q
يمكن ان يحدث التخاطر لكثير من البشر الا ان قوته تكمن في قدرة الشخص على التركيز كما التأمل فكلما زاد تركيز الانسان كلما تمتع بقوة ذهنية وعقلية عاليتين تساعدانه نحو احداث التخاطر بشكل سليم، كما ان قناعة الانسان بوجود التخاطر في حياته تدفعه نحو التمرن عليها...

بين عالمين احدهما مادي محسوس واخر معنوي او روحي يقضي الانسان ايام حياته، وبين هذين العالمين يتعامل مع الكثير من الاشارات او الظواهر المعقدة او التي يصعب تفسيرها او ينعدم في بعضها، فمثلا يحدث انك تريد نطق جملة ما فتتفاجئ بان ان الاخر نطقها في ذات اللحظة، او ان والدتك تشعر في لحظة ما بعدم الارتياح لتعلم فيما بعد ان احد ابناءها البعيدين تعرض لسوء ما، او قد يفكر احدنا بالاتصال بشخص معين ليرن هاتفك باتصال وارد منه بأحد وسائل التواصل او ربما حضوره امامك، ألم يحدث لك أمرٌ شبيه بهذا من قبل؟، وهل يوجد تفسيراً علمياً، وكيف يمكن أن تحدث بوعي وإرادة ام بدونهما؟

مثل هذه الاشارات تحدث في العالم الحسي وتعرف بتوارد الخواطر او تداعي الافكار تحدث عبر الإتصال بين عقليين بشريين قريبين نفسياً من بعضهما في آن واحد بغض النظر عن بعد المسافات الفاصلة، فيقوم احدهم بأرسال شعور او رسالة او حتى اعجاب يستقبلها الاخر ويستجيب لها في ذات الوقت، والامر ليس تنظيراً بل هو موجود في يوميتنا ومر به معظمنا ان لم يكن جميعنا.

والتخاطر الذهني او العقلي يعتبر من المواهب او الصفات الفطرية التي تولد من الانسان ومن الممكن جدا ان تمنح لبعض البشر دون البعض الاخر، ومن يمتلكها يمتاز بصفاء ذهني كبير كما يتمتع بها الأشخاص الذين لديهم القدرات العقلية الخارقة، فالتخاطر يطلق علية القدرة الخارقة لدى البشر، ونود التنويه الى ان التخاطر يحدث أيضًا بين الحيوانات ولا تقتصر على البشر فقط، فالحيوانات يشعروا بأبناء فصيلتهم ايضاً الا اننا لا يعنينا بقدر ما يعنينا تفسيره في حياتنا كبشر.

يمكن ان يحدث التخاطر لكثير من البشر الا ان قوته تكمن في قدرة الشخص على التركيز كما التأمل فكلما زاد تركيز الانسان كلما تمتع بقوة ذهنية وعقلية عاليتين تساعدانه نحو احداث التخاطر بشكل سليم، كما ان قناعة الانسان بوجود التخاطر في حياته تدفعه نحو التمرن عليها وبالتالي يتعامل معه بشكل طبيعي دون الانبهار الزائد او عدم التصديق به، في هذا السياق بحث عدد من الباحثون عملية التخاطر وتوصلوا الى نتيجة تقول بأن أكثر الأشخاص لا يؤمنون بالتخاطر قد يؤدي بهم في النهاية إلى الجنون نتيجة الذهول بهذه العملية ونتائجها الغريبة.

للتخاطر او تداعي الافكار نوعين اثنين هما: اولاً تخاطر الافكار الحادثة معاً وفي هذا النوع تجتمع فيه عدة أحوال نفسية فيتكون منها كل واحد فإذا بعثت إحدى حالاته جذبت إليها غيرها من الاحوال المتممة لها بمعنى حدوثها كمثير واستجابة، على سبيل المثال اننا لا نسمع اللفظ الا حين ندرك المعنى او نرى حركة شفاه المتحدث لأن كلا منهما جزء متمم للآخر، بمعنى ان كل أدارك لا يحدث الا بمجموعة من الصور الذهنية المكملة لبعضها وهو في الحق نسيج صور وافكار منضمة إلى الاحساس.

ثاني انواع التخاطر هو تخاطر الافكار المتتالية وهو عبارة عن استدعاء حالة نفسية لحالة اخرى مختلفة عنها ثم استدعاء هذه الحالة الثانية حالة ثالثة بحيث يتألف من هذا التتالي سلسلة متصلة الحلقات بمعنى ان التخاطر يحدث لعدة مرات مع شخص ما وبحالات متعددة مثل نطق كلام مشابه او نظر لبعض بنفس الوقت وغير ذلك او الشعور بشعور مماثل.

ويربط النفسيون بين الحاسة السادسة والتخاطر وعدوه (التخاطر) جزء منها ويعني التخاطر الشعور بحادث ما أو بالحالة العقلية لشخص آخر بدون الاستعانة بالحواس العادية، وتشمل الحاسة السادسة ظواهر بشرية خارقة مثل التخاطر والاستبصار والتنبؤ والرؤية عن بعد والتنويم المغناطيسي أو الإيحائي ومعرفة الأمور قبل أو بعد حدوثها دون أن ينبئنا بها أحد.

من كل ما سبق نستنتج ان ما يحدث في عملية توارد الخواطر او تداعي الافكار يكون محركه قوى الانسان الخفية، فعملية التخاطر رغم صعوبة وصفها بدقة ورغم انها حيرت علماء العصر الحديث وجعلت بعضهم يشكلون على كونها ظاهرة علمية الا ان ذلك لا يعني أن هذا الأمر غير موجود ولا يمكن اغفاله والتغاضي عنه لكثرة حصوله ولمس أثره في الحياة البشرية فالإنسان عالم مليء بالأسرار لم يكتشف الكثير منها بعد، وهذا عالمٌ يحتاج لمزيد البحث والتأمل والدراسة لتقصي حقيقة أنفسنا التي نجهلها (وفي أنفسكم أفلا تبصرون).

اضف تعليق