاثرية، خالية من الوجود المسيحي للمرة الاولى في تاريخها، بعد ان خير الجهاديين سكانها المسيحيين بين اشهار اسلامهم او دفع الجزية او الموت.

ويقول فارس عيسى (38 عاما) الذي كان يعمل كتاجر سيارات في الموصل "لم اتردد بالتطوع مع اخواني (المتطوعين) لمقاتلة داعش"، ويضيف الرجل الذي ارتدى زي الجيش العراقي وعلق صليبا حول عنقه، "سأواصل محاربة الدواعش حتى تحرير الموصل ثم طردهم من جميع مناطق العراق". وتقام التدريبات التي تستمر اسبوعين في باحة المعسكر الذي احيطت اسواره برموز دينية مسيحية واسلامية، بينها صليب كبير من الخشب ورايات "الله اكبر" و"لا اله الا الله". ويقوم المتطوعون بالركض حاملين رشاشات "كلاشينكوف"، والتشكل في مجموعات من نحو عشرة مسلحين للتدرب على التقدم نحو منطقة للخصم ومحاصرتها قبل الانسحاب منها.

كما يتلقى المشاركون تدريبات على التصويب والتحرك ضمن تشكيلات. ويتابع المتطوعون محاضرة حول كيفية التعامل مع السلاح وفكه وتركيبه في غرفة بالقاعدة رفع فيها صليب وصورة للبابا فرنسيس، اضافة الى راية الحشد الشعبي، واخرى لشعار كتائب بابليون المؤلف من خريطة العراق وفوقها اسم "الحركة المسيحية في العراق". والمجموعة التي تتدرب حاليا هي التاسعة من ضمن "كتائب بابليون" التي يقول المسؤولون عنها انها باتت تضم مئات المقاتلين الموزعين في مناطق عدة من العراق، من دون ان يقدموا رقما دقيقا.

ويقول امين عام الكتائب ريان الكلداني "الهدف الرئيسي من تشكيل قواتنا (هو) تحرير الموصل"، مضيفا "شاركنا في عمليات تحرير مدينة تكريت وعمليات اخرى بينها بيجي، في محافظة صلاح الدين" شمال بغداد. ويوضح الكلداني ان مشاركة مقاتليه في المعارك تتم "تحت امرة ابو مهدي المهندس" الذي يعد من ابرز قادة الفصائل الشيعية، ويتولى رسميا مسؤولية نيابة رئاسة "هيئة الحشد الشعبي".

وبحسب قيادي ثان في الكتائب رفض كشف اسمه، فان "مئات من المقاتلين المسيحيين متواجدون حاليا في مناطق متفرقة في محافظة صلاح الدين (...) اضافة الى اخرين مسؤولين عن حماية الكنائس في محافظة بغداد". ويؤكد هذا القيادي ان "العمل متواصل لاستقبال متطوعين اخرين" بهدف "محاربة تنظيم داعش الارهابي". ويقول "حجي علي"، وهو قيادي في احدى الفصائل الشيعية يشرف على تأهيل المتطوعين، ان التدريب "يركز على الاشتباكات القريبة والحرب غير المنظمة والحرب داخل المدن". يضيف القيادي الذي ارتدى قبعة عسكرية خضراء "المسيحيون اعينهم نصب الموصل ونصب المناطق التي احتلها داعش". بحسب فرانس برس.

وفي حين يشدد المتطوعون على ان الموصل، بما لها من رمزية لدى المسيحيين، هي الهدف الرئيسي، الا ان قتالهم ضد التنظيم لن ينحصر بها. ويقول ريمون سلوان (16 عاما)، وهو نازح من الحمدانية في الموصل، ان تحرير هذه المدينة "هو هدفنا الاول". ويضيف الشاب اليافع ذو الشعر الاشقر "ساواصل قتال الارهاب اينما ذهب في العراق وكل مكان".

بين التقاعد والاعدام

الى جانب ذلك أحال رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي رئيس أركان الجيش على التقاعد، وهو أبرز ضابط ينحى منذ هجوم تنظيم "داعش" قبل أكثر من عام، بحسب ما أفاد متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء. وقال سعد الحديثي "تمت إحالة رئيس أركان الجيش (الفريق أول) بابكر زيباري على التقاعد"، مشيرا إلى أن العبادي، القائد العام للقوات المسلحة، "هو الذي أصدر الأمر" بذلك، بدون أن يقدم تفاصيل إضافية. وقام العبادي منذ نيل حكومته الثقة في أيلول/سبتمبر، بإحالة مئات الضباط على التقاعد أو إعفائهم من مناصبهم، في مسعى لإعادة هيكلة الجيش إثر انهيار قطعات منه في وجه هجوم لتنظيم "داعش" في حزيران/يونيو 2014، وسيطرته على مساحات واسعة من البلاد.

ولم يتضح ما إذا كانت إحالة زيباري ضمن هذه التدابير أو لأسباب أخرى. وعانى الجيش الذي استثمرت فيه السلطات العراقية مليارات الدولارات، من فساد في أوساط بعض الضباط والعناصر، ونقص في التدريب الذي تقول الولايات المتحدة إنه تراجع بشكل كبير منذ انسحاب قواتها في 2011. واعتبر زيباري قبل انسحاب القوات الأمريكية أنه من الأفضل بقاء وحدات منها، وأن الجيش العراقي يحتاج الى سنوات ليكون جاهزا بشكل كامل. وقال في 2010 "لو سئلت عن الانسحاب لقلت للسياسيين يجب أن يبقى الجيش الأمريكي حتى تكامل الجيش العراقي عام 2020".

وعلى رغم أن زيباري، وهو كردي، تبوأ أعلى منصب في الجيش، إلا أن قيادة المؤسسة العسكرية خضعت لإعادة هيكلة بعد 2011 في عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي جعل "مكتب القائد العام للقوات المسلحة" برئاسته، المسؤول عن قيادة الجيش وتعيين الضباط الكبار. وبعد مرور نحو ثلاثة أعوام ونصف عام على انسحاب القوات الأمريكية، يتواجد الآلاف من جنودها حاليا في العراق لتقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية في مواجهة تنظيم 'الدولة الإسلامية'. كما تقود واشنطن تحالفا دوليا ينفذ ضربات جوية ضد التنظيم في العراق وسوريا.

على صعيد متصل قال نائب رئيس الجمهورية العراقي نوري المالكي في كلمة متلفزة، إن الحكم القانوني بحق الضباط والجنود الذين انسحبوا من ساحة المعركة -في إشارة إلى المواجهة مع داعش- هو الإعدام. وأشار المالكي إلى حدوث "مؤامرة" أدت إلى سقوط الموصل والرمادي في قبضة تنظيم "داعش" المتطرف.

وقال المالكي "ما سقطت الموصل إلا بمؤامرة، وما سقطت الرمادي إلا بمؤامرة". وأضاف "اسمحوا لي أن أتحدث بلغة المؤامرة. يقولون أنتم الإسلاميون دائما تتحدثون بلغة المؤامرات. نعم، ومن المؤامرة ألا نقول أن هناك مؤامرة". وتابع "في الموصل لو أن الموجودين (من قوات الأمن) قاتلوا ما استطاع داعش أن يتقدم خطوة واحدة (...) كانت المؤامرة أن ينسحب الجميع من الجيش، فسقط الجيش".

ويتهم المالكي باتباع سياسة تهميش بحق السنة، في ما يرى خبراء أنه ساهم في تسهيل دخول الجهاديين للمناطق ذات الغالبية السنية. إلا أنه حمل سياسيين معارضين له، لا سيما من السنة، مسؤولية "التحريض"، لا سيما من خلال الانتقادات التي كانت توجه للجيش باتباع سياسة تمييز لصالح الشيعة، في ما اعتبرها "هجمة طائفية". وقال المالكي "أريد أن أكون صريحا، نحن نحمل الضباط والجنود الذين انسحبوا من ساحة المعركة أنهم تخاذلوا وجبنوا، وإن حكمهم في القانون هو الإعدام". وأضاف "لكن حتى لا نرمي كل المسؤولية على رأس الضابط والجندي فقط (...) أريد أن أقول السياسي الذي وقف خلف هذه المؤامرة، السياسي الذي روج للاعتصامات (ضده)، السياسي الذي أعلن الحرب على الدولة، السياسي الذي تآمر والذي أشاع أجواء الهزيمة... ماذا عن هؤلاء؟". بحسب فرانس برس.

وتابع "تتذكرون (...) كيف اتهم الجيش العراقي، وهو جيش العراقيين جميعا، بأنه مجوسي صفوي شيعي مالكي، حتى أسقطوا هيبة الجيش عند المواطنين. وحينما وصلنا إلى مرحلة الاصطدام، انهارت القطاعات الموجودة في الموصل وفي مناطق أخرى". وأضاف أنه كان "واضحا حينها أن الجيش العراقي ونتيجة الهجمة الطائفية (...) سيصاب بصدمة ويتضرر كثيرا وتنحل فيه الكثير من الوحدات".

اضف تعليق